أدان الأزهر الشَّريف هذه المشاهد التي تَصَدَّرتْ افتتاح دورة الألعاب الأوليمبيَّة بباريس، وأثارت غضبًا عالميًّا واسعًا، وهي تُصَوِّرُ السَّيِّدَ المسيح عليه السَّلام في صورة مُسيئة لشخصِه الكريم، ولمقام النُّبوَّةِ الرَّفيع، وبأسلوبٍ همجيٍّ طائشٍ، لا يحترم مشاعرَ المؤمنينَ بالأديان، وبالأخلاق والقِيَمِ الإنسانيَّة الرفيعة.

وأكد الأزهر رفضه الدَّائم لكُلِّ محاولات المساس بأيِّ نبيٍّ من أنبياءِ الله، فالأنبياء والرُّسُل هُم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضَّلَهم على سائرِ خلقِه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومِن خلفِه ما يَقرُب من ملياري مُسلم بأنَّ عيسى عليه السلام هو رسول الله ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [النِّساء: 171]، وسَمَّاه الله في القرآن الكريم: ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: 45]، وَعَدَّهُ مِن أُولي العَزم من الرُّسُل، ويُؤمن المسلمون بأنَّ الإساءة إليه عليه السلام أو إلى أيِّ نبيٍّ من إخوانِه عليهم السَّلام، عارٌ على مُرتكبي هذه الإساءة الشَّنيعة ومن يَقبلونها.

وحذر الأزهر العالَم من خطورةِ استغلالِ المناسبات العالميَّة لتطبيع الإساءة للدِّين، وترويج الأمراض المجتمعيَّة الهدَّامة والمخزية كالشذوذ والتحول الجنسي، ويُنادي بضرورة الاتِّحاد للتَّصدِّي في وجْه هذا التيَّار المنحرف المتدنِّي، الذي يستهدف إقصاء الدِّين، وتأليه الشَّهوات الجنسيَّة الهابطة التي تنشر الأمراض الصِّحيَّة والأخلاقيَّة، وتفرض نمط حياة حيوانيَّة تُنافي الفطرة الإنسانيَّة السَّليمة، وتستميت في تطبيعِه وفرضه على المجتمعاتِ بكلِّ السُّبُل والوسائل الممكنة وغير الممكنة.

اقرأ أيضاًعمرها أكثر من ٦٠٠ عام.. مخطوطة ترصد عالم الحيوان بجناح الأزهر في معرض الإسكندرية للكتاب

الأزهري: الانتماء إلى الوطن دَيْنٌ في رقابنا جميعا لا يقوم بعقوقه إلا إنسان مظلم العقل

«جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية للكتاب» يحتفي بذكرى «ثورة ٢٣ يوليو»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف المسيح عليه السلام عيسى عليه السلام

إقرأ أيضاً:

وداعًا.... شيخ المحدثين

« هاشم» حمل مشعل الحديث الشريف وأفنى عمره فى خدمة كتاب الله.حارس السنة الأمين دافع عن ثوابت الشرع...ورفع راية العقلانية والوسطية.زار أمريكا بدعوة من الكونجرس لإلقاء محاضرات دينية بواشنطن.شارك فى حرب «أكتوبر» المجيدة ضمن فريق الإرشاد الدينى والمعنوى.كُفن فى كسوة مهداة من أشراف المدينة.. وحشود مهيبة فى «بنى عامر» بعزائهالأزهر ينعى «رائد التنوير» و«الطيب» يتقدم مشيعيه..ووزير الأوقاف: فقدنا المحدث البليغ.مفتى الجمهورية: مصباح منير للدعوة الإسلامية.. وعلى جمعة: رحيله فقد لعلم غزير وخلق كريم

فى السادس من فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وأربعين ميلاديا ولد فى قرية بنى عامر التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية عالم من كبار علماء الأزهر الشريف، حمل مشعل الحديث الشريف وأفنى عمره فى خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم...إنه فضيلة الأستاذ الدكتور احمد عمر هاشم الذى غيبه الموت فى الأيام القليلة الماضية...

نشأ «هاشم» فى أسرة كريمة محبة للعلم والدين والتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف وتخرج فى عام ١٩٦١ ثم واصل طريقه العلمى.

تتلمذ «هاشم» على يد مجموعة كبيرة من اعلام العصر الذين أثروا فى مسيرته العلمية فى مقدمتهم والده الشيخ عمر هاشم، وكان أكثرهم تأثيرا فيه بحرصه على تنشئته التنشئة الصالحة وتوجيههم إلى طريق العلم ومنهم أيضاً الشيخ محمود أبوهاشم والشيخ الدكتور الحسينى عبدالمجيد والإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود والدكتور محمد فتح الله بدران والشيخ سيد سابق والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور عبدالعال احمد عبدالعال والدكتور عبدالوهاب عبداللطيف والدكتور محمود عبدالغفار والدكتور محمود ابو العيون، وفى أثناء وجوده فى مكة المكرمة تتلمذ على يد عالم مكة المسند الكبير الشيخ محمد ياسين الفادانى، كما أخذ إجازة فى رواية الحديث عن السيد محمد علوى مالكة وكانت له صلات وطيدة مع كثير من العلماء والمثقفين والدعاة ومنهم الشيخ جاد الحق على جاد الحق والشيخ محمد متولى الشعراوى والشيخ محمد الغزالى وخالد محمد خالد وغيرهم.

حيث نال الماجستير فى الحديث وعلومه عام ١٩٦٩ والدكتوراه فى نفس تخصصه عام ١٩٧٣ ليبدأ رحلة علمية مشرفة امتدت لعقود.

تدرج الدكتور أحمد عمر هاشم فى سلك التدريس حتى صار استاذًا للحديث وعلومه عام ١٩٨٣ وكان عميد الكلية آنذاك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الراحل ثم عين « هاشم» عميدا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام ١٩٨٧ ثم تولى رئاسة جامعة الأزهر عام ١٩٩٥ فكان نموذجا للعالم العربى يجمع بين الإدارة الحكيمة والرؤية الدعوية الواعية وقد انضم لاحقا إلى عضوية هيئة كبار العلماء عام ٢٠١٢.

ولم يكن علمه حبيسا فى قاعات الدرس بل خرج إلى الناس خطيباً ومحدثا وإعلاميا بارعا عرفته الشاشات منبرا يصدح بالحكمة والرحمة فدخل القلوب وأحيا حب السنة فى النفوس.

كان - رحمه الله - داعيا وسطيا معتدلا وشارك فى مئات المؤتمرات والندوات ممثلا الأزهر ومدافعا عن سماحة الإسلام.

وقد تتلمذ على يد الدكتور أحمد عمر هاشم الكثير من طلبة العلم فى مصر والعالم الإسلامى وأشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه منهم عدد من العلماء النجباء فى الوقت الراهن.

انضم إلى هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وكان له حضور متميز حيث أسهم بفكره فى تجديد الخطاب الدينى ودعم رسالة الأزهر وقد ألف عشرات الكتب فى علوم الحديث والسيرة النبوية والأخلاق وترك تراثا علميا زاخرا سيبقى منارة للباحثين.

تقديرا لدوره العلمى والدعوة الرائد حصل الدكتور أحمد عمر هاشم على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام ١٩٩٢ وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزة النيل وهى ارفع وسام علمى فى مصر وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.

وتم منحه جائزة دبى الدولية للقرآن الكريم لاختياره شخصية العام الإسلامية عام ٢٠٢٢.

عاش «هاشم» للقران وعلم الأجيال حب السنة ورفع راية الوسطية وترك سيرة طيبة وعلما نافعا سيبقى شاهدا على عالم جمع بين البيان والايمان سيظل اسمه محفورا فى ذاكرة الأزهر وصوته الهادئ يذكرنا أن العلماء لا يرحلون بل تبقى كلماتهم نبراسا يهدى القلوب جيلا بعد جيل.

مثل «هاشم» صوت الوسطية والعقلانية ليبقى مدرسة علمية جمعت بين الأصالة والمعاصرة وكان احد أركان الخطاب الدينى الوسطى داخل مصر وخارجها فقد عمل على توضيح صحيح الدين ومقاصد الشريعة وظل يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فكان خطيبا مفوها ملا الساحة الدينية بفكره المستنير ومؤلفاته التى تربو على ٧٠ مؤلفا فى علوم الحديث والسنة والدراسات الإسلامية.ليبقى فى وجدان المسلمين فى شتى بقاع الأرض حيث سافر معظم البلدان العربية والإسلامية والأوروبية.فقد زار الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الكونجرس الأمريكى ضمن وفد برلمانى والقاء المحاضرات الدينية فى المركز الإسلامى بواشنطن وحضر مؤتمر البرلمانيين الأوروبيين فى بروكسل ضد إبادة الجنس البشرى فى البوسنة والهرسك وسافر إلى إيطاليا مشاركات فى الحوار الاسلامى المسيحى بروما والى باريس فى مؤتمر الاسلام والغرب واليابان وبريطانيا وطهران وسلطنة عمان والمغرب والبحرين وطقشند.

«هاشم» يعد أكبر علماء الحديث فى زمنه ظل يدافع عن صحيح البخارى مفندا كل الشبهات ضده ومبينا أنه لا يضم حديثا ضعيفا واحداً، وأنه نال قبول علماء الأمة وائمتها جيلا بعد جيل، وكان شرحه البخارى فى ١٦ مجلدا ردا علميا خالدا.. مما جعله على رأس حراس السنة النبوية الشريفة من التأويل والتحريف. كما لعب هاشم دورا فى الدفاع عن قضايا الوطن وآمن بأن حب الوطن من الإيمان داعيا إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية للتصدى للارهاب والحفاظ على نسيج الوطن ووحدة الصف وقد شارك فى حرب اكتوبر ضمن فريق الإرشاد الدينى والمعنوى.

شدد هاشم على أن التطرف فى الفكر لا يقابله إلا الفكر المعتدل عن طريق احياء نماذج القدوة فى كل مؤسسات الدولة.. مؤكدا أن الإسلام دين التسامح والرحمة وكان من أشد المنافحين عن الأزهر الشريف ورسالته الوسطية والاعتدال.

وعمل الداعية الكبير على توجيه الخطاب الدينى خلال وسائل الإعلام الرسمية فقد تولى رئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى حتى مارس العمل السياسى والتشريعى حيث شغل عضوية مجلسى الشعب والشورى آنذاك بالتعيين لدورات متتالية.

ولم يمنعه المرض فى أواخر أيام حياته من مواصلة رسالته العلمية فى خدمة الدين، فكان يسجل احاديث الصباح لإذاعة القرآن الكريم من داخل غرفة الرعاية المركزة.

وفى فجر الثلاثاء الماضى رحل عن عالمنا محدث الأمة وحارس السنة فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم عن عمر ناهز ٨٤ عاما ليشهد الجامع الأزهر الشريف حشودا مهيبة أثناء صلاة الجنازة حيث توافد علماء وطلاب الأزهر والوافدين والمحبين من شتى المحافظات إلى جانب العديد من الجنسيات المختلفة. وتقدم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف مشيعيه.

وقال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء إن «هاشم» استطاع أن يقدم الصورة الصحيحة للإسلام من خلال أسلوبه البلاغى المتفرد كمان كان العالم الجليل إسهامات علمية ودعوية عديدة..

ونعت المؤسسات الدينية الراحل الكبير، وقال عنه شيخ الأزهر: إن فقيد الأمة الراحل كان عالِمًا أزهريًّا أصيلًا، وأحد أبرز علماء الحديث فى عصرنا، رزقه الله حسن البيان وفصاحة اللسان، والإخلاص فى الدعوة إلى الله، وخدمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونشر العلم، وستظل خطبه وكتبه ومحاضراته منهلًا عذبًا لطلاب العلم والباحثين.

كما نعاه الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف قائلا: كان الفقيد – رحمه الله –علمًا من أعلام الأزهر الشريف، جمع بين العلم الراسخ والعمل الصالح، وأفنى عمره فى خدمة سنة النبى صلى الله عليه وسلم ونشر تعاليم الإسلام السمحة، وأسهم بعلمه وجهده فى بناء أجيال من العلماء والدعاة. كما كان الفقيد آية فى الحكمة والبلاغة والوطنية، وخطيبًا مفوهًا، ومديرًا قديرًا، ومعطاء صبورًا، وما أعظم الشواهد والشاهدين على ما قدم وبذل، والله خير الشاهدين. 

وأكد فضيلة الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية أن الراحل ـرحمه الله- كان عالمًا جليلاً ومحدثًا كبيرًا، عميق الفهم لمعانى النصوص، راسخ القدم فى علم الحديث النبوى سندًا ومتنًا، خبيرًا بأحوال الرجال جرحًا وتعديلًا، وكان ـرحمه الله خطيبًا مفوهًا، واسع الاطلاع والثقافة، فقد العالم بوفاته مصباحًا منيرًا من مصابيح الدعوة الإسلامية، أفنى حياته فى خدمة العلم وأهله، تعليمًا وإرشادًا وتوجيهًا، تاركًا للمكتبة العلمية إرثًا نفيسًا من المؤلفات القيمة فى الحديث والدعوة والأخلاق.

ونعى مجمع البحوث الإسلامية، فضيلةَ العلَّامة أ.د. أحمد عمر هاشم، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذى وافته المنيَّة عن عمرٍ ناهز الرابعة والثمانين، بعد مسيرةٍ حافلة بالعطاء العِلمى والدَّعوى، خدم فيها الإسلامَ والمسلمين، ورفع فيها راية الأزهر الشريف فى ميادين العِلم والدعوة والفِكر.

وأكد المجمع أنَّ الفقيد الراحل كان عَلمًا مِنْ أعلام الأزهر الشريف، وواحدًا من كبار علماء الحديث فى عصرنا، بذل عمره فى خدمة السُّنَّة النبويَّة وعلومها، وسخَّر عِلمه فى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأسهم فى إثراء المكتبة الإسلاميَّة بمؤلَّفاته وبحوثه، وشارك فى العديد من المؤتمرات واللقاءات العِلمية الدوليَّة التى عزَّزت مكانة الأزهر وريادته.

وقال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق أن رحيل دكتور احمد عمر هاشم هو فقد علم غزير وخلق كريم وجهاد علنى طويل امتد عقدا فى ميادين التعليم والدعوة وخدمة القران والسنة.

وصية الدفن

أوصى فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم -رحمه الله - أن يدفن إلى جوار جده الشيخ محمد أبوهاشم الكبير فى ساحة الطريقة الهاشمية الصوفية بقريته «بنى عامر» والشيخ محمد أبوهاشم الكبير هو مؤسس الطريقة الهاشمية وشيخ الأشراف الهاشميين بالجزيرة العربية بعد أن نزح من الحجاز إلى أرض مصر ليقيم فى محافظة الشرقية ليؤسس الطريقة الهاشمية الخلوتية الأحمدية التى تناسب القطب الصوفى الكبير. السيد احمد البدوى فى أواخر القرن الثامن عشر.

مقالات مشابهة

  • للمشاركين في دورتي الألعاب الآسيوية للشباب والتضامن الإسلامي اللجنة الأولمبية تنظم ندوة مكافحة التلاعب بالنتائج والمنشطات والحارس الأمين والحقوق التجارية
  • رئيس جامعة بنها يستقبل وكيل الأزهر قبل افتتاح فعاليَّات الأسبوع الثاني عشر للدعوة الإسلاميَّة
  • أمين الإفتاء يحذر من منصة ألعاب شهيرة: تهدد أخلاق الأطفال وتسبب أضرارا لهم
  • الصلاة الكاملة على النبي صلوات الله عليه وسلم
  • عمرو الليثي: جميع الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر لا تتضمن مشاهد من المعركة
  • تعرف على طريقة علاج ارتجاع المرئ بالأدوية وبكل الطرق الممكنة
  • بمشاركة ثمانِ وفودٍ دولية.. أكاديمية الأزهر تختتم دورة “إعداد الداعية المعاصر”
  • بمشاركة ثمانِ وفودٍ دولية.. أكاديمية الأزهر تختم دورة “إعداد الداعية المعاصر”
  • وصية الراحل أحمد عمر هاشم للدفاع عن سيدنا النبي والرد على الإساءة
  • وداعًا.... شيخ المحدثين