دراسة: إحصائيات القتلى في غزة كانت دقيقة إلى حد كبير في الأيام الأولى للحرب
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
وجدت دراسة جديدة تحلل الأيام الـ 17 الأولى من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أن حصيلة القتلى التي نشرتها وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة في تلك الفترة وأثارت النقاش بشأن دقتها كانت موثوقة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الدراسة، التي أجرتها منظمة "إيروورز"، وهي منظمة بريطانية تقيم مزاعم الأضرار المدنية في النزاعات، تضاف إلى أبحاث سابقة تشير إلى أن أرقام السلطات الصحية في الأيام الأولى للحرب كانت ذات مصداقية.
وفي أواخر أكتوبر، نشرت السلطات الصحية في غزة أسماء حوالي 7000 شخص قتلوا في الأيام الـ 17 الأولى من الحرب.
ومن بين آلاف الغارات الجوية الإسرائيلية والانفجارات الأخرى خلال تلك الفترة الزمنية، تم تحليل جزء صغير فقط، 350 حدثا، من قبل المنظمة للدراسة التي صدرت الأربعاء. وقالت "إيروورز" إنها تمكنت من تحديد 3000 اسم بشكل مستقل، معظمها يتطابق مع قائمة الوزارة التابعة لحماس.
ونتيجة لذلك، قالت "إيروورز" إنها تشعر بالثقة في أن نظام الإبلاغ عن الإصابات في الوزارة التابعة لحماس في بداية الحرب كان موثوقا به وأنها تعمل على تحليل الضربات والانفجارات الإضافية.
وركزت "إيروورز" أبحاثها فقط على الأيام الأولى للصراع. وقالت إن هناك غارات وانفجارات أخرى أكثر بكثير إلى جانب ما يقرب من 350 ضربة وثقتها خلال هذه الفترة.
وحوالي 75 في المئة من الأسماء التي وثقتها المنظمة ظهرت في قائمة وزارة الصحة في أكتوبر، وهو معدل أظهر أن "الطرفين وثقا جزءا كبيرا من الواقع الأساسي"، كما قال مايك سباجات، الأستاذ في كلية رويال هولواي في جامعة لندن الذي راجع النتائج.
ويقول العديد من المسؤولين والخبراء الدوليين المطلعين على الطريقة التي تتحقق بها وزارة الصحة من الوفيات في غزة، بالاعتماد على معلومات من المشارح والمستشفيات في جميع أنحاء القطاع، إن أرقامها موثوقة بشكل عام. ولكن هناك أدلة على أن جودة البيانات قد انخفضت، بعدما انهارت البنية التحتية في أجزاء كثيرة من القطاع.
وفي ديسمبر، بعد إغلاق العديد من المستشفيات، أعلنت وزارة الصحة أنها ستكمل جمع حصيلة المستشفيات والمشرحة بـ "مصادر إعلامية موثوقة".
وفي تحليلها، تحققت "إيروورز" من أن بعض المسلحين على الأقل قد أدرجوا في قائمة القتلى في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب. وقال الجيش الإسرائيلي في يوليو إنه قتل أو أسر نحو 14 ألف مقاتل في غزة منذ بدء الحرب وهو رقم لا يمكن تأكيده بشكل مستقل، وفق الصحيفة.
وفي إحدى الحالات، استهدفت غارة جوية إسرائيلية في 19 أكتوبر وقتلت جهاد محيسان، قائد قوات الأمن الوطني التي تديرها حماس، إلى جانب 18 فردا من عائلته، من بينهم تسعة أطفال وست نساء. تم إدراج اللواء محيسان وجميع ال 18 باستثناء واحد على قائمة وزارة الصحة.
ولأن "إيروورز" حللت فقط الحوادث التي تعرض فيها المدنيون للأذى، قال الباحثون إنهم لا يستطيعون تقدير عدد المسلحين المدرجين في قائمة وزارة الصحة.
وقالت الصحيفة إن دراسات أخرى دعمت موثوقية عدد الوفيات المبكرة للوزارة. وجد باحثو جونز هوبكنز أنه لا يوجد دليل على أنه تم تضخيمه حتى أوائل نوفمبر. ووجد باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي الذين حللوا أرقام الهوية من قائمة أكتوبر أنه "لا يوجد سبب واضح" للشك في البيانات.
استخدمت "إيروورز" نفس المنهجية في تحليلها لللأرقام في غزة كما فعلت سابقا مع الصراعات في العراق وسوريا وأوكرانيا وليبيا وغيرها، كما قالت إميلي تريب، مديرة المجموعة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وزارة الصحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟
"كنا نصحو مع شروق الشمس لنزرع الأرض التي ورثناها عن أجدادنا. اليوم نصحو على دويّ القذائف التي تدفن تراثنا تحت الركام". بهذه الكلمات يبدأ يوسف محمد، أحد مزارعي خربة العدس جنوب قطاع غزة ، سرد حكاية قريته التي كانت تنتج جزءا من سلة غذاء غزة.
الحرب، كان يعيش في هذه المنطقة 23 ألف نسمة (وفق سجلات بلدية رفح، 2023)، يعتمد 80% منهم على الزراعة، حيث كانت تنتج 40% من احتياجات القطاع من العدس. أما اليوم، فلم يبقَ سوى حطام منازل.
خربة العدس، التي اكتسبت اسمها من زراعتها التاريخية للبقوليات، تُشكل نموذجاً للاكتفاء الذاتي رغم الحصار. اعتمد مزارعوها على تقنيات تقليدية مثل "الزراعة البعلية" لتعويض شح المياه، حيث كانت 70% من الآبار الجوفية تعمل بكفاءة محدودة (تقرير الأمم المتحدة، 2021).
سكان الخربة يزرعون العدس والقمح ويبعون الفائض في أسواق غزة، لكن هذه الذكريات تبدو بعيدة اليوم بعد أن تحولت 85% من الأراضي الزراعية إلى مناطق غير صالحة للزراعة (هيئة مكافحة التصحر، 2024).
تصاعد القصف، تحولت خربة العدس إلى ملاذ لنازحين من خانيونس المجاورة، حيث وصل عددهم إلى 12 ألف نازح (مفوضية اللاجئين، 2024) يقول أحد النازحين من خانيونس: "وضعنا الخيام فوق الحقول.. كنا نأكل من خيرات هذه الأرض، والآن نحن ندفنها".
الأزمة تفاقمت مع تدمير 64 بئراً مائياً من أصل 90 (بلدية رفح، 2024)، وتلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المواد الكيميائية من المخلفات الحربية.
عندما أُعلنت أوامر النزوح الإسرائيلية، رفضت عشرات العائلات المغادرة. "هذه الأرض هي هويتنا.. لن نتركها"، كن القصف البري جعل البقاء مستحيلاً. اليوم، 90% من السكان نزحوا قسراً (منظمة حقوقية محلية، 2024).
لم تقتصر آثار الحرب على الدمار المادي فحسب، بل امتدت إلى الحياة اليومية لسكان غزة، حيث يعاني الأهالي من نقصٍ حادٍ في المواد الغذائية الأساسية، مما دفعهم إلى البحث عن بدائل غير مألوفة مثل طحن العدس واستخدامه كبديل للطحين في صناعة الخبز
مع استمرار الأزمة، يطالب السكان والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين. إن إعادة الحياة إلى خربة العدس ليست مجرد مسألة إعادة بناء، بل هي استعادةٌ للكرامة والحق في العيش بأمانٍ واستقرارٍ بعيدًا عن أهوال الحرب.
في اتصال مع أحد المزارعين في خربة العدس يدعى يوسف محمد، قال في السابق كنا نعتمد على زراعة العدس والقمح وبعض الخضار. الأرض هنا خصبة، والمياه كانت تكفي بالرغم من الصعوبات. كنا نبيع جزءًا من المحصول في سوق غزة ونخزن الباقي لأهلنا."
وفي إجابته على سؤال: ماذا حدث لمزرعتك بعد تصاعد العمليات العسكرية أجاب: "الدنيا انقلبت. القصف وصل لمناطق قريبة، والمياه صارت شبه معدومة بسبب تدمير البنية التحتية. جزء من الأرض صار غير صالح للزراعة، والبذور التي كنّا نخزنها تضررت. حتى الأدوات البسيطة اللي عندي انكسرت من شدة الاهتزازات."
"لو عاد السلام، سنزرع العدس مرة أخرى.. حتى لو نبت بين الرصاص"، بهذه الكلمات يختم يوسف يوسف محمد حديثه، بينما تغيب الشمس خلف أعمدة الدخان المتصاعدة من أرضٍ كانت ذات يومٍ مصدر حياة.
في قلب قطاع غزة، حيث كانت الحياة تنبض في خربة العدس، تحولت هذه المنطقة إلى شاهدٍ صامتٍ على آثار الحرب. كانت الخربة موطنًا للعديد من العائلات التي عاشت فيها لعقود، لكنها اليوم تعاني من الدمار والتشريد، حيث لم تسلم المنازل والبنية التحتية من القصف المستمر
قصة خربة العدس ليست مجرد سردية دمار، بل شهادة على انهيار نظام بيئي واجتماعي متكامل.
المصدر : وكالة سوا - مصطفى عفانة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين السولار الصناعي... بابٌ مفتوح على الموت غزة: طلبة الهندسة يبتكرون حلولًا هندسية تحت الحرب استمرار عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لليوم الـ128 الأكثر قراءة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة صحة غزة: الاحتلال يستهدف مولدات المستشفيات ويُفاقم الكارثة الطبية بينهم 3 سيدات.. الاحتلال يعتقل 20 مواطنا على الأقل من الضّفة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025