“إسرائيل” أخطأت التقدير في اليمن.. مرحلة جديدة قد بدأت
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
عندما اتّخذت صنعاء قرار الارتقاء درجة وازنة في عملياتها التصعيدية دعمًا وإسنادًا للمقاومة في فلسطين، ولرفع مستوى الضغط على نتنياهو وشريكه الأمريكي لوقف العدوان، وقع الخيار على جعل “تل أبيب” المحتلة منطقة غير آمنة، وأرسلت المسيرة “يافا” لتضرب هناك.
منطقيًّا، إن توسيع الضربات نحو “تل أبيب” خضع لحسابات دقيقة في صنعاء، وربما بالتشاور مع حلفائها في المنطقة، وعليه إن كافة الاحتمالات والتداعيات وضعت على الطاولة، وتم الإعداد للتعامل معها، فمن الطبيعي أن تضع صنعاء احتمال إقدام الكيان “الإسرائيلي” على رد فعل ضمن اعتباراتها.
من هنا، فإن رد الفعل “الإسرائيلي” قد عُمل مسبقًا على الإعداد لإفراغه من أهدافه، إن بمواصلة عمل جبهة الإسناد اليمنية أو الرد العسكري وفق الرد “الإسرائيلي” وطبيعته.
من هنا فإن ما أقدمت عليه الطائرات الحربية “الإسرائيلية” في غرب اليمن لم يكن مفاجئًا، لكن خطأ في التقدير ارتكبه من يقف خلف قرار ضرب خزانات نفطية ومحطة كهرباء في مدينة الحديدة، فهو قدّر أن ذلك سيزيد الضغط على صنعاء إنسانيًّا ما سيدفعها إلى التراجع عن عمليتها، لكن واقعيًّا هو ارتكب عدة أخطاء أبرزها وأعمقها أنه عمل على استهداف منشآت مدنية (خزانات وقود في ميناء الحديدة ومحطة الكهرباء).
الأهداف:
إن خطوة “تل أبيب” والتي تأتي بعد تسعة أشهر من تلقي الضربات، وبغضّ النظر عن حجمها، تحاكي عدة أهداف:
– محاولة استعادة بعض الردع، وهو ما قاله صراحة رئيس الكيان “الإسرائيلي” “هيرتسوغ” عندما اعتبر أن الهجوم “الإسرائيلي” للردع ورسالة للشرق أوسط كله.
– محاولة للتعويض عن فقدان الردع إلى حدود كبيرة في جبهة شمال لبنان، وعليه يمكن التعويض في اليمن.
– محاولة إنعاش الجمهور “الإسرائيلي” بجرعة معنوية بعد تعمق الثقة بينه وبين قيادتيه السياسية والعسكرية.
– توظيف نتنياهو الهجوم في رحلته إلى واشنطن، كي لا يذهب محملًا بوزر مسيرة “يافا”.
واقعًا إن الأهداف “الإسرائيلية” ومن خلال الوقائع وحجم الهجوم وشكله، وما رافقه من استعراض للطاقمين السياسي والعسكري، ورفع سقف الأهداف من ورائه، من الصعب أن تتحقق لاعتبارات عدة:
– عزم صنعاء على الرد وهو ما عبر عنه البيان العسكري متوعدًا بأهداف حيوية ومكرّرًا أن منطقة “تل أبيب” غير آمنة ما يعني مواصلة استهدافها.
– أن انزلاق الأمور سيعني توسع الحرب من البوابة اليمنية، وهو أمر يفهم من خلال عدة بيانات صدرت أبرزها بيان حزب الله الذي رأى أن للحماقة “الإسرائيلية” تأثيرها على المنطقة.
– أن جبهة المقاومة ووحدة ساحاتها من الصعب تفكيكها وأن استبعاد “الإسرائيليين” وانخراط قوى أخرى إلى جانب اليمنيين تقدير خاطئ.
– أن الردع “الإسرائيلي” تلقى ضربات عميقة من الصعب ترميمها عبر غارتين في ساحل الحديدة.
وعليه، إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وقد تتضح معالمها مع دخول الرد اليمني حيز التنفيذ ومشاهدة طبيعته وسعته وشكله، ورد الفعل عليه، ومن هنا حتّى تبيان شكل الرد اليمني فإن الكيان “الإسرائيلي” يدخل حالة من الانتظار مشابهة لتلك التي سبقت الرد الإيراني في الثالث عشر من إبريل.
وحتّى حينه، وجب الانتظار والترقب، ويومها سيتبين أكثر حجم الخطأ الذي ارتكبه من وقف خلف قرار ضرب منشآت مدنية بل وتنفيذ عدوان عند الساحل الغربي لليمن.
– العهد الأخباري – خليل نصر الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
“لماذا لا تقطع مصر علاقتها بإسرائيل؟”.. أبو الغيط يكشف سر احتفاظ 5 دول عربية بالعلاقة مع تل أبيب
مصر – أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن قطع العلاقات مع إسرائيل في الوقت الراهن “ليس خيارا حكيما”، مشددا على أهمية التواصل لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة.
جاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة “إل باييس” الإسبانية، حيث أوضح أن الدول العربية التي لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل – مثل مصر والأردن – تحتاج إلى هذه القنوات لدعم جهود الوساطة.
وأشار أبو الغيط إلى أن العلاقات المصرية-الإسرائيلية “شكلية للغاية”، موضحا أن مصر لم تعين سفيرا جديدا في تل أبيب منذ عام 2024، كما أن المكتب الثقافي الإسرائيلي في القاهرة مغلق، ولا توجد تقريبا أي علاقات تجارية أو ثقافية بين البلدين. ووصف هذه العلاقة بأنها “بلا حياة”، وهو ما يعكس – وفقا له – تعاطف الشارع المصري العميق مع الفلسطينيين.
ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى أن خمس دول عربية فقط من أصل 22 في الجامعة العربية (مصر، الأردن، المغرب، الإمارات، والبحرين) تحتفظ بعلاقات رسمية مع إسرائيل، ولم تقطع أي منها هذه العلاقات رغم استمرار الحرب على غزة.
وبرر أبو الغيط ذلك بالقول إن تحقيق السلام يتطلب الحوار، مشيرا إلى أن المبادرة العربية للسلام عام 2002 – التي عرضت التطبيع مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة – ما زالت قائمة، لكن إسرائيل رفضتها لأن هدفها “السيطرة على فلسطين التاريخية”.
وكشف أبو الغيط أن جامعة الدول العربية تعمل على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ونقلها إلى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، كما تسعى لتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المصدر: وكالات