عربي21:
2025-06-27@18:48:04 GMT

متى تنجو مصر من قبضة الجنرال؟

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

ليس صادقا أو صريحا مع نفسه قبل غيرها مَنْ لا يعترف بأن الجنرال المصري الحاكم اليوم استطاع أسر البلاد التي يفترض أن ينتمي إليها، وبالتالي صار يتحكم فيها بأسوأ ما يستطيع إنسان أن يفعل حتى لو كان محتلا أو عدوا لنفسه قبل البشرية؛ ومن هنا بات المصريين أسرى لديه ولدى القوة المفرطة التي يحكم بها وكأن لا معقب على حكمه.

. أمِن مكر الغرب، استطاع التحكم في الأهواء الشخصية لمؤيديه بإغداق المال والنفوذ والمصالح عليهم.

ومع الزمن أقر كثير من معارضيه بأن وقوفهم أمامه إما مهلكة للنفس ومجريات الحياة، كما في حالة السجناء والمصابين والمشردين والمفارقين لوطنهم برغمهم، أو أن المعارضة المدعاة لدى البعض أفضل ما يمكن أن يحصلوا عليه، فعبرها وعبر المتاجرة بها ينالون ما لم يكونوا يحلموا به وما أوصلتهم إليه التقاطعات الدولية وحب بعض الدول التلويح للنظام بأن هناك بديلا -ولو مزيفا- له.

والنتيجة أن البلاد وأهلها دخلوا في نفق مذهل لأكثر من عشر سنوات مريرة، ضربوا خلالها الودع وحاولوا الحلم بالفكاك من حكمه بالتعلق بمفاهيم لا تزيد عن كونها أخلاقية مثالية أكثر من حالمة، أدخلوا ترهاتهم نفق السياسة البراجماتي، وذهبوا لسبع سنوات سيدنا يوسف، وعشرية الجزائر حفظها الله وأغاث مصر؛ باختصار أغرقوا أنفسهم في الأوهام والمخدرات الفكرية، ساعدهم المال المتدفق على البعض وشعور آخرين بأن النفق ما هو إلا طريق للعودة للحكم.

لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم
لم يفكر الجميع -بمن فيهم الوطنيون المخلصون- في أن مرارة الانتظار سوف تأخذهم نداهتها وأوهامها لأوقات مفتوحة غير ممهورة بتوقيع النهاية، استدرجتهم أكثر قدرة أجهزة المخابرات على ابتزازهم بنشر قصص أقرب للتفاهات حول ضعف الجنرال وتفاهته وقرب قتل أتباعه أو غيرهم له، حتى أنهم ذات مرة؛ وفي البدايات، قالوا إنه مات وبديله راقص يحكم. ولا داعي للتعجب من منطقية القصة الطفولية، فما جاء قبلها وبعدها يسمح بما هو أكثر، وما زال حتى اليوم يتخيل البعض أن الغرب قارب الاستغناء عن خدمات السيسي الذي ملَّت اسمه كثرة الأوهام والترهات حول قرب رحيله عن الحكم أو الحياة.

تبقى الحقيقة أن الجنرال الحاكم راحل لا محالة كما رحل فرانكو، وموسوليني، وهتلر، وتشاوسيسكو والعشرات غيرهم، لكن يبدو أن القدر يبدع في تصفية الحسابات مع أمثال السيسي فلن يجيء رحيله -بنوعيه- موافقا للمنطق أو العقل، أو إذا شئنا الدقة سيجيء بعضه هكذا لكن اللمسة الحاسمة المنهية لمسيرته غير الآدمية لن تكون متوقعة.

أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها
جزء من هذه المنظومة أن الجميع فشل في التعامل معه وفي معرفة فعاليات أبجدياتها في السيطرة على الرئيس الراحل محمد مرسي بل جماعته والإسلاميين الذين ناصروهما، فضلا عن مناصرة قوى يفترض أنها وطنية للجنرال أملا في أن "يرثوا" الحكم مكان مرسي، والنتيجة أن الواقع انهار بالجميع، فلا الإخوان كانوا مؤهلين للحكم؛ ساروا بخطى واثقة على نهج نظام حسني مبارك، أقصوا المخالفين بل المختلفين معهم وغير المتماهين فيهم، ظنوا أن الله خصهم بنعمة وبركة الحكم فلن يزيلها عنهم أحد، تمادوا في الأوهام أكثر، ورحم الله القائل منهم قبل الانقلاب بـ72 ساعة فحسب إن زمن الانقلابات قد ولى، والنتيجة أن هزيمتهم -بحسب تعبير الراحل القيادي نائب المرشد السابق الدكتور إبراهيم منير- جاءت مدوية أكثر مرارة من 1954م، كما أن الخيبة تجاوزتهم للوطن بأكمله، فقد أنهكه حكم العسكريين لأكثر من 70 عاما مع تجريف تربته وشعبه من الإبداع والمهارة إلا القليل من رحمة الله.

لكن ما سبق يقود لسؤال أكثر من واجب: أليس أفضل من مرارة الانتظار المضني لأكثر من 10 سنوات أن تتكاتف المجهودات وتنقى الصفوف؟ يستبعد تجار الدماء والحروب، يعتذر المخطئون وما أكثرهم، يتوقف الجميع عن محاولة إرضاء الغرب والتقاطعات الدولية التي تستخدمهم، يجتمع المخلصون على عصف فكري يذهب بركام وأنقاض فترة مظلمة ربما ندر أن تشهد مصر مثيلا لها، فيرحموا المشردين والمقهورين فضلا عن المسجونين والمصابين.

إننا بلا تنقية للصفوف وتعال فوق الخلافات وانعدام الضمير والمنطقية في أفعالنا؛ نورث الأجيال المقبلة بلدا يكاد يكون معدما أكثر من مديون ومعدوم القدرات ومنهك الموارد، فهل هذا مما يرضي ذا ضمير؟ ثم نسأل أنفسنا من بعد: كيف حكم الجنرال؟ ولماذا يستمر؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري السيسي الإخوان مصر الإنقلاب السيسي الإخوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لأکثر من أکثر من

إقرأ أيضاً:

الصناعات الغذائية: 30 يونيو ثورة أنقذت الوطن من قبضة الجماعة الإرهابية

أكد النائب خالد عيش ممثل عمال مصر في مجلس الشيوخ ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية ونائب رئيس اتحاد عمال مصر، أن ثورة 30 يونيو تُمثل رمز لصمود الشعب المصري ووعيه في مواجهة مخططات جماعة الإخوان الإرهابية.

ذكرى ثورة 30 يونيو 

وأضاف عيش في تصريحات صحفية، أن 30 يونيو كانت لحظة تاريخية فارقة اصطف فيها كل أطياف الشعب المصري حول الوطن لإنقاذه، وهي بمثابة إنطلاقة نحو بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي وكذلك الاقتصادي.

وأشار النائب خالد عيش، إلى أن منهج الجماعة في حكم مصر كان قائما على الإقصاء والتمييز بين أطياف الشعب على أساس الانتماء للجماعة، وكان الولاء للمرشد وليس للوطن، وكانت محاولات "أخونة" مؤسسات الدولة قائمة على قدم وساق.

وشدد نقيب الصناعات الغذائية: لولا ثورة 30 يونيو لما وصلنا اليوم إلى حالة الاستقرار التي انعكست على بيئة الاستثمار التي أصبحت جاذبة لرؤوس الأموال العربية والأجنبية، لافتًا إلى أهمية حالة الاستقرار في تحقيق الأرقام القياسية التي حققها قطاع مثل الصناعات الغذائية والذي وصل اليوم إلى 6.1 مليار دولار صادرات.

وأشار عيش إلى الإنجازات التي حققتها ثورة 30 يونيو، مؤكدا أنها متعددة وعلى جميع المستويات، فقد كانت الثورة نقطة تحول في المشروعات القومية بمفهومها الشامل.

وتابع: ففي قطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي أصبح لدينا مشروعات عملاقة كمستقبل مصر وتوشكى الخير والدلتا الجديدة وزراعة سيناء ونهضة وتنمية سيناء عمرانيا وصناعيا وزراعيا، إضافة للمشروعات الصناعية الكبرى بمصر والمجمعات الصناعية، ومشروعات الطرق التي تخطت خمسة آلاف كيلو متر، والمحاور والكباري التي ربطت محافظات مصر ببعضها، وزيادة حجم الصادرات المصرية.

ولفت: هناك أيضًا الأهتمام بالمرأة وتمكينها واختيار العام 2017 ليكون عام المرأة وتصعيدها في مناصب سياسية حساسة فجري اختيار 8 وزيرات ليكون ذلك نتاج نجاح ثورة 30 يونيو، والأهتمام كذلك بذوي الهمم.

وأكد عيش، أن عمال مصر وفي القلب منهم عمال الصناعات الغذائية كان لهم دورا بارزا في ثورة 30 يونيو وما بعدها فكانوا بمثابة وقود الثورة التي خرجت لتقول "لا لحكم الفاشية الدينية" واستمر دورهم في دعم مؤسسات الدولة الوطنية حتي تحقق الاستقرار.

طباعة شارك ثورة 30 يونيو النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية جماعة الإخوان الإرهابية اتحاد عمال مصر الصناعات الغذائية سيناء توشكى الخير الدلتا الجديدة الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو

مقالات مشابهة

  • بعد استهداف شقة في النبطية... إستشهاد إمرأة وإصابة أكثر من 10 أشخاص
  • شركة الدرعية ضمن قائمة مجلة التايم لأكثر 100 شركة تأثيرًا في العالم لعام 2025
  • صحة غزة : ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع لأكثر من 56 ألف شهيد
  • «الشؤون الإسلامية» تنفّذ أكثر من 1300 جولة رقابية على جوامع ومساجد نجران خلال ذي الحجة
  • الصناعات الغذائية: 30 يونيو ثورة أنقذت الوطن من قبضة الجماعة الإرهابية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كلام للغد)
  • "الشؤون الإسلامية" تنفّذ أكثر من 1300 جولة رقابية على جوامع ومساجد نجران
  • صحفي بريطاني: “إسرائيل” تتجرع مرارة الهزيمة الاستراتيجية بعد عدوانها الفاشل على إيران
  • بعد توقف دام لأكثر من 10 سنوات… إعادة افتتاح مديرية ومراكز البريد في إدلب
  • فالفيردي: تخلصت من مرارة مباراة الهلال.. ولدينا ميزة أمام سالزبورج