- هل يجوز للطبيب أن يبحث عن المال؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
فى زمان أصبح فيه بحث الطبيب عن المال «لا يجوز» وأصبح من الضرورات التى «لا» تبيح المحظورات مع أننا لا تقدمنا بالمال ولا أصبحنا خير الأمم ولا أعطيناه للمحتاجين ولا «صرفنا» به على البحث العلمى الذى يؤتى ثماره «بعد حين» ولا أعنا به بطالة أو دفعنا به كفالة لامرأة محتاجة بل أن المال فى أمة العرب أصبح أزمة من غير لزمة وأصبح المال لا يصنع طبيبًا ولا يصنع إنسانا ولا رجلًا ولا امرأة بل لا يصنع شيئًا من أمور الحياة التى تتعلق بالرجولة.
عندما بدأنا العمل فى الطب كأى مهنة من المهن كان الاهتمام بالمادة وسيلة لأن يعيش الطبيب مثل غيره إذا كان يريد أن يعيش ولكن بعد فترة اختلف الوضع كثيرًا فهناك أشياء استجدت فى حياتنا مثل القوامة والقدوة والنخوة فالمال لا يصنع القوامة ولا تفلح به القوامة والمال لا يصنع القدوة ولا يهب النخوة.
الشيء الوحيد الذى يستطيع المال أن يفعله هو أن يشترى شيئًا ملموسًا أو محسوسًا مثل الشقة والعربية ولكن لا ينفع لشراء الضمائر أو الأحاسيس وأقول إننا نحن الجيل الآن الذى يستعد أن يسلّم الراية إلى جيل بعده فماذا أعطى للجيل الذى سيخلفه وماذا قدم لهم من علم أو حتى بصّرهم بأمور المال والمال لا يستشرى الأصحاب أو الأصدقاء بل أن الأصحاب لا يجتمعون على المال فإذا دخل بينهم أفسد الصحبة أو الصداقة وقد يفرّق بينهم إلى عداوة مطلقة والمال لا ينفع فى جفوة ولا يعطى الخشية بل قد يورث الرهبة حتى من أن ينصحك الناس كما جاء فى كتاب الله « وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ».
والمال لن يحسّن نظرة الناس إليك بل أن نظرة الناس لن تختلف اذا كنت غنيًا أو فقيرا وهم ينظرون اليك بعين لا تراها أنت والقلوب بها أشياء لو أُبيح بها ما أحب بعضنا بعضًا بل ما استطاع أحدٌ منا أن ينظر إلى صاحبه أو يرى عين صاحبه والمال لا يجعل الإنسان سعيدًا أو مرتاح البال وهذه نصيحة من طبيب لزملاء المهنة بل أن المال لن يُنشأ لك أصلًا ولا جذورًا فالباشوية والبهوية التى كانت تشترى فى قديم الزمان لم تكن سوى ألقاب زالت مع أصحابها وبقى الإنسان هو الإنسان الذى يفعل أو الذى يقدّم للناس شيئًا وقد رأينا أغلب المبدعين كانوا بسطاء ونشأوا فى عائلات بسيطة.
ويقول الشافعى رحمة الله عليه عن المال:
رأيت الناس قد مالوا
إلى من عنده مال
ومن لا عنده مال
فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس منفضة
إلى من عنده فضة
ومن لا عنده فضة
فعنه الناس منفضة
رأيت الناس قد ذهبوا
إلى من عنده ذهب
ومن لا عنده ذهب
فعنه الناس قد ذهبوا
ويقول العارفون بالمال إن كثير المال وبال إذ أدرك الحرام العيال به ضاعت أجيال لم تحسن له استغلال فلا أطال آجالا ولا حقق آمالا وقد حذر منه الكبير المتعال فى آيات من القرآن طوال فاحذر العمل البطّال ولو كان بالدولار.
استشارى القلب – معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د طارق الخولي استشارى القلب معهد القلب الطب المحظورات الرهبة المال لا الناس قد لا یصنع
إقرأ أيضاً:
محلل عسكري روسي يؤكد أن من يصنع هذه الصواريخ الخفية يفوز
بعد سنوات من هيمنة منطق الردع النووي التقليدي، أعاد مقال لمحلل عسكري روسي الجدل حول مستقبل النووي إلى الواجهة، مقدما رؤية تقنية وإستراتيجية تقول إن الحسم في النزاعات المستقبلية لن يعود للاحتفاظ بالأسلحة المتطورة فحسب، بل لمن يتمكن من جعلها "خفية" ومرنة في الانتشار.
وقدم المحلل العسكري ألكسندر خرامتشيخين -في مقال نشرته صحيفة سفابودنايا براسا الروسية- قراءة تفترض أن السلاح النووي تحول أساسا إلى أداة سياسية ونفسية، وأنه لم يعد عمليا في ساحات الحروب التقليدية أو حروب التمرد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بوتين: سباق التسلح النووي العالمي بدأ بالفعلlist 2 of 2موقع إيطالي: بيع صواريخ أمرام الأميركية لباكستان يقض مضجع الهندend of listويقول الكاتب إن الكلفة الإشعاعية لاستخدام السلاح النووي التقليدي، وما يرافقه من تلوث طويل المدى وخطر الشتاء النووي، يجعل من استخدامه خيارا شبه مستبعد عمليا، حتى ضد خصوم غير نوويين.
صواريخ متطورةمن هنا، يركز المقال على عنصر تكنولوجي مركزي يتجلى في إمكانية ظهور مصدر طاقة صغير ومحمول قادر على ضمان تفاعل نووي حراري، مما يتيح رؤوسا حربية نووية "نظيفة" من حيث التلوث الإشعاعي وذات أحجام صغيرة.
ورأى الكاتب أن تحقيق مثل هذا الاختراق سيمنح صاحبه تفوقا هائلا، لأنه يفتح المجال لاستخدام نووي محدود وموجَّه ضد أهداف عسكرية فقط، من دون تبعات إشعاعية واسعة.
إلى جانب ذلك، يقترح خرامتشيخين إعادة التفكير في وسائل حمل تلك الأسلحة، فبدلا من الاعتماد على صواريخ باليستية ضخمة ووسائل بحرية مكشوفة، يقترح نشر صواريخ كروز وصواريخ باليستية صغيرة مُموّهة داخل حاويات شحن، أو مقطورات شاحنات، أو حتى داخل سفن وعربات مدنية.
الفكرة ليست جديدة في مبدأ التنكر العسكري، لكنها تتبنّى تغييرا جذريا في بنية القوة: "قوة شبحية" يصعب ضربها أو استئصالها بضربة أولى، يوضح الكاتب.
مستقبل الردع ربما لا يكون رؤوسا حربية أكبر، بل أصغر ومنصات صعبة الاكتشاف، وهو سيناريو يضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة في ضبط التسلح ومنع التصعيد.
كما يرى خرامتشيخين أن الاتجاه العام في التسلح يميل إلى تصغير حجم الصواريخ وجعلها أكثر تطورا، وزيادة سرعتها إلى فرط صوتية، وتقليل بصمتها الرادارية، وربما الاعتماد على الطاقة الحركية للتدمير بدلا من الرؤوس الحربية التقليدية.
إعلانويدعو الكاتب إلى الابتعاد عن معاهدات الحدّ من التسلح التي تقيد المرونة والتطوير، والاعتماد بدلا من ذلك على بناء ترسانة "مضمونة" من أسلحة مُموّهة ومرنة تقنيا.
ويخلص الكاتب -بصياغة صريحة- إلى أن مستقبل الردع ربما لا يكون رؤوسا حربية أكبر، بل أصغر وأكثر تطورا، ومنصات صعبة الاكتشاف، وهو سيناريو يضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة في ضبط التسلح ومنع التصعيد.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال مؤخرا إن بلاده تعمل على إنتاج أسلحة إستراتيجية، وقد تعلن قريبا عن سلاح جديد في ترسانتها النووية، مبينا أن سباق التسلح النووي قد بدأ بالفعل.
وذكر بوتين في تصريحاته، أول أمس الجمعة، في ختام قمة لدول الاتحاد السوفياتي السابق في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، أن "تطور أنظمة الردع النووي لدينا أعلى مما لدى أي دولة نووية أخرى". وأضاف "نقوم بتطوير كل ذلك بشكل نشط جدا"، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن الأسلحة الجديدة التي أشار إليها.
وسُئل الرئيس الروسي إن كانت موسكو عازمة على اختبار سلاح نووي إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك، فقال إن بعض الدول تدرس اختبار أسلحة نووية، وإن بلاده أيضا مستعدة للقيام بذلك.