في يومهم العالمي.. ضحايا التعذيب والاختطاف في اليمن أعدادٌ مهولة وصرخاتٌ منسية! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
في الوقت الذي يُحيي فيه العالم اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، يقبع آلاف اليمنيين في زوايا النسيان، بعد أن ذاقوا – ولا يزالون يذوقون – صنوف الانتهاك الجسدي والنفسي داخل معتقلات لا تراعي إنسانيتهم ولا تحفظ كرامتهم.
من زنازين مظلمة تحت سطوة جماعات مسلحة، مرورًا بالسجون الرسمية، وصولًا إلى صمت مجتمعي وتجاهل حكومي وانعدام الرعاية النفسية والقانونية، يعيش الضحايا في عزلة مضاعفة، عزلة التعذيب، وعزلة ما بعد التعذيب.
وفي أبريل/نيسان 2023، جرت آخر عملية تبادل للأسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، شملت نحو 900 شخص من الجانبين، تحت إشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ورغم ما توثقه التقارير الدولية والمحلية من انتهاكات ممنهجة في مختلف المناطق اليمنية، يظل ملف ضحايا التعذيب من أكثر الملفات المسكوت عنها، في ظل غياب آليات وطنية واضحة لجبر الضرر، أو محاسبة الجناة، أو حتى احتواء التداعيات النفسية والاجتماعية العميقة التي خلفها التعذيب في حياة الضحايا وأسرهم.
ولا يزال آلاف المختطفين والمخفيين قسرًا يقبعون في سجون تابعة لجماعة الحوثي، والحكومة الشرعية، والمجلس الانتقالي، في ظل تقاعسٍ واضح من جميع الأطراف في التعامل الجاد مع ملف الأسرى والمخفيين قسرًا، ووضع حد لمعاناتهم.
الشريحة التي تتعرض للتعذيب لدى أطراف الصراع في اليمن ليست شريحة الرجال وحدها وإنما للنساء والأطفال النصيب الكبير من السجون والتعذيب النفسي والجسدي والحرمان من التواصل بالأهل والأقارب بسبب اتهامات باطلة ومبررات كاذبة.
وتتصدر مليشيا الحوثي القائمةَ في الاختطاف والتعذيب الممنهج، تليها الانتقالي وهناك الكثير من السجناء في سجون الحكومة الشرعية.
التعذيبُ وسيلة المليشيات لإخضاع الشعب
يؤكد الصحفي والناشط الإعلامي المحرر من سجون مليشيا الحوثي، حمزة الجبيحي أن” السجن والتعذيب أصبح وسيلةَ المليشيات التي تذل بها الإنسان في سجونها وتخيف بها من هم خارج السجون لتبقى في مأمن من الانقضاض عليها والخروج عنها من قبل الشعب”.
يضيف الجبيحي لـ” يمن مونيتور” المليشيات الحوثية قامت وتقوم بسجن وتعذيب أفراد من جميع شرائح المجتمع لا سيما شريحة الصحفيين وأنا أحدهم، فقد تم الزج بنا داخل السجون وتعرضنا لشتى وسائل التعذيب المميتة ونحن لم نرتكب ذنبًا سوى أننا نمارس العمل الصحفي”.
وبهذه المناسبة دعا الجبيحي جميع المعنيين من الحكومة الشرعية إلى منظمات المجتمع المدني، والمجتمع المحلي والدولي لمساندة الضحايا وتعوضيهم صحيًا ونفسيا وماديًا فقد نهب الحوثيون كل ما يمتلك هؤلاء الضحايا بسبب سجونهم.
وتابع” نطالب إلى جانب مساعدة الضحايا بأن يتم محاسبة مرتكبي جرائم التعذيب التي تمارس بحق الأبرياء ولا تسقط هذه الجرائم بالتقادم وألا تُنسى هذه الجرائم حتى وإن انتهت الحرب، ينبغي أن يلاقي المجرمون عقاب أفعالهم الدنيئة تلك، وأن يكونوا عبرة للآخرين”.
وأردف” يجب أن يكون هناك قانون للعدالة الانتقالية ومنه جبر الضرر ومحاسبة مرتكبي جرائم الانتهاكات سواء الجرائم التي ترتكب داخل السجون أو خارجها؛ فهناك الكثير من الجرائم التي تقوم بها مليشيا الحوثي بحق المدنيين وهناك الكثير من الجرائم التي تقوم بها بقية أطراف الصراع”.
انتهاكاتٌ جسيمة وفظائعُ لا تنسى
وبحسب الناشط الإعلامي أبو فاهم فؤاد العسكري، فقد رمى الحوثيون بمبادئ القانون الدولي والإنساني على الحائط؛ فلم تلتزم المليشيات بمادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني فمارست كل أنواع وأشكال التعذيب بخصومها الذين تخاف من أصواتهم أو حروفهم أو تخاف من مكانتهم الاجتماعية والسياسية وفكرهم المناهض لأفكار السلالة الحوثية.
يضيف العسكري في حديثه لـ” يمن مونيتور” منذ أن سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء قامت باختطاف وإخفاء كل من يعارض فكرتها، حتى النساء، فقد مارست فيهن المليشيات أصناف أنواع التعذيب النفسي والجسدي، فهي تتفنن وتتقن التعذيب بطرق بشعة ومختلفة فمنهم من مات داخل السجون والبعض جعلتهم دروعًا بشرية لطيران التحالف”.
وأردف” هناك 476 مختطفا الذين ماتوا في سجون الحوثي جراء التعذيب بالسجون الحوثية خلال 7 سنوات فقط والذي لم يمت يخرج من سجون المليشيات مشلولًا أو فاقدًا للوعي أو مجنونًا وكل تلك الجرائم التي تقوم بها المليشيات من أجل بسط نفوذها وإرهاب المواطنين”.
وتابع” جندت المليشيات الحوثية الأطفال وزجت بهم إلى محارق الموت وفتحت المراكز الصيفية لغسل أدمغة الأطفال والشباب وزرع العنصرية والطائفية والمذهبية وغرس الحقد والبغضاء بعقول الأطفال وهناك من تخرجوا من المراكز الصيفية وعادوا إلى أسرهم ملغمين بأفكار المراكز الصيفية فقاموا بقتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وزوجاتهم ولا يخفى على أحد مايحدث”.
وأشار العسكري إلى أن” شريحة النساء والفتيات لم تسلم من جرائم تعذيب المليشيات فهناك الكثير من النساء من اختطفتهن المليشيات من محافظة حجة وغيرها وزجت بهن في سجون سرية ومارست فيهن التعذيب المفرط والإعتداء الجنسي واللفظي والتعذيب بأنواعه”.
وتابع” حتى الأطفال قامت المليشا بمحاكمتهم وإعدادهم وهم لم يبلغوا سن القانون مثل الطفل عبدالعزيز الأسود من محافظة الحديدة، الذي ظل يشاهد رفاقه الثمانية، يلفظون أنفاسهم الأخيرة، تحت رصاص مليشيات الحوثي في ميدان التحرير بصنعاء وهو لم يستطع الوقوف فتدخل أحد الحوثه وأسنده عليه ثم أعدموا بالرصاص الحي دونما ذنب “.
ولفت إلى” السيناريو نفسه يمارسه المجلس الانتقالي في سجونه في التعذيب اليومي للناشطين والإعلاميين والقادة والمثفقين وموت الناشط أنيس الجردمي في سجون الانتقالي المدعوم إماراتيًا تحت التعذيب لا يخفى على أحد”.
وبين أن” الانتقالي والحوثي وجهان لعملة واحدة، وما يحدث اليوم بسجون الحوثي هو ما حدث في سجون بشار الأسد والفارق أن سجون الأسد ظهرت عبر وسائل الإعلام وسجون الحوثي ما تزال محميةً مخيفةً، وعندما يتم تحرير صنعاء والمناطق التي تحت سلطة الحوثي سترون العجائب؛ إذ إن الشيعة هدفهم واحد والمدرسة واحدة والمخرج والممول والمدرس واحد”.
بلا مساءلة
بدوره يقول الصحفي ضيف الله الصوفي” منذ بداية الانقلاب الحوثي على الدولة سعت هذه المليشيات إلى اختطاف الكثير من الصحفيين والناشطين والكثير من المدنيين المعارضين لأفكارها وتوجهاتها”.
وأضاف الصوفي لـ” يمن مونيتور” كما سعت الأطراف المنضوية تحت الحكومة الشرعية إلى العديد من الانتهاكات ضد المدنيين من الاختطاف والاختفاء القسري وقمع المظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة كما يحدث في العاصمة المؤقتة عدن”.
وبحسب الصوفي فإن” مليشيا الحوثي تتصدر قائمة مرتكبي جرائم التعذيب بحق الأبرياء في الاختطاف والإخفاء القسري وتعذيب السجناء، وهناك الكثير من القصص لمن تم الإفراج عنهم من سجون المليشيات من تحدثوا لوسائل الإعلام عن أساليب التعذيب النفسي والجسدي البشعة التي كانت تمارسها المليشيات بحقهم”.
وأكد” هناك الكثير من الأشخاص الذين أفرج عنهم من سجون الصالح التابع لمليشيا الحوثي التقيت بهم وشرحوا لي معاناتهم التي عاشوها في السجون وقد كانت معاناة تدمي القلوب، معاناة يتكبدها مواطن مدني بريء لم يرتكب ذنبًا”.
وتابع “أحد الأشخاص الذين التقيت بهم بعد خروجهم من السجن هو الكابتن البكاري وقد تم اختطافه وتعذيبه؛ لأنه أسعف طفلة تعرضت للقنص وقد كانت تهمته أنه متعاون مع المقاومة الشعبية في تعز، وقد تم تعذيبه وخرج من السجن مشلولًا بعد أن سحبت أعصابه وأصيب في عموده الفقري إثر التعذيب”.
وتابع” المؤسف في الأمر أن هذه الأطراف التي ترتكب الجرائم في المدنيين اليوم لا تتعرض للمساءلة، حتى المنظمات الحقوقية عادةً تتجاهل الكثير من جرائم التعذيب سواء التي تقوم بها مليشيا الحوثي أو غيرها من الأطراف وهذا ما يفتح مجالا واسعًا لمزيد من الانتهاكات ومزيد من تعذيب البشرية”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التعذيب المساءلة الحکومة الشرعیة ملیشیا الحوثی التی تقوم بها الجرائم التی یمن مونیتور سجون الحوثی الکثیر من من سجون فی سجون
إقرأ أيضاً:
الأمن الوطني يتعبئ لمكافحة الجرائم البيئية التي تستهدف الثروة الغابوية
أكد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، أن المديرية العامة تولي أهمية خاصة لتعزيز الجهود الرامية إلى التصدي للجرائم الماسة بالثروة الغابوية، في ظل التهديدات البيئية المتزايدة.
وفي كلمة ألقاها نيابة عنه مدير الشرطة القضائية، محمد الدخيسي، خلال لقاء نظم بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، شدد حموشي على ضرورة تضافر الجهود بين المصالح الأمنية ومختلف الهيئات الإدارية والمؤسسات المعنية لمواجهة هذه الجرائم المستجدة والمتطورة.
وأوضح المسؤول الأمني أن المديرية العامة للأمن الوطني تعمل على توظيف الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة في مجال البحث والتحري، إلى جانب تعزيز قدرات الأطر الأمنية من خلال برامج تكوين متخصصة لمواكبة التحديات البيئية وتعزيز حماية الموارد الطبيعية.