مسؤولان أمريكيان: المجاعة في السودان ستكون الأشد في عقود
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
حذر مسؤولون أمريكيون من أن المجاعة المؤكدة في أحد المخيمات مترامية الأطراف للنازحين من الحرب في اقليم دارفور بالسودان تتصاعد بشكل خارج عن السيطرة مع قيام المسلحين في البلاد بمنع المساعدات.
وحذر المسؤولون من أن الأوضاع الحالية تهدد بأن تصبح المجاعة أشد فتكا من آخر مجاعة كبرى في العالم قبل 13 عاما.
وكثفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وغيرهما من الوكالات الإنسانية المستقلة والحكومية دعواتها لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى جميع أنحاء السودان.
وذلك بعدما أكد خبراء دوليون رسميا يوم الخميس أن المجاعة في واحد على الأقل من المخيمات المؤقتة الثلاثة العملاقة، التي تضم ما يصل إلى 600 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب في السودان المستمرة منذ أكثر من عام، قد تطورت إلى مجاعة كاملة.
وأطلع اثنان من المسؤولين الأميركيين الصحفيين على تحليلهما للأزمة يوم الجمعة في أعقاب الكشف عن المجاعة، وهو الثالث فقط في تاريخ لجنة مراجعة المجاعة الممتد منذ 20 عاما.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الحرب في السودان المجاعة في السودان امريكا
إقرأ أيضاً:
الصحفية الفلسطينية سلمى محمد: حرب السودان تحتاج لتغطية إعلامية أوسع
من تحت الأنقاض إلى شاشة الحقيقة: “النجاة من الموت منحتني مسؤولية أن أعيش وأروي الحكاية”
من قلب حرب الإبادة على غزة، كانت سلمى محمد — الصحفية الفلسطينية ومقدمة البرامج في مؤسسة آخر قصة — شاهدة على الألم، قبل أن تصبح جزءًا منه. نجت من تحت أنقاض منزلها الذي انهار فوقها وأسرتها، لتبدأ بعدها رحلة قاسية من العلاج والصبر والإصرار على الحياة. في هذا الحوار، تروي سلمى لـ«التغيير»، تفاصيل لحظات الرعب، وأصعب أيام النزوح والعلاج، وتشارك رؤيتها حول الإعلام في زمن الحرب، ورسالتها إلى العالم بعد النجاة.—
■ بدايةً، كيف تعرّفين نفسك اليوم بعيدًا عن صفة “الناجية من الحرب”؟
أنا سلمى محمد، صحفية فلسطينية، ومعدة ومقدمة برامج في مؤسسة آخر قصة. تربيت في بيت إعلامي، فكنت إعلامية بالفطرة، حيث أن والدي أيضًا صحفي. لا أذكر أني كنت أشاهد الرسوم المتحركة بقدر ما كنت أتابع نشرات الأخبار.
■ ما الذي دفعكِ لاختيار العمل في الإعلام داخل غزة رغم كل المخاطر؟
الإعلام بالنسبة لي لم يكن مجرد مهنة، بل كان هوية ونشأة. عشت في بيئة تؤمن بأن الكلمة قادرة على التغيير، وأن على الصحفي أن يكون عين الناس وصوتهم مهما كانت التحديات.
■ خذينا إلى تلك اللحظة التي أصبتِ فيها… ماذا تتذكرين منها؟
نزحت مع أسرتي إلى منزل صديق والدي جنوب قطاع غزة. في إحدى ليالي الحرب، كنت بين الصحوة والنوم حين رأيت ضوءًا أحمر، وقبل أن أختبئ عند أمي سقط المنزل علينا. انهار المبنى المكون من ثلاثة طوابق بالكامل، ووجدت نفسي تحت الأنقاض مع أسرتي، واستشهد حينها نحو ثلاثين شخصًا.
■ كيف كانت تجربتك وأنتِ تنتقلين من توثيق الألم إلى أن تصبحي جزءًا منه؟
كانت تجربة قاسية جدًا، خاصة أن إصابتي كانت في قدمي وكنت على وشك فقدانها. لم يكن في المستشفى مكان لي، نزفت على الأرض لساعات طويلة، وشاهدت مشاهد لا تُنسى من الألم والمعاناة.
■ رحلة علاجك من غزة إلى مصر كانت مليئة بالتحديات، ما أصعب ما واجهتِه خلالها؟
أصعب ما واجهته هو الوقت. تأخرت عمليتي شهرين بسبب الزحام الهائل في المستشفيات، رغم أنها كانت عاجلة. كانت فترة مؤلمة جدًا، لم أذق فيها طعم النوم لأشهر.
■ من أين استمددتِ القوة لتكملي بعد كل ما مررتِ به؟
الفلسطيني بالفطرة يعيد بناء نفسه بعد كل جرح، لأنه لا يملك خيارًا آخر سوى الصمود. نحن نتعلم أن نقف من جديد رغم الألم، لأن الحياة تستمر رغم كل شيء.
■ كيف تنظرين إلى دور الإعلام في نقل معاناة غزة؟ وهل تشعرين أن العالم أنصفكم؟
الإعلام كان له دور مهم في إحياء قضيتنا من جديد، رغم أن الثمن كان فادحًا. يؤلمني أن تحيا القضية على دماء هذا العدد الكبير من الشهداء والدمار الذي خلفته الحرب.
■ كإعلامية عاشت الحرب، كيف تنظرين إلى ما يجري في السودان؟ وهل التغطية الإعلامية هناك منصفة؟
كإنسانة عاشت الحرب، أعرف تمامًا معنى الكلمة. يؤلمني ما يحدث في السودان، وأشعر أن التغطية الإعلامية هناك لا تزال محدودة، فالشعب السوداني يستحق مساحة أكبر من الاهتمام والعرض الإعلامي.
■ ما الرسالة التي تودين إيصالها اليوم للعالم من خلال قصتك؟
أن الصحفي الفلسطيني ليس مجرد ناقل للخبر، بل هو إنسان يتألم ويقاسي، لكنه مجبر أن ينهض من جديد. رسالتي أن نرى الإنسان خلف كل قصة، لا الأرقام فقط.
■ بعد كل ما مرّ، ماذا تعني لكِ الحياة الآن؟
الحياة اليوم تعني لي فرصة ومسؤولية. نجاتي من الموت منحتني طاقة جديدة لأواصل، لدي أحلام وطموحات كثيرة، وسأحاول تحقيقها ما دمت على قيد الحياة، رغم صعوبة ظروف الفلسطينيين في الداخل والخارج.
الوسومالتغطية الإعلامية الحرب في السودان الحرب في غزة الصحفية الفلسطينية سلمى محمد