الثورة نت:
2025-05-22@17:10:11 GMT

امتلاك (الوعي) أحد مفاتيح سنن التغيير الجذري..

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

 

الشعوب والأمم تسقط وتقوم، إنها حتمية التاريخ، ولا تخضع لرغبة نظام هنا أو كيان هناك، أو مشاريع جماعة هنا أو شلة أنس هناك، التغيير حتمي، يؤكده الماضي وتلمحه العقول الواعية في آفاق المستقبل، أما الجاهلون فلا يمكن أن يقاتلوا دفاعا عن مصالحهم ولا عن حريتهم ولا عن استقلالهم، فما يحدث في كل حالات التغيير، هو أن هناك قلة واعية تحمل مشاعل الوعي وتتحرك، وخلفها تتحرك الحشود والشعوب والأمم.

.
حين يحدث التغيير فإنه يبدأ أولا تحت الجلد، تبدو الأمور على السطح هادئة وطبيعية إلى أقصى درجة، وتظهر الشعوب وكأنها جثث، إلا أنه في حقيقة الأمر لا شيء ثابت، الحركة الدائمة هي سيدة الحقائق، الناس لا يلاحظون ذلك رغم حدوثه، وبعد فترة نفاجأ بالتغيير ونتعجب كيف حدث، لأننا لم نكن نملك الوعي بأن التغيير كان يعتمل في الداخل رغم كل الكوابح الظاهرة والقيود الخفية، لقد خلق الله الكون وجعله قابلا للتغير ، لكنه ربط التغير بسنن مرتبطة بقدرة الإنسان على معرفة قوانين التطور، وقوانين التطور هذه هي عبارة عن تعليمات وتوجيهات وأوامر ونواه محدده وواضحة في كتاب الله، وهي قوانين وسنن تؤكد أن كل الأشياء والأوضاع قابلة للتغيير، ولا يمكن أن تستعصى على إرادة الإنسان طالما التزم بنواميس سنن الكون التي سخرها الله له وحده من دون الكائنات..
وعلى هذا فإن مجتمعنا اليمني وبهويته الإيمانية اليمنية من أكثر شعوب العالم حظا و قابلية لصناعة هذا التغيير الجذري، بشرط أن يتصدى للتغيير من يمتلكون الوعى بقوانين وسنن الله التي تعزز قيم الجدل الاجتماعي، وعلى من يمتلكون الوعي هنا أن يتنادوا ويجتمعوا على وضع قراءة متأنية علمية وعملية وموضوعية لهذا الواقع، ويقدموا لشعبهم ولأمتهم خطة ومشروع التغيير، لنقلهم من التبعية والارتهان إلى الاستقلال والحرية، ومن الظلم و الاستبداد إلى الحق والعدل، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن القهر إلى العدالة، ومن الاستيراد إلى التصدير، ومن التهميش إلى القبول، ومن الضعف إلى القوة، وفي الختام هناك من يقدم كل تلك التغييرات مثلما يتقدمها موقف القيادة الثورية اليمنية، ومثلما يقدمها الجيش اليمني دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني، انه التغيير الجذري بعينه واسمه وصفته ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لعنة الوعي

 

 

ريم الحامدية

reem@alroya.info

بينما أتهيأُ لعبور عتبةٍ جديدةٍ من عُمري تِحمِلُ في طيَّاتها نُضجًا مُختلفًا، باغتتني أسئلة حقيقية أعمق من الذات والحياة، مفادها من أنا؟! وما الجدوى؟! ولماذا؟!

طرحتُ على نفسي حُزمة من الأسئلة الحقيقية أو قُل الوجودية! شرَّعتُ النافذة التي تُطل على شُرفة الأمل الذي أتمسَّكُ بتلابيبه، والحُلم الذي يراودني في أوقات الصحو قبل النوم، جعلتُ نسمات الأفكار تتسلل لي دونما إدراك لترتطم بفكري، شعرتُ بثقلٍ أكبر، كيف يُمكنني أن أرى العالم كما كان.. بريئًا، واضح المعالم، وبسيطًا. كل فكرة داعبت مُخيلتي كانت تحمل على أكتافها آلاف الأسئلة، مرَّت بي في وهلةٍ لحظةُ سكونٍ استدعت ضجيجًا داخليًا من البحث والتأمل.. ضجيجاً لم يسمعه أحد سوى قلبي وعقلي.

أدركتُ حينها ما كان يعنيه الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي، حين قال: "الوعي الزائد مرض.. مرض حقيقي"، لكن الحقيقة أن الوعي وميض يُضيء مرةً وينطفئ مرات، لكنه يكشف الزوايا التي لم تكن مرئية، نرى الناس كما هُم، لا كما نودُّهم أن يكونوا. نكتشف هشاشة العالم، ونلمح ضعف القوة، وربما النقص في كل كمال مُصطَنع زائفٍ. كم هو مُتعب أن تعرف، وكأنَّ العقل حين يستفيق لا يخلد إلى سباتٍ مُجدَّدًا، وكأنَّ اليقظة تترك أثرًا لا يُمحى من الروح. لم يخبرنا أحد أن النُضج يَسرق راحة البال، وأنَّ الحكمة لا تأتي إلّا ومعها شيء من الوحدة وربما التِيه!

ومع كل ذلك لا ندمَ؛ ففي هذا العُمق شيء يُشبه النور، شذرات من النقاء رغم ثقله، حتى وإن كان مُؤلمًا، شيء يُبقيك حيًّا، وإنْ كانت الحياة من حولنا تزداد تعقيدًا. أدركنا أن البساطة نعمة؛ فقدناها حين بدأنا نفهم أكثر مما ينبغي، لم يكن ذلك ضعفًا.. لا أبدًا ولن يكون.

أن تمضي يومك دون أن تتعمَّق في المعنى، أن تضحك دون أن تُحلِّل مصدر الضحك، وحتى أن تحزن دون أن تسأل لماذا هذا الحزن.. هذا ما أُسمِّيه "رفاهية الجهل الجميل"، الذي لم نكن نعرف قيمته.

تمضي الأيام، وأُدركُ أن هذه "اللعنة" ليست سوى هدية مُتنكِّرَة تُلاحقنا كلما زادت أعمارنا وتقدَّمت، رغم أنها هدية تحمل بداخلها الكثير من الألم، إلّا أنها تخرجني من الجمع الغفير الذي يُحب التقليد ولا يؤمن بالاختلاف والتميُّز والتفرُّد، تضعني هذه الهدية فوق مسرح الحقيقة، وتُعيد تشكيل جميع قناعاتي ومفاهيمي وربما طقوسي وشعائر حياتي، تُعيدها في علاقتي بربي، ووطني، وذاتي، ونجاحي، وعائلتي ومحيطي، والحب أيضا له من هذه الهدية نصيب، ويبدأ هنا الوعي الحقيقي الذي كلما اتسع زاد معه ثقل القلب، لكنه على الأرجح يُصبح الأكثر صدقًا.

زملائي أبناء هذا القرن كبرنا في عالم مُشبع بالصوت والصورة، لكنه فقير بالمعنى، نصحو كل يوم على أخبار جديدة، معلومات لا تنتهي، ورسائل لا تتوقف، لكن الكثير منها لا يُلامسنا، ولا يُضيف لأرواحنا أي جديد، كل شيء يجري بسرعةٍ، ومع ذلك نحن الأكثر ضياعًا من أي وقت مضى.

وبينما أتكئ على الكرسي المُطِل على شرفة الأحلام، أتأملُ فيمن حولي؛ فأكتشفُ أنَّ الكثير منهم يركض ولا يعرف إلى أين، وأن الضحكات مجرد غطاء، وأن الإنجازات لا تعني الشعور بالرضا، وأن العلاقات مهما بدت مُتماسكة، قد تكون خالية من الروح والحُب. وهذا الإدراك لا يُعلن، ولا يُحتفل به، لكن يعيش فينا، في صمتنا حين يتحدث الجميع، في دموعنا التي لا سبب واضحًا لها، وفي تردُّدِنا أمام ما كان- ذات يوم- بسيطًُا.

هُنا تتجلى لعنة الوعي في أصدق صورها، أن نعرف أكثر فنشعر أكثر ونتألم أكثر، هذا الألم هو ما يجعلنا نحيا بصورتنا البشرية الحقيقية، ويصقل فينا شيئًا لا يُرى، لكنه حقيقيٌ، فربما لم تكن اللعنة لعنة حقيقية؛ بل اختبار للروح.. فهل سنُواصل السير رغم وضوح العتمة؟

وأخيرًا.. ما أودُ قوله إننا ربما لا نملك ترف العودة إلى البساطة، ولا القدرة على إغلاق نوافذ الوعي التي شرعناها ونحن ننتظر تسرُّب الأمل إلى دواخلنا، لكننا نملك أشياءً أثمن؛ وهي أن نعيش بصدقٍ، وأن نمنح أنفسنا حق الاختيار والحيرة في الوقت نفسه؛ فالحياة ليست أبيض ولا أسود، وعلينا أن نُجيب على أسئلتنا بصدقٍ ورفقٍ، وأن نسير في الحياة بوعيٍ يُهذبنا لا يقتلنا؛ فهناك لحظات صفاء وسط الزحام، وربما في نهاية المطاف تكون هذه هي البركة الخفية في تلك "اللعنة"!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حكومة التغيير والبناء تقيم حفلا خطابيا بمناسبة العيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية 22 مايو
  • إشتباكات في الضاحية.. ماذا يجري هناك؟
  • لعنة الوعي
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الوعي المجتمعي له دوره الكبير في مواجهة الشائعات
  • الأورمان تُسلم مفاتيح 7 منازل بعد إعادة إعمارهم بـ"عزبة الصفيح" في بني سويف
  • خبير زلازل يحذر من سيناريو محتمل في مرمرة ويطرح الحل الجذري!
  • أمة النهوض.. مشاتل التغيير (19)
  • فان دي فين لاعب توتنهام: نستحق التتويج بالألقاب.. وحان وقت التغيير
  • مؤتمر آبل WWDC 2025 .. تحديثات جديدة للوحة مفاتيح iOS وقلم Apple Pencil
  • بن عطية: التغيير سيكون سلميا ولن تكون هناك حرب في طرابلس