جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-12@14:06:03 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (8)

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (8)

 

 

د. صالح الفهدي

لفتات التكريم

كان رئيس الوحدة ينظر في إحدى الشاشات المرتبطة بقاعة من القاعات في الوحدة، وهو يطالع بإعجاب ما يقوم به أحد الموظفين من ترتيب للمكان، وتنظيم للأثاث بما فيه من الكراسي والطاولات، وتنظيف بيئة القاعة، وقد كان وحيداً لا يتوقع أن أحداً يراقب فعله الحسن في مكان آخر، ولا شك كان يفعل ذلك لأن أخلاقه تهذبت على هذه الخصال الحسنة، والأفعال الراقية.

ثم إن رئيس الوحدة بعد أن رأى ما أعجبه من فعل الموظف، قدم له الشكر في حديثه المصور الذي بث في جميع أرجاء الوحدة، وأشاد بالمبادرة التي قام بها الموظف من تنظيم للمكان، وجعله في الحالة التي كان عليها قبل استضافة المناسبة، بل أن رئيس الوحدة لم يقتصر على الثناء والإشادة والشكر إنما وعد بتكريم الموظف في مناسبة قادمة.

لقد عزَّز فعل رئيس الوحدة ليس من معنويات الموظف المشاد به وحسب، بل وجميع نفسيات الموظفين في الوحدة، وقدم لهم مؤشراً إيجابياً للتحفيز، والتقدير من قبل رئيس الوحدة، وهو ما يشيع في الوحدة ثقافة الإتقان والتفاني والإخلاص في الأداء، مصاحباً بثقافة التحفيز والإشادة والتشجيع.

وفي المقابل، هناك على الوجه المقابل رئيسٌ محبط، حيث يطلب أحدهم من رئيس الوحدة أن يقدم الشكر إلى موظفين يجتهدون ويتفانون بإخلاص في عملهم، فيرد عليه: لماذا أشكرهم إن كانوا يستلمون رواتب آخر الشهر؟!! لقد نظر هذا الرئيس إلى أولئك المجتهدين المثابرين وكأنهم آلاتٌ تعمل، وليس بشراً لهم مشاعر يمكنها أن ترتفع بالتشجيع والتحفيز والثناء، أو تهوي بالإحباط، وعدم إبداء الشكر أو التقدير.

الأول أنموذج الرئيس الذي يقود وحدته بالقيم الرفيعة التي تقدر الإنسان، وتحتفي بأدائه، وتحفزه من أجل رفع معنوياته لزيادة العطاء والجهد، أما الثاني فهو أنموذج الرئيس (الميكانيكي) الذي لا تعنيه المشاعر وكأن الإنسان في نظره مجرد آلات صماء، بل أن الإنسان عليه أن يستشعر بالجماد فكيف لا يستشعر بالإنسان، ولنا في حديث جذع النخلة عبرة، فقد كان يقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بني له منبراً من طين فصعد عليه، سمع أنيناً أو صياحاً من الجذع فنزل ووضع يده عليه، ويقال ضمه إليه، فسكن الجذع!.

الشكر والثناء والإشادة والتحفيز هي قيم الرئيس الناجح الذي يذكر أثره، وتحمد خصاله، ويثنى على مكارمه، وتخلد أفعاله، فقد سمعت رؤساء يذكرون لمآثرهم الطيبة، وآخرون يذكرون لمثالبهم الشائنة. وحينما قابلت الرئيس الذي أشاد بالموظف، شكرته على لفتته الطيبة، وتقديره الجميل، وما كان ذلك عرضاً في شخصيته ولكنه ديدناً وعادةً فقد سمعته يثني على كل موظف محسن، ويعزز من نفسيات موظفيه، ويحفزهم على الأداء الأفضل بأسلوب يتوخى تحسين قدراتهم بطريقة لا تجرح مشاعرهم، ولا تؤذي نفسياتهم، بل تدفعهم إلى تجويد الأداء، وتحسين العمل بنفسية عالية.

إن الرئيس الذي يحسن تقدير موظفيه، ويجيد تحفيزهم، ويتقن شكرهم والثناء عليهم هو رئيسٌ يتوسم نجاح وحدته في تحقيق الأهداف السامية، أما الرئيس الذي لا يعرف لسانه إلا الحط من المعنويات، والتثبيط من القدرات فهو مصدرٌ طاردٌ للقدرات، منفرٌ للكفاءات، وفي الوحدات كلا النوعين، وأثرهما واضحٌ يمكن أن ترى نتائجه في البيئة العلمية بصورة بينة.

يبقى القرار بيد رئيس الوحدة إما أن يثني ويشكر ويحفز ويقدر فينال محبة موظفيه، وذكرهم له بخير فيما بعد، وإما أن ينتقد ويسخط ويتذمر ويحبط فينال بغض موظفيه، وذكرهم له بغير ما يحب أن يذكر به، وخيرهما الذي يختار ما يصلح صحيفة عمله، ويحسن إلى وحدته.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مسؤولان أميركيان يكشفان طبيعة رسائل بعثها ترامب إلى حماس

واشنطن- في إفادة صحفية مغلقة، مساء أمس الخميس، جمعت أكثر من 100 صحفي، تحدث مسؤولان أميركيان رفيعا المستوى، وطلبا عدم ذكر هويتيهما، عن تفاصيل الساعات والأيام الأخيرة التي مهّدت لموافقة مختلف الأطراف على خطة الرئيس دونالد ترامب لسلام الشرق الأوسط.

وتبدأ الخطة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة مع الإفراج عن كل الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، الأحياء منهم والأموات، ودخول كميات ضخمة من المساعدات للقطاع، مع انسحاب عسكري إسرائيلي محدود في مرحلة الخطة الأولى.

وتشهد واشنطن منذ موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على الخطة، ومن قبلها موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حالة انتعاش لآمال إدارة ترامب في التوصل لسلام لا يقتصر على وقف الحرب في غزة، بل سلام شرق أوسطي يُمهّد لتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام.

رسالة لحماس

وتحدث المسؤولان عن التفويض الذي منحه ترامب لفريق التفاوض الأميركي قبل سفره إلى مصر، وطلب منهم باختصار الحصول على موافقة كل الأطراف على بنود الخطة العشرين.

وقال أحد المسؤولين "أعطانا الرئيس رسائل متعددة"، وطلب ترامب التحدث مع كل الأطراف المعنية بالتوصل لصفقة غزة، وأكد أنه متاح للوصول إليه عند الحاجة بالهاتف في أي ساعة من اليوم، وما إلى ذلك، وكان مكتبه مفتوحا كذلك، و"هذه ميزة مهمة حقا".

وأشار المسؤول إلى أن الجانب الأميركي أدرك للمرة الأولى أن حماس وصلت لدرجة تريد فيها إبرام صفقة، وأن ذلك حدث بعدما لم تعد تنظر إلى "الرهائن كورقة أو أداة للتفاوض، بل عبء عليها".

واعتبر المسؤول أن حماس أدركت أن الوقت قد حان لإعادة الرهائن، وأن احتجازهم لم يفدها بشيء، بل كان يؤذيها، ويحط من قدراتها ورأسمالها السياسي. وهكذا سمح لنا ذلك بالتحول إلى حالة تأهب قصوى لتحريك التفاوض للأمام.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر (رويترز)

وأشار المسؤول إلى أنه كان من المهم لترامب "أن يبعث رسالة أخرى للوسطاء العرب، ومن خلالهم إلى حماس، وهي ما يلي: أنه يقف وراء كل مبدأ ونقطة من خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة، والتي ضمن لهم أن الأطراف سينفذونها بأفضل نواياهم، وسيفعلون بالضبط ما قالوا إنهم سيفعلونه".

إعلان

ومع غياب الثقة بين الإسرائيليين وحماس، وأيضا بعض الحكومات العربية الأخرى، أراد الرئيس ترامب أن يوضح أنه من المهم بالنسبة له أن تكون هذه الصفقة الأكثر أهمية، في رأيه، منذ عقود، لذلك أراد أن ينجحها ويوقف الموت والمذابح.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن ترامب "أراد أن يُفهم الناس من كلا الجانبين أنه سيفرض السلوك الجيد، والالتزام هنا، وكانت هذه رسالة حاسمة وشاملة، كنا هناك للحديث عنها، وأعتقد أنها تم استقبالها بشكل جيد للغاية".

#ترامب: "سيعاد إعمار القطاع ببطء".. ما يحدث في #غزة يجب أن يتوقف وسنسعى إلى تحقيق ذلك pic.twitter.com/Z67N8Yui35

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 9, 2025

لإسرائيل أيضا

وعن موافقة إسرائيل على خطة ترامب، قال المسؤول الأميركي الثاني إن "الثقة في ترامب" هي مفتاح النجاح، وأضاف "شيء واحد فعله الرئيس ترامب مع إسرائيل، وأعتقد أنه صيغة للنجاح في منطقة كان من الصعب جدا على العديد من الرؤساء وصانعي السياسة الخارجية تحقيقها، وهو عدم الحياد أو إمساك العصا من المنتصف، بل الوقوف بشكل أساسي جنبا إلى جنب مع إسرائيل بنسبة 100%".

وبسبب ذلك -يتابع المسؤول الثاني- "كان ترامب قادرا على المساعدة في إرشادهم للاتجاه الصحيح، وأعتقد أن هذا فارق بسيط مهم للغاية وجدير بالملاحظة، وما يستطيع الرئيس ترامب القيام به، تثق به إسرائيل، ولأنه لن يطلب ما من شأنه أن يعرض أمنهم للخطر".

مقالات مشابهة

  • أسبوع القاهرة للمياه.. الرئيس السيسي يكشف عن رسائل وتحذيرات مصرية حاسمة
  • رفضنا التهجير .. أحمد موسى: السيسي أكثر رئيس على مستوى العالم عقد لقاءات من أجل فلسطين
  • القانون يمنع استمرار ندب موظفي الحكومة لأكثر من 4 سنوات| تفاصيل
  • الحديدة: اعتقال موظف أممي خلال مروره عبر نقطة تفتيش أمنية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: وقف الحرب بداية جيدة.. ونوجّه الشكر لمصر التي أنقذت الدم الفلسطيني
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نوجّه الشكر لمصر.. أنقذت الدم الفلسطيني
  • مسؤولان أميركيان يكشفان طبيعة رسائل بعثها ترامب إلى حماس
  • البيت الأبيض: الرئيس دونالد ترامب رئيس السلام
  • ترامب يقدم الشكر لمصر بقيادة الرئيس السيسي للتوصل لاتفاق السلام في غزة
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالا من نائب الرئيس الفلسطيني ويوجه الشكر للقيادة المصرية لوقف الحرب