عربي21:
2025-06-16@11:02:18 GMT

لماذا يستعجل أردوغان في لقاء الأسد؟

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

ذكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، أنه قد يوجّه دعوة إلى بشار الأسد لزيارة تركيا في أي لحظة، مبديا رغبته في ترميم علاقات بلاده مع النظام السوري. وقال في تصريحاته للصحفيين: "وصلنا الآن إلى مرحلة بحيث أنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب"، بعد أن وصف بشار الأسد قبل ذلك بـ"السيد"، مشيرا إلى أنه اجتمع معه في الماضي، ويمكن أن يلتقيا مرة أخرى.



تصريحات أردوغان توحي بأنه يستعجل لقاء بشار الأسد لسبب ما، كما أن هناك آراء مختلفة في تفسير تلك التصريحات وأسبابها. وهناك من يعزوها إلى الانتخابات التي يسعى حزب العمال الكردستاني إلى إجرائها في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، ومن يربطها بالتوازنات الدولية والإقليمية المتغيرة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحديث عن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، كما أن ملف اللاجئين السوريين في تركيا حاضر في النقاشات الدائرة حول جدوى لقاء أردوغان المرتقب مع بشار الأسد.

تركيا ضغطت على الولايات المتحدة لتمنع حزب العمال الكردستاني من إجراء الانتخابات المحلية في المناطق التي يسيطر عليها في شمال شرقي سوريا، الأمر الذي أدى إلى تأجيل تلك الانتخابات. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه "لا توجد بيئة انتخابية نزيهة وحرة وشفافة لإجراء هذه الانتخابات"، إلا أن أنقرة تطلب من واشنطن إلغاء خطة الانتخابات المحلية تماما في تلك المناطق، لا تأجيلها.

قد يرى أردوغان، بناء على المعلومات الاستخباراتية، أن هناك فرصة للحصول على تنازلات من النظام السوري في الظروف الراهنة، يمكن استغلالها في تسهيل القيام بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وتمهيد الطريق أمام عودة اللاجئين إلى مناطق آمنة تحت حماية الجيش التركي
ويرى محللون أن تصريحات الرئيس التركي رسالة إلى الولايات المتحدة قبل قمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو) في واشنطن، واجتماعه مع مسؤولين أمريكيين على هامش القمة، مفادها أن تركيا منفتحة على كافة الخيارات من أجل القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني بما فيها التطبيع مع النظام السوري بوساطة روسية، إن لم تلجم الولايات المتحدة طموحات المنظمة الإرهابية الانفصالية واستمرت في دعمها.

أردوغان صرح، خلال مأدبة إفطار مع جنود في العاصمة أنقرة في آذار/ مارس الماضي، أنه بحلول الصيف سيتم تأمين حدود تركيا مع العراق بالكامل، مضيفا أن تركيا ستكمل حتما ما تبقى من أعمالها في سوريا. ويقوم الجيش التركي في هذه الأيام بعملية عسكرية واسعة في شمال العراق، لإتمام الطوق على حزب العمال الكردستاني، وسد الثغرات التي تستغلها المنظمة الإرهابية. وقد تكون تصريحات أردوغان من أجل التهيئة لعملية عسكرية مماثلة في شمال سوريا.

الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني بالمال والسلاح، إلا أن روسيا وإيران وشبيحة النظام السوري هم أيضا يدعمون المنظمة الإرهابية ويحمونها في سوريا. وفي كثير من المواقع التي يقصفها الجيش التركي في شمال سوريا، يقتل ويصاب جنود النظام السوري مع عناصر حزب العمال الكردستاني، ليدل على وجود التنسيق والتعاون بين الطرفين. وبالتالي، قد لا تحصل أنقرة على أي نتيجة إيجابية من التطبيع مع دمشق في ملف مكافحة حزب العمال الكردستاني، وتبقى المنظمة الإرهابية كورقة ضغط يستخدمها النظام السوري وحلفاؤه لابتزاز تركيا.

هناك من يذهب إلى أن بشار الأسد ضاق ذرعا بتدخلات إيران في شؤون سوريا، ويسعى إلى الابتعاد عنها، ولا يرغب في المشاركة في الحرب التي قد تندلع بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة، في ظل الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الضباط الإيرانيين، والأنباء التي تتحدث عن اعتقال مستشارته الإعلامية لونا الشبل، من قبل ضباط الحرس الثوري الإيراني والتحقيق معها واغتيالها، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

وقد يرى أردوغان، بناء على المعلومات الاستخباراتية، أن هناك فرصة للحصول على تنازلات من النظام السوري في الظروف الراهنة، يمكن استغلالها في تسهيل القيام بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وتمهيد الطريق أمام عودة اللاجئين إلى مناطق آمنة تحت حماية الجيش التركي.

محاولة إبعاد النظام السوري عن إيران سبق أن جرّبتها دول عربية، إلا أنها فشلت في كل مرة، نظرا لحجم التغلغل الإيراني في شؤون سوريا وحاجة النظام إلى الدعم الإيراني. ومن المؤكد أن أنقرة على علم بفشل تلك المحاولات وأسبابه. ويبدو أن كل ما تريده تركيا من النظام السوري، هو نوع من الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية،التصريحات تشير إلى أن الحكومة التركية تقوم بمناورة ما، للقضاء على خطر الإرهاب الانفصالي في سوريا، وتأمين حدودها، وإقامة مناطق آمنة لعودة اللاجئين إلى بلادهم، ولكنها يجب أن تتواصل مع قادة الثورة السورية لطمأنتهم، والتنسيق والتعاون معهم، وعدم التساهل مع العنصريين الذين يستهدفون اللاجئين في تركيا، كيلا تظهر أمام العالم أنها تخذل الملايين الذين وثقوا بها وعملوا معها نظرا لما يتمتع به بشار الأسد حاليا من شرعية في تمثيل سوريا لدى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، ومن المستبعد جدا أن يكون هدف تركيا إعادة تدوير بشار الأسد وتأهيل نظامه.

تركيا أكدت قبل حوالي شهر على لسان وزير دفاعها، أنها تتمسك بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، وصياغة دستور شامل، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، واستتباب الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا، وإن تم كل ذلك فهذا يعني رحيل النظام الحالي وإقامة نظام ديمقراطي جديد. وليس هناك ما يدل على تراجع تركيا عن هذه الشروط، كما أن تصريحات أردوغان حول رغبته في لقاء الأسد جاءت بعد تراجع النظام عن اشتراط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

ويقول الناطق باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشليك، إن "أنقرة تسعى من خلال عملية التطبيع مع دمشق، إلى أن تكون سوريا آمنة لملايين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم، مؤكدا أن بلاده لن تخذل أبدا أي شخص وثق بها وعمل معها".

هذه التصريحات تشير إلى أن الحكومة التركية تقوم بمناورة ما، للقضاء على خطر الإرهاب الانفصالي في سوريا، وتأمين حدودها، وإقامة مناطق آمنة لعودة اللاجئين إلى بلادهم، ولكنها يجب أن تتواصل مع قادة الثورة السورية لطمأنتهم، والتنسيق والتعاون معهم، وعدم التساهل مع العنصريين الذين يستهدفون اللاجئين في تركيا، كيلا تظهر أمام العالم أنها تخذل الملايين الذين وثقوا بها وعملوا معها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الأسد تركيا سوريا العمال الكردستاني سوريا الأسد تركيا أردوغان العمال الكردستاني مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی المنظمة الإرهابیة الولایات المتحدة النظام السوری فی شمال سوریا اللاجئین إلى الجیش الترکی بشار الأسد مناطق آمنة فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية

انتقد الحزب الديمقراطي الكردستاني، المحكمة الاتحادية، واصفاً قراراتها بالمتهورة وغير القانونية.
وجاء في مقال لعضوة المكتب السياسي للحزب آمنة ذكري، “واضح ومشروع بان الحزب الديمقراطي الكوردستاني لن يشارك في عملية بنيت بطريقة غير قانونية ودستورية وان تكون تهديداً للقضاء على النظام الديمقراطي في اقليم كردستان، الذي اسسه الحزب الديمقراطي والرئيس بارزاني”.
واعتبرت أن “الانتخابات ليست الموضوع الرئيسي لهذه الرسالة السياسية من الحزب الديمقراطي، بل التهديدات للقضاء على النظام الفيدرالي واعادة نظام المركزية في العراق وخرق الاتفاقات مع العراق وترسيخ مبدأ التوافق والتوازن والشراكة”.
ولفتت ذكري الى ان “معاداة حكومة اقليم كردستان وشخص السيد مسرور بارزاني تاتي في اطار الجهود المكثفة الرامية الى القضاء على الحكومة واضعافها وتدميرها عن طريق ملف النفط وقطع مصادر الواردات وعدم معالجة المشاكل وعدم احترام الاتفاقات وعدم تنفيذ حتى فقرة واحدة منها”.
واشارت الى أن “القرارات السياسية وغير الدستورية المتتالية للمحكمة غير الدستورية المسماة بالاتحادية، اصبحت سببا لخرق مبدأ فصل السلطات، بشكل وضعت المحكمة نفسها مكان السلطة التشريعية والتنفيذية، ومنحت لنفسها سلطات وخصوصيات لم تذكر في الدستور”.
وتابعت “بهذه الخطوة اصبحت محكمة معادية لكردستان، حاقدة، لذا قراراتها السياسية لاقيمة لها”، مؤكدة أن “الحزب الديمقراطي في هذا الملف يضع حداً للتهور والقرارات غير القانونية لهذه المحكمة، واذا كان هناك اي شخص في العراق حريص على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، فعليه الالتفات الى حقوق شعب كردستان، وعدم القبول بتجويع ابناء شعب كردستان بهذه الطرق غير الدستورية اكثر من ذلك”.
واختتمت مقالها بالقول “بالعكس اذا لم يوضع اي حد للمحكمة وخطواتها فإن مستقبل العراق سيصل الى نفق مظلم ولن يستطيع اي احد اصلاح مساره”، موضحة أن “القرارات الكبيرة والصعبة تصدر من الاشخاص الكبار والاحزاب الكبيرة وهذه المسؤولية تقع على عاتق الحزب الديمقراطي لا اي شخص آخر”.

مقالات مشابهة

  • وسط تصعيد متسارع بين إسرائيل وإيران.. هل أعلنت تركيا التعبئة العامة؟
  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية
  • لماذا لم تتفاعل تونس مع التغيير السياسي في سوريا؟
  • ما هي أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها تركيا؟
  • وزير خارجية السعودية ومبعوث واشنطن إلى دمشق يبحثان دعم سوريا
  • أردوغان يجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري أحمد الشرع
  • ترامب يطالب بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران.. تركيا والسعودية تصعدان دعوات خفض التوتر
  • أردوغان يبلغ ترامب استعداد تركيا لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل
  • بناء الثقة وتعزيز كفاءة القطاع المالي.. محور لقاء وزير المالية مع الصناعيين والتجار في درعا
  • أبعاد دينية.. لماذا سمّت إسرائيل هجماتها على إيران بـ"الأسد الصاعد"؟