عربي21:
2025-08-01@13:04:23 GMT

لماذا يستعجل أردوغان في لقاء الأسد؟

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

ذكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، أنه قد يوجّه دعوة إلى بشار الأسد لزيارة تركيا في أي لحظة، مبديا رغبته في ترميم علاقات بلاده مع النظام السوري. وقال في تصريحاته للصحفيين: "وصلنا الآن إلى مرحلة بحيث أنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب"، بعد أن وصف بشار الأسد قبل ذلك بـ"السيد"، مشيرا إلى أنه اجتمع معه في الماضي، ويمكن أن يلتقيا مرة أخرى.



تصريحات أردوغان توحي بأنه يستعجل لقاء بشار الأسد لسبب ما، كما أن هناك آراء مختلفة في تفسير تلك التصريحات وأسبابها. وهناك من يعزوها إلى الانتخابات التي يسعى حزب العمال الكردستاني إلى إجرائها في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، ومن يربطها بالتوازنات الدولية والإقليمية المتغيرة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحديث عن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، كما أن ملف اللاجئين السوريين في تركيا حاضر في النقاشات الدائرة حول جدوى لقاء أردوغان المرتقب مع بشار الأسد.

تركيا ضغطت على الولايات المتحدة لتمنع حزب العمال الكردستاني من إجراء الانتخابات المحلية في المناطق التي يسيطر عليها في شمال شرقي سوريا، الأمر الذي أدى إلى تأجيل تلك الانتخابات. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه "لا توجد بيئة انتخابية نزيهة وحرة وشفافة لإجراء هذه الانتخابات"، إلا أن أنقرة تطلب من واشنطن إلغاء خطة الانتخابات المحلية تماما في تلك المناطق، لا تأجيلها.

قد يرى أردوغان، بناء على المعلومات الاستخباراتية، أن هناك فرصة للحصول على تنازلات من النظام السوري في الظروف الراهنة، يمكن استغلالها في تسهيل القيام بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وتمهيد الطريق أمام عودة اللاجئين إلى مناطق آمنة تحت حماية الجيش التركي
ويرى محللون أن تصريحات الرئيس التركي رسالة إلى الولايات المتحدة قبل قمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو) في واشنطن، واجتماعه مع مسؤولين أمريكيين على هامش القمة، مفادها أن تركيا منفتحة على كافة الخيارات من أجل القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني بما فيها التطبيع مع النظام السوري بوساطة روسية، إن لم تلجم الولايات المتحدة طموحات المنظمة الإرهابية الانفصالية واستمرت في دعمها.

أردوغان صرح، خلال مأدبة إفطار مع جنود في العاصمة أنقرة في آذار/ مارس الماضي، أنه بحلول الصيف سيتم تأمين حدود تركيا مع العراق بالكامل، مضيفا أن تركيا ستكمل حتما ما تبقى من أعمالها في سوريا. ويقوم الجيش التركي في هذه الأيام بعملية عسكرية واسعة في شمال العراق، لإتمام الطوق على حزب العمال الكردستاني، وسد الثغرات التي تستغلها المنظمة الإرهابية. وقد تكون تصريحات أردوغان من أجل التهيئة لعملية عسكرية مماثلة في شمال سوريا.

الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني بالمال والسلاح، إلا أن روسيا وإيران وشبيحة النظام السوري هم أيضا يدعمون المنظمة الإرهابية ويحمونها في سوريا. وفي كثير من المواقع التي يقصفها الجيش التركي في شمال سوريا، يقتل ويصاب جنود النظام السوري مع عناصر حزب العمال الكردستاني، ليدل على وجود التنسيق والتعاون بين الطرفين. وبالتالي، قد لا تحصل أنقرة على أي نتيجة إيجابية من التطبيع مع دمشق في ملف مكافحة حزب العمال الكردستاني، وتبقى المنظمة الإرهابية كورقة ضغط يستخدمها النظام السوري وحلفاؤه لابتزاز تركيا.

هناك من يذهب إلى أن بشار الأسد ضاق ذرعا بتدخلات إيران في شؤون سوريا، ويسعى إلى الابتعاد عنها، ولا يرغب في المشاركة في الحرب التي قد تندلع بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة، في ظل الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الضباط الإيرانيين، والأنباء التي تتحدث عن اعتقال مستشارته الإعلامية لونا الشبل، من قبل ضباط الحرس الثوري الإيراني والتحقيق معها واغتيالها، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

وقد يرى أردوغان، بناء على المعلومات الاستخباراتية، أن هناك فرصة للحصول على تنازلات من النظام السوري في الظروف الراهنة، يمكن استغلالها في تسهيل القيام بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وتمهيد الطريق أمام عودة اللاجئين إلى مناطق آمنة تحت حماية الجيش التركي.

محاولة إبعاد النظام السوري عن إيران سبق أن جرّبتها دول عربية، إلا أنها فشلت في كل مرة، نظرا لحجم التغلغل الإيراني في شؤون سوريا وحاجة النظام إلى الدعم الإيراني. ومن المؤكد أن أنقرة على علم بفشل تلك المحاولات وأسبابه. ويبدو أن كل ما تريده تركيا من النظام السوري، هو نوع من الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية،التصريحات تشير إلى أن الحكومة التركية تقوم بمناورة ما، للقضاء على خطر الإرهاب الانفصالي في سوريا، وتأمين حدودها، وإقامة مناطق آمنة لعودة اللاجئين إلى بلادهم، ولكنها يجب أن تتواصل مع قادة الثورة السورية لطمأنتهم، والتنسيق والتعاون معهم، وعدم التساهل مع العنصريين الذين يستهدفون اللاجئين في تركيا، كيلا تظهر أمام العالم أنها تخذل الملايين الذين وثقوا بها وعملوا معها نظرا لما يتمتع به بشار الأسد حاليا من شرعية في تمثيل سوريا لدى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، ومن المستبعد جدا أن يكون هدف تركيا إعادة تدوير بشار الأسد وتأهيل نظامه.

تركيا أكدت قبل حوالي شهر على لسان وزير دفاعها، أنها تتمسك بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، وصياغة دستور شامل، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، واستتباب الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا، وإن تم كل ذلك فهذا يعني رحيل النظام الحالي وإقامة نظام ديمقراطي جديد. وليس هناك ما يدل على تراجع تركيا عن هذه الشروط، كما أن تصريحات أردوغان حول رغبته في لقاء الأسد جاءت بعد تراجع النظام عن اشتراط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

ويقول الناطق باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشليك، إن "أنقرة تسعى من خلال عملية التطبيع مع دمشق، إلى أن تكون سوريا آمنة لملايين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم، مؤكدا أن بلاده لن تخذل أبدا أي شخص وثق بها وعمل معها".

هذه التصريحات تشير إلى أن الحكومة التركية تقوم بمناورة ما، للقضاء على خطر الإرهاب الانفصالي في سوريا، وتأمين حدودها، وإقامة مناطق آمنة لعودة اللاجئين إلى بلادهم، ولكنها يجب أن تتواصل مع قادة الثورة السورية لطمأنتهم، والتنسيق والتعاون معهم، وعدم التساهل مع العنصريين الذين يستهدفون اللاجئين في تركيا، كيلا تظهر أمام العالم أنها تخذل الملايين الذين وثقوا بها وعملوا معها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الأسد تركيا سوريا العمال الكردستاني سوريا الأسد تركيا أردوغان العمال الكردستاني مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی المنظمة الإرهابیة الولایات المتحدة النظام السوری فی شمال سوریا اللاجئین إلى الجیش الترکی بشار الأسد مناطق آمنة فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد

 

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أن بلاده تتطلع إلى مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة الروسية العربية الأولى المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرًا إلى اتفاق موسكو ودمشق على إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الثنائية، بما يتماشى مع المرحلة الجديدة التي تمر بها سوريا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في أول زيارة من نوعها لمسؤول سوري بهذا المستوى منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

لافروف شدد على حرص بلاده على وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها واستقلالها، مؤكدا دعم روسيا للعملية السياسية ومسار العدالة الانتقالية. وأوضح أن اللقاء مع الوفد السوري تناول سبل تجاوز التحديات، وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

من جهته، أعلن الوزير الشيباني تشكيل لجنة سورية لمراجعة الاتفاقيات مع روسيا، مشددًا على أن أي شراكة مستقبلية يجب أن تنطلق من مصلحة الشعب السوري. وأكد تطلع بلاده إلى تعاون وثيق مع موسكو في ملفات إعادة الإعمار والعدالة الانتقالية، واصفًا العلاقة مع روسيا بأنها "محورية لكنها بحاجة إلى تصحيح جذري بعد سنوات من الانحياز لنظام الأسد".

وكانت موسكو الحليف الأبرز لنظام الأسد سياسيًا وعسكريًا قبل سقوطه، لكنها التزمت الحذر في التعامل مع الحكومة الجديدة، التي تشكلت بقيادة الرئيس الشرع بعد انتصار الفصائل السورية المعارضة. ويُنظر إلى زيارة الشيباني على أنها أول اختبار حقيقي لإعادة صياغة العلاقة بين دمشق وموسكو في عهد سياسي مختلف.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد ويتكوف يصل "تل أبيب"..وعيون العالم على وقف العدوان مدرب ليفربول آرني سلوت يُعبر عن حزنه لرحيل لويس دياز أنتوني يرفض النصر السعودي…ويُفضل العودة إلى الليغا دونالد ترامب يدرس إصدار عفو رئاسي عن شون "ديدي" : خطوة سياسية أم عدالة متأخرة؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تركيا ترحب بالخطوات المتخذة للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • وزير الخارجية السوري يترأس وفداً إلى موسكو
  • تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
  • حاول الهرب بأوراق مزورة.. سوريون يحتفون بضبط أبرز طياري الأسد
  • تركيا تشن حملة أمنية موسعة.. اعتقال 77 مشتبهاً بـ«تنظيم غولن» في 26 ولاية