الجزيرة:
2025-05-28@11:34:28 GMT

كيف يؤثر اغتيال هنية في طهران على حكومة بزشكيان؟

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

كيف يؤثر اغتيال هنية في طهران على حكومة بزشكيان؟

طهران- بعد أن توقع كثيرون أن تهتم حكومته بالحوار مع العالم جنبا إلى جنب مع إصلاح الأوضاع الداخلية الصعبة يواجه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بداية صعبة، ولا سيما بعد حادثتي اغتيال كبيرتين في يوم تنصيبه، إحداهما على الأراضي الإيرانية، مما حوّل أجندة حكومته إلى الحرب.

ويترقب العالم الآن الثأر الإيراني لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل يوم 31 يوليو/تموز الماضي في العاصمة الإيرانية طهران.

وقبل استهداف هنية بساعات كان الرئيس الإيراني قد صرح في حفل تنصيبه بدعمه للمقاومة وكان هنية يصفق له، وشوهد بزشكيان يذرف الدموع وهو يصلي على جنازة الشهيد بعد أن كان مشهد عناقهما الحار عقب مراسم التنصيب لافتا ومتداولا عبر وسائل الإعلام.

حرب إقليمية

وفي السياق، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية جواد حيران نيا أن الهدف من اغتيال هنية في طهران جاء لإجبارها على التحرك الذي يريده بنيامين نتنياهو، أي إشعال حرب إقليمية، لأنه كان بإمكان إسرائيل أن تغتال هنية في دولة أخرى، لكن زمان ومكان هذا العمل كانا مستهدفين.

ويشير حيران نيا في حديثه للجزيرة نت إلى أن عملية الاغتيال وقعت في اليوم الذي دعا فيه مسعود بزشكيان خلال تنصيبه إلى تحسين العلاقات مع الغرب، وفي مقال سابق أكد الرئيس على أهمية تفاعل إيران مع العالم.

وشدد بزشكيان في الوقت نفسه على دعم جبهة المقاومة، في حين أكد مستشاروه خلال الحملة الانتخابية وبعدها على المضي في المفاوضات النووية ورفع العقوبات.

ورأى الأكاديمي الإيراني أن اغتيال هنية "على يد حكومة نتنياهو" كان بمثابة تعطيل لهذه البرامج، ومحاولة لإدخال إيران في صراع إقليمي من شأنه أيضا أن يجر قدم أميركا إلى المواجهة بغية الحفاظ على الإجماع العالمي ضد إيران.

وختم أستاذ العلاقات الدولية بالقول إن أي حكومة معتدلة في إيران تسعى إلى تحسين العلاقات مع الغرب لن تلقى قبولا لدى الحكومة الإسرائيلية، ويظهر ذلك من خلال تجربة انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي تحت الضغط الإسرائيلي.

حشود إيرانية خلال تشييع جثمان هنية في طهران (الفرنسية) لا سلام مع إسرائيل

ومن جانب آخر، يرى أستاذ العلاقات الدولية هادي محمدي أن بزشكيان حدد السياسات الخارجية لحكومته التي لم يخترها بعد، وبيّن أنه سيتعامل مع جميع الأطراف ما عدا الاحتلال الإسرائيلي، وسينتهج سياسة متوازنة في علاقاته الدولية.

وأضاف محمدي في حديثه للجزيرة نت أن ما حدث في اليوم الأول لتنصيب بزشكيان "أمر طبيعي نوعا ما" بالشرق الأوسط في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، وكذلك مع تخوف نتنياهو بشأن استمراره في رئاسة الحكومة الإسرائيلية من جهة.

وهي من جهة أخرى رسالة إلى النظام الإيراني لإظهار قدرته ومكانته في المنطقة، ولا سيما أن بزشكيان صرح في مناسبات عديدة -ولا سيما في كلمة تنصيبه- بدعمه للمقاومة وإدانة جرائم الاحتلال.

ومن خلال الرد الإيراني على اغتيال هنية -يقول محمدي- فإن بزشكيان سيثبت أنه لا يختلف عن الحكومات الإيرانية السابقة في الحفاظ على إستراتيجية إيران بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم فصائل المقاومة -ولا سيما الفلسطينية منها- وفي غزة خاصة.

وباعتقاد أستاذ العلاقات الدولية فإن حكومة بزشكيان ستكون "حكومة سلام وحوار وحلحلة عُقد للسياسة الإيرانية الداخلية والإقليمية".

لكنه أضاف "مع استمرار عنصر التوتر في المنطقة أي الاحتلال الإسرائيلي الذي يستمر في خلق الاضطرابات بدعم من القوى العظمى -خاصة أميركا- لا يمكن التحدث عن السلام والاستقرار في المنطقة".

وقال محمدي "يجب تحييد هذا العنصر الخالق للتوتر بداية كي تتمكن دول المنطقة من التعامل مع بعضها البعض ومع العالم في بيئة مستقرة".

احتواء التهديد

ومن جهة أخرى، يرى الباحث السياسي وحيد إسماعيل بور أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية باتت على مر الزمن أكثر "عقلانية"، خاصة في العقد الماضي.

ويرى إسماعيل بور أن أهم التجارب التي بنت فيها إيران ما يسميه "الحكم العابر للحدود" هي تجربة الاتفاق النووي، وكذلك الصمود تحت العقوبات، وتجربة الهجوم بالمسيّرات على أهداف داخل العمق الإسرائيلي في عملية "الوعد الصادق" ردا على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف أن تجربة "الوعد الصادق" بما شكلته من "تحدي النظام الصهيوني" أدت إلى تثبيت القوة العسكرية والأمنية الإيرانية في المواجهة بالشرق الأوسط.

وتابع أن "عقلانية" السياسة الإيرانية في المواجهة "ضد النظام المعتدي أي الاحتلال الإسرائيلي" أدت إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لإيران وخلق المزيد من فرص التعاون الإقليمي والدولي أمامها.

وقال إن الجمهورية الإسلامية عززت نفوذها من خلال تفاعلها مع الغرب بعقلانية وإضفاء الطابع المؤسسي على علاقاتها الدولية وفي بنيتها الداخلية.

ويرى أن حكومة بزشكيان "البراغماتية" تمتلك تكتيكات وتقنيات دبلوماسية متميزة عما قبلها.

وخلص إلى أن اغتيال هنية على أرض طهران لن يغير مشهد الاشتباك والمواجهة مع "الكيان"، معتقدا أن هذه الحادثة توجه إيران نحو المعاملة بالمثل ضد العدوان لتعزيز سيادتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أستاذ العلاقات الدولیة الاحتلال الإسرائیلی اغتیال هنیة ولا سیما هنیة فی

إقرأ أيضاً:

هل يستفيد المواطن الإيراني من مصادقة بلاده على الاتفاقات الأممية؟

طهران- بعد شد وجذب استمر نحو 7 أعوام، أقرّ مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، انضمام البلاد إلى الاتفاقية الأممية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية (باليرمو)، وذلك تلبية لمطالب الحكومة الحالية لتحسين صورة البلاد الدولية، بغية الخروج من القائمة السوداء التابعة لـ"مجموعة العمل المالي" (فاتف) وتخفيف عزلتها المالية.

وتأتي الموافقة على اتفاقية باليرمو "مشروطة" في إطار دستور البلاد وقوانينها المحلية، وعدم الاعتراف بإسرائيل، ورفض التحكيم الدولي في النزاعات المحتملة، إلى جانب تأكيد طهران الثابت على حق الشعوب المضطهدة في مواجهة الاستعمار والاحتلال وتقرير المصير.

تجدر الإشارة إلى أن "مجموعة العمل المالي" هي هيئة دولية معنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتُصدر قوائم بالدول التي لا تمتثل لمعايير الشفافية المالية.

وتُعرف "القائمة السوداء" بأنها تضم الدول ذات المخاطر العالية في هذا المجال، مما يؤدي إلى فرض قيود شديدة على تعاملاتها المالية والمصرفية، ويجعل من الصعب إجراء تحويلات أو استثمارات دولية فيها، حتى من قِبل الدول الصديقة.

وفي الوقت الذي تضرر فيه الاقتصاد الإيراني خلال السنوات الماضية بسبب وضع اسم البلاد في القائمة السوداء لمجموعة فاتف، مما أدى إلى عرقلة مبادلات طهران المصرفية وارتفاع تكاليف تجارتها الخارجية، تعتبر شريحة من الإيرانيين الانضمام إلى باليرمو خطوة منقوصة للخروج من القائمة السوداء.

الشارع الإيراني منقسم بين مؤيد للانفتاح الاقتصادي ومعارض للتدخل الأجنبي (رويترز)

وعقب انضمام طهران إلى اتفاقية باليرمو، ستبقى اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (سي إف تي) المشروع المتبقي الوحيد الذي يتعلق بمجموعة العمل المالي، وأنه على حكومة الرئيس بزشكيان مواصلة مساعيها -كما أعلن في حملته الانتخابية- لإقناع المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها مجمع تشخيص مصلحة النظام، بالمصادقة على هذه الاتفاقية تمهيدا لشطب اسم البلاد من القائمة السوداء.

إعلان مخاوف ووعود

وطالما شكّل موضوع الانضمام إلى اتفاقيتي باليرمو و"سي إف تي" انقساما لدى الأوساط الإيرانية، أعادت خطوة مجمع تشخيص مصلحة النظام النقاش إلى الواجهة من جديد بين شريحة ترى المصادقة على المعاهدات والقوانين المتعلقة بمجموعة العمل المالي "بوابة انفتاح نحو الاقتصاد العالمي"، وأخرى تحذّر من "التدخل الأجنبي والاستسلام أمام أجندته".

ويعتقد الموافقون أن المصادقة على قوانين المؤسسات الأممية كفيلة بتخفيف العزلة المالية وتسهيل التحويلات المصرفية، ليس مع القوى الغربية فحسب، بل حتى مع الحلفاء الشرقيين ودول الجوار، حيث أضحت طهران تواجه صعوبة في تلقي عوائد صادراتها من الدول الصديقة.

وعلى ضوء تزايد وتيرة قطع الكهرباء وفتراتها الزمنية في إيران، يقول المؤيدون إن الشفافية المالية ستشجع على جذب الاستثمارات الأجنبية لتكميل مشاريع الطاقة المجمدة، إلى جانب مكافحة الفساد الداخلي والحد من عمليات غسل الأموال.

في المقابل، يعتبر صقور المحافظين الاتفاقيتين "بوابة للتدخل الأجنبي والنفوذ الأمني والضغط على البلاد بشأن مواقفه تجاه الحركات التحررية وفصائل المقاومة الإسلامية"، مشيرين إلى أن الشروط الإيرانية قد لا تُقبل دوليا، وأن القوى الغربية ستتخذ من تلك الاتفاقات ذريعة لمواصلة الضغوط وإبقاء عصا العقوبات مرفوعة فوق رأس طهران.

المفاوضات النووية

اللافت في موافقة مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران على اتفاقية باليرمو أنها تزامنت مع المفاوضات النووية المتواصلة بين طهران وواشنطن، حيث يربط الباحث الاقتصادي سهراب رستمي كيا بين الأمرين، موضحا أن الخطوات الإيرانية التالية ستتوقف على مستقبل المسار الدبلوماسي بين طرفي المفاوضات.

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد رستمي كيا أن تعقيدات المباحثات قد تعزز معارضة الخطوة التالية، مستدركا أن تقدم المباحثات والتوصل إلى اتفاق يضمن المطالب الإيرانية من شأنه أن يرفع احتمالات قبول طهران بما تبقى من قوانين واتفاقيات تمهيدا لشطب اسمها من القائمة السوداء لمجموعة فاتف.

إعلان

ويتوقع الباحث الاقتصادي أن يعكف مجمع تشخيص مصلحة النظام على دراسة اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب خلال الفترة المقبلة تمهيدا لشطب اسم إيران من القائمة السوداء، لكنه يضيف أن الولايات المتحدة تمارس نفوذها على المجاميع الدولية والأممية، وهناك خشية من استمرار خضوع الأطراف التجارية لإيران للضغوط الأميركية حتى بعد شطبها من القائمة السوداء.

معيشة المواطن

وعما إذا كانت هذه الخطوة ستسهم في تحسين معيشة المواطن الإيراني، يعتقد رئيس تحرير الشؤون الاقتصادية بوكالة "مهر" الإيرانية محمد حسين سيف الله، أنه من غير المعقول أن يتوقع المرء نتائج مغايرة من خطوة سبق وجربتها إيران لكنها اصطدمت بعقبة "التعنت الغربي"، على حد قوله.

المفاوضات النووية تظل عاملا حاسما في اتخاذ خطوات إيرانية إضافية (الجزيرة)

وفي حديثه للجزيرة نت، يشير الباحث الإيراني إلى أن حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني سبق أن وافقت على أغلب القوانين والمعاهدات المتعلقة بمجموعة العمل المالي، لكن الاقتصاد الإيراني لا يزال يعاني ضغوطا غربية على مبادلاته المالية، وأن الولايات المتحدة تواصل تشديد فرض العقوبات على القطاع المالي الإيراني.

وبرأيه، فإن الموافقة على اتفاقية باليرمو لن تجدي نفعا في تحسين معيشة المواطن، بل قد تنعكس سلبا على الاقتصاد الإيراني، مؤكدا أن الإعلان عن انضمام إيران إلى باليرمو أدى إلى تراجع قيمة الريال الإيراني أمام الدولار الأميركي خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كثفت إدارة ترامب فرض العقوبات على إيران.

خطوة منقوصة

من جانبه، يرد رئيس غرفة إيران للتجارة والصناعة صمد حسن زاده، على الشريحة التي تقلل من أهمية الموافقة على باليرمو في سياق خفض الضغوط الأجنبية على الاقتصاد الوطني، بالقول إن تطبيع المبادلات المالية بحاجة إلى شطب اسم إيران من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي، وإن الانضمام إلى هذه الاتفاقية وإن كان ضروريا، لكنه ليس كافيا.

إعلان

ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية عن حسن زاده قوله، إننا نناشد مجمع تشخيص مصلحة النظام أن يضع المصادقة على اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب على جدول أعماله تمهيدا للخروج من طائلة القائمة السوداء.

وخلص إلى أن التعامل البناء مع مجموعة العمل المالي سينعكس إيجابا على الاقتصاد الإيراني، حتى إذا استمرت العقوبات الأميركية.

وفيما يبدو أن طهران تسعى لاستخدام الموافقة على اتفاقية باليرمو كإشارة إيجابية موازية للمفاوضات المتواصلة مع الجانب الأميركي والمباحثات المزمعة مع الترويكا الأوروبية، فإنها قد لا ترى مبررا للتسرع في المصادقة على الاتفاقيات المتبقية، لاستخدامها كورقة ضغط في المسار الدبلوماسي المتواصل مع الغرب، خاصة أن رفض الجانب الغربي للشروط الإيرانية للموافقة على باليرمو ما زال واردا.

مقالات مشابهة

  • ترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران.. لا نريد إعاقة المفاوضات مع طهران
  • بزشكيان في عُمان.. تعزيز الشراكة الإستراتيجية واستئناف الأمل في الملف النووي
  • الخارجية الإيرانية: طهران لن تتنازل عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
  • اغتيال قاض بارز أثناء توجهه لمقر عمله في إيران
  • اغتيال قاضٍ في جنوب إيران أثناء توجهه إلى عمله
  • بهجوم شيراز .. اغتيال قاضٍ كبير في جنوب إيران
  • بزشكيان: إيران ستجد طريقاً للنجاة حتى لو انتهت المحادثات النووية مع أمريكا دون توافق
  • خروج إيران من حرب غزة يفضي إلى اغتيال هنية وقادة حزب الله.. ماذا بعد؟
  • هل يستفيد المواطن الإيراني من مصادقة بلاده على الاتفاقات الأممية؟
  • تهديدات متبادلة.. تصعيد كبير خلال الجولة الخامسة للمباحثات الأمريكية الإيرانية