مسؤول إيراني: تهديدات واشنطن تلاشت بعد مواقف المرشد الصارمة
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
أكد علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، أن صوت التهديدات الصادرة عن الولايات المتحدة قد "خفت تمامًا"، مرجعًا ذلك إلى ما وصفه بـ"الحزم والاقتدار المنطقي" الذي أظهرته طهران في التعامل مع الضغوط الأمريكية.
وكتب شمخاني عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "عقب التصريحات الواضحة والاستراتيجية لقائد الثورة الموجهة لأمريكا وتأكيده على سياسات إيران المستقلة في برنامجها النووي السلمي، خفت صوت التهديدات الصادرة عن واشنطن تمامًا!".
وشدد المسؤول الإيراني على أن "لغة الضغط لم تعد فعالة"، في إشارة إلى التحولات التي طرأت على لهجة الخطاب الأمريكي في أعقاب جولات المفاوضات النووية التي عُقدت مؤخرًا في العاصمة الإيطالية روما.
من جانبها، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية نقلاً عن مسؤول دبلوماسي أمريكي رفيع، أن مفاوضات روما شهدت طرح اقتراح لاتفاق مبدئي، أعربت فيه إيران عن استعدادها للتخلي بشكل نهائي عن أي نوايا لامتلاك أسلحة نووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس حاليًا تأجيل بعض العقوبات المفروضة على طهران، في حال تم التوصل إلى صيغة توافقية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
في المقابل، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، مؤكداً أن "صفر من الأسلحة النووية يساوي اتفاقًا، وصفر من التخصيب يساوي لا اتفاق"، وهو ما عدّه مراقبون تأكيدًا على الخطوط الحمراء التي تضعها طهران في أي مفاوضات مستقبلية.
وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد وصف في تصريحات سابقة الدعوات الغربية لوقف تخصيب اليورانيوم بـ"الترّهات"، محذرًا من أن المفاوضات في ظل مثل هذه المطالب "لن تُفضي إلى نتائج تُذكر".
وشهدت الجولة الخامسة من المحادثات، التي اختتمت الجمعة الماضية في روما، مشاركة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي أكد في تصريح له أن "الطرفين أحرزا تقدمًا مؤكدًا، لكنه ليس حاسمًا بعد".
وقال عباس عراقجي، الذي يقود وفد التفاوض الإيراني، إن بلاده تدرس بجدية المقترحات التي طرحتها سلطنة عمان لإزالة العقبات المتبقية في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأمريكي.
وأضاف أن "الجولة الأخيرة كانت من أكثر الجولات احترافية حتى الآن"، معربًا عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية خلال "اجتماع أو اجتماعين مقبلين".
في السياق ذاته، أشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن بلاده لا تزال منفتحة على السماح لإيران بمواصلة برنامجها النووي المدني، لكنها ترفض السماح لها بتخصيب اليورانيوم، خشية استخدامه لاحقًا في تطوير أسلحة نووية.
وأكد روبيو خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ أن التوصل إلى اتفاق "لن يكون سهلاً"، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية تتحرك بحذر في هذا الملف شديد الحساسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران طهران مفاوضات النووي أمريكا ترامب واشنطن مفاوضات النووی
إقرأ أيضاً:
أزمة التأشيرات.. تهديد مبكر لمشاركة إيران في مونديال 2026
تلوح أزمة غير مسبوقة في الأفق قبل انطلاق كأس العالم 2026، بعدما تصاعد الجدل حول إمكانية غياب المنتخب الإيراني عن البطولة، نتيجة رفض السلطات الأميركية منح تأشيرات دخول لبعض أعضاء وفد المنتخب الإيراني المشارك في حفل قرعة المونديال المزمع عقده في واشنطن.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الأزمة قد تتجاوز مجرد خلاف بروتوكولي، لتدخل في نطاق أشد تعقيداً يتعلق بتطبيق قوانين الهجرة الأميركية الجديدة وتأثيرها على حضور المنتخبات المشاركة.
البداية كانت بإعلان وكالة "إيرنا" الرسمية أن إيران قررت مقاطعة حفل القرعة بعد رفض واشنطن منح التأشيرات اللازمة لعدد من مسؤولي وفدها. وقال المتحدث باسم الاتحاد الإيراني لكرة القدم، أمير مهدي علوي، إن ما حدث "ليس خلافاً رياضياً عادياً"، مؤكداً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم يرد حتى الآن على طلب طهران بالتدخل.
هذه الأزمة تأتي عقب قرار أميركي صدر في يونيو الماضي في عهد الرئيس دونالد ترامب، يفرض حظر سفر على مواطني 12 دولة من بينها إيران وهايتي، مع وجود وعود باستثناء الرياضيين من هذا القرار في الفعاليات الكبرى. إلا أن الغموض ما زال يحيط بكيفية تطبيق تلك الاستثناءات على الأنشطة التحضيرية للمونديال، مثل حفل القرعة، الذي يُعد في العادة جزءاً من العملية التنظيمية وليس من المنافسة نفسها.
ومع غياب موقف رسمي واضح من واشنطن أو فيفا، تتصاعد مخاوف من سيناريو قد يكون الأصعب منذ عقود في تاريخ المونديالات: استبعاد منتخب متأهل بسبب معوقات سياسية وإجرائية.
تداعيات القرار لن تكون رياضية فحسب، بل قد تمتد لتشعل نزاعاً دبلوماسياً وقانونياً بين إيران والولايات المتحدة، وربما تدفع الفيفا للتدخل بشكل استثنائي حفاظاً على نزاهة البطولة التي تُقام للمرة الأولى في ثلاث دول.
ومع استمرار حالة الضبابية، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتدخل الفيفا لحسم الجدل وضمان مشاركة إيران، أم أن مونديال 2026 سيكون شاهداً على واحدة من أغرب الأزمات التي تضرب أكبر حدث كروي في العالم؟