جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-21@10:44:28 GMT

ألوان الحرباء

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

ألوان الحرباء

 

 

حميد بن حمد السالمي

يُمكن أن نقول بأنَّ الزواج هو انتقال من عالم "الأنا" إلى عالم "نحن"، فأنت أصبحت متعددا، وشريك الحياة أصبح يُمثلك وتمثله، تنتسب إليه وينتسب إليك، تشتركان سويًّا في السمعة والمكانة والقدر والمصير والهدف في الحياة، وعمَّا قريب تشتركان في الإنجاب والتربية، إنَّ العزلة التي كنت تعيشها والنرجسية التي قد تشعر بها غدت الآن من الماضي، ويتحتَّم عليك التعايش مع نمط حياتك الجديد بقبول تام، وستعي كم هي جميلة هذه الحياة مع مرور الوقت.

ومن أجمل ما ستلحظه في حياتك الجديدة هي المفارقات الممتعة، والتي كانت بمنظورك تحمل طابعا سلبيا؛ فالعناد قبل الزواج قد لا يروق لك، مما يلبث أن يصبح العناد عادة، وقِسْ على ذلك الجنون واللامبالاة والنسيان والتجاهل والنزاع والخصام...وغيرها الكثير، ستستمتع وأنت تشعر باتساع دائرة قدراتك وإمكاناتك على استيعاب هذه المفارقات واحتوائك لها واكتسابك لفنون رائعة، وستدرك كم أنت مذهل وذكي في إدارتك لأزماتك، وكم هي الحياة سهلة وممتعة حينما تقابل وجهها الشاحب بابتسامة.

وهذه المفارقات هي مفاهيم في علاقاتنا الجميلة لا ذنب لها؛ فقد كانت تشتعل لتذيب ثلج هدوئنا الممل الذي كاد أن يقتلنا، فما نلبث نحن أن نرمي عليها الزيت الذي يزيدها اشتعالا فتحرقنا ونجد أنفسنا بمفترق طرق كئيب، وقد كان الواجب أن نسترخي على المدفأة وننصت لبعضنا البعض ونرخي الحبل قليلا وقت الشدة ونشده قليلا وقت استرخائه، وبهذه الطريقة يصبح اتصالنا مثمرا ونحافظ على أجواء مفعمة بالاعتدال والتوازن بدون صقيع يجمد أو لهب يحرق.

هناك روتين قاتل يكتنف الحياة الزوجية يجب أن لا نسمح له أن يتمدد ويتسلل بيننا، ثم يقتل جمال لحظاتنا أو يمتد أكثر من ذلك ويقتل أياما وسنوات من أعمارنا؛ فهمنا لاحتياجات بعضنا البعض يعني فهمنا لكيفية كسر روتيننا الممل وتعطيله قبل أن يسرق منا أجمل اللحظات والمواقف، علينا أن نتبادل الأدوار في تحفيز ما يخمد بدواخلنا من مشاعر وأحاسيس، قد تحتاج الابتسامة لكلمة أو للتذكير بموقف، وقد يحتاج الجسد المتعب لفراش مهيأ ليسترخي، وبالإمكان اختيار الوقت المناسب للمشروب. أما الملابس، فيجب أن تُستبدل باستمرار، وقس على ذلك الوجبات والأصدقاء والترفيه والأعمال وغيرها.

تُعلِّمنا الحرباء درسًا جميلًا وفنا رائعا في اقتناص الفرص واستغلال الحالة المزاجية والرغبة الآنية في استبدال ألواننا، كلما سنحت الفرصة حتى نتمكن من الانقضاض على الروتين وقتله، ليتجدد المزاج وتنتعش الروح، وتتهلل النفس وينشرح الصدر، للذهاب بعيدا هناك؛ حيث استعادة النشاط الذهني والبدني واستمرار دورة السعادة والهناء في كنف الحياة الزوجية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غرر بي ورحل وترك سمعتي في الوحل

غرر بي ورحل وترك سمعتي في الوحل
سيدتي، بعد التحية والسلام أضمّ صوتي إلى صوت عديد الحيارى والمتألمين وأنا أبث بين يديك ما يؤرقني ويحرمني لذّة العيش. عبر منبر قلوب حائرة، حيث أنني مستاءة مما ألت إليه حالتي ، خاصة وأنا في سني هذا. فقد لعب من إستأمنته على قلبي وحبي دور المقدّر لأجده في أخر المطاف يرحل عني. وكأني به لم يكن يوما يعرفني ناكرا عشرتي الطيبة وحسن طبعي.

تعارفنا لم يكن مبنيا على هدف أخر سوى الزواج، حيث أن صديقة لي كانت الوسيط بيننا لعلمها بأنني فتاة صادقة المشاعر. لا أهوى التلاعب ولا تمضية الوقت فيما لا يجدي. حيث أنني أبنت عن نيتي في أن يكون الزواج بعد تعارف طفيف بيننا. وتركت للأيام والقدر فرصة حتى تتماسك علاقتنا وتتمتّن، ولا أخفيك سيدتي أن ثقتي بنفسي كانت عالية جدا، وأظنّ أن هذا سبب صدمتي.

فمن ظننت أنه سيكون رفيقا لدربي تفنّن في طمس شخصيتي وإلغاء رأيي، وراح يملي عليّ ما يريده ممن ستحمل إسمه. ونظرا لسذاجتي كنت له ما أراد حيث أنني كنت أتخلى وفي كل مرة عن شيء من شخصيتي. إنتهاءا بكرامتي لما سمحت له أن يهينني بمدعى أنه يصححّ من بعض العيوب التي في. ولعلّ ما زاد الطين بلة أنه أوهمني أنني ذات توجّه بال، فأفكاري لا تناسب ما نحياه وما هو مطلوب من زوجة المستقبل.

كل هذا سيدتي، ويا ليت تم الزواج، حيث أنني تفاجأت ذات مرة بالشاب الذي تقمصت دور فتاة أحلامه وزوجته. يخبرني أنه ما من وفاق بيننا ومن أنه يستحيل عليه أن يكمل معي الحلم الوردي الذي تعلقت به. صدمة كبيرة عشتها ولا زلت أحيا تفاصيلها إلى يومنا هذا وأنا أتوجّس من كل من يريد التقرب. مني بغرض الزواج، فما هو رأيك، وما السبيل للخروج من هذه المشكلة؟
أختكم خ.لينا من الغرب الجزائري.

الـــــرد:

هوني عليك أختاه، ولا تحملي قلبك الطيب ما لا طاقة لك به. إلتمست من رسالتك الصدق والإخلاص في النية. عملة نادرة في زمننا هذا، لا مكان لأصحابها بين الناس.
بالضبط أنت ضحية لطيبة قلبك وروحك الطاهرة، كيف لا وقد منحت من لا علاقة رسمية تربطك به الضوء الأخضر ليأخذ منك بدل أن يعطيك. إنسان أخاله بل أنا متأكدة من انّه لعب على الوتر الحساس الذي في قلبك حتى يقايض رغبتك بالزواج بممارسة غطرسته التي لم تنته. والدليل أنك خرجت من هذه العلاقة قاب قوسين أو أدنى من تحديد مصيرك.

ومن هذا الباب أدعوك أختاه أن تعقدي الصلح مع نفسك وتفتحي باب جديدا تمنحين لقلبك فيه فرصة أن تتعرفي على من يهديك قلبك. وصلاح الدنيا وينصبك أميرة على عرش قلبه. هي مجرد تجربة مررت بها وعشتها. فلتجعليها درسا تتعلمين منه عدم التملص منن مبادئك وسريرتك مهما كان. وأن لا تتنازلي عما في قلبك من تواضع كرمى لأي شخص، فلا يحيا المرء حياته مرتين، ولا يمكن لأي شخص أن يلغي شخصا أخر.

أكّدي لمن تركك كورقة في مهب الريح أنك لم تنكسري ولن يعرف قلبك الطيب نهاية له على يد أي غشيم. يمثل دور الراغب في الزواج على بنات العائلات المحترمات اللواتي تتعطشن لبناء عشهنّ فتقعن ضحايا.
ردت: س.بوزيدي.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • فتاوى تشغل الأذهان| مفهوم القوامة في العلاقة الزوجية.. أمور تستوجب الكفارات في العمرة.. وحكم الجمع بين الظهر والعصر بسبب العمل
  • ليست مجرد سلطة.. أمين الإفتاء مفهوم القوامة في العلاقة الزوجية
  • هل أصلي الشروق بعد طلوع الشمس مباشرة أم أنتظر قليلا؟.. انتبه
  • تفسير رؤيا الزواج في المنام لابن سيرين
  • فتاة تقفز من الدور الرابع بعد علمها برغبة زوجها في الزواج من أخرى
  • غرر بي ورحل وترك سمعتي في الوحل
  • إمام أوغلو: أردوغان لم يعد يتعامل برحمة مع أحد!
  • باحثة بوزارة الزراعة تحذر: الألوان الصناعية تهدد صحة أطفالك
  • أغرب قضية بمحكمة أسرة أكتوبر.. 18 سنة فى عش الزوجية انتهت بسبب جنحة ضرب
  • «الفستان الأبيض».. نشيد رثائي!