تصدر تحالف يساري نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، حيث أحبط التصويت في الجولة الثانية تقدم اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان، ومنح معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرصة للعودة من جديد.

وأظهرت التقديرات الأولية لنتائج التصويت في الانتخابات التشريعية في فرنسا تصدّر تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، واحتلال معسكر الرئيس ماكرون المرتبة الثانية، متقدما على اليمين المتطرف الذي حل ثالثا، وذلك دون أن تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية (البرلمان).

وحسب النتائج النهائية لوزارة الداخلية، حققت "الجبهة الشعبية الجديدة" اليسارية، مفاجأة بحلولها في المرتبة الأولى، حيث حصلت على 178 مقعدا من أصل 577 مقعدا في الجمعية الوطنية.

أما معسكر ماكرون فقد أظهر قدرة على الصمود بعد شهر على مجازفة الرئيس بالدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة، مع حصوله على 156 مقعدا فقط، في مقابل 250 في يونيو 2022.

ودخل "التجمع الوطني" اليميني بقيادة مارين لوبان وحلفائها، بقوة إلى الجمعية الوطنية الجديدة بعدد تاريخي من النواب عند 146 نائبا، إلا أنه بقي بعيدا عن السلطة مع تسجيله نتيجة مخيبة لتطلعاته مقارنة بما سجله خلال الدورة الأولى.

ويأتي بعد ذلك الجمهوريون ومختلف المرشحين اليمينيين، الذين ينسب إليهم  66 مسؤولا منتخبا. فيما هناك 35 نائبا من أحزاب عدة صغيرة أو مستقلين.

"الجبهة الشعبية الجديدة"... ماذا تعرف عن التحالف اليساري الفرنسي؟ أجمعت مؤسسات الاستطلاع في فرنسا على أن الجبهة الشعبية الجديدة ستتبوأ المركز الأول في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد.

وحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية 66.6 بالمئة، وهي الأعلى منذ عام 1997.

ووصفت هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، بـ"الدراما"، وقالت إنه قبل أسبوع واحد فقط كان كل الحديث يدور حول احتمال تحقيق "التجمع الوطني" اليميني الأغلبية المطلقة.

وأضافت أن اليساري المخضرم وزعيم "الجبهة الشعبية الجديدة"، جان لوك ميلينشون، الذي يعتبره منتقدوه متطرفا، لم يهدر أي وقت حتى أعلن النصر.

وفور ظهور النتائج، قال ميلينشون لأنصاره في ساحة "ستالينغراد" التاريخية في باريس: "يجب على الرئيس أن يدعو الجبهة الشعبية الجديدة للحكم"، وأصر على أن ماكرون يجب أن يعترف بأنه وائتلافه قد خسروا.

والجبهة الشعبية الجديدة (le Nouveau Front populaire) هي تحالف يضم 4 أحزاب يسارية؛ الحزب الاشتراكي (PS)، والحزب الشيوعي الفرنسي (PCF)، وحزب فرنسا الأبية (LFI)، وحزب البيئة الأوروبية (Les Verts)، حيث شُكل على عجل في اليوم التالي لحل الجمعية الوطنية على يد الرئيس الفرنسي.

وقرر ماكرون حل الجمعية الوطنية (البرلمان) بعد فشل معسكره في الانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو الماضي.

وفي الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، احتلت "الجبهة الشعبية الجديدة"، المركز الثاني بنسبة 27.99 بالمئة من الأصوات، خلف حزب التجمع الوطني اليميني بقيادة لوبان، بينما حصل المعسكر الرئاسي على نسبة 20 بالمئة فقط، حسب النتائج الرسمية التي كشفت عنها وزارة الداخلية.

اليورو ينخفض ​​مع استعداد الأسواق لجمود ما بعد الانتخابات في فرنسا انخفضت القيمة السوقية للعملة الأوروبية "يورو" بعد أن أظهرت التوقعات الأولية أن ائتلافًا يساريًا سيفوز في الانتخابات التشريعية الفرنسية، ما أثار المخاوف بشأن الوضع المالي للبلاد. 

واعتبرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن "مقامرة ماكرون بالدعوة إلى الانتخابات المبكرة، أبقت اليمين المتطرف خارج السلطة، لكنها أغرقت فرنسا في الفوضى".

وقالت الشبكة إن "النتائج النهائية جاءت بشكل مفاجئ مع تصدر اليسار الانتخابات التشريعية، بينما جاء اليمين المتطرف في المركز الثالث، وهو انقلاب صادم لنتائج الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوع".

وأضافت أنه "مع فشل اليسار في الحصول على 289 مقعدا اللازمة للأغلبية، ومع ضعف معسكر الرئيس، فمن المتوقع أن تصبح الجمعية الوطنية أكثر انقساما من أي وقت مضى".

ونقلت "سي إن إن" عن رئيس الوزراء الفرنسي السابق، إدوارد فيليب، قوله إن الدعوة إلى انتخابات مبكرة أدت إلى "غموض كبير".

فيما اعتبرت هيئة البث البريطانية أن "فرنسا سوف تشهد برلمانا معلقا"، حيث لن يستطيع أي من التحالفات الثلاث أن تشكل أغلبية مطلقة من 289 مقعدا في البرلمان الذي يتألف من 577 مقعدا.

من سيكون رئيس الحكومة؟

أعلن رئيس وزراء فرنسا، غابريال أتال، الأحد، أنه سيقدم استقالته إلى الرئيس ماكرون، الإثنين، غداة الانتخابات التشريعية، موضحا أنه مستعد للبقاء في منصبه "طالما يقتضي الواجب" خصوصا أن فرنسا تستضيف دورة الألعاب الأولمبية قريبا.

وقال أتال حسب فرانس برس: "سأقدم صباح غد (الإثنين) استقالتي إلى رئيس الجمهورية".

وأضاف أنه فيما تستعد فرنسا "لاستضافة العالم بعد أسابيع قليلة" في مناسبة الأولمبياد "سأتولى بطبيعة الحال مهماتي طالما يقتضي الواجب ذلك".

لكن لا يزال من غير الواضح من سيكون خليفة أتال، حسب "سي إن إن"، رغم أن نتائج الانتخابات تعني أن ماكرون قد يواجه احتمال الاضطرار إلى تعيين شخصية من الائتلاف اليساري، في ترتيب نادر يُعرف باسم "التعايش".

ومع ذلك، ترفض شخصيات في حزب ماكرون العمل مع حزب فرنسا الأبية، أحد أحزاب الجبهة الشعبية الجديدة، قائلين وفق "سي إن إن" إنه متطرف تماما وغير صالحة للحكم، مثل "التجمع الوطني" اليميني.

واستبعد ميلينشون، زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري، تشكيل ائتلاف واسع من الأحزاب ذات التوجهات المختلفة، حسب وكالة رويترز.

فيما قال السياسي اليساري المعتدل رافائيل جلوكسمان، وهو مشرع في البرلمان الأوروبي، إن الطبقة السياسية يجب أن "تتصرف مثل البالغين".

ماكرون يحذر من "حرب أهلية" في فرنسا حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، من أن فوز اليمين المتطرف أو حتى أقصى اليسار في الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة هذا الشهر قد يشعل "حربا أهلية".

وفي معسكر الوسط، قال رئيس حزب ماكرون، ستيفان سيجورن، إنه مستعد للعمل مع الأحزاب الرئيسية لكنه استبعد أي اتفاق مع حزب فرنسا الأبية.

وفي بيان مقتضب مساء الأحد، قال قصر الإليزيه، إن ماكرون ينتظر النتائج الكاملة لجميع الدوائر الانتخابية الـ577 "قبل اتخاذ القرارات اللازمة".

وأضاف: "سيضمن الرئيس احترام الاختيار السيادي للشعب الفرنسي".

وفرنسا ليست معتادة على ذلك النوع من بناء التحالفات في مرحلة ما بعد الانتخابات، وهو أمر شائع في الديمقراطيات البرلمانية في شمال أوروبا، مثل ألمانيا أو هولندا، حسب وكالة رويترز.

وستكون هذه منطقة مجهولة بالنسبة لفرنسا، إذ ينص الدستور على أن ماكرون لا يمكنه الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل 12 شهرا أخرى.

كما ينص الدستور على أن ماكرون هو الذي يختار من سيقوم بتشكيل الحكومة. لكن من سيختاره سيواجه تصويتا بالثقة في الجمعية الوطنية، التي ستنعقد لمدة 15 يوما في 18 يوليو.

وهذا يعني وفق رويترز أن ماكرون يحتاج إلى تسمية شخص مقبول لدى أغلبية المشرعين.

ومن المرجح أن يأمل ماكرون في إخراج الاشتراكيين والخضر من التحالف اليساري، مما يترك حزب فرنسا الأبية بمفرده، لتشكيل ائتلاف يسار وسط مع كتلته.

ومع ذلك، لا يوجد أي مؤشر على تفكك وشيك للجبهة الشعبية الجديدة في هذه المرحلة، وفق رويترز التي تشير إلى احتمال آخر يتمثل في تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الشؤون اليومية ولكنها لا تشرف على التغييرات الهيكلية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتخابات التشریعیة الفرنسیة الجبهة الشعبیة الجدیدة حزب فرنسا الأبیة الجمعیة الوطنیة الیمین المتطرف فی الانتخابات التجمع الوطنی أن ماکرون فی الجولة فی فرنسا سی إن إن على أن

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفرنسية: باريس تندد بإطلاق النار على دبلوماسيين وتحذر من خطوات ضد الاحتلال

أكد كريستوف لوموان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أن بلاده تتابع بقلق بالغ حادثة إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على دبلوماسيين في الضفة الغربية، مشددًا على أن هذا التصعيد مرفوض تمامًا من جانب فرنسا والاتحاد الأوروبي.

احتجز مع يحيى السنوار.. هكذا أخفت حماس الجندي عيدان ألكسندر عن عيون إسرائيلالخارجية الفرنسية: سنزيد الضغوط على إسرائيل.. والوضع الإنساني بغزة متدهورمصر تطالب إسرائيل بتقديم توضيحات حول إطلاق النار على الدبلوماسيين في جنينحادثة جنين تفجّر غضبًا عالميا ضد إسرائيل وتُهدد مستقبل التعاون السياسي والعسكري

وخلال مداخلة مع الإعلامية نهى درويش، على قناة القاهرة الإخبارية، قال لوموان: "هناك تنديد واضح من جانب فرنسا بهذا التصعيد الذي تمارسه القوات الإسرائيلية، وهو أمر لم يعد مقبولًا بأي حال من الأحوال، لا سيما مع التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة".

وأضاف أن “فرنسا تطالب إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي الإنساني، وتؤكد ضرورة السماح العاجل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، محذرًا من أن استمرار التصعيد العسكري من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الكارثة الإنسانية.

وأشار المتحدث إلى أن فرنسا تدرس اتخاذ خطوات ملموسة ضد إسرائيل؛ في حال لم تبادر إلى وقف العمليات العسكرية وتسهيل وصول المساعدات، موضحًا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عن عزم بلاده زيادة الضغط على إسرائيل بكل الوسائل الدبلوماسية.

ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يراجع حاليًا الاتفاق التجاري مع إسرائيل، وهو اتفاق بالغ الأهمية بالنسبة للأخيرة، حيث يشكل الاتحاد السوق الرئيسي لصادراتها، قائلاً: "هذه رسالة سياسية واضحة، وقد يتم اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى، مثل فرض عقوبات إضافية على المستوطنين في الضفة الغربية أو توسيع نطاق العقوبات".

طباعة شارك فرنسا اخبار التوك شو غزة فلطسين اسرائيل

مقالات مشابهة

  • ماكرون يبدأ الأحد جولة بجنوب شرق آسيا لتعزيز إستراتيجية فرنسا
  • في حوار لـ الفجر.. الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية): مواقفنا واضحة والحل يبدأ من السلام العادل
  • ولي العهد يهنئ لورنس وونغ بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة وأدائه اليمين الدستورية رئيسًا لوزراء سنغافورة
  • ولي العهد يهنئ رئيس وزراء سنغافورة بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال (الجبهة الثورية) : القرار الأمريكي الظالم خلق خيبة امل كبيرة للسودانيين
  • سمو ولي العهد يهنئ دولة السيد لورنس وونغ بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسته وأدائه اليمين الدستورية رئيسًا لوزراء جمهورية سنغافورة
  • ماكرون غاضب من وزرائه بعد تقرير بشأن تأثير الإخوان في فرنسا
  • ماكرون يناقش مع الحكومة تقريرا يتهم الإخوان بتقويض العلمانية في فرنسا
  • جدل في اللجنة التشريعية بمجلس النواب بسبب زيادة قيمة تأمين الانتخابات
  • الخارجية الفرنسية: باريس تندد بإطلاق النار على دبلوماسيين وتحذر من خطوات ضد الاحتلال