سكنوها قبل قيام إسرائيل.. كيف يُجبر الاحتلال الفلسطينيين على هدم بيوتهم بأيديهم؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
ينظر المحاضر الجامعي حسين الغول إلى عشرات الكتب من مكتبته التي لم يفلح في إنقاذها من بيته المهدم مثله مثل العشرات من سكان قرية عرعرة في صحراء النقب التي تلقّى سكان بعض أحيائها أوامر هدم بحجة عدم قانونية البناء، ولا يملكون -إمعانا في الإهانة- إلا هدمها بأيديهم لعجزهم عن دفع تكاليف الهدم الهائلة، كما كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
تحت غطاء من العدوان على قطاع غزة، تسرع إسرائيل وتيرة تدمير القرى العربية في النقب. ففي 8 مايو/أيار الماضي، هدمت قرية وادي خليل زاعمة أنها "غير قانونية"، وذلك لتوسعة أحد الطرق، تاركة 350 من سكانها دون مأوى ولو مؤقت.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طبيب أميركي عائد من غزة يروي فظائع الجيش الإسرائيلي بحق الأطفالlist 2 of 2بريطانيا تعتزم الإسراع في ترحيل المهاجرين غير النظاميينend of listوبعد أسبوع، هدمت قرية أم متنان التي بات 200 شخص من أهلها في العراء، ثم في الأسبوع الماضي جاء دور حي في قرية عرعرة تسكنه عشيرة الغول التي هدَّت بنفسها بيوتها الأربعين بعدما أخفقت في إقناع المحكمة العليا باستصدار أمر مؤقت لوقف الهدم.
عمليات الهدم تركت 120 من سكان الحي بلا مأوى، ولم يتبق الآن سوى أكياس نوم فرشت في ظل السيارات المركونة شاهدةً على الليالي التي قضاها السكان في العراء بعد أن سويت بيوتهم بالأرض.
عاشت عشيرة الغول في بيوتها تلك حتى قبل قيام إسرائيل، لكن الطلبات التي قدمها أبناؤها لترسيم حقهم في ملكية المكان لم يستجب لها حتى اليوم.
يقول أحد السكان لصحيفة هآرتس الإسرائيلية "الأنكى أن تهدم بيتك بيديك.. سنحتاج وقتا طويلا لتجاوز تلك المشاهد القاسية".
قبل 5 سنوات بدأت سلطات الاحتلال تعليق أوامر هدم على جدران بيوت الحي، وبعد عام طلبت إدارة شؤون البدو من السكان الانتقال إلى أحد الأحياء المحيطة بهم و"المخططة" بدرجات متفاوتة.
وطلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من سكان الحي الرحيل إلى "الحي رقم 8″، لكنها لم توفر لهم سكنا مؤقتا، علاوة على أن عشيرة أخرى تعيش هناك ومن تلقوا أوامر الترحيل يخشون ألا يكونوا محل ترحاب.
الحي رقم 8 منح جزئيا تراخيص بناء في تسعينيات القرن الماضي، لكن لم يُسكَن قط بشكل منظم، وقاطنوه من عشيرة أخرى يعيشون في مساكن مؤقتة، وكانوا أيضا قد قدموا التماسات لسلطات الاحتلال لترسيم حقهم في المكان، لم يبت فيها هي الأخرى.
يقول حسين الغول "أعادونا إلى العصر الحجري.. بتنا بلا مراحيض، ولا مكان لتغيير ملابسنا، سنبدأ كل شيء من الصفر". ويتابع "لقد دمروا حياتنا وخسرنا كثيرا من المال، وأنْ تهدم بيتك بيدك صدمة أخرى".
800 شخص بلا مأوى
حاولت عشيرة الغول، بمساعدة منظمة اسمها "بماكوم"، عرض تسوية دعمتها البلدية وتقضي بدمج بيوتها مع حي ثالث بدل هدمها، لكن الاحتلال لم يستجب لذلك الالتماس، مما اضطر العشيرة للجوء إلى المحكمة العليا التي لم تنصفها هي الأخرى.
يقول المحامي قيس ناصر الحامدي -الذي قدم الالتماس لدى المحكمة- إن هدف الاحتلال من الترحيل القسري للعشيرة إلى الحي رقم 8 هو الضغط على من يعيش هناك أصلا من البدو الذين يطالبون بحقهم في الأرض.
وتخشى العشيرة ألا تكون في ترحاب بمستقرها الجديد، ويقول حسين الغول "عرعرة قرية تفشى فيها العنف وانتشرت فيها جرائم القتل، فلمَ اقتلاعنا ونقلنا إلى حي آخر؟ ولمَ مزيد من النزاعات في حين أن الفرصة متاحة لهم ليرخصوا لبيوتنا هنا؟".
بهدم هذا الحي، يكون نحو 800 شخص من سكان النقب قد فقدوا بيوتهم منذ مايو/أيار الماضي بحجة البناء غير القانوني.
مبان يهودية
يقول رئيس مجلس القرى غير المعترف بها عطية العصام إن البدو قلقون من تصاعد وتيرة الهدم، ويتابع "لو كانوا يريدون حلا لأوجدوه، لكن هدف الحكومة الحالية هو هدم القرى غير المعترف بها ونقل سكانها إلى البلدات الحالية".
ويوضح "لا يريدون أن يدركوا أن ذلك يسبب مشاكل حقيقية، فالعنف في البلدات ربما أشد 10 مرات منه في القرى غير المعترف بها".
في ردها على سؤال لصحيفة هآرتس، زعمت إدارة البدو أنها تخوض مفاوضات مع عشيرة الغول منذ تسعينات القرن الماضي، وتزعم أنهم ظلوا يرفضون التسويات التي عرضتها سلطات الاحتلال عليهم.
أما عن التماسهم باستصدار رخص بناء في موقع آخر، فتحججت بأن هناك إدارات عديدة أخرى مسؤولة عن تراخيص البناء، وقالت إن الأمر لا يتعلق بها وحدها.
لكن حسين الغول يستذكر كيف أن سلطات الاحتلال لا تستعجل إطلاقا هدم مبان يهودية ولو كانت بلا ترخيص، بما في ذلك المستوطنات التي تخرق القانون الدولي.
ويقول "عندما يكون هناك بيت أو معبد يهودي يلزم هدمه، فإن المحكمة العليا تجد كل أنوع الذرائع لتقنين وجوده أو تأجيل هدمه على الأقل. أما نحن فلا يترددون إطلاقا في هدم مساكننا حتى خلال الحرب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات سلطات الاحتلال من سکان
إقرأ أيضاً:
روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
وجهت روسيا انتقادات حادة للولايات المتحدة وإسرائيل عقب الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أن إسرائيل هي "الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية"، بينما يتم قصف إيران التي لا تمتلك مثل هذه الأسلحة.
جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات نشرتها عبر قناتها الرسمية على تطبيق "تلجرام".
وقالت زاخاروفا: "حتى اليوم، الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية هي إسرائيل، التي تتجاهل بشكل ممنهج المبادرات الهادفة إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط". وأشارت إلى أن إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تقصف الآن إيران التي لا تمتلك أسلحة نووية.
وأضافت أن إسرائيل لم تكتفِ بامتلاك الأسلحة النووية فحسب، بل إنها أيضًا تقف عقبة أمام جهود المجتمع الدولي الرامية إلى إخلاء الشرق الأوسط من هذه الأسلحة. واعتبرت المتحدثة الروسية أن ما يجري هو مثال صارخ على ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية المتعلقة بالأمن ونزع السلاح.
وفي سياق متصل، هاجمت زاخاروفا تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الذي دعا إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات والسماح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية. وقالت المتحدثة الروسية: "الصواريخ أصابت طاولة المفاوضات اليوم. كان من الصعب عدم تمييز مصدر إطلاقها"، في إشارة واضحة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
واعتبرت زاخاروفا أن تصريحات غروسي كانت تفتقر إلى الوضوح اللازم، وقالت: "لماذا مرة أخرى يتم تنميق البيانات وتجريدها من أي إشارة واضحة؟"، مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه الاعتداءات على إيران ومواقعها النووية السلمية.
الموقف الروسيالموقف الروسي يأتي في أعقاب جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، وهي الضربات التي وصفتها طهران بأنها "عدوان سافر وانتهاك صارخ للقانون الدولي"، بينما قالت واشنطن إنها "جاءت لحماية إسرائيل ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد دعا في وقت سابق إلى "وقف فوري للتصعيد" محذرًا من خطر خروج الأوضاع عن السيطرة في الشرق الأوسط.
في الوقت نفسه، تواصل إيران الرد على الهجمات من خلال إطلاق موجات من الصواريخ تجاه إسرائيل، فيما تتصاعد المخاوف الدولية من توسع دائرة النزاع بشكل قد يجر أطرافًا إقليمية ودولية أخرى إلى أتون مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة.