رسالة ذوى الهمم لرئيس الوزراء الإنسان

قبل أن أكتب عن مأساة سيارات المعاقين والتى أصبحت مثل مأساة الحلاج والتى تعرض المعاق للنصب يمينا ويسارا، وقبل أى شىء أود أن أخاطب قلب الأب الإنسان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ألا تتركوهم فريسة للمستغلين والنصابين وأرجوكم تولوا أنتم مأساة سياراتهم خاصة بعد أن أصدرتم القرار الرسمى والمتضمن إيقاف منظومة استيراد السيارات لذوى الهمم نعم أثمن مضمون وحيثيات القرار ولكن عنوانه مخيف فأنا قريبة بحالات معاقة ولصيقة بإحداها وبادوخ السبع دوخات حين يصابون بمرض أو عرض اضافى إلى أمراضهم أو يحتاجون للذهاب لأى مصلحة حكومية وهنا يعانى المعاق الأمرين إضافة إلى روتين الموظفين تارة وسقوط السيستم تارات أخرى والبحث عن متطلباتهم وفى كثيرٍ من الأحيان لا يستطيع ذوو الإعاقة الذهاب إلى المبانى والمصالح الحكومية أو أى مكان بسبب عدم جاهزيتها واحتوائها على العديد من العراقيل، فهم لا يستطيعون الذهاب إلى أماكن كثيرة.

إذن فمن يبحث له ويساعده فيكون الاهل او المرافق ومن يصطدم بكل مشاكله هو المرافق أن المعاق الذى يلبس جهاز حديد يا دكتور مدبولى لا يستطيع أن يستقل مواصلاتنا العادية أو دراجة نارية فقدمه تكون مقلوبة داخل حذائه الطبى الذى تزن فردته الواحدة قرابة الـ3 كيلو فى إحدى قدميه التى شلها جرعة طعم شلل الأطفال فى أواخر السبعينيات. فكيف لقدم لا تشعر بالحياة إلا بنسبة قليلة وتجر فردتَى حذاء تزن الكيلوات أن تركب أتوبيس أو ميكروباص او حتى تاكسى.
فرسالتى هذه من خلال زاويتى إلى الدكتور الأب رئيس الوزراء أننى أثمن حيثيات قراركم عندما ذكرتم فى القرار بشأن حدوث تجاوزات بشكل كبير فى موضوع سيارات المعاقين. وللأسف فعلا هناك بعض الفئات وليست بالقليلة، استغلت ظروف ذوى الهمم، وكان يحدث استيراد للسيارات بأسمائهم، وبعدها تعطى هذه السيارات لأفراد آخرين، فالسيارة تأتى باسم شخص من ذوى الهمم، ويستفيد بها شخص آخر لا يستحق هذا وأضاف قراركم أنه عندما شعرت الحكومة بتزايد الموضوع، كان هناك قرار بوقف هذه المنظومة، حتى وضع ضوابط تضمن بالكامل أن السيارة يستفيد بها الفرد من ذوى الهمم، وليس شخصا آخر يستفيد من إعفاءات الجمارك والقانون، ولأن هذه ضوابط لأبنائنا من ذوى الهمم، فكان التوجه والقرار بإيقاف منظومة استيراد السيارات لذوى الهمم، وهنا اضيف لكم أن هناك بعض المستوردين من يتلاعب أيضاً بالمعاقين ويتم النصب على بعضهم، وقد حدث ذلك بالفعل من بعضهم ومعى ما يثبت ذلك حتى وصل الأمر للقضاء. 
دكتور مدبولى ارجوكم بادروا بوضع ضوابط فعلية لأن من باع سيارته طبقا لانتهاء مدتها الـ5 سنوات فلن يجد ما يركبه فهى ملاذه التى تساعده ومرافقه على قضاء مصالحه فكفاهم الجهاز الحديد الذى يطوق ساقيه ووسطه بالإضافة إلى العكاز بالإضافة لما يعانيه معظمهم من سمنه فكفاهم ما يُعانيه ذوى الإعاقة الحركية من إعاقاتٍ جسدية تمنعهم من عيش حياتهم والقيام بأبسط الأنشطة والمهام اليومية بشكلٍ طبيعى، فهى أشد الاعاقات ألما فهذه الإعاقات تُؤثر على قدرتهم على التوازن، والإحساس والتناسق الحركى، مما يسبب إصابتهم بمشاكل خلقية وأمراضٍ أخرى، ولذلك يُواجه ذوى الإعاقة العديد من المشاكل فى حياتهم. الأب الإنسان رئيس الوزراء إذا كان هناك تجاوزات واستغلال البعض ظروف بعض أولادنا من ذوى الهمم فهذا ليس مصوغا لإيقاف منظومة استيراد السيارات لذوى الهمم ولنبحث لهم عن مخرج ونضع استيراد تلك السيارات فى ايد جهة أمينة تستوثق أن السيارة تسلمها المعاق فعلا، بعيدا عن المستوردين وبعيدا عن المستغلين لجوابات البعض منهم وأن يتم المنع فى الأكمنة وتكون هناك عقوبات تصل إلى حرمان البائع من حصوله على سيارة لمدة تحددونها، وأن يتم سحب السيارة من الشارى وكفى المعاق صعوبة تحركه بين الناس أما أن يتم ايقاف الاستيراد فهذا معناه أن السيئة تعم وطالت الجميع فعلا ولكن أين الحسنة التى تخص المحتاج ولا يستطيع السير حتى بجهاز قدمه الحديد.. أرجوكم أعيدوا النظر وأوجدوا لهم البدائل فى حصولهم على السيارة فلم تكن سيارتهم رفاهية وكفى ما يعانونه.

المصدر: بوابة الوفد