أبقى اجتماع لوزراء من دول “أوبك+” سياسة إنتاج النفط الحالية دون تغيير بما في ذلك عزم التحالف على التراجع التدريجي عن تخفيضات الإنتاج بداية من أكتوبر (تشرين الأول).

وأكدوا على أن قرار زيادة الإنتاج قد يجري تعليقه مؤقتاً أو التراجع عنه إذا لزم الأمر.
وعقدت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمنظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها بقيادة روسيا، فيما يعرف بتحالف “أوبك+”، اجتماعاً عبر الإنترنت الخميس.


وتدعو خطة الإنتاج الحالية التي أُقرت في يونيو (حزيران)، “أوبك+” إلى التخلص تدريجياَ من تخفيضات تبلغ 2.2 مليون برميل يومياَ على مدار عام من أكتوبر (تشرين الأول) 2024 إلى سبتمبر (أيلول) 2025.
ووافق التحالف على تمديد التخفيضات السابقة البالغة 3.66 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2025.
وذكرت “أوبك+” في بيان الخميس، أن الأعضاء الذين اتفقوا على إجراء هذه التخفيضات “أكدوا أن التخلص التدريجي من الخفض الطوعي لإنتاج النفط يمكن تأجيله مؤقتاً أو التراجع عنه” وفقاً لظروف السوق.
وانخفضت أسعار النفط من أعلى مستوى بلغته خلال العام الجاري فوق 92 دولاراً للبرميل في أبريل (نيسان) إلى أقل من 82 دولاراً نتيجة ضغوط تتعلق بقوة الطلب، إلا أنها تلقت دعماً هذا الأسبوع من التوتر المتزايد في منطقة الشرق الأوسط.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الخميس، إن المستوى الحالي لأسعار النفط مناسب لروسيا وميزانيتها والمشاركين الآخرين في السوق. وأضاف أن هناك توازناً بين العرض والطلب.
وصرح وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب بأن “الشكوك التي تؤثر على أساسيات سوق النفط من غير المرجح أن تستمر لفترة أطول ما دامت السوق مزودة بشكل كاف”.
وأضاف، أن “من المتوقع أن يتبع الطلب على النفط اتجاهاً تصاعدياً ومستمراً في الأسابيع المقبلة”.
وذكر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في يونيو (حزيران)، أن “أوبك+” قد تؤجل أو تتراجع عن زيادة الإنتاج إذا وجدت أن السوق ليست قوية بما يكفي.
وأوضح بيان “أوبك+”، أن اجتماع الخميس أشار أيضاً إلى تأكيد العراق وقازاخستان وروسيا على تحقيق الالتزام الكامل بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها. وقدمت الدول الثلاثة في وقت سابق خططاً لتعويض الفائض في الإنتاج.
وقال مصدر في “أوبك+”، إن رئيس الاجتماع أصر على أن يُظهر الأعضاء التزامهم بخطة التعويض.
وتجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، التي تضم وزراء النفط من السعودية وروسيا ومنتجين كبار آخرين، عادة كل شهرين ويمكنها تقديم توصيات لمجموعة “أوبك+” الأوسع.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعها المقبل في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول).

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: النفط من

إقرأ أيضاً:

“جنون البقر الأكاديمي”: حين يتحول الباحث إلى ماكينة إنتاج والأكاديمي إلى نجم استعراض

#سواليف

” #جنون_البقر_الأكاديمي “: حين يتحول الباحث إلى #ماكينة_إنتاج و #الأكاديمي إلى #نجم_استعراض
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد بني سلامة

على هامش تصريحات معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة حول النزاهة الأكاديمية، وما أثارته من ضجيج لا يخلو من الانفعال، وجدت من واجبي، كأستاذ أمضى أكثر من عشرين عامًا في ميدان البحث الجامعي، أن أضع تجربتي أمامكم. لا لتزيين الذات، بل للتأشير على واقع بات يبعث على القلق والاشمئزاز في آن معًا.

لقد أنجزت، منفردًا ومشتركًا مع زملاء في جامعات أردنية وعربية وعالمية، نحو 80 عملاً علميًا من أبحاث، ومشاركات في فصول كتب، وأوراق علمية قُدّمت في مؤتمرات من الصين واليابان ,مرورا بأوروبا إلى أمريكا. وعلى مدار أكثر من عقدين، كان معدل إنتاجي أربعة أبحاث في العام. رقم متواضع بلغة التضخم الأكاديمي المنتشر، لكنه حقيقي، صادق، نابع من جهد علمي استغرق في بعض الأحيان عامًا كاملًا من القراءة والتحليل والمراجعة والتعديلات والرفض والقبول.

مقالات ذات صلة ترقيات وتنقلات في التربية / أسماء 2025/07/10

بل إن أبحاثًا لي قُبلت في مجلات علمية مرموقة ومصنفة ضمن الفئة الأولى عالميًا Q1، ينشر فيها أساتذة من طراز نادر في العلوم السياسية والاجتماعية، لكنني لم أتمكن من نشرها. لماذا؟ لأن رسوم النشر تجاوزت في بعض الحالات ثلاثة آلاف دينار أردني، في حين أن تعليمات حوافز النشر العلمي في جامعتي لا تغطي سوى 300 دينار فقط، بغض النظر عن تصنيف المجلة أو أهميتها العلمية. سواء نشرت في مجلة تابعة لأعرق الجامعات العالمية، أو مجلة صادرة عن جامعة لا نعرف موقعها على الخارطة وتصنيفها العالمي في المرتبة الثلاثين ألف… المعاملة واحدة. طلبنا من إدارة الجامعة مرارًا وتكرارًا إعادة النظر في هذه السياسة العقيمة، فكانت الإجابة الدائمة: لا رد. لأن البحث العلمي، ببساطة، ليس أولوية.

وسط هذا، فوجئت – كما فوجئ غيري – بتضخم مخيف في عدد أبحاث بعض اعضاء هيئة التدريس في بعض تدالجامعات الاردنية التي ظهرت باللون الاحمر في مؤشر النزاهة الاكاديمية ، يصل إلى حدود الكوميديا السوداء. كيف يمكن لإنسان طبيعي أن ينشر مئتي أو ثلاثمئة بحث في عام واحد؟ أي بمعدل بحث يومي تقريبًا! حتى لو افترضنا أنه لا يأكل ولا ينام ولا يمشي ولا يتنفس إلا على إيقاع لوحة المفاتيح… فكيف يستطيع أن يكتب بحثًا حقيقيًا، بمعاييره المنهجية السليمة، يوميًا؟ الحقيقة الوحيدة أن هذا لا يمكن تفسيره إلا بأحد أمرين: إما أننا أمام عباقرة لا مثيل لهم على سطح الأرض، أو أمام واحدة من أخطر الفضائح الأكاديمية في التاريخ.

البحث العلمي الحقيقي يحتاج وقتًا، وشغفًا، وتفرغًا، وبيئة حاضنة. أما ما نشهده اليوم في بعض المؤسسات فهو جنون أكاديمي جماعي. انفجار في عدد الأبحاث، واستشهادات وهمية تصل الى الالاف خلال عام واحد ، وأسماء تضاف لمجرد الدفع أو المجاملة أو المقايضة. أصبحنا أمام منظومة تشبه تمامًا ما كان يحدث في العصور العباسية حين تفشّى الكذب على لسان وضّاعين نسبوا الأحاديث زورًا إلى النبي ﷺ، حتى أن الأمة احتاجت إلى علم الجرح والتعديل لتمييز الكاذب من الصادق. واليوم، نحن بأمسّ الحاجة إلى “جرح وتعديل أكاديمي” لتخليص البحث العلمي من الوباء الذي أصابه.

تصريحات الوزير، التي أثارت كل هذه الضجة، لم تكن إلا دعوة للاستفاقة. لم تكن طعنًا في المؤسسة الأكاديمية كما يروّج البعض، ولا إساءة لسمعة جامعاتنا ، بل طعنًا في الفساد المتغلغل داخلها. هناك من تضرر من هذه الصراحة، لأن مكاشفة كهذه تهدد امتيازاتهم، وتكشف زيف مجدهم المصنوع من ورق. لذلك كان الرد هستيريًا، عدائيًا، فاقدًا لأي مضمون علمي.

هل حقًا نريد جامعات تنهض، أم نريد أن نستمر في خداع الذات؟ هل نريد إصلاحًا حقيقيًا، أم نكتفي بكم هائل من أبحاث خالية من الروح، يقال عنها إنها من “الدرجة الأولى” لمجرد أنها نُشرت في مجلة تفرض رسومًا ضخمة؟ وهل معيار التفوق العلمي هو قدرة الباحث على دفع المال، لا على إنتاج المعرفة؟

إننا نعيش عصر “البحث للتفاخر”، لا “البحث للتفكر”. عصر الـ H-index الذي صار مقياسًا للوجود الأكاديمي، حتى لو كانت تلك الأرقام تقف على أكتاف أبحاث مسروقة، أو منفوخة، أو مكررة بلا حياء.

ما قاله الوزير يجب أن يُستقبل بالحوار، لا بالصراخ. بالنقاش العميق، لا بالتخوين. وإذا أردنا إصلاح منظومة التعليم العالي فعلًا، فالبداية تكون من الاعتراف بأن جزءًا كبيرًا من ما يُنشر اليوم لا يستحق الورق الذي طُبع عليه.

كفانا خداعًا للذات. وكفانا اعتبار الأكاذيب العلمية بطولة. آن الأوان أن نعيد للبحث العلمي قدسيته. ليس لأنه مهنة شريفة فقط، بل لأنه مستقبل وطن، وكرامة جيل، ومرآة أمة.
والله من وراء القصد .

مقالات مشابهة

  • جندي إسرائيلي يحذر من “انهيار” الجيش بسبب سياسة نتنياهو
  • سلطنة عُمان تحافظ على مستويات إنتاج مستقرة في قطاعي النفط والغاز
  • “جنون البقر الأكاديمي”: حين يتحول الباحث إلى ماكينة إنتاج والأكاديمي إلى نجم استعراض
  • “أكاكوس للعمليات النفطية” تبحث الفرص المتاحة لتعزيز الإنتاج
  • “الأورومتوسطي” يدين مجزرة دير البلح ويؤكد أنها تجسد سياسة “إسرائيل” في التجويع والقتل
  • محادثات في أوبك لتعليق رفع الإنتاج بعد الزيادة الشهرية القادمة
  • “أوبك” تخفّض توقعات الطلب على النفط حتى عام 2029
  • المؤسسة تكشف أرقام الإنتاج.. النفط يتجاوز 1.3 مليون برميل يومياً
  • وزير الطاقة يؤكد دور الإمارات البارز في "أوبك" و"أوبك بلس"
  • "أوبك بلس" وشركات نفط: أسواق الخام متعطشة للمزيد من الإنتاج