عندما تكون سفرتى محدودة الأيام، أحرص على حجز تذكرة العودة مع تذكرة الذهاب، أفضل سفر القطار عما دونه، أجلس فى أريحية، أقرأ فى كتاب هو دومًا رفيق سفرى، أتأمل فى المناظر الطبيعية على طول الطريق، وحبذا لو كان المقعد منفردًا إذا كنت مسافرة بمفردى، أمقت الثرثرة مع الغرباء، فغالبًا ما تدور حول متاعب الحياة ونيران الأسعار وترديد عبارة «حسبى الله ونعم الوكيل»، وهو حديث كمد وشجون، يفقدنى متعة السفر الذى أعشق تفاصيله أينما كان المكان، المهم أنى فى رحلتى لمعرض الكتاب بالإسكندرية حجزت تذكرة العودة للقاهرة مساء يوم جمعة فى قطار السابعة إلا دقائق ليلًا.
قبيل الموعد، صعدت القطار، جلست فى المقعد المدون رقمه فى التذكرة، وبدأت ممارسة طقس القراءة وأنا أمنى نفسى بكوب من القهوة عندما يمر عامل البوفيه، وفجأة وقبل أن يتحرك القطار، وجدت رجلًا خمسينيًا يقف أمامى وهو يشير إلى رقم المقعد الخاص بى ويقول: هذا مقعدى لو سمحتِ، نظرت إليه فى ثقة وأنا أقول: لا إنه مقعدى وفقًا للرقم المدون بالتذكرة، مد لى يده فى توتر بالتذكرة وطلب منى التأكد بنفسى بأنه مقعده.
بالفعل دققت النظر فى رقم المقعد ورقم العربة، تأكدت أن ما يقوله صحيح، أسقط فى يدى وأنا أخرج تذكرتى من حقيبة يدى وأقدمها له بثقة مهتزة وأنا أقول: يبدو أن موظفة الشباك حجزت تذكرتين عن طريق الخطأ لنفس المقعد، دقق الرجل فى تذكرتى، وافتر فمه عن ابتسامة فرحة هى أقرب للشماتة وقال: تذكرتك كان تاريخها أمس الخميس على نفس القطار وليس اليوم الجمعة، يبدو أنك أخطأتِ يوم السفر.
توترت أعصابى وأنا أؤكد له أنى طلبت من بائعة التذاكر الحجز لى يوم الجمعة وليس الخميس، وإلا ما الذى يضطرنى لتفويت موعدى والسفر فى موعد مخالف.
المهم أن الحق فعليًا كان مع الرجل، وضمنيًا معى لأنى لست المخطئة، بل هو خطأ موظفة الشباك التى حجزت لى تذكرة «بمزاجها»، سواء أخطأت أو تعمدت، المهم جاء «الكمساري» وبرفقته رجل أمن القطار، واحتد النقاش وتطور، وللأسف كان مفتش التذاكر حادًا فى طبعه، متوشحًا بالتدين المتشدد وظل يردد «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، وأنا لا أفهم سر تمسكه بهذه الآية الكريمة فى هذا الموقف الذى لا أجده مناسبًا لها، وتمسك أن أخلى المقعد للرجل، وأن أدفع تذكرة جديدة بالغرامة، وفوق هذا على أن أظل واقفة أتأرجح داخل القطار ثلاث ساعات تقريبًا، هذا بجانب تأنيبه لى بأنى المخطئة، إذ كان على مراجعة التذكرة قبل مغادرة الشباك، ولم تقنعه أسبابى بأنه مفترض أن أثق فى بائعة التذاكر أنها ستنفذ طلبى فى يوم الحجز، وإلا كانت أخبرتنى بعدم وجود أماكن فى هذا اليوم والقطار المحدد لأختار بنفسى البديل، أما أن تضعنى فى هذه الورطة والموقف السخيف فهو أمر مرفوض.
ولم يقتنع أيضاً بأنى كنت متعجلة لأن القطار كان يوشك على التحرك فى طريقه للإسكندرية، فلم أراجع التذكرة بنفسى، المهم كبرت فى دماغى، وتمسكت بألا أدفع تذكرة جديدة، وأنى سأحرر محضرًا أو شكوى ضد الموظفة عندما أصل للقاهرة، وبالتالى أخذ رجل الأمن بطاقتى، حتى نصل للقاهرة ويتم الإجراء القانونى.
جاءنى مفتش التذاكر بعد نصف ساعة وأخبرنى بلهجة تراجعت بها حدة نبرته وتشدده، وقال إنه سيضار إذا ما مر المفتش الأعلى منه ووجدنى بلا تذكرة، لأن تذكرتى ليست صالحة، ووجدتنى أتعاطف معه رغم ما أنا به من فورة الغضب، وبقائى واقفة معظم الوقت وتنقلى بين مقعد وآخر يخلو من صاحبه فى بعض المحطات، وللأسف ضاعت متعة الرحلة، فلا قراءة لكتاب، ولا كوب قهوة، بل رحلة عودة كئيبة، مليئة بالحنق مما حدث، واتخذت قرارى مع الكمسارى وأنا أسأل نفسى فى غيظ «هو مين الغلطان»؟
وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض الكتاب بالإسكندرية
إقرأ أيضاً:
الجمهور يتفاعل مع صورة تذكرة من حفلات عمرو دياب بالتسعينات
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة من تذكرة حفل الفنان عمرو دياب، تعود لـ عام 1993، أي منذ 32 عامًا، وكان الحفل مقاما بنادي الإسكندرية الرياضي بمنطقة «سبورتنج».
وأعرب الجمهور عن دهشته من أسعار حفلات عمرو دياب في التسعينات، حيث كان سعر التذكرة التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لإحدى حفلات عمرو دياب في التسعينات 20 جنيها.
وتفاعل قطاع كبير من الجمهور مع الصورة من خلال التعليقات، إذ كتب متابع: «يا لهوي دي كانت أحلى أيام والله التسعينات وما أدراك ما التسعينات»، وعلق آخر قائلا: «الزمن الجميل».
أبرز أعمال عمرو ديابطرح الفنان عمرو دياب مؤخرا أغنية «تتحبي»، عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب» ومختلف المنصات الموسيقية وحققت الأغنية رواجا كبيرا.
أغنية «تتحبي» لـ عمرو دياب، من كلمات تامر حسين، وألحان وتوزيع محمد يحيى، ميكس وماستر أمير محروس، وتقول كلمات الأغنية التالي: «الدلع يتشال له ناسه، والهنا بقى ليكى حصري، والجمال انت أساسه، حاصري قلبى وعينى حاصري، مش ها أبالغ ف المزايا، مش ها أعد وأقول يا عيني، شوفى نفسك ف المرايا، شوفي وإنتى حاتعذرينينن، تتحبى.. تتعشقي، آه حرام تتعبى أو تشقي، تتهني.. تتمني، تتطلُبى طلباتِك مني».
اقرأ أيضاًبعد وفاته.. من هو المغني الأمريكي جوني رودريجيز؟
أسرة محمود عبد العزيز عن أزمتهم مع بوسي شلبي: لن نقف مكتوفي الأيدي