بوابة الوفد:
2025-06-27@19:13:55 GMT

الشك واليقين فى عالمنا المعاصر. 1-2

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

الشك قضية وجودية تمس الإنسان بما هو كذلك، وبما هو كائن اجتماعى بطبعه ينفر من حياة العزلة ويسعى دوماً إلى العيش فى جماعة.
لكن السؤال المهم الذى يطرح نفسه كيف يتواءم ويتوافق مع هذه الجماعة بتوجهاتها الفكرية المختلفة، وبتنوع ثقافاتها، ودياناتها ومعتقداتها؟!
تلك هى المشكلة الوجودية الحقيقية، هل سيستطيع الإنسان تحقيق هذه المعادلة التوافق داخلياً مع ذاته وخارجياً مع الآخر، أم سيصاب باليأس والإحباط بمجرد أن يوضع فى تجربة واختبار حقيقى؟!
هل سيحقق ذلك عن طريق الشكوك، هل الشك طريق لليقين المعرفى والإدراكى، أم سيأخذ مساراً عكسياً بالإنسان، وتحدث القطيعة المعرفية؟!!
وهذا ما لا نصبو إليه أبداً أن تحدث قطيعة معرفية وانغلاق على الذات، فما الإنسان إلا محاورة مع ذاته، هل مطلوب من الإنسان أن يمارس الشك ولو حتى مرة واحدة فى حياته.


لكن أى نوع من الشك، وهل هذا الشك سيتحول به إلى شك مرضى وداء عضال يصيبه نفسياً وعضوياً.
بداية ونحن بصدد الحديث عن الشك، لا بد أن نقدم تعريفاً للشك: Scepticism، كان لهذا المصطلح مفهوم فى أصله اليونانى يختلف اختلافاً تاماً عن مفهوم اليوم.
فمفهوم الشك معناه الفحص بعناية والبحث والتنقيب، وهذا هو روح التفلسف، البحث الجاد والدؤوب عن الحقيقة بما يمثل تواصلاً معرفياً.
إلا أن هذا المعنى اختلف على مر العصور، أصبحت كلمة الشك، تعنى ذلك الإنسان الذى يتخذ موقفاً معرفياً معيناً، وهو يتمثل على وجه التحديد فى موقفه من المعرفة، هل هناك معارف يقينية، أم لا توجد معرفة.
أما صور الشك فهى كثيرة ومتعددة، منها، الشك الكلى، وينقسم إلى قسمين: الشك الكلى فى المعرفة وإنكار أى صورة من صور قيامها.
الشك الكلى فى الحقيقة. وهذا هو شك السفسطائية الذين أنكروا قيام أى نوع من المعارف وأنه لا يوجد شىء على الإطلاق يمكن أن يعلمه الإنسان وحتى إن وجد لا يستطيع أن يتعلمه وحتى إن تعلمه لا يستطيع أن يوصله للآخرين.
ثم الشك التجريبى، وينقسم إلى ثلاثة أقسام، شك فى أسس العلم التجريبى، وشك فى إمكانية التوصل إلى أقوال عامة فى العلم التجريبى وشك فى التنبؤات. وشك فى الاستنتاجات، فيكون شكا فى الاستقراء.
وهذا يعنى هدم تام للعلوم التجريبة التى تستخدم الملاحظة والتجربة وتخضع لخطوات البحث العلمى المنظم، وهذا ما يرفضه العلم الحديث وما ترفضه فلسفات العلوم التى أثبتت صحتها وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أهمية العلوم التجريبية التى وفرت لنا الكثير والكثير من تقنيات العصر وشاهدى على ذلك العلوم الفيزيائية والجيوفيزيقية، والعلوم الكيميائية، واستخدام الليزر فى شتى مجالات الحياة، والاكتشافات العظيمة التى توصل إليها علماؤنا، فالفكرة بدأت شكاً ثم تحول هذا الشك إلى يقين بالدرس والتعلم والبحث والتنقيب.
أما الصورة الثالثة من صور الشك، فهى الشك الجزئى، وينقسم إلى ثلاثة أيضاً، الشك الأخلاقى وهل القيم الخلقية نسبية أم مطلقة، والشك الدينى، شك فى الدين، ولماذا جعل الله الدين، وشك حتى فى وجود الإله وعبر عن ذلك ربنا فى قوله (قالت لهم رسلهم أفى الله شك، فاطر السموات والأرض).
وشك فى المعنى، هل لحياتنا معنى، هل لنا هدف نسعى إلى تحقيقه والوصول إليه.
ثم هناك نوعان من الشك، أولهما الشك المذهبى وهو شك من أجل الشك لا يقود إلى يقين معرفى وهذا هو شك السفسطائية، وقد تصدى لهم سقراط وأفلاطون وأرسطو، وشك البيرونيين، وشكاك الأكاديمية وصغار الشكاك، أنصار الشك المطلق، أصحاب مذهب اللاأدرى والإمساك عن قول أى شىء أحق هو أم باطل، صواب هو أم خطأ، صدق هذا أم كذب.
وللحديث بقية.
أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

غدا.. مدحت صالح وعمرو سليم على المسرح الكبير بالأوبرا

ضمن فعاليات وزارة الثقافة تحتضن دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام حفلاً للنجم مدحت صالح بمشاركة الموزع الموسيقى وعازف البيانو عمرو سليم ومصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر وذلك فى التاسعة مساء الجمعة ٢٧ يونيو على المسرح الكبير .


يتضمن البرنامج باقة من أعمال مدحت صالح التى حققت قاعدة جماهيرية ضخمة منها زى ما هى حبها، بحلم على قدى حبيبى يا عاشق، المليونيرات، النور مكانه في القلوب ، وعدى، وغيرها إلى جانب مختارات من روائع الطرب التى إعتاد تقديمها بأسلوبه المميز .

ايرادات السينما أمس l المشروع x في الصدارة و سيكو سيكو بـ ذيل القائمةسليم سحاب يجري البروفات النهائية لحفل 30 يونيو على مسرح البالون

يخصص دخل الحفل لدعم صندوق تأمين العاملين بالأوبرا وذلك تجسيداً لجهود وزارة الثقافة الهادفة إلى دعم أبناءها فى مختلف القطاعات .

طباعة شارك وزارة الثقافة الأوبرا المصرية مدحت صالح

مقالات مشابهة

  • حسام موافي: تورم الأطراف لمرضى السكري قد ينذر بمشكلات في الكلى
  • قرار حكومي بإعادة تأهيل وصيانة مراكز الكلى والأورام وتوفير العلاج المجاني للمرضى
  • حسام موافى: تورم اليدين والقدمين لمرضى السكري قد يشير لإصابة الكلى
  • “الشك قبل الامتحان” .. هنا الزاهد وأحمد حاتم يثيران الجدل بفيديو على “تيك توك”
  • الهجرة النبوية حملت معاني عظيمة في الإيمان واليقين
  • مفتي عام المملكة يستقبل نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أمراض وغسيل الكلى الصحية بالطائف
  • غدا.. مدحت صالح وعمرو سليم على المسرح الكبير بالأوبرا
  • الهجرة النبوية.. منطلق بناء الأمة ومشروع مقاومة يتجدد في واقعنا المعاصر
  • الحلقة رقم (٦) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
  • يوم دراسي بالرباط يناقش ظاهرة الشعبوية في العالم المعاصر