تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنبض قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان بروح الزراعة والتميز، حيث تشكل الأرض الخصبة ومياه نهر النيل الغنية بيئة خصبة لنمو أجود أنوع أشجار المانجووفي أوائل شهر يونيو، تبدأ قرية فارس بالتأهب لموسم الحصاد، حيث تبدأ ثمار المانجو في النضوج تحت أشعة الشمس الحارقة، مما يجعلها محط أنظار المزارعين والتجار على حد سواء حيث يعد هذا المحصول الزراعي الأساسي والمميز للمنطقة، نظرًا للمساحات الشاسعة المخصصة لزراعتها والتي تبلغ حوالي 10 آلاف فدان.

فرسان المانجو

وتمتاز قرية فارس بتنوع واسع في أصناف المانجو المزروعة، مثل "العويسي، التيمور، الجولك، الفونس، الزبدة، الصديقة، والهندي الملكي"و كل نوع من هذه الأصناف يتمتع بخصائصه الفريدة التي تجذب محبي المانجو من كافة الأماكن.

ومع بزوغ كل فجر، يتوجه المزارعون  إلى حقول المانجو لبدء عمليات الحصاد، حيث يقومون بجني الثمار بعناية فائقة للحفاظ على الطراوة والجودة العالية لكل ثمرة. 

ويُعتبر منتصف شهر يونيو بداية الموسم بفضل ارتفاع درجات الحرارة التي تعزز من نضوج الثمار مبكرًا مقارنة بمناطق أخرى علي مستوي الجمهورية.

 الحصاد والتعبئة

 عقب جني ثمار المانجو، تنتقل العمال إلى مرحلة الفرز والتصنيف، حيث يتم تصنيف الثمار حسب الحجم والجودة، وتعبئتها في أقفاص مغلفة بالورق للحفاظ على جودتها أثناء النقل.

والتقت "البوابة نيوز" بمزارعي المانجو بقرية فارس حيث قال محمد عثمان السبال، أحد المزارعين في القرية: "نحن نفتخر بجودة محصولنا في قرية فارس، حيث تكون الثمار ذات نكهة فريدة بفضل الظروف الطبيعية المثالية التي تساهم في نموها" موضحا تشتهر منطقة فارس ببيئتها المتميزة، حيث يسهم اقترابها من نهر النيل في توفير مياه الري اللازمة، وبالتالي تحسين نوعية المحصولات الزراعية.

أنواع المحصول

موضحا يبدأ المزارعون في عملية الحصاد من منتصف شهر يونيه بسبب ارتفاع الحرارة في أسوان والتي تساهم في نضج المحصول مبكرا عن باقي المحافظات ويستمر الحصاد حتي منتصف شهر يوليو لافتا إلى أن هناك حوالي 25 نوع من أنواع المانجو يتم زراعتها في قرية فارس من أشهرها" العويسي والتيمور والجولك والفونس والزبدة والصديقة والهندي الملوكي والدبشة  والمنشاوي والمبروكة ومن أصناف المانجو الأجنبي التومي والناعومي والكيت والكلت وهايدي وياسمينا  وهي أصناف جديدة دخلت علي زراعة المانجو بأسوان ويطلق عليها المزارعين الأجنبي . 

وقال الحاج عثمان أبو طالب، مزارع، أن موسم جني المانجو قد بدأ بالفعل هذا العام مع أصناف البشاير مثل الصديقة والمنشاوي والبلدي موضحا أن هذه الأصناف تنضج أولًا بسبب موجات الطقس الحار التي ساعدت على نضجها مبكرًا، مما أدى إلى بدء الجني في منتصف مايو بدلاً من الموعد الرسمي في منتصف شهر يونيو.

وأشار أبو طالب إلى أن أصناف البشاير مثل الصديقة والمنشاوي والبلدي كانت أولى الأصناف التي نضجت هذا الموسم لافتا إلي أن يُعتبر صنف التيمور من الأصناف التي تنضج مبكرًا، ولكنه يحتاج إلى عناية خاصة بسبب قشرة الثمرة الرقيقة .

وأضاف أبو طالب أن قرية فارس تشتهر بزراعة أصناف أخرى مثل العويسي، والجولك، والمبروكة، والزبدة موضحا أن صنف الزبدة يُعرف بين المزارعين بـ"حمار المزارع" لأنه يتحمل الظروف القاسية ولا يتطلب الكثير من الجهد في العناية به، ويتميز بإنتاجية عالية حيث يكون عدد الثمار عند التعبئة أكثر مقارنةً بالأصناف الأخرى .

وأوضح أبو طالب تبدأ مرحلة الجني يومياً في الساعة التاسعة صباحاً، بعد أن يجف الندى تماماً من على الثمار ويُعتبر جمع الثمار في هذا الوقت أمراً ضرورياً لضمان عدم ترك أي أثر للندي على الثمار بعد التخزين، مما يساهم في الحفاظ على جودتها ونضارتها لافتا الي أن عملية الجني تستمر حتى غروب الشمس، حيث يتم جمع الثمار التي تساقطت مساءً أولاً، لضمان عدم تلفها حيث أن ثمرة المانجو حساسة جداً ولا تتحمل حتى لمس اليد، إذ يمكن أن يترك ذلك أثراً يظهر على الثمرة بعد نضجها، مما يقلل من قيمتها السوقية .

وتابع أبو طالب مع إنتهاء مرحلة جني المانجو تبدأ مرحلة تعبئة ورص الثمار في الأقفاص بحرص وعناية لضمان وصولها إلى الأسواق بجودة عالية وذلك عقب قيام الاطفال بتجهيز الاقفاص وتسمي هدة العملية ب "السفلتة" حيث يتم فرش الاقفاص قبل تعبئتها بثمار المانجو بالورق للحفاظ على الثمرة من التلف وتتضمن عملية السفلتة فرش الأقفاص بورق خاص قبل تعبئتها بثمار المانجو، وذلك للحفاظ على الثمار من التلف خلال عملية النقل والتخزين ويعمل الأطفال على تجهيز الأقفاص بطريقة منظمة ودقيقة، مما يضمن حماية الثمار من الاحتكاك أو التلف أوأي أضرار قد تتعرض لها لتصل إلي الأسواق بحالة ممتازة.

 

الفونس والعويسي والتيمور

من جهته، أشار محمد العيسي، أحد المزارعين في القرية، إلى أن أشهر أنواع المانجو للأكل هي أصناف "الفونس والعويسي والتيمور"  أما أصناف العصير هي " الزبدة والجولك والدبش والصديقة لافتا إلى أن جميع الزراعات بقرية فارس تتميز بجودتها عن أي منطقة زراعية أخري حيث تُعد مياه نهر النيل العذبة المجاورة نعمة لقرية فارس، حيث توفر الري اللازم للزراعات وتحفز نمو الأشجار بشكل مثالي، مما يُسهم في إنتاج محاصيل زراعية ذات جودة عالية وكميات غنية مؤكدا أن وزن قفص المانجو يتراوح بين 20 إلى 22 كيلوغرامًا، مما يعكس جودة وحجم الإنتاج لهذا الموسم، معربًا عن أمله في أن يكون الموسم جيدًا وذو إنتاجية مرتفعة لجميع المزارعين في المنطقة.

وقال سمير أبو الحسن أبو زيد، مزارع والمعروف بلقب "رصاص مانجو"، ويبلغ من العمر 65 عامًا، بأنه يعمل في مزارع المانجو منذ 30 عامًا، حيث كانت اليومية بقرشين ونصف في بداياته موضحا أن عملية رص ثمار المانجو في القفص تبدأ بعد عملية الفرز، حيث يتم فرز كل صنف على حدا حسب الجودة والمقاس من حيث الأحجام الكبيرة وهي الفرز الأول والأحجام المتوسطة فرز تاني وهكذا وبعد فرزها يتم تقفصيها وتعبئتها في الاقفاص مغلفة بالورق للمحافظة عليها من حرارة الجو حتي وصولها إلى التجار بأسواق بحري مثل سوق العبور بالقاهرة وسوق الحضرة بالإسكندرية، لافتا إلى أن ما يميز مانجو أسوان عن غيرها انها تروي بالماء العذب من النيل ولا يضاف لها كيماويات أثناء عملية الزراعة ونظرا لارتفاع حرارة الجو والطقس الجاف بأسوان مما يجعلها تنضج سريعاً.

وأضاف  أبو زيد، أن عملية فرز ورص المانجو تتطلب دقة كبيرة لضمان الحفاظ على جودة الثمار أثناء النقل والتخزين مؤكدا أن الخبرة في هذا المجال تأتي مع مرور السنوات والتدريب المستمر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محصول المانجو أصناف المانجو موسم الحصاد مزارع المانجو محافظة أسوان قرية فارس للحفاظ على قریة فارس منتصف شهر أبو طالب حیث یتم إلى أن

إقرأ أيضاً:

إنتاج المانجو في الكفرة يتراجع بنسبة 70% بسبب المناخ وغياب الدعم

تراجع حاد في إنتاج المانجو بالكفرة بسبب تغيرات مناخية وغياب الدعم الزراعي

ليبيا – شهد إنتاج المانجو في مدينة الكفرة خلال الموسم الحالي انخفاضًا حادًا بنسبة تصل إلى 70%، بحسب إفادات عدد من المزارعين المحليين، الذين عزوا هذا التراجع إلى تغيرات مناخية مفاجئة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة، وهبوب الرياح خلال فترة التزهير، إضافة إلى الأمطار الغزيرة التي ضربت المدينة في سبتمبر الماضي.

مشروع النخيل والمانجو يتوقف بعد 2011

وأوضح سليمان النزال، مدير مشروع النخيل والمانجو في الكفرة، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الليبية “وال”، أن المشروع، الذي أُنشئ في عام 2008 كواحد من التجارب الريادية في الزراعات الصحراوية باستخدام تقنيات الري الحديث والتنقيط، تعرض لتوقف كامل عقب أحداث عام 2011 بسبب نقص التمويل والاعتداءات المتكررة عليه.

وبيّن أن المشروع كان يساهم بنحو 85% من إجمالي إنتاج المانجو في المدينة، مشيرًا إلى أن توقفه أدى إلى شلل كبير في هذا القطاع الزراعي المهم.

افتقار للمقومات الأساسية وغياب التسويق

وأكد النزال أن المزارعين في الكفرة يواجهون نقصًا حادًا في الدعم، مع غياب الجمعيات الزراعية والجهات التسويقية، بالإضافة إلى غياب مصانع التبريد والعصائر، ما تسبب في عزوف العديد من المزارعين عن مواصلة هذا النشاط نتيجة ارتفاع التكاليف.

كما أشار إلى أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء زادت من معاناة المزارعين، لكونها أثرت سلبًا على تشغيل أنظمة الري وإدارة الإنتاج.

تاريخ طويل وتحديات متجددة

من جانبه، أوضح المزارع أحمد الأمين أن زراعة المانجو في الكفرة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما جلب سائقون بذور المانجو من السودان، مشيرًا إلى أن هذا النشاط الزراعي توسع في ثمانينيات القرن الماضي بفضل مشروع المانجو الزراعي الذي حقق نجاحًا ملحوظًا في بيئة الكفرة الصحراوية.

وأكد الأمين أن التغيرات المناخية هذا الموسم أثرت بشكل مباشر على تلقيح الأزهار، إلى جانب تضرر المحاصيل نتيجة العواصف، مبينًا أن بُعد المسافة عن الأسواق وغياب البنية التحتية للطرق يضاعف صعوبات تسويق المحصول.

الكفرة بيئة مثالية لكنها تحتاج دعمًا

في السياق ذاته، أكد أستاذ البيئة النباتية، سالم الشطشاط، أن الكفرة تُعد من أنسب المناطق في ليبيا لزراعة المانجو بفضل تربتها المناسبة ومناخها الجاف وتوفر المياه الجوفية.

لكنه حذر من أن موجات البرد الأخيرة تسببت في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ما أدى إلى تجمد الأوراق وتساقط الأزهار، إضافة إلى انتشار آفات خطيرة مثل الجراد الصحراوي وسوسة المانجو، في ظل غياب تام لإجراءات مكافحة الآفات.

دعوة لتعزيز الاستثمار الزراعي

ودعا الشطشاط إلى دعم زراعة المانجو في الكفرة من خلال إنشاء مصانع للعصائر والتعليب، وتوفير وسائل النقل المبردة لنقل المحاصيل إلى الأسواق، إلى جانب دعم المزارعين بالمبيدات والمعدات الزراعية، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي والتعاونيات لتحسين الإنتاج وضمان استدامته.

مقالات مشابهة

  • قمة فرنسية – بريطانية بأجندة معقدة.. قضايا الدفاع المشترك تتصدر المشهد
  • ميريام فارس تشارك لحظات عائلية طريفة مع ابنها .. صور
  • ارتفاع استثنائي في إنتاج محصول القمح بالظاهرة إلى 1118 طنا
  • نجران.. وجهة زراعية واعدة تستقطب المستثمرين بفرص نوعية وتقنيات ذكية
  • عبر أكثر من 1.5 مليون شجرة مثمرة.. تبوك الأولى بين مناطق المملكة في إنتاج أجود أصناف العنب
  • إنتاج القمح في الظاهرة يتجاوز ألف طن بنمو 260% عن الموسم الماضي
  • نيران بالميراس الصديقة تقود تشيلسي لنصف نهائي المونديال
  • الفيحاء يوافق على انتقال فارس عابدي إلى نيوم
  • كأس العالم للأندية.. قمة باريس وبايرن تتصدر المشهد في ربع النهائي
  • إنتاج المانجو في الكفرة يتراجع بنسبة 70% بسبب المناخ وغياب الدعم