مع التطورات التكنولوجية الهائة في وسائل الاتصالات، أو في وسائل السفر، أصبح العالم قرية واحدة، وظهرت مصطلحات مثل العولمة والكونية، تعبر عن واقع له أبعاد اقتصادية وسياسية وإعلامية.
وظهرت فكرة الشركات متعددة الجنسيات أو الشركات التي أصبحت تهدد فكرة القومية والهوية الذاتية للدول، لا سيما الدول التي لم تصل إلى مصاف الدول العظمى.
وظهرت أزمة هوية، إذ ساد النموذج الغربي أو الأمريكي العالم بسبب انتشار الشركات متعددة الجنسيات في الناحية الاقتصادية، ما ظهرت أزمة الهوية في فرض الثقافة والنموذج الغربي بسلبياته قبل إيجابياته على باقي دول العالم.
لذا نجد معظم دول العالم تعانى من سيطرة النموذج الغربي الثقافية والفكرية والإعلامية وحتى السياسية، وأصبح مواطنوا هذه الدول، تقليد دميم للنموذج الأمريكي.
يسيطر على الإعلام وصناعة السينما وحتى وسائل التواصل الإجتماعي ذلك النموذج الغربي المفروض فرضًا كالماء والهواء، ولا يجد من يواجهه بسبب القوة الاقتصادية، أو بسبب القوة الإعلامية.
هل من الممكن أن تواجه دولة ما على وجه الأرض الهيمنة الشاملة التي تفرضها كل معطيات العصر الحديث، نظريًا أمر صعب، إلا في الجزر المعزولة التي بمنأى عن الحضارة بشكل كامل، وحتى هذه الجرز بمجرد اكتشافها ستخضع لهذه السيطرة.
ورغم استحالة الأمر نظريًا إلا أنه عمليًا أصبح موجودًا ومثالًا يحتذي في كل الدول التي تسعى إلى الحفاظ على قوميتها، وبكل فخر هذا النموذج يمكن أن نطلق عليه بكل فخر وشرف "وُجد في مصر.. وصنع في مصر.. صناعة مصرية خالصة مائة في المائة.
شركة إعلامية كبرى، تضاهي اقتصاديًا شركات البروباجندا الإعلامية متعددة الجنسيات التي لدى بعضها ميزانيات تزيد عن ميزانيات دول مجتمعة.
شركة إعلامية كبرى، يكون منبعها وطني، وهدفها وطني وساحتها وطنية، قادرة على الحفاظ على الهوية المصرية، وتصدرها للعالم كله.
فكانت واستمرت وستستمر، فالحاجة إليها ضرورة ملحة، فهم على ثغر من أهم ثغور الوطن، ثغر الدفاع عن الهوية المصرية، وهو عبء ثقيل على كاهل أيًا كان، عبء الحفاظ على هوية مصرية ممتدة في التاريخ لأكثر من 7 آلاف سنة كاملة.
القائمون عليها.. على ثغر وطني، والعاملون بها.. جنود في ميادين الوطن، يسدون ثغرًا وينافحون عن هويتنا وثقافتنا وحضارتنا ووجودنا.. وهي أشياء هامة عزيزة لأنها تخص بلادنا.. لأنها بلادنا.. وهي سلاح بلادنا.
إعلام وطني شامل.. بقدرات عالمية.. يحافظ على الماضي.. ويحمي الحاضر.. ويرسم المستقبل.. خطة عمل مثالية.. والأروع من مثاليتها أنها نُفذت وتنفذ بمثالية مطلقة، من قبل صرح من صروح الوطنية المصرية، "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"..
غزو ثقافي.. وإسقاط حضاري.. واستغلال إعلامي.. وتشويه اقتصادي وسياسي واجتماعي.. تساق إليه الدول سوقًا وتقع في أسره، إلا أن بلادنا مصر نجت منه، بفضل الرؤية الوطنية الإعلامية التي كانت سببًا في وجود صرح الإعلام المصري "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
وأصبحت مصر حائط صد ضد ما يُعرف بما بعد النيوإمبريالية، التي وقع في أسرها العالم ونجت منه مصر.. بداية من القرن السابع عشر ظهرت الإمبريالية الاستعمارية التي فرضت سيطرتها على دول العالم بالاحتلال العسكري، ليظهر بعد ذلك النيوإمبريالية أو الإمبريالية الجديدة، وهي الإمبريالية التوسعية التي ظهرت مع نهايات القرن العشرين، التي سقطت بسبب حركات التحرر الوطنية ومنها مشروع التحرر الوطني المصري، على يد ثورة يوليو 1952، والتي صدرت مشروع التحرر من استعمار الإمبريالية الجديدة إلى الوطن العربي وأفريقيا وأسيا.
فكانت مصر حائط صد لإسقاط مشروع الإمبريالية الجديدة بفضل ثورة يوليو المجيدة، والآن التاريخ يعيد نفسه، إذ تقود مصر ثورة جديدة للقضاء على مشروع ما بعد النيوإمبريالية، عبر مشروع وطني بامتياز قادر على المواجهة والقضاء على الأشكال الثقافية والحضارية والفكرية للاستعمار الجديد، وستنهيه.
وليس غريبًا أن نجد أن تجربة مصر الرائدة في إعلامها الوطني المحافظ على الهوية المصرية الأكثر عمقًا في التاريخ، وهي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، ليس غريبًا على أحد أن نجد دول كثيرة تدرس الاستراتيجية الإعلامية المصرية المتمثلة في "المتحدة" لتطبيقها في بلادها، حتى يصلوا إلى ما وصلت إليه مصر من استقلاية فكرية وثقافية وحضارية، وقضاء على التبعية والهيمنة.
تحية لـ"المتحدة" وتحية لجنودها المخصلين على ساحات القتال الإعلامية والثقافية والحضارية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النموذج الغربی
إقرأ أيضاً:
أمير منطقة المدينة المنورة يزور ميقات ذي الحليفة ويتفقد أعمال المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتأهيل التي يشهدها المسجد
المناطق_واس
زار صاحبُ السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز أميرُ منطقة المدينة المنورة رئيسُ مجلس هيئة تطوير المنطقة رئيسُ لجنة الحج والزيارة، ميقاتَ ذي الحليفة، بحضور معالي أمين المنطقة الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس فهد بن محمد البليهشي.
وتفقّد سموُّه أعمالَ المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتأهيل التي يشهدها المسجد، بهدف تحسين منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن, وشملت أنسنة الساحات والمرافق على مساحة تتجاوز (50) ألف متر مربع، مما أسهم في رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد من (5) آلاف مصلٍّ إلى أكثر من (15) ألف مصلٍّ.
أخبار قد تهمك تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق جانيين في المدينة المنورة 21 مايو 2025 - 3:41 مساءً أمير منطقة المدينة المنورة يتفقد مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي 20 مايو 2025 - 4:23 مساءًوأكّد أمير المدينة المنورة أن المواقع الخدمية الواقعة على طرق الحجاج تُعدّ ركيزةً أساسية في منظومة العناية بضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن مسجد الميقات يُعدّ من المعالم الحيوية التي تحظى باهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- لما له من مكانة دينية، بصفته أحد المواقيت الرئيسة التي يُحرِم منها الحجاج والمعتمرون.
ونوّه بالجهود المبذولة في تطوير هذه المواقع، ما يجسّد اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي أولت خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما أولويةً قصوى من خلال رفع كفاءة البنية التحتية، وتكامل الخدمات، وتحقيق أعلى معايير الجودة والراحة، بما يعكس رسالة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين.
وخلال الجولة، استمع سموُّ الأمير سلمان بن سلطان إلى شرحٍ حول تطوير منظومة الخدمات في المسجد، التي تضمنت تركيب (40) مروحة رذاذ مائي لترطيب الأجواء، وتجهيز (100) منصة لسقيا الماء في الساحات الجديدة، إلى جانب تطوير منظومة الإضاءة عبر (7) آلاف وحدة إنارة جديدة، وتحسين الأنظمة الصوتية باستخدام (190) سماعةً ومكبّر صوت بتقنيات حديثة، إضافةً إلى تطوير وتأهيل أكثر من (1300) دورة مياه ونقطة وضوء، ووضع خطط تشغيلية تضمن انسيابية حركة الحافلات في المنطقة المحيطة بالميقات.
واطّلع سموُّه على شرحٍ موجزٍ حول مجالات التطوير والتأهيل في الموقع العام، التي تأتي ضمن مهام هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة في الإشراف على مسجد ميقات ذي الحليفة، والعمل التشاركي مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن وجميع الجهات ذات العلاقة، لوضع خطط التطوير والتحسين، وإعادة تأهيل جميع مرافق المسجد، بما يضمن تقديم خدمات تنظيمية متكاملة لضيوف الرحمن.