الثورة نت:
2025-05-21@00:23:46 GMT

المسيَّرة يافا… واليمن الجديد

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

 

 

يبدو واضحاً أن يمناً جديداً يولد منذ تفعيل أنصار الله دورهم في الحياة السياسية اليمنية. وقد جاء اتخاذ قرار إطلاق جبهة الإسناد لغزة من صنعاء كمؤشر إضافي على التحولات الكبرى التي يعيشها اليمن.
شكلت هذه الجبهة علامة فارقة في معركة طوفان الأقصى، إلا أن استهداف مسيرة يمنية لـ”تل أبيب” خلال الأسبوع الماضي اعتبر حدثاً مفصلياً، إلى درجة أن مصدراً في الجيش الإسرائيلي وصف هجوم المسيرة التي سميت يافا بأنها “بمنزلة 7 أكتوبر جديد لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي”، وأن هذه العملية تنذر بانتهاء عصر “السماء الصافية”، في إشارة إلى طبقات أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي “إسرائيل”.


قبل طوفان الأقصى، لم يكن اليمن بعيداً عن الاهتمام الإسرائيلي ربطاً بالاستراتيجية الإسرائيلية التي تنص على الهيمنة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الأطماع الإسرائيلية التي تُرجمت خلال سبعينيات القرن الماضي بسيطرة “إسرائيل” على عدد من الجزر الإثيوبية جنوب البحر الأحمر، دفعت اليمنيين إلى نشر قوات في جزيرتي حنيش الكبرى وجبل زقر عام 1977.
العام 1995 شهد تطورات لافتة على هذا الصعيد. قامت البحرية الإريتيرية، وبإشراف خبراء إسرائيليين، بمهاجمة جزر حنيش اليمنية بزوارق بحرية إسرائيلية وطائرات إسرائيلية. وقد سجل أن تحركات أرتيريا في البحر الأحمر تأتي بالتنسيق مع “إسرائيل” والولايات المتحدة الأميركية، وصولاً إلى تحول منطقة جنوب البحر الأحمر إلى مجال نفوذ أميركي إسرائيلي.
في تلك المرحلة، لم يصدر أي رد فعل يمني كبير إزاء هذه الإجراءات الإسرائيلية. بقيت الأمور على حالها إلى حين دخول أنصار الله إلى المشهد السياسي اليمني، والذي وصل إلى ذروته عام 2014. لم يكن إطلاق أنصار الله صرختهم الشهيرة “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل” مجرد عمل إعلامي استعراضي. أدرك الإسرائيليون أن اليمن يمر بتحولات كبيرة.
مع بداية العدوان السعودي على اليمن، تعاطى الإسرائيليون كأن الحرب حربهم. كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت في تلك الفترة أن الحرب في اليمن تدخل في “مصلحة إسرائيل، وهي فرصة لقطف الثمار”.
في آب 2020، نُشرت دراسة في مجلة “معراضوت” الإسرائيلية تظهر الاهتمام الإسرائيلي باليمن وحيثياته. ذكرت الدراسة أن المعركة في اليمن جزء من الصراع الإقليمي على الهيمنة على الشرق الأوسط بين إيران و”الائتلاف العربي السني”، و”أن انتصار الحوثيين سيمنح طهران سيطرة على معبري المياه الاستراتيجيتين من مضائق هرمز ومضائق باب المندب”.
وفي سياق الربط بين أنصار الله وحزب الله، طرحت الدراسة السؤال التالي: “ماذا يستطيع الحوثيون تعلمه من حزب الله؟ وماذا يستطيع حزب الله أن يتعلم من تجربة اليمن؟”.
مجالات الاستفادة والدروس المستقاة من قبل الطرفين تتعدد وتتوزع بحسب الدراسة الإسرائيلية بين “الساحة البحرية واستخدام المسيرات والدفاع الجوي”. وتقول المجلة الإسرائيلية: “إضافة إلى المعلومات والتجربة التي راكمها حزب الله، تراكمت تهديدات مباشرة لإسرائيل ومصالحها من جانب الحوثيين”.
وتخلص الدراسة إلى أن المعركة على الهيمنة على الشرق الأوسط في اليمن قد تجر “إسرائيل” إلى داخل قلب المعركة، وتوصي أصحاب القرار في “إسرائيل” بأن يتابعوا التطورات في ساحة القتال في اليمن.
ولكن يبدو أن المتابعة لم تؤتِ ثمارها، يظهر الأداء الإسرائيلي، كما التطورات اللاحقة، أن الفهم الإسرائيلي لليمن لم يكن دقيقاً، ما يشير إلى ضعف في التحليل وفي تفهم المعطيات اليمنية. سوء الفهم والتقدير وصل إلى ذروته بعد طوفان الأقصى.
أفاد تقرير نشره معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة “تل أبيب” في شهر كانون الأول من العام الماضي بأنَّ “عدة عوامل قد تجعل الحوثيين يقلصون استهدافهم لإسرائيل”، وأضاف أن المسافة بين اليمن و”إسرائيل” التي تصل إلى نحو 2000 كلم حتى إيلات في أقصى جنوب “إسرائيل” هي العامل الأول الذي سيدفع بهذا الاتجاه.
التقدير ذاته تكرر في موقع ماكو العبري الذي حسم أنّ “جماعة أنصار الله غير مهتمة بفتح جبهة مع إسرائيل”، أما صحيفة معاريف، فذهبت إلى حد طمأنة الجمهور الإسرائيلي إلى أن “مدى الطائرات التي يمتلكها الحوثيون يبلغ 800 كيلومتر، وأنها لن تتمكن من حيث المبدأ من استهداف إسرائيل”.
جاءت الطائرة يافا لتظهر الخلل في التقديرات الإسرائيلية، قد يكون أحد أسباب عدم الفهم هو التغيرات الكبيرة التي شهدتها الساحة اليمنية، لقد أخرجت الرمال اليمنية المتحركة الكثير من المفاجآت، وصولاً إلى تحول قضية التخلص من التبعية الخارجية إلى خيار شعبي ومصيري.
أظهر اليمنيون شجاعة في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم، ما أطاح الكثير من التصورات والمسلمات التي سادت في العقود الماضية.
خاض اليمنيون ما يشبه حرب التحرير الوطنية التي أدت إلى خلق ديناميات أهلية ولدت الكثير من عناصر القوة والاقتدار، وأثبتوا أن العداء لإسرائيل ودعم القضية الفلسطينية مسألة ترقى إلى مستوى الالتزام العقائدي والأخلاقي والوطني، وأن قرار دعم غزة لا تراجع عنه، وأن سقوف الدعم أعلى مما يتوقعه كثيرون.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وسط تصعيد صاروخي جديد.. اليمن تعلن حظراً جوياً على المطارات الإسرائيلية

قال نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله (الحوثيون)، إن مطارات اللد وجميع المطارات الإسرائيلية غير آمنة، مؤكدًا أن الجماعة فرضت حظرًا جويًا بقرار يمني على هذه المطارات على خلفية التصعيد في غزة والعدوان على اليمن.

وفي تدوينة على منصة “X” فجر الأحد، حذر عامر شركات الطيران العالمية من الاستمرار في السفر إلى هذه المطارات حفاظًا على سلامة الركاب، مشيرًا إلى أن الشركات التي توقفت عن التوجه إليها “خيرا فعلت”.

وأضاف أن العمليات الصاروخية التي تنفذها الجماعة لن تتوقف بل ستتصاعد حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة.

وأوضح عامر أن ادعاءات إسرائيل بشأن اعتراض الصواريخ اليمنية مشكوك فيها، مستذكراً الهجوم الذي استهدف مطار اللد مؤخرًا، واصفًا إعلان إسرائيل اعتراض الصاروخ بأنه محاولة لفشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وشدد على أن الصهاينة لم يستجبوا للقمة العربية، وأن “الصوت المسموع الآن هو صوت الانفجارات في عمق الكيان الصهيوني، وهي اللغة التي يفهمها رجال الله في اليمن”.

ونشر عامر فيديو يظهر مناورات الصاروخ اليمني وجهوده الفاشلة للاعتراض قبل إصابته الهدف، واصفًا المقطع بأنه “مادة قيمة للخبراء”.

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، مع تفعيل الإنذارات في عدة مناطق داخل إسرائيل، وإغلاق المجال الجوي في مطار بن غوريون بعد الهجوم الصاروخي.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بسماع انفجارات متتالية في وسط إسرائيل، كما أصيب شخص خلال هروبه إلى الملاجئ في بات يام جنوب تل أبيب.

يأتي ذلك بعد غارات إسرائيلية استهدفت ميناءين في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

الصهاينة لم يسمعوا صوت القمة العربية ولم يهتموا بها ..

الآن هو الصوت المسموع والانفجارات التي تدوي في عمق كيان العدو الصهيوني هي اللغة التي يفهمها الكيان ويتقنها رجال الله في اليمن . pic.twitter.com/laPZYnWzhj

— نصر الدين عامر | Nasruddin Amer (@Nasr_Amer1) May 17, 2025

نجدد التأكيد والتحذير

مطار اللد وجميع المطارات في فلسطين المحتلة غير آمنة ومفروض عليها حظر جوي بقرار يمني على خلفية التصعيد في غزة والعدوان على اليمن ، وعلى جميع شركات الطيران العالمية للحفاظ على سلامتها وسلامة ركابها التوقف تماما عن الذهاب إلى هذه المطارات وخيرا فعلت الشركات…

— نصر الدين عامر | Nasruddin Amer (@Nasr_Amer1) May 17, 2025

فيديو واضح يظهر المناورة التي ينفذها الصاروخ ومحاولات الاعتراض الفاشلة والمتعددة وكذا عملية الانفصال والإنطلاقة الأخيرة للصاروخ قبل الانقضاض على الهدف ..

مادة للخبراء يمكن أن يستفيدوا منها في التحليل . pic.twitter.com/zARrPhwMmg

— نصر الدين عامر | Nasruddin Amer (@Nasr_Amer1) May 17, 2025 آخر تحديث: 18 مايو 2025 - 13:34

مقالات مشابهة

  • كيف منعتنا صنعاء عن الكُفر بالعروبة؟
  • أنصار الله.. معادلة الهيمنة الاستراتيجية في البحر الأحمر
  • اليمن.. «أنصار الله» تفرض حظراً بحرياً على ميناء حيفا الإسرائيلي وتحذر شركات الشحن
  • اليمن يعلن "حظرًا بحريًا" على ميناء حيفا الإسرائيلي
  • عاجل | الناطق العسكري باسم أنصار الله: قررنا بدء العمل على حظر بحري على ميناء حيفا
  • القوات المسلحة تعلن استهداف مطار اللد في يافا المحتلة بصاروخين أحدهما فرط صوتي
  • وسط تصعيد صاروخي جديد.. اليمن تعلن حظراً جوياً على المطارات الإسرائيلية
  • "أنصار الله": استهدفنا مطار بن غورين بصاروخين باليستيين
  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف المطارات الإسرائيلية
  • عاجل. "أنصار الله" تعلن استهداف مطار بن غوريون بصاروخين باليستيين فرط صوتي