لجريدة عمان:
2025-05-31@12:20:43 GMT

اجتماع أديس أبابا .. فشل جديد!

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

لا تعكس مشاركة بعض القوى السياسية السودانية مؤخرا في الاجتماع الذي نظمته «الآلية الإفريقية» رفيعة المستوى المعنية بالسودان، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو الحالي. اختبارا حقيقيا من تلك القوى لجدوى البحث عن وقف الحرب في السودان، لاسيما وأن الاجتماع أعطى أولويةً للحل السياسي، كما أن الكتل التمثيلية المتعددة التي شاركت في الاجتماع لا تعبر كلها عن كيانات سياسية حقيقية ووازنة، ولعل في إدانة البيان الختامي للاجتماع؛ انتهاكات أحد طرفي الحرب (قوات الدعم السريع) دون إدانة الطرف الآخر (الجيش السوداني) ما يكفي لمعرفة توجهات المجتمعين في أديس أبابا لناحية اصطفافهم لجانب الجيش، خلافاً لإدانات تقارير المنظمات الحقوقية والمنظمة الدولية التي كانت واضحة في إدانتها طرفي الحرب لممارستهما انتهاكات ضد حقوق المواطنين، كما أن العقوبات الدولية التي صدرت عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شملت أشخاصا وشركات من طرفي الحرب.

لذلك كانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) - إلى جانب قوى سياسية أخرى - واضحة في موقفها الرافض للمشاركة في اجتماع أديس أبابا نظراً لأن منظمي الاجتماع (الاتحاد الإفريقي) لم يكشف لـ«تقدم» عن هوية المشاركين، فيما كانت تصريحات بعض رموز المؤتمر الوطني المحلول (عناصر نظام البشير) كشفت عن دعوة حزب المؤتمر الوطني للمشاركة في الاجتماع، وكان ذلك بذاته كافيا لرفض تنسيقية (تقدم)، كما كان واضحا محاولات إعادة إنتاج رديئة لممارسات سياسوية سابقة - قبل الحرب - بهدف إغراق الحل السياسي بواجهات للنظام القديم، هذا إلى جانب تجاوز المجتمعين في أديس أبابا للجند الأول المفترض لأي اجتماع للقوى السياسية (وقف الحرب) - كما حدث في مؤتمر القاهرة - قبل الخوض في نقاش أوضاع العملية السياسية لما بعد الحرب.

لقد كشفت نية عدم الخوض في الجند الأساسي (وقف الحرب) من قبل المجتمعين في أديس أبابا عن محاولة مكشوفة للتغطية على جهات سياسية شاركت في الاجتماع فيما هي لا تزال منخرطة في الحرب بالاصطفاف إلى جانب الجيش!

كل هذه المعطيات تمنح التبرير الكافي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وقوى سياسية أخرى (حزب البعث العربي - الحركة الشعبية - وحركة جيش تحرير السودان) كي تنأى عن المشاركة في هذا الاجتماع، وكان لمقاطعة اجتماع المؤتمر من طرف القوى المشار إليها آنفاً أثر في المحاولة الخادعة التي أراد بها المجتمعون في إديس أبابا - لاحقا - الإيحاء بأنهم قرروا عدم إشراك المؤتمر الوطني (حزب نظام البشير) في المرحلة السياسية المقبلة - بعد الحرب - لكن بعبارات ذات مبادئ عامة فضفاضة .

إن تعدد مبادرات الحلول الإقليمية والدولية للأزمة في السودان (جدة - القاهرة - جنيف - أديس أبابا) يعكس عمق الأزمة، من ناحية، كما يعكس تدخل بعض الأطراف الإقليمية والدولية في هذه الحرب من ناحية أخرى.

فالتدخل الإقليمي والدولي نشأ بالأساس من آثار ممارسات السياسة الخارجية المعطوبة لنظام المؤتمر الوطني ومجازفاته على مدى ٣٠ عاماً، وهي تدخلات استدعاها العبث والتخريب في ملفات كحرب الجنوب - قبل انفصاله - وحرب دارفور ٢٠٠٣ إلى جانب ملفات الإرهاب الدولي وعناصره التي استضافها في التسعينيات مما أدى إلى وضع نظام المؤتمر الوطني في قائمة الدول الراعية للإرهاب. لذا لا يمكننا اليوم بعد الثورة والحرب في السودان؛ فصل التدخل الدولي عن علاقاته القديمة بتاريخ السياسات الخارجية المعطوبة لنظام المؤتمر الوطني على مدى 30 عاماً. ومع ذلك يعتمد نجاح المبادرات الإقليمية والدولية لحل مشكلة الحرب في السودان على أمرين؛ الأول اضطلاع القوى السياسية السودانية جميعاً بواجبها حيال تحدي الاصطفاف وقف الحرب في جبهة واحدة (وهذا متوفر جزئيا في تنسيقية تقدم) لكنه غير كاف حتى الآن، والثاني؛ توافق الأطراف الدولية والإقليمية على وقف الحرب خشية من وصول انفجار الحرب الأهلية إلى نقطة اللاعودة.

هناك اتجاه إقليمي ودولي واضح لوقف الحرب في السودان، لاسيما بعد مؤتمر القاهرة للقوى المدنية والسياسية السودانية الذي انعقد في 6 يوليو الجاري وما تلاه من حراك إقليمي نشط؛ كزيارة كل من نائب وزير الخارجية السعودية، ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد إلى بورتسودان، ولا شك أن في ذلك ما ينبئ بتطورات إيجابية محتملة قد تساعد في وقف الحرب والتهيئة لمرحلة سياسية جديدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحرب فی السودان المؤتمر الوطنی فی الاجتماع أدیس أبابا وقف الحرب إلى جانب فی الحرب

إقرأ أيضاً:

تعليم الجيزة يعقد اجتماعًا طارئًا فجرًا لوضع اللمسات النهائية لامتحانات الشهادة الإعدادية

في مشهد يعكس أقصى درجات الالتزام والحرص على مصلحة الطلاب، عقدت مديرية التربية والتعليم بمحافظة الجيزة اجتماعًا طارئًا في تمام الساعة الخامسة من صباح اليوم، برئاسة سعيد عطية وكيل أول الوزارة، وبمشاركة مديري عموم الإدارات التعليمية، وذلك لوضع اللمسات النهائية استعدادًا لانطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية.

شدد عطية على أن العمل يتم بمنهجية دقيقة لا تترك شيئًا للصدفة، مؤكدًا أن الطالب أمانة في أعناق الجميع، وأن كل لجنة امتحانية هي اختبار حقيقي للضمير قبل أن تكون اختبارًا للطالب.

خلال الاجتماع، أوضح وكيل الوزارة أن هناك تعليمات صارمة بعدم التهاون في تطبيق الإجراءات، ولا مجال لأي تساهل في التنظيم، مشددًا على أنه لا يوجد مبرر لأي تقصير.

وتم خلال اللقاء مراجعة خطة توزيع الأسئلة وآليات تأمينها، والتأكيد على الانتهاء من تجهيز جميع اللجان بما يتوافق مع المواصفات المعتمدة مسبقًا، كما تم التشديد على ضرورة التواجد المبكر لرؤساء اللجان والمراقبين داخل مقار الامتحانات.

الاجتماع ناقش أيضًا أهمية تشكيل فرق طوارئ داخل كل إدارة تعليمية، تكون مستعدة للتدخل الفوري في حال وقوع أي طارئ، مع التأكيد على مراجعة البروتوكولات الصحية وضمان توافر وسائل الأمان داخل جميع اللجان.

يأتي ذلك في إطار خطة شاملة تنفذها المديرية لضمان سير الامتحانات في أجواء تتسم بالانضباط والدقة، بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص ويمنح كل طالب بيئة آمنة وهادئة تمكنه من تقديم أفضل ما لديه.

مقالات مشابهة

  • عطاف يشارك في اجتماع بالقاهرة بشأن الأزمة في ليبيا
  • اجتماع أمني في الجفارة لبحث الاستعدادات المرورية في «عيد الأضحى»
  • اجتماع ثلاثي بالقاهرة لبحث الأوضاع في ليبيا
  • تعليم الجيزة يعقد اجتماعًا طارئًا فجرًا لوضع اللمسات النهائية لامتحانات الشهادة الإعدادية
  • الإمارات تستضيف اجتماع «وسط المحيط الهندي»
  • شرطة عُمان السلطانية تشارك في اجتماع تعريفي بجائزة الأمير نايف للأمن العربي
  • خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»
  • المجلس الوزاري للأمن الوطني يوصي برفع المخلفات الحربية
  • الإمارات تشارك في اجتماع عربي لحماية حقوق ضحايا الإرهاب
  • اجتماع برئاسة عوض يناقش سير العمل بصندوق النظافة والتحسين في صعدة