عربي21:
2025-07-01@01:22:34 GMT

جراح لا تندمل وصرخات لا تنقطع

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

تتشابك سحب الدخان مع الأحلام المبعثرة، تتراقص أعمدة الغبار كأنها أشباح الموتى، وتنبثق من الأرض التي ترويها دماء الشهداء رائحة الشجاعة والتحدي. في كل زاوية من شوارعها، وفي كل بيت من بيوتها، تلمس نبضات الحياة التي ترفض أن تخبو، رغم الظلام الذي يلتهم الأفق.

غزة، تلك الجوهرة المحاصرة بين البحر والعدوان، تعيش في قلب العاصفة.

تسير على شفا الموت يوميًا، تصارع الوحشية بعيون الأطفال التي تنظر إلى المستقبل بإصرار، وبقلوب الأمهات التي تحمل أثقال الحزن وتزرع الأمل. في تلك البقعة، تتجلى المأساة في كل جانب.

تُسطر على جدرانها الحكايات المروعة، حكايات البيوت التي انهارت فوق رؤوس سكانها، المدارس التي تحولت إلى مقابر، والمستشفيات التي تعج بالجرحى. في كل مكان، تجد وجوهًا تحمل قصصًا لا تُروى، قصصًا مليئة بالدموع والصمود.

أهل غزة، رجالًا ونساءً، شيوخًا وأطفالًا، يُظهرون للعالم قوة لا تُقاس. يقفون بكل ما لديهم من إيمان أمام الجرافات والطائرات، يحفرون بأيديهم في الركام للبحث عن أحبائهم، ويزرعون بصبرهم وجلدهم بذور النصر. هم الأبطال الذين يرسمون بدمائهم مستقبلًا لا يقبل إلا بالحرية والكرامة. في كل خطوة تخطوها غزة، تكتمل حكاية جديدة للمقاومة، حيث يتجسد فيها الإصرار على الحياة رغم كل المعوقات.
في غزة، للموت معنى مختلف؛ فهو ليس نهاية بل بداية جديدة للمقاومة
في غزة، للموت معنى مختلف؛ فهو ليس نهاية بل بداية جديدة للمقاومة والتحدي، حيث تصبح كل روح شهيد شعلة تضيء درب الحرية.

في شوارع غزة، تُمزّق القلوب مناظر أشلاء الجثث التي تملأ الأفق، وخصوصًا أشلاء الأطفال، التي تختلط بتفاصيل الأرض، لتصبح جزءًا من ترابها الحزين. تذوب الطفولة بين الأنقاض، تتلاشى الضحكات في الهواء، وتظل العيون الصغيرة تفتح على عالمٍ لم يمنحها فرصة للحياة. في لحظات الغروب، عندما تهدأ أصوات المدافع قليلًا، تُسمع الأناشيد الحزينة، تتردد في أرجاء غزة، تصف الأمل الذي يظل يحيا رغم كل شيء. في هذه الأوقات، يمكن للمرء أن يشعر بالروح الجماعية التي تجمع هؤلاء الناس، وتجعلهم يرفضون الاستسلام. تلك الروح هي سر المقاومة التي لا تنكسر، التي تغذيها دماء الشهداء وترويها قصص الصمود.

غزة ليست مجرد بقعة تعاني، بل هي رمز للشجاعة والإرادة التي لا تُقهر. هي قصة مقاومة تُكتب بدماء أبنائها، وترويها أرواح الشهداء الذين رحلوا ولكنهم باقون في ذاكرة الأمة. في غزة، يتجسد الصمود في كل خطوة تُخطى، في كل كلمة تُنطق، وفي كل نظرة تحدٍّ تُرمى نحو السماء.
لن تكون الكلمات كافية لوصف ما يعانيه أهلنا في غزة، لكننا نعلم أن أصواتهم ستظل تصدح بالحقيقة والكرامة، وأننا معهم قلبًا وقالبًا. سنظل نكتب، نصرخ، ونناضل حتى تُشرق شمس الحرية على هذه الأرض المقدسة.

غزة، يا جرح الأمة النابض، يا ملحمة الصمود والعزة، ستظل شمسك مشرقة رغم كل الظلمات. سيأتي اليوم الذي ترتفع فيه رايات النصر، ستنتهي فيه كل جراحك وتتعافى، سيشهد العالم على قوة عزيمتك وصمودك، وسنروي لأجيالنا القادمة كيف كنتِ وما زلتِ رمزًا للإباء والشموخ. ستعود الأرض لأصحابها، وستُبنى البيوت من جديد، وسنحتفل معك بيوم الحرية الذي لا بد أن يأتي.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة الاحتلال مجازر المقاولة المواصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية

تحصد مسرحية «هاميلتون» الموسيقية على مسرح برودواي، والمؤرخ الذي ألهمه كتابها، على ميدالية الحرية من المركز الوطني للدستور هذا الخريف، وهي جائزة تُمنح تقديرًا لجهود نشر الحرية حول العالم، وذلك في حفل يُقام في أكتوبر في مركز "إندبندنس مول" بفيلادلفيا.

أشاد منظمو الجائزة بالكتاب والمسرحية لما لهما من "تأثير فريد" في إحياء ونشر قصة دستور الولايات المتحدة، وألكسندر هاملتون، الشخصية المحورية في صياغة وثيقة الحكم والترويج لها. وكان أيضًا أول وزير خزانة أمريكي.

أصبحت مسرحية "هاميلتون"، التي عُرضت لأول مرة على مسرح برودواي قبل عقد من الزمان، معلمًا ثقافيًا بارزًا، حيث فازت بجائزة بوليتزر، وجائزة غرامي، و11 جائزة توني.

مؤلف مسرحية «هاميلتون»: الجائزة شرف عظيم

وصف لين مانويل ميراندا، مؤلف المسرحية الموسيقية، الجائزة بأنها شرف عظيم، وقال في بيان صدر قبل الإعلان الرسمي: "الدستور ليس مجرد قطعة أثرية تاريخية، بل هو تحدٍّ. دعوة للمشاركة، للتعبير عن الرأي، ولتحسين التصور، وللعمل يوميًا نحو اتحاد أكثر كمالًا".

ومن بين كتب تشيرنو العديدة سيرة الرئيسين السابقين جورج واشنطن ويوليسيس إس. غرانت، ومؤخرًا، سيرة الكاتب والفكاهي مارك توين.

وأضاف تشيرنو في بيان: "من خلال كتابتي عن هاميلتون وواشنطن وغرانت، أدركتُ أن الحرية ليست هبةً تتوارثها الأجيال، بل مسؤوليةٌ تتطلب الشجاعة والتنازل والالتزام. لم يكن هؤلاء الرجال كاملين، لكنهم تجرأوا على تصوّر شيءٍ أعظم من أنفسهم".

أُسست ميدالية الحرية عام ١٩٨٨ تكريمًا للذكرى المئوية الثانية لتوقيع دستور الولايات المتحدة عام ١٧٨٧، وكان ومن بين الفائزين بها مؤخرًا قاضية المحكمة العليا الراحلة روث بادر غينسبيرغ، ومخرج الأفلام الوثائقية كين بيرنز من شبكة بي بي إس.

اقرأ أيضاًأهم ليلة على مسرح برودواي.. متى سيُقام حفل توزيع جوائز توني؟

فرقة «فابريكا» تحيي حفلا فنيا على مسرح أوبرا دمنهور

كارا يونج تقترب من صنع التاريخ في برودواي عبر مسرحية «الغرض»

مقالات مشابهة

  • المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية
  • عملية مشتركة للمقاومة تدمر دبابة إسرائيلية في عبسان الكبيرة
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: على بعد كيلو مترات من هذا القصر ولدت أول أبجدية عرفتها البشرية وعلى هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم ومن هنا من دمشق نطلق مشروعنا الث
  • مظاهرات مغربية رفضا للإبادة الصهيونية بغزة
  • عمليات نوعية للمقاومة بغزة والاحتلال يقر بمقتل أحد جنوده
  • مقتل جندي إسرائيلي في هجوم مباغت للمقاومة بخان يونس
  • توكل كرمان في مؤتمر دولي بكندا: السلام الدائم لا يُمنح بل يُبنى على أسس الحرية والعدالة ومحاسبة المجرمين
  • الحرية المصري: ثورة 30 يونيو انتصار حقيقي على الفكر المشبوه والدين المزيف
  • توكل كرمان: السلام الدائم لا يُمنح بل يُبنى على أسس الحرية والعدالة الانتقالية ومحاسبة المجرمين
  • في يومهم العالمي.. ضحايا التعذيب والاختطاف في اليمن أعدادٌ مهولة وصرخاتٌ منسية! (تقرير خاص)