تأهب في بنغلاديش بعد مقتل 50 في احتجاجات التوظيف
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
تشهد بنغلاديش حالة تأهب قصوى بعد تزايد حدة المواجهات بين الطلبة وقوات الأمن، احتجاجا على نظام التوظيف، وأطلقت الشرطة الرصاص والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين و حظرت التجمعات في العاصمة دكا، واعتقلت زعيم معارض على خلفية التظاهرات التي راح ضحيتها 50 قتيلا.
واندلعت مواجهات جديدة في العاصمة دكا وقطع الطلاب المحتجون الطرقات في منطقة باناني التجارية الراقية.
وقال شهود عيان إن عناصر حرس الحدود أطلقوا النارعلى حشد يضم أكثر من 1000 متظاهر تجمعوا خارج المكتب الرئيسي لتلفزيون بنغلاديش الذي تديره الدولة اليوم، والذي تعرض للهجوم وإضرام النار فيه من قبل المتظاهرين أمس الخميس.
وحسب الشهود أطلق حرس الحدود النارعلى الحشد بالبنادق والقنابل الصوتية، فيما أطلق ضباط الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وتناثر الرصاص في الشوارع التي بدت عليها آثار الدماء.
وقال فاروق حسين المتحدث باسم شرطة دكا "إن 100 شرطي أصيبوا خلال الاشتباكات أمس كما تم إحراق نحو 50 مركزا للشرطة".
وأعلنت الشرطة حظرا لمدة يوم على كل التجمعات في العاصمة دكا الجمعة، حسبما أكد المفوض حبيب الرحمن الذي قال "حظرنا جميع التجمعات والمسيرات واللقاءات العامة في دكا اليوم" مضيفا أن القرار جاء حرصا على "أمن المواطنين".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الشرطة اليوم قوله إن الشرطة اعتقلت روح الكبير رضوي أحد قادة الحزب القومي البنغلادشي المعارض مضيفا أنه يواجه "مئات القضايا" من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وحذرت الشرطة من أنه إذا استمرت أعمال العنف "سنضطر إلى تطبيق القانون إلى أقصى الحدود".
ضحاياوخلال الأسبوع تحولت التظاهرات التي انطلقت مطلع يوليو/ تموز الجاري للمطالبة بإنهاء نظام الحصص في التعيينات في القطاع العام إلى اشتباكات عنيفة خلفت 50 قتيلا وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأصيب أكثر من 700 شخص أمس الخميس في اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين بينهم 104 من عناصر الشرطة و30 صحفيا وفقا لقناة "اندبندنت تليفجن" المستقلة التي قالت إن 26 من أقاليم البلاد الـ64 سجلت وقوع صدامات.
وظلت خدمات الإنترنت وبيانات الهاتف المحمول معطلة في العاصمة دكا اليوم، ولم يتم تحميل منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتساب.
وقال بيان صادر عن هيئة تنظيم الاتصالات في البلاد إنهم لم يتمكنوا من ضمان الخدمة بعد أن تعرض مركز البيانات الخاص بهم لهجوم أمس من قبل المتظاهرين، الذين أشعلوا النار في بعض المعدات.
إصرارمن جهته أعلن آصف محمود أحد منسقي الاحتجاجات، أنهم أعلنوا وقف العمل في أنحاء البلاد، وأنه لن يسمح لجميع المؤسسات والمنظمات بالعمل باستثناء المستشفيات وخدمات الطوارئ.
وكان الطلبة قد دعوا إلى الإضراب الشامل، وتوقفت على أثر ذلك خطوط المواصلات في البلاد بعد أن دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثالث.
ويقول الطلاب إن نظام التوظيف غير عادل حيث يخصص نحو ثلث الوظائف لأبناء وأحفاد من قاتلوا في الحرب مع باكستان عام 1971، التي بنهايتها استقلت بنغلاديش.
وسلطت الفوضى الناتجة عن الاحتجاجات الضوء على التصدعات في الحكم والاقتصاد في بنغلاديش والإحباط الذي يشعر به الخريجون الشباب الذين يواجهون نقص الوظائف الجديدة.
وعلى الرغم من نمو فرص العمل في بعض أجزاء القطاع الخاص، إلا أن الكثير من الناس يفضلون الوظائف الحكومية لأنها تعتبر أكثر استقرارًا وربحًا. ولكن ليس هناك ما يكفي – ففي كل عام، يتنافس حوالي 400 ألف خريج على حوالي 3000 وظيفة في امتحان الخدمة المدنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی العاصمة دکا
إقرأ أيضاً:
تأهب لصعود النفط والإقبال على الملاذ الآمن بعد قصف أميركا لإيران
قال مستثمرون إن الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية فجر اليوم الأحد قد يؤدي إلى رد فعل فوري في الأسواق العالمية عند إعادة فتحها صباح الاثنين لترتفع معه أسعار النفط ويندفع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن بينما يقيمون تداعيات أحدث تصعيد في الصراع على الاقتصاد العالمي.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الهجوم عبر منصة تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي، وتزيد الضربات من تورط الولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط.
وكان التدخل الأميركي احتمالا وضعه المستثمرون في الحسبان عند تقييم مجموعة من السيناريوهات المختلفة المحتملة في الأسواق.
وفي أعقاب الإعلان عن الهجوم مباشرة، توقع المستثمرون أن يحفز التدخل الأميركي عمليات بيع في الأسهم وربما إقبالا على الدولار وأصول الملاذ الآمن الأخرى عند بدء التداول، لكنهم قالوا أيضا إن مسار الصراع لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض.
ووصف ترامب الهجوم بأنه "نجاح عسكري مذهل" في كلمة بثها التلفزيون، وقال إن "المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم دُمرت بشكل كامل وكلي"، محذرا من قصف الجيش الأميركي لأهداف أخرى في إيران إذا لم توافق على السلام.
وقال مارك سبيندل كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوتوماك ريفر كابيتال "أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وأن النفط سيبدأ التداول على ارتفاع". وأضاف "ليس لدينا أي تقييم للأضرار وسيستغرق ذلك بعض الوقت".
ويعتقد سيبندل أن "حالة عدم اليقين ستخيم على الأسواق حيث سيتأثر الأميركيون في كل مكان الآن. سيزيد ذلك الضبابية والتقلبات، لا سيما في قطاع النفط".
أسعار النفط
سيتمحور القلق الرئيسي للأسواق حول التأثير المحتمل لتطورات الشرق الأوسط على أسعار النفط وبالتالي على التضخم. وقد يضعف ارتفاع التضخم ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب.
إعلانوقال جاك أبلين كبير مسؤولي الاستثمار لدى كريسيت كابيتال "يضيف هذا الأمر مستوى جديدا معقدا من المخاطر التي سيتعين علينا أخذها في الاعتبار والانتباه إليها… سيكون لهذا الأمر بالتأكيد تأثير على أسعار الطاقة وربما على التضخم أيضا".
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18% منذ 10 يونيو/ حزيران الجاري لتبلغ أعلى مستوى لها في 5 أشهر تقريبا عند 79.04 دولار يوم الخميس، إلا أن المؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لم يشهد تغيرا يذكر بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/ حزيران.
قبل الهجوم الأميركي على إيران اليوم، وضع محللون في أوكسفورد إيكونوميكس ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وقالت المؤسسة في مذكرة إن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية".
وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى مستوى 130 دولارا للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 6% بحلول نهاية هذا العام.
وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في المذكرة التي صدرت قبل الضربات الأميركية "على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتما إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم".
وفي تعليقاته بعد إعلان التدخل الأميركي، رجح جيمي كوكس الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية أيضا صعود أسعار النفط بسبب الأنباء الأولية. لكن كوكس يتوقع استقرار الأسعار على الأرجح في غضون أيام قليلة لأن الهجمات قد تدفع إيران إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال كوكس "مع هذا الاستعراض للقوة والإبادة الكاملة لقدراتها النووية، فقدوا كل نفوذهم ومن المحتمل أن يستسلموا ويوافقوا على اتفاق للسلام".
ويحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب رسوم ترامب الجمركية.
تراجع الأسهم
ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابرا. فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت إلى أوضاع ملتهبة في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق عام 2003 والهجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019، تراجعت الأسهم في البداية لكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية.
وأظهرت بيانات ويدبوش سيكوريتيز وكاب آي.كيو برو أن المؤشر ستاندرد اند بورز 500 تراجع في المتوسط 0.3% في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء صراع، لكنه عاود الصعود 2.3% في المتوسط بعد شهرين من اندلاع الصراع.
محنة الدولاريمكن أن يكون للتصعيد في الصراع آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأميركي.
وقال محللون إن انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية قد يفيد الدولار في البداية بفضل الطلب على الملاذ الآمن.
وقال ستيف سوسنيك كبير محللي السوق في آي.بي.كيه.آر في جرينتش بولاية كونيتيكت "هل نشهد توجها نحو الملاذ الآمن؟ هذا سيعني انخفاض عوائد السندات وارتفاع الدولار".
إعلانوأضاف "من الصعب تصور عدم تأثر الأسهم سلبا، والسؤال هو إلى أي مدى؟ سيعتمد الأمر على رد الفعل الإيراني وما إذا كانت أسعار النفط سترتفع".