شهدت الأسواق المالية تغيرا دراميا مع تقلبات كبيرة في الأيام الأخيرة، وفي حين كانت الأسواق تشهد انتعاشا مستداما لكن الأحداث الأخيرة أدت إلى تقلبات حادة أثارت قلق المستثمرين وأثرت على معنويات السوق بشكل كبير.

وفي هذا السياق، يقدم الخبير المالي جون ستيبك لبلومبيرغ تحليلا شاملا للأحداث التي وقعت وما تعنيه هذه التقلبات للمستثمرين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أسواق الخليج تنتعش والأسهم الأميركية ترتفع بعد رسائل طمأنةlist 2 of 2أداء متباين لأسواق آسيا والأسهم الأوروبية تواصل التراجعend of list

يستعرض ستيبك العوامل المؤثرة التي أدت إلى هذه التغيرات المفاجئة، ويسلط الضوء على التداعيات المحتملة لهذه التطورات على الإستراتيجيات الاستثمارية المستقبلية.

ارتداد السوق

يشير ستيبك إلى أنه بعد يوم من الانخفاضات الحادة في السوق كان هناك ارتداد ملحوظ، إذ ارتفع مؤشرا نيكي وتوبيكس في اليابان بنسبة 10.2% و9.3% على التوالي، مما يمثل مكسبا لافتا في يوم واحد.

ومع ذلك، يبقى السؤال الرئيسي: ماذا سيحدث بعد ذلك؟

البيع القسري وتدفقات السوق

ويؤكد ستيبك على أهمية التمييز بين الأساسيات وتدفقات السوق، فبينما تتضمن الأساسيات تحليل الاستثمارات على أساس آفاقها تأخذ التدفقات في الاعتبار أين تذهب الأموال بالفعل في الأسواق.

وكانت الاضطرابات الأخيرة في السوق مدفوعة إلى حد كبير بالبيع القسري وليس بالتغيرات في أساسيات الاستثمار، فعلى سبيل المثال عند الاستفادة من الاستثمارات بالاستدانة يمكن أن تؤدي تحركات السوق الصغيرة إلى تأثيرات مالية كبيرة.

إذا استخدم المستثمر الاستدانة لزيادة تعرضه لسهم ما وانخفض سعر السهم فقد تتضاعف الخسائر، مما يؤدي إلى نداءات الهامش والبيع القسري لأصول أخرى لتغطية الخسائر.

أسباب الاضطراب:

وفقا لستيبك، فإن الاضطراب الأخير في السوق ينسب إلى عوامل عدة:

مخاوف الركود: حيث زادت المخاوف من ركود محتمل في الولايات المتحدة، مما أثر على معنويات السوق، وارتفعت احتمالات تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بشكل أسرع، في حين اتخذ بنك اليابان موقفا أكثر تشددا مما كان متوقعا. قوة الين: كان العديد من المستثمرين يراهنون على ضعف الين الياباني، لكن صعود الين غير المتوقع أجبرهم على تحويل مراكزهم المالية، مما ساهم في تقلبات السوق.

وكان أريندام ساندليا الرئيس المشارك لإستراتيجية العملات الأجنبية العالمية في "جي بي مورغان تشيس" قد أشار في مقابلة مع "بلومبيرغ تي في" إلى أن تداول الفارق العكسي أو ما يعرف بـ"حمل التجارة" لا يزال لديه المزيد من الانهيارات رغم أنه يتوقع أن تكون الانهيارات المستقبلية أكثر انتظاما.

والفارق العكسي هو إستراتيجية يقترض فيها المستثمرون بعملة ذات سعر فائدة منخفض (مثل الين الياباني) للاستثمار في أصول بعملة ذات سعر فائدة أعلى (مثل الدولار الأميركي) بهدف الربح من فرق الفائدة.

كانت الاضطرابات الأخيرة في السوق مدفوعة إلى حد كبير بالبيع القسري وليس بالتغيرات في أساسيات الاستثمار

مستقبل السوق

ولا يشير الوضع الحالي للسوق بالضرورة إلى أزمة مشابهة لعام 2008 وفقا لبلومبيرغ، إذ يشير ستيبك إلى أنه بينما يمكن أن تفاقم الرافعة المالية تحركات السوق فإن الصحة العامة للبنوك والمستهلكين أقوى بكثير الآن مما كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية في 2008، لذلك، بينما تتطلب اليقظة لا توجد إشارة فورية إلى أزمة نظامية.

أداء الأسواق اليوم البورصات الآسيوية ارتفع مؤشر نيكاي الياباني 10.23% إلى 34 ألفا و675 نقطة. زاد مؤشر شنغهاي الصيني 0.23% إلى 2867 نقطة. تراجع مؤشر هانغ سينغ لهونغ كونغ 0.31% إلى 16 ألفا و647 نقطة. انخفض مؤشر سينسيكس الهندي 0.21% إلى 78 ألفا و593 نقطة. هبط مؤشر سنغافورة 1.39% إلى 3198 نقطة. البورصات الأوروبية ارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني 0.323% إلى 8027 نقطة. انخفض مؤشر داكس الألماني 0.12% إلى 17 ألفا و321 نقطة. هبط مؤشر كاك الفرنسي 0.27% إلى 7130 نقطة. ارتفع مؤشر ستوكس 600 المجمع 0.3% إلى 488.4 نقطة.  البورصات الأميركية

وعلى صعيد وول ستريت فتحت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية على ارتفاع اليوم وفق التالي:

صعد المؤشر داو جونز الصناعي 1.16 نقطة عند الافتتاح إلى 38704.4 نقاط. ارتفع المؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بـ0.34% عند 5204.06 نقاط. كما صعد المؤشر ناسداك المجمع 63.7 نقطة بـ0.39% إلى 16263.7 نقطة عند الافتتاح. أسواق الذهب والنفط والعملات هبط الذهب بـ0.9% إلى عند 2389 دولارا للأوقية. ارتفع خام برنت بنسبة 0.9% إلى 76.98 دولارا للبرميل. ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 4.9% إلى 56507 دولارات للوحدة. ارتفع عملة الإيثريوم بنسبة 3.24% إلى 2536 دولارا. انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.63% مقابل الدولار الأميركي إلى 1.2708 دولار، ولكنه ارتفع بنسبة 0.35% مقابل اليورو إلى 1.1626 يورو. معنويات المستثمرين والتدفقات

وفقا لشبكة كالاستون -وهي شبكة عالمية لصناديق الاستثمار والتكنولوجيا المالية- سحب المستثمرون البريطانيون 207 ملايين جنيه إسترليني (263 مليون دولار) من صناديق الأسهم التي تركز على تداول العملات في المملكة المتحدة في يوليو/تموز الماضي.

وعلى الرغم من ذلك فإن هذا كان أقل رقم صاف للبيع منذ أغسطس/آب 2021، وهو ما يشير إلى بعض الاستقرار في معنويات المستثمرين.

ويختتم ستيبك بالتذكير بأهمية عدم الذعر خلال تقلبات السوق، إذ كان الإجراء الأخير في السوق مدفوعا بشكل أكبر بالبيع الإجباري وتدفقات السوق بدلا من التغيرات في الأساسيات الاستثمارية الأساسية.

ويوصي ستيبك المستثمرين بالبقاء على حافة الحذر لكن دون الإفراط في القلق، مع تكيف الأسواق مع الظروف الجديدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أسواق

إقرأ أيضاً:

الأسهم الآسيوية تتراجع ترقّبًا لقرار بنك الفيدرالي الأمريكي

تراجعت الأسهم الآسيوية، خلال تداولات اليوم الأربعاء، مع تنامي الحذر قبيل قرار مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

بينما تعرضت الأسواق الصينية لضغوط إضافية بفعل مؤشرات متجددة على استمرار الضغوط الانكماشية.

وجاء أداء الأسواق الآسيوية على وقع تداولات متباينة في بورصة "وول ستريت"، حيث تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل طفيف بفعل الحذر نفسه حيال قرار الفيدرالي؛ وفق ما ذكره موقع (إنفستنج) الأمريكي.

وفي الصين، انخفض مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 0.9% ومؤشر "شنجهاي المركب" بـ0.7%، فيما تراجع مؤشر "هانج سنج" في هونج كونج بنسبة 0.4%.

وأظهرت بيانات حكومية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي في نوفمبر، لكنه انكمش مقارنة بالشهر السابق، بينما سجل مؤشر أسعار المنتجين تراجعاً للشهر الـ38 على التوالي.

وعززت هذه القراءة المخاوف من استمرار الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ما أثار قلقًا أوسع بشأن وتيرة النمو في 2026، كما عكست ضعف الطلب المحلي الذي يعد محركاً رئيسياً للنشاط الاقتصادي.

ورغم تعهد المكتب السياسي للحزب الحاكم في الصين بتقديم المزيد من إجراءات التحفيز المالي خلال الأشهر المقبلة، فإن هذه الوعود لم تقدم دعماً يذكر للسوق. 


كما تعرضت الأسهم الصينية لضغوط بفعل خسائر قوية في أسهم الشركات التقنية، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب السماح لشركة "إنفيديا" ببيع رقائق ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا في الصين.


وتراجع مؤشر "نيكي 225" بنسبة 0.3% بينما ظل مؤشر "توبكس" مستقرًا. 


وأظهرت بيانات حديثة بقاء التضخم في أسعار المنتجين باليابان عند مستويات مرتفعة في نوفمبر، ما زاد التكهنات بشأن احتمالات رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في اجتماعه لاحقاً هذا الشهر، خصوصاً بعد تصريحات حاكم البنك التي أشار فيها إلى دراسة هذا الخيار في ظل التضخم المستمر.


بقي مؤشر "إيه إس إكس 200" الأسترالي دون تغيير بعدما تبنى الاحتياطي الأسترالي لهجة متشددة في اجتماعه الأخير، حيث قللت الحاكمة ميشيل بولوك من توقعات خفض الفائدة.


وتراجع مؤشر "ستريتس تايمز" في سنغافورة بنسبة 0.3%، فيما استقر مؤشر "كوسبي" الكوري الجنوبي.


أما الهند، فشهد مؤشر “نيفتي 50” ارتفاعاً طفيفاً بعد هبوط حاد في الجلسات السابقة بسبب خسائر شركة "انديجو"، أكبر شركة طيران في البلاد، والتي تراجعت بنحو 8% هذا الأسبوع وسط أزمة تشغيلية مستمرة.
 

طباعة شارك تراجعت الأسهم الآسيوية تداولات اليوم مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الأسواق الصينية استمرار الضغوط الانكماشية أداء الأسواق الآسيوية بورصة وول ستريت

مقالات مشابهة

  • تراجع جماعي للأسواق الأوروبية بفعل التوترات الروسية الأوكرانية وتحذيرات الناتو
  • الأسهم العالمية تصل إلى مستويات قياسية بعد خفض الفائدة الأميركية
  • داو جونز يرتفع أكثر من 600 نقطة…
  • الأسواق الأوروبية ترتفع بعد تقييم المستثمرين لقرارات الفيدرالي والبنك السويسري
  • أسهم أوروبا تنخفض والآسيوية تتباين بضغط من تراجع أسهم شركات التكنولوجيا
  • ارتفاع جماعي للمؤشرات في مستهل تداولات البورصة المصرية بنهاية الأسبوع
  • مؤشر داو جونز يرتفع أكثر من 500 نقطة
  • بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على ارتفاع
  • البورصة تبدأ تداولات اليوم بصعود جماعي للمؤشرات
  • الأسهم الآسيوية تتراجع ترقّبًا لقرار بنك الفيدرالي الأمريكي