إحالة الفنان عباس أبو الحسن للمحاكمة الجنائية بتهمة القتل الخطأ
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
أحالت النيابة العامة بالجيزة الفنان عباس أبو الحسن للمحاكمة الجنائية، بعد أن وجهت إليه تهمة القتل الخطأ والإصابة في حادث تصادم سيارته بسيدتين بطريق المحور المركزي بأكتوبر، مما أسفر عن إصابتهن بإصابات خطيرة، ووفاة إحداهن داخل إحدى المستشفيات الخاصة بالمهندسين متأثرة بالإصابة.
وتوفيت حسنة حسن 36 عام داخل إحدى المستشفيات الخاصة بالمهندسين، نتيجة إصابتها في الحادث، وتبين أن السيدة المتوفية لديها 3 أطفال في أعمار مختلفة، وأنها كانت تعمل بمدينة 6 أكتوبر، وأصيبت نتيجة تصادم سيارة بها أثناء عبورها الطريق خلال الذهاب إلي عملها.
كان قد حصل اليوم السابع على التقرير الطبي للسيدة منال صالح إحدى ضحايا حادث سير الفنان عباس أبو الحسن، حيث كشف التقرير أن المذكورة حضرت إلى الطوارئ بصحبة الإسعاف بعد ادعاء التعرض لحادث سير، بتوقيع الكشف الطبي الأولى الظاهري تبين اشتباه بشرخ هوائى بالصدر واشتباه بكسر بالترقوة اليمني واشتباه كسر بعظام الحوض واشتباه كسر بقاع الجمجمة وجرح قطعى بالوجه وجرح بالفم واشتباه كسور بعظام الأنف.
كانت قد أمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن، في اتهامه بدهس سيدتين بسيارته أثناء سيره على المحور المركزي بمنطقة الشيخ زايد، بكفالة 10 آلاف جنيه.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: عباس أبو الحسن الفنان عباس أبو الحسن حادث سير الشيخ زايد أخبار الفن الفنان عباس أبو الحسن
إقرأ أيضاً:
«كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»
من منا لم يخطئ يومًا في هذه الحياة؟ فالأخطاء جزء من طبيعتنا البشرية، نقع فيها أحيانًا عن قصدٍ وتعمد، وأحيانًا أخرى عن غير إدراك أو نية. يتعلّم الإنسان من زلاته إن أنصت لضميره، وراجع خطواته، وواجه نفسه بصدق. لكن المؤلم أن بعضنا يصرّ على الإنكار، يكذب على ذاته، ويقنع نفسه بأنه معصوم عن الخطأ، رغم أن داخله يصرخ بالحقيقة، ويعلم يقينًا أنه قد أذنب في حق غيره. وهنا يكون الفرق، فالصادق مع نفسه يراجعها، ويحاسبها قبل أن يُحاسب بين يدي الله، أما المكابر، فلا يزيده الإنكار إلا بعدًا عن التوبة والإصلاح.
البعض يتربص بالآخرين، ويغني بهفواتهم وأخطائهم، ويتلذذ بتمزيقهم بمشرط جراح تمددت أمامه جثة إنسان ضعيف، فالقوي لا يدرك بأنه يرتكب جريمة أخرى في حق نفسه قبل أن يرتكبها في حق الآخرين، وعندما ينتهي من جريمته بتجريح القلوب وإذلال النفوس يقول بأنها «وجهة نظر»!
أيها البشر، ترفقوا ببعضكم البعض، واعلموا بأن الوقوف على الأخطاء ليس معناه معاقبة الآخرين وجلدهم وتمزيق قلوبهم وجلب كل ما من شأنه إدخال التعاسة إلى نفوسهم، فبعض الأخطاء يمكن تصحيحها بسهولة دون أن تكبر دائرة الذنب أو ارتكاب أخطاء جديدة بحقهم، ليس هناك فينا من لا يخطئ، ولكن الله منحنا الفرص لكي نصلح ما أفسدناه، وإرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح. الاعتراف بالخطأ ليس انهزامًا أو قلة حيلة كما يعتقد الجهلاء والسفهاء من الناس بل هو جزء من الشجاعة وحسن الخلق، فعندما نخطئ في حق أحد منا، لا ننتظر بأن يخاصمنا الآخر إلى «القضاء أو إلى الله» بل علينا أن نبادر ونسارع إلى تنظيف الجرح الذي أحدثناه، وذلك بالعمل على تطييب القلوب، فرب كلمة طيبة تزيح صخورًا ثقيلة على قارعة قلوب المظلومين. لا تظننّ أنك معصوم عن الخطأ، بل تمهّل قليلًا وتأمّل حديثك، وتصرفاتك، ونيّاتك، وتلك الوساوس الخفيّة التي يدفعك الشيطان بها نحو الزلل... ستجد إن كنت منصفًا مع نفسك أن هناك هفواتٍ قد خرجت منك، دون قصد أو بغير وعي، تحتاج منك إلى وقفة صادقة.
ابدأ بمواجهتها داخليًا، وصحّحها مع ذاتك أولًا، ثم بادر إلى تصويبها مع من تأذّى منك، حتى لا تُعيد الكرّة، ولا يتكرّر الخطأ؛ فالإصلاح الحقيقي يبدأ من الاعتراف، لا من الإنكار أو التبرير. ثق دائمًا بأن ساحات المعارك التي تدخلها مع الآخرين قد تخرج منها منتصرًا، بقدر ما يمكن أن تسبب لك في خسائر لن تلتفت إليها ساعة الذروة، ولكن ما أن تهدأ الأمور ستجد بأن ثمة جرحًا يدمي قلبك وعينك. نعم، الخطأ وارد في مسيرة الإنسان، فهو جزء من فطرته وضعفه، لكن الاستمرار في درب الخطيئة هو ما حذرنا منه المصطفى صلى الله عليه وسلم، إذ إن التمادي وعدم التراجع هو ما يثقل الميزان ويفسد القلوب. فمن الناس من لا يُلقي بالًا لما يصدر عنه من لغو أو أذى أو ظلم للآخرين، تغريه قوته، ويغلفه غرور المكانة، ويعميه الحسب والنسب عن التواضع والاعتراف بالزلات، فلا يُفكّر في التوبة، ولا يستشعر عِظم الخطأ الذي ارتكبه، كأن كبرياءه يمنعه من أن يطرق باب الله، متناسيًا أن التوبة شرف، والرجوع عن الذنب فضيلة، والاعتراف أول أبواب الرحمة.
كم من أناسٍ ترجلوا عن هذه الدنيا وقلوبهم مثقلة بالحزن، يعتصرها ألم الظلم الذي وقع عليهم، بينما الظالم يقف مزهوًا بقوته، وبقدرته على أن يحرز إنجازًا يعتقد بأنه مفخرة أمام الآخرين، لكنه يخطئ في هذا الظن، فالظلم ظلمات يوم القيامة. لذا، كلّما أخطأنا في حق أحد فلنُبادر إلى مراجعة أنفسنا، وإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل أن يحين الأجل، فما أقسى أن نغادر هذه الحياة وحولنا دعاء مظلوم، أو عقوبة تنتظرنا في ميزان العدل الإلهي، فالحياة كما نراها كل يوم: «فرح هنا، وعزاء هناك»، والأرواح تسافر ولا تبقى في مكانها.
يجمع علماء الدين والفقهاء على أن «الظلم من أقبح الكبائر، وهو ظلمات يوم القيامة»، ودليلهم على ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»، وقال عليه الصلاة والسلام: يقول الله عز وجل: «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا»، ويقول في القرآن الكريم في سورة الفرقان: «وَمَن يَظْلِمْ مِنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا»، ويقول في سورة الشورى: «وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ»، إذن ليعرف الناس بأن الظلم شره عظيم، وعاقبته وخيمة، نسأل الله تعالى العفو والمغفرة. يسخّر الله تعالى لعباده من الأدوات والقدرات ما يعينهم في دروب الحياة، فيمنح بعضهم قوة في القول، وبأسًا في الفعل، وسلطة في التأثير، فمنهم من يهتدي بتلك النعمة، فيسخّرها في الخير، ويجعل منها بابًا للعون والإصلاح. لكن آخرين، للأسف، يوجهون هذه القوة نحو الأذى، ويتخذون من سلطانهم وسيلة للتسلّط على الخلق، خاصة إذا التفّ حولهم بطانة فاسدة، لا ترشدهم للحق، بل تزيّن لهم المعصية، وتدفعهم إلى ارتكاب الآثام؛ فيغرق في غياهب الغرور، وتبتعد روحه عن نور الهداية، وتغشى بصيرته غمامة لا تكشفها إلا صحوة متأخرة، أو حساب لا مفر منه.