الجزيرة:
2025-12-13@13:44:16 GMT

كيف يؤثر اغتيال هنية في طهران على حكومة بزشكيان؟

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

كيف يؤثر اغتيال هنية في طهران على حكومة بزشكيان؟

طهران- بعد أن توقع كثيرون أن تهتم حكومته بالحوار مع العالم جنبا إلى جنب مع إصلاح الأوضاع الداخلية الصعبة يواجه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بداية صعبة، ولا سيما بعد حادثتي اغتيال كبيرتين في يوم تنصيبه، إحداهما على الأراضي الإيرانية، مما حوّل أجندة حكومته إلى الحرب.

ويترقب العالم الآن الثأر الإيراني لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل يوم 31 يوليو/تموز الماضي في العاصمة الإيرانية طهران.

وقبل استهداف هنية بساعات كان الرئيس الإيراني قد صرح في حفل تنصيبه بدعمه للمقاومة وكان هنية يصفق له، وشوهد بزشكيان يذرف الدموع وهو يصلي على جنازة الشهيد بعد أن كان مشهد عناقهما الحار عقب مراسم التنصيب لافتا ومتداولا عبر وسائل الإعلام.

حرب إقليمية

وفي السياق، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية جواد حيران نيا أن الهدف من اغتيال هنية في طهران جاء لإجبارها على التحرك الذي يريده بنيامين نتنياهو، أي إشعال حرب إقليمية، لأنه كان بإمكان إسرائيل أن تغتال هنية في دولة أخرى، لكن زمان ومكان هذا العمل كانا مستهدفين.

ويشير حيران نيا في حديثه للجزيرة نت إلى أن عملية الاغتيال وقعت في اليوم الذي دعا فيه مسعود بزشكيان خلال تنصيبه إلى تحسين العلاقات مع الغرب، وفي مقال سابق أكد الرئيس على أهمية تفاعل إيران مع العالم.

وشدد بزشكيان في الوقت نفسه على دعم جبهة المقاومة، في حين أكد مستشاروه خلال الحملة الانتخابية وبعدها على المضي في المفاوضات النووية ورفع العقوبات.

ورأى الأكاديمي الإيراني أن اغتيال هنية "على يد حكومة نتنياهو" كان بمثابة تعطيل لهذه البرامج، ومحاولة لإدخال إيران في صراع إقليمي من شأنه أيضا أن يجر قدم أميركا إلى المواجهة بغية الحفاظ على الإجماع العالمي ضد إيران.

وختم أستاذ العلاقات الدولية بالقول إن أي حكومة معتدلة في إيران تسعى إلى تحسين العلاقات مع الغرب لن تلقى قبولا لدى الحكومة الإسرائيلية، ويظهر ذلك من خلال تجربة انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي تحت الضغط الإسرائيلي.

حشود إيرانية خلال تشييع جثمان هنية في طهران (الفرنسية) لا سلام مع إسرائيل

ومن جانب آخر، يرى أستاذ العلاقات الدولية هادي محمدي أن بزشكيان حدد السياسات الخارجية لحكومته التي لم يخترها بعد، وبيّن أنه سيتعامل مع جميع الأطراف ما عدا الاحتلال الإسرائيلي، وسينتهج سياسة متوازنة في علاقاته الدولية.

وأضاف محمدي في حديثه للجزيرة نت أن ما حدث في اليوم الأول لتنصيب بزشكيان "أمر طبيعي نوعا ما" بالشرق الأوسط في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، وكذلك مع تخوف نتنياهو بشأن استمراره في رئاسة الحكومة الإسرائيلية من جهة.

وهي من جهة أخرى رسالة إلى النظام الإيراني لإظهار قدرته ومكانته في المنطقة، ولا سيما أن بزشكيان صرح في مناسبات عديدة -ولا سيما في كلمة تنصيبه- بدعمه للمقاومة وإدانة جرائم الاحتلال.

ومن خلال الرد الإيراني على اغتيال هنية -يقول محمدي- فإن بزشكيان سيثبت أنه لا يختلف عن الحكومات الإيرانية السابقة في الحفاظ على إستراتيجية إيران بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم فصائل المقاومة -ولا سيما الفلسطينية منها- وفي غزة خاصة.

وباعتقاد أستاذ العلاقات الدولية فإن حكومة بزشكيان ستكون "حكومة سلام وحوار وحلحلة عُقد للسياسة الإيرانية الداخلية والإقليمية".

لكنه أضاف "مع استمرار عنصر التوتر في المنطقة أي الاحتلال الإسرائيلي الذي يستمر في خلق الاضطرابات بدعم من القوى العظمى -خاصة أميركا- لا يمكن التحدث عن السلام والاستقرار في المنطقة".

وقال محمدي "يجب تحييد هذا العنصر الخالق للتوتر بداية كي تتمكن دول المنطقة من التعامل مع بعضها البعض ومع العالم في بيئة مستقرة".

احتواء التهديد

ومن جهة أخرى، يرى الباحث السياسي وحيد إسماعيل بور أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية باتت على مر الزمن أكثر "عقلانية"، خاصة في العقد الماضي.

ويرى إسماعيل بور أن أهم التجارب التي بنت فيها إيران ما يسميه "الحكم العابر للحدود" هي تجربة الاتفاق النووي، وكذلك الصمود تحت العقوبات، وتجربة الهجوم بالمسيّرات على أهداف داخل العمق الإسرائيلي في عملية "الوعد الصادق" ردا على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف أن تجربة "الوعد الصادق" بما شكلته من "تحدي النظام الصهيوني" أدت إلى تثبيت القوة العسكرية والأمنية الإيرانية في المواجهة بالشرق الأوسط.

وتابع أن "عقلانية" السياسة الإيرانية في المواجهة "ضد النظام المعتدي أي الاحتلال الإسرائيلي" أدت إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لإيران وخلق المزيد من فرص التعاون الإقليمي والدولي أمامها.

وقال إن الجمهورية الإسلامية عززت نفوذها من خلال تفاعلها مع الغرب بعقلانية وإضفاء الطابع المؤسسي على علاقاتها الدولية وفي بنيتها الداخلية.

ويرى أن حكومة بزشكيان "البراغماتية" تمتلك تكتيكات وتقنيات دبلوماسية متميزة عما قبلها.

وخلص إلى أن اغتيال هنية على أرض طهران لن يغير مشهد الاشتباك والمواجهة مع "الكيان"، معتقدا أن هذه الحادثة توجه إيران نحو المعاملة بالمثل ضد العدوان لتعزيز سيادتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أستاذ العلاقات الدولیة الاحتلال الإسرائیلی اغتیال هنیة ولا سیما هنیة فی

إقرأ أيضاً:

ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)

كشف ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي عن تحول نوعي في شكل العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وإيران، مؤكدا أنها لم تعد مجرد تعاون سياسي أو دعم إنساني، بل أصبحت "علاقة عضوية" تتعزز يوما بعد يوم، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة وما تبعها من حرب الـ12 يوما بين طهران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران / يونيو الماضي.

وقال القدومي في لقاء خاص مع "عربي21"، إن السنوات الماضية، بكل ما حملته من جراح وعدوان، رسخت قناعة لدى الإيرانيين بأنهم "أصدقاء طبيعيون لفلسطين وللمقاومة"، مضيفاً: "الإيراني اليوم لا يقف فقط معنا، بل يشعر بأنه شريك كامل في المعركة، وهذه نقلة استراتيجية في الوعي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية".

حرب غزة.. نقطة تحوّل جديدة
وجاءت هذه التصريحات في سياق تقييم أوسع للتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب غزة التي استمرت سنتين وخلفت دمارا واسعا واستقطابا إقليميا ودوليا، فخلال تلك الحرب، لعبت فصائل المقاومة أدوارا عسكرية وسياسية بارزة، بينما برز الدعم الإيراني عبر المستويات المختلفة أهمها المواقف المعلنة ضد الاحتلال.

وأشار القدومي إلى أن هذا الدعم لم يعد ينظر إليه في إيران على أنه موقف تضامني فقط، بل كقضية ترتبط مباشرة بالأمن القومي الإيراني بعد أن نقل الاحتلال الإسرائيلي الحرب، لأول مرة، إلى الداخل الإيراني.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

حرب الـ12 يوماً.. عندما أصبح الإيراني "شريكا في الدم"

وتوقف القدومي مطولا عند هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران في حرب حزيران/ يونيو التي استمرت 12 يوماً، وهي الجولة العسكرية التي مثلت أول مواجهة مباشرة بهذا الحجم بين الطرفين منذ عقود.

وقال القدومي "بعد تلك الحرب، لم يعد المواطن الإيراني يشعر بأنه فقط داعم للقضية الفلسطينية، بل بات يعتبر نفسه جزءاً من المعركة نفسها، الدم الذي سقط على الأرض هنا وهناك جمع الشعبين في مواجهة عدو واحد لا يحترم حدوداً ولا سيادة."

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

ووفق القدومي، فإن هذه التجربة غيرت المزاج الشعبي والسياسي داخل إيران، وجعلت فكرة "الشراكة" مع المقاومة أكثر عمقا من أي وقت مضى.

الاحتلال "عدو للجميع".. والمواجهة تجاوزت فلسطين
وأكد ممثل حماس أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، بل امتدت إلى دول عربية وإسلامية عدة، وهو ما جعل طهران ترى في هذا السلوك تهديدا إقليميا شاملا.


وقال القدومي:"الإسرائيلي اليوم يضرب في كل مكان: في فلسطين، إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى بلدان بعيدة كالماليزية. هذا العدو لا يعرف حدوداً ولا يلتزم بسيادة أحد، ولذلك أصبح من الواضح أن الأمة كلها أمام عدو مشترك."

العلاقة مع إيران: من الدعم إلى "استراتيجية مشتركة"

وختم القدومي بالتأكيد أن العلاقة بين الجانبين أصبحت تحمل طابعاً استراتيجياً، قائلا:"اليوم علاقتنا مع إيران علاقة ذات أفق استراتيجي، تقوم على شراكة حقيقية من أجل مستقبل مشترك لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني."

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتكامل، خصوصاً بعد أن رسخت الحروب الأخيرة وجود اصطفاف إقليمي جديد يقوم على محور مقاومة أكثر تماسكا، يرى في مواجهة الاحتلال "قدراً مشتركاً لا خياراً سياسياً فقط".

مقالات مشابهة

  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • مفاجأة الحرس الثوري الإيراني: حديد 110.. مسيّرة شبحية فائقة السرعة
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
  • حكومة الاحتلال تثمن خطوات إدارة ترامب ضد الجنائية الدولية
  • الرئيس الإيراني بزشكيان يلتقي بوتين في تركمانستان قريباً
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!