محللان: كامالا هاريس تدعم حل الدولتين وقريبة من إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تنحيه عن سباق الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، تطرح تساؤلات عن سياسات واشنطن إزاء إسرائيل وحربها على غزة إذا ما آلت الرئاسة إلى كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي.
وفي سياق الإجابة عن هذه التساؤلات، أشار عضو الحزب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان سامح الهادي إلى أن هاريس تأتي من نفس العباءة السياسية للإدارة الأميركية الحالية التي تستمر في دعم إسرائيل، داعيا إلى التعامل بحذر مع هذه السيدة في حال تولت منصب الرئاسة في الولايات المتحدة.
وكشف أن هاريس معروفة بدعمها لإسرائيل، وهي قريبة من المجتمع اليهودي بحكم أن زوجها كان رئيسا لفريق عمل تطوير إستراتيجية البيت لمكافحة السامية، كما أنها تتواصل كثيرا مع قيادات المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة وإسرائيل.
ونوّه الهادي -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى أن هاريس تعتبر الصوت الأكثر قدرة على التعبير عن المعاناة الإنسانية، لكن دون الخروج عن النسق السياسي الذي يؤكد الدعم الكامل لإسرائيل في حقها المزعوم للدفاع عن النفس.
وعلى مستوى الجالية العربية والمسلمة في ولاية ميشيغان، كان هناك شعور -يضيف عضو الحزب الديمقراطي– بالارتياح بعد خروج بايدن من السباق الانتخابي، لكنهم لا يتوقعون حدوث تغيير كبير في طريقة دعم إسرائيل لو جاءت هاريس.
بيد أن المرشحة المحتملة للديمقراطيين تريد أن تثبت كفاءتها واستحقاقها لهذا الترشيح بتشكيل فريق متميز يراعي الاهتمامات والتنوعات في مختلف الفئات التي دعمت دوما المرشحين الديمقراطيين على المستوى الرئاسي والكونغرس والانتخابات المحلية، وقال إنها بدأت تدرك أن نجاحها يرتبط بالموازنة بين الأقليات والعرقيات الإثنية المختلفة.
وبالنسبة للإسرائيليين، يقول الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن اليمين الحاكم يدعم عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى الحكم، لأن مواقفهما تنسجمان مع بعضهما البعض، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لديه خبرة في التعامل مع الرؤساء الديمقراطيين، ولذلك ربما يواجه بعض التحديات في البداية في حال وصلت هاريس إلى السلطة، ولكنه بعد ذلك سيتكيف مع الأمر.
وأضاف أن اليمين الإسرائيلي يتخوفون من أي مرشح ديمقراطي يتحدث عن حل الدولتين، وهاريس تكلمت في عدة مناسبات عن دعمها لحل الدولتين، كما تكلمت عن اليوم التالي للحرب في قطاع غزة.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أوردت أن نائبة بايدن ترفض ترؤس جلسة الكونغرس المشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب أثناء الخطاب المزمع لنتنياهو، وأشارت إلى أنها كانت العضو الأعلى رتبة في إدارة بايدن الذي يتساءل عن حجم الخسائر المدنية في الحرب على غزة.
وبرأي مصطفى، فلا ينبغي للفلسطينيين أن يراهنوا على السياسة الأميركية بغض النظر عمن يحكم البيت الأبيض، ديمقراطي أو جمهوري، بل عليهم أن يتوحدوا ويضعوا إستراتيجية واحدة وقيادة واحدة منتخبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل
إعادة نظر !
لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل، مرتبطًا بشركاء تتناقش معهم حسب أولوياتهم. فخلال إدارتي ترامب وبايدن، اقتصرت خطوات واشنطن على ادعاءات ضعيفة حول الانتقال الديمقراطي، حيث أسهم تعيين سفير بدلًا من مبعوث خاص في تعقيد الأزمة عبر “الاتفاق السياسي الإطاري”، الذي وضع الجيش في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع المسلحة.
وفقًا لتقرير “Country Reports on Terrorism 2023″، علّقت واشنطن التعاون الأمني وبرامج بناء القدرات بعد انقلاب 2021، مما أضعف جهود مكافحة الإرهاب – باستثناء جمع معلومات محدودة. ومع ذلك، واصل السودان مشاركته الفاعلة في المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، مثل الإنتربول وبرامج الأمم المتحدة، وفقًا للتقرير ذاته.
أظهرت تقارير 2024 تأثر أداء الحكومة السودانية بالحرب، لكن الموقف الأمريكي المتساهل مع قوات الدعم السريع وداعميها – خاصة الإمارات – زاد من إضعاف الحكومة المركزية. وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية في 15 مايو، تجاوز المتحدث “تومي بيغوت” سؤالًا عن الدعم الإماراتي للدعم السريع، وهو ما يعكس انحيازًا واضحًا.
تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة بحجة عدم امتثال السودان لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، بناءً على تقرير 15 أبريل 2025. هذه الخطوة تمثل استمرارًا لسياسة الضغط الأمريكية التي يعتبرها كثيرون “هراءً نقِيًّا”، خاصة مع تمسك مستشاري البرهان بوهم دعم ترامب أو بايدن للحكومة.
غياب الشجاعة في مواجهة العدوان الإماراتي، واعتماد الخرطوم على تحالفات غير مدروسة مع دول “مصلحة السودان”، أدى إلى تراجع الموقف الدولي للحكومة. وقد تفاقم الوضع بسبب “شبيحة” القرار الذين أقنعوا البرهان بالانتظار، متناسين أن واشنطن تعمل وفق مصالحها حتى لو تعارضت مع استقرار الدول.
الخيارات الحالية لمجلس السيادة ومستشاريه – بما في ذلك تعيين كامل إدريس – قد تدفع البلاد نحو تخبط في المواقف و العلاقات الخارجية ورغم التشاؤم من هذه الخطوات- تعين كامل إدريس- فإن مراقبة التحركات القادمة ستكون مفتاحًا لتقييم الاتجاه الذي سيسير فيه رئيس الوزراء المكلف.
حسان الناصر