التغيير: كمبالا – فتح الرحمن حمودة

شهد مقر المنظمة الإفريقية للحقوق والتنمية مساء أمس السبت احتفالية تدشين الطبعة الثانية من كتاب “سفر الروح.. حكايات إفريقية” للكاتب الدكتور عباس التيجاني بحضور عدد كبير من الأدباء والصحفيين والمثقفين السودانيين.

وتحدث التشكيلي والقاص فضيل أحمد عن الأدب الإفريقي الشعبي والتراثي، مشيرا إلى مراحل الصراع في الكتاببة الإفريقية بشكل عام والقصصية بشكل خاص، وقدم رؤية حول الشكل التقليدي للقصة الحديثة والتحديات التي تواجهها القصة في التراث الإفريقي وما يميزها عن غيرها.

وتناول الناقد والأكاديمي الدكتور آدم محمود خلال الحفل أثر الرحلات في سياق المناخ الإبداعي مشيرا إلى أن “سفر الروح” يفسر كيف يعيش الناس والصفات الاجتماعية للمجتمع بالإضافة إلى تطرقه لربط الثقافات السودانية بالأوغندية.

ويعتبر كتاب “سفر الروح” وثيقة مهمة لحكايات الدكتور عباس التجاني الإفريقية ورحلاته الأربعة عشرة في دول إفريقية بما فيها السودان نفسه الذي يعيد اكتشافه من خلال الكتابة الناقدة الذكية، حيث أشاد به عدد من الأدباء بالكتاب معتبرين أنه ياخذ القراء في رحلة مختلفة عن المعتاد في أدب الرحلات والصورة النمطية للأفلام الوثائقية عن القارة السمراء وشعوبها.

وفي مقدمة الكتاب كانت هناك شهادة للصحفي والروائي منصور الصويم قائلا إن السودانيين بدأوا للتو للتعرف على قارتهم الأم أفريقيا بعد اندلاع الحرب وذلك بعدما أجبرهم القتال العنيف على الفرار إلى دول الجوار، وأضاف “قراءة كتاب سفر الروح أظهر أن التعرف على أفريقيانا كان متاحا للجميع لو اطلع بعضنا على هذا الكتاب الفريد في أدب الرحلات”.

ومن جانبه قال الدكتور عباس التجاني لـ”التغيير” أن الفكرة الأساسية من الكتاب هو حوار الأنا والآخر وسؤال الهوية الغائب في السودان المتقسم ما بين مجموعة من الهويات المختلفة.

وأوضح عباس أن الكتاب يهدف إلى النظر وللاختلاف بطريقة مختلفة محاولا فتح نافذة للحوار والتبادل الثقافي مع مجموعات اجتماعية مختلفة جدا.

وتوقع عباس أن تفتح الطبعة الثانية من الكتاب نافذة لتوسيع رحلات مختلفة بعد ما عانى السودان من حرب طاحنة معبرا عن امله في أن تكون هذه الحرب آخر الحروب، مشددا على أهمية التعافي من خلال الكتابة وفتح حوار بين السودانيين حول أسئلة تحتاج إلى إجابات في المستقبل.

وتناول “سفر الروح” إشكالية الهوية السودانية معالجا هذه أصل الأزمة تحديدا في الهوامش بجانب عدة قضايا أخرى تطرقت إليها نصوص الكتاب.

وأعرب محمد الطيب أحد المشاركين في حفل التدشين في حديثه لـ”التغيير” عن إعجابه بالكتاب معتبرا أنه وفر له وسيلة لاكتشاف القارة الإفريقية ومساحة للتعرف على ثقافات شعوب تتشابه بثقافتها عن طريق ممارستها للحياة والمعيشة اليومية .

وتخلل الحفل توقيع الكاتب للجمهور على مجموعة من كتب التدشين كما صاحبت البرنامج فقرات غنائية بمشاركة المبدعة آلاء الشريف والشاب وضاح وآخرين من المبدعيين.

وحاول الكتاب في نسخته الأولى إلى استكشاف الإنسان في أفريقيا وفهمه مع إعادة الصلة بين الشعوب الإفريقية إلى جانب تناول حكايات من دول إفريقية متعددة مثل تنزانيا وأوغندا والسودان ورواندا وغيرها من الدول الإفريقية.

وكان قد تم تدشين كتاب “سفر الروح” في نسخته الأولى قبيل إندلاع حرب 15 أبريل في عدد من المنتديات الثقافية داخل السودان بما في ذلك العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

 

 

 

 

 

الوسومأدب الرحلات سفر الروح.. حكايات أفريقية عباس التيجاني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أدب الرحلات

إقرأ أيضاً:

هيئة الكتاب تُعيد إصدار مسرحية «الناس اللي فوق» لـ نعمان عاشور

أصدرت وزارة الثقافة مؤخرا، متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، طبعة جديدة من المسرحية الشهيرة "الناس اللي فوق" للكاتب المسرحي الكبير نعمان عاشور، أحد أعلام المسرح الواقعي في مصر والعالم العربي، وذلك في إطار سعيها الدائم لإحياء التراث الأدبي والمسرحي المصري.

تأتي هذه الخطوة ضمن مشروع الهيئة لإعادة نشر أبرز الأعمال الكلاسيكية التي ساهمت في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي للأجيال السابقة، وتهدف إلى تعريف القراء الجدد بهذه النصوص المهمة، التي ما زالت تحمل في طياتها دلالات اجتماعية وثقافية عميقة رغم مرور عقود على كتابتها.

تُعد "الناس اللي فوق" واحدة من أبرز أعمال نعمان عاشور، وقد كُتبت في أواخر خمسينيات القرن الماضي، تحديدًا عام 1958، وتتميز المسرحية بانتمائها إلى نمط المسرح الواقعي الذي اشتهر به عاشور، حيث يرصد من خلال شخصياته التحولات التي طرأت على المجتمع المصري بعد ثورة يوليو 1952.

تتناول المسرحية بعمق موضوع الصراع الطبقي، من خلال تصوير ثلاث طبقات اجتماعية رئيسية تعيش في مبنى واحد: الطبقة العليا ممثلة في شخصية عبد المقتدر باشا وعائلته، والطبقة المتوسطة من خلال المهندس حسن أفندي وزوجته وابنته، والطبقة الشعبية التي تتمثل في الخادمة أم أنور وابنها، ومن خلال تفاعل هذه الشخصيات، يرسم نعمان عاشور صورة دقيقة للمجتمع المصري في تلك الحقبة، موضحًا كيف أثرت المتغيرات السياسية والاجتماعية على توازنات القوى بين الطبقات المختلفة.

وتُصنّف المسرحية ضمن ما يُعرف بأسلوب "الأوتشيرك"، وهو شكل درامي مستوحى من المسرح الروسي، لا سيما أعمال مكسيم غوركي، ويقوم على المزج بين الطرح الاجتماعي والسرد المسرحي المبني على التحليل النفسي والواقعية الاجتماعية.

ويُذكر أن نعمان عاشور، يُعد من أبرز رواد المسرح العربي، وكتب العديد من المسرحيات التي تناولت المجتمع المصري بطبقاته المختلفة، وكان له دور مهم في تطوير شكل ومضمون المسرح العربي، حيث قدم أعمالاً تمزج بين النقد الاجتماعي والطرح الفكري الجاد، في قالب فني قريب من الناس.

طباعة شارك وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين الناس اللي فوق نعمان عاشور

مقالات مشابهة

  • صدمة.. وفاة أوّل امرأة إفريقية تُشرف على بينالي البندقية عن عمر 57 عامًا
  • مجلة الدوحة.. من الورق إلى الرقمنة في جلسة نقاشية بمعرض الكتاب
  • مسرحية “حكايات الشتا” علي الغد .. الخميس
  • أبو ريدة يهنئ منتخب الشباب من باراجواي.. ويطالب اللاعبين باستمرار الروح القتالية
  • الروائية رشا سمير: أكتب عن حكايات لم تُروَ بعد وأستلهم من التاريخ ما يضيف روحا للأدب
  • الإفتاء تستقبل وفدا من أئمة 6 دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر
  • دار الإفتاء تستقبل وفدًا من أئمة ست دول إفريقية
  • هيئة الكتاب تُعيد إصدار مسرحية «الناس اللي فوق» لـ نعمان عاشور
  • النساء في السليمانية.. حكايات صمود وتحدٍ في ظل الصراع بين الحداثة والعادات والتقاليد
  • غواي… حين تكون الخطيئة مرآة الروح