تتأهب الشرطة البريطانية لمزيد من أعمال الشغب المناهضة للمسلمين، الأربعاء، بعد أن تعهدت جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز لجوء ومكاتب محاماة معنية بقضايا الهجرة في شتى أنحاء البلاد، مما دفع متظاهرين مناهضين للفاشية إلى التخطيط لمظاهرات مضادة.

وتشهد بريطانيا موجة متصاعدة من العنف اندلعت، الأسبوع الماضي، بعد مقتل 3 فتيات صغيرات في هجوم بسكين شمال غربي البلاد، وما تلا ذلك من انتشار موجة من الرسائل الكاذبة على الإنترنت، تصف المشتبه به بأنه مهاجر مسلم متطرف.

وأُغلقت مكاتب المحاماة المعنية بقضايا الهجرة ومراكز دعم المهاجرين، الأربعاء، وقالت بعض خدمات أطباء الأسرة في المناطق المتأثرة بالاحتجاجات، إنها ستغلق مبكرا لضمان سلامة موظفيها.

خبر زائف و"موقع غامض".. ما دور روسيا بإشعال الاحتجاجات العارمة في بريطانيا؟ في أعقاب أسبوع من الاحتجاجات العنيفة في بريطانيا، وجه ناشطون ومراقبون وسياسيون أصابع الاتهام لروسيا بتدبير حملة تضليل واسعة كانت وراء إطلاق شائعة على موقع إلكتروني غامض، ما أدى إلى أعمال شغب واسعة النطاق.

ونقل أشخاص لديهم عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي إرشادات الشرطة عبر حساباتهم، وهناك أيضا مجموعة محلية على تطبيق "واتساب" توضح المناطق التي يجب تجنبها.

وقالت منظمة "أسيلم لينك ميرسيسايد"، التي تدعم طالبي اللجوء واللاجئين في ليفربول، إن مبناها مغلق ولن يقبل أي وافدين، مضيفة: "يعمل موظفونا في الوقت الراهن على تأمين المبنى".

وحذر رئيس الوزراء، كير ستارمر، مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة وذلك ضمن إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عاما.

وشغل ستارمر من قبل منصب المدعي العام ويواجه الآن أول أزمة منذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الرابع من يوليو، إذ أوضح لوسائل الإعلام أن "واجبنا الأول هو ضمان سلامة مجتمعاتنا".

وتابع: "ستكون آمنة. نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان استجابة الشرطة حيثما تكون هناك حاجة لها، وتوفير الدعم في الأماكن التي تحتاج إليه".

وشهدت مدن وبلدات اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من أفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها "أخرجوهم" و"أوقفوا القوارب"، في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا عبر قوارب صغيرة.

"الحرب الأهلية حتمية".. بريطانيا ترد على إيلون ماسك وجه المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، توبيخا شديد اللهجة للملياردير الأميركي المثير للجدل، إيلون ماسك، وذلك بعد أن اعتبر الأخير أن وقوع حرب أهلية في المملكة المتحدة هو "أمر لا مفر"، حسب صحيفة "تليغراف" اللندنية.

كما رشقوا مساجد بالحجارة، مما أثار الرعب بين السكان وخاصة من ينتمون لأقليات عرقية ودينية إذ شعروا أنهم مستهدفون بالعنف.

وقال رئيس بلدية لندن، صادق خان، "أعلم أن المشاهد المروعة تركت العديد من المسلمين والأقليات العرقية في حالة خوف وذعر، لذلك أحث سكان لندن للاطمئنان على أحوال أصدقائهم وجيرانهم وإظهار الرعاية والتعاطف التي يتسم بها سكان لندن".

 احتجاجات مضادة

وذكرت رسائل على الإنترنت أن مراكز الهجرة ومكاتب المحاماة التي تساعد المهاجرين سوف تتعرض لهجمات، الأربعاء، وجاء في إحدى الرسائل: "مساء الأربعاء يا شباب. لن يتوقفوا عن القدوم حتى نخبرهم بذلك".

وردا على ذلك، نظمت جماعات مناهضة للعنصرية والفاشية احتجاجات مضادة في مختلف أنحاء البلاد.

وذكر منشور تعليقا على احتجاج مزمع لمجموعة من المتطرفين اليمينيين في برايتون، وهي مدينة ساحلية جنوبي المملكة المتحدة، "يحاول حثالة عنصريون استهداف مكتب محاماة متخصص في الهجرة، لكننا لن نسمح بحدوث ذلك. ضعوا أغطية الوجه والكمامات".

وشكلت الحكومة ما يسمى "الجيش الدائم"، وهو وحدة تضم 6 آلاف شرطي متخصصين للتصدي لأي أعمال عنف، وتقول إنه سيجري نشرهم بما يكفي للتعامل مع أي اضطرابات.

من جانبه، قال نائب مساعد مفوض الشرطة، آندي فالانتين، المسؤول عن عمليات الشرطة في لندن إن "البلاد تواجه واحدة من أسوأ موجات الاضطرابات العنيفة منذ العقد الماضي".

وأضاف: "لن نتهاون مع هذه الأعمال في شوارعنا. وسنستخدم كافة الصلاحيات والإجراءات والأساليب المتاحة لدينا لمنع المزيد من مشاهد الفوضى".

وأما رئيس الإدعاء العام، ستيفن باركنسون، فذكر أن أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما شاركوا في أعمال العنف، مردفا: "قد يواجهون عواقب أفعالهم مدى الحياة". وتوعد ستارمر بمحاسبة مرتكبي أعمال الشغب ونهب المتاجر وحرق السيارات.

وقال إنه جرى اعتقال ما يربو على 400 شخص وتوجيه اتهامات رسمية لمئة منهم، لافتا إلى أنه من المتوقع بدء إصدار أحكام بحقهم قريبا.

وتعاني سجون بريطانيا بالفعل أزمة اكتظاظ إذ أعلنت حكومة ستارمر الجديدة، الشهر الماضي، عن خطط للإفراج عن المزيد من السجناء قبل موعد إطلاق سراحهم المقرر في مسعى لتخفيف الضغط على منظومة السجون

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء هولندا يثمن جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب

ثمّن رئيس الوزراء الهولندي جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيدًا بالتنسيق المستمر بين البلدين في هذا المجال، بالإضافة إلى التعاون في مواجهة الإرهاب والتطرف، مؤكدًا على الدور الريادي والخبرة الكبيرة التي تتمتع بها مصر في هذا الصدد.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي من ديك سخوف رئيس وزراء مملكة هولندا، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة. 

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاتصال تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وهولندا، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة تعزيز هذه العلاقات وتطويرها، خاصة في مجالات التجارة، والاستثمار، والزراعة، وإدارة الموارد المائية، والخدمات المالية، والطاقة.

جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب

كما تناول الاتصال سبل تعزيز التعاون في ملف الهجرة، حيث ثمّن رئيس الوزراء الهولندي جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيدًا بالتنسيق المستمر بين البلدين في هذا المجال، بالإضافة إلى التعاون في مواجهة الإرهاب والتطرف، مؤكدًا على الدور الريادي والخبرة الكبيرة التي تتمتع بها مصر في هذا الصدد.

الأوضاع الإقليمية الراهنة

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الاتصال تطرق الى الأوضاع الإقليمية الراهنة، حيث استعرض الرئيس السيسي جهود مصر المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبكميات كافية، بالإضافة إلى العمل على إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتوفير المناخ المناسب لاستئناف العملية السياسية، بهدف تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحدود الرابع من يونيو عام 1967، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.

وفي هذا الاطار، أعرب رئيس الوزراء الهولندي عن تقدير وإشادة بلاده بالجهود والمساعي الحثيثة التي تقوم بها مصر لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وتقديم المساعدات الانسانية للقطاع.

واشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي جدد تأكيد موقف مصر الثابت الرافض لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة الإسراع في إطلاق عملية إعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.


وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي شدد على ضرورة احترام القانون الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، التي تلزم الدول بتوفير الحماية الامنية للبعثات الدبلوماسية وعدم المساس بالسفارات الأجنبية العاملة على أراضيها، وهو الأمر الذي أكد عليه رئيس الوزراء الهولندي.

طباعة شارك رئيس الوزراء الهولندي مصر مكافحة الهجرة الإرهاب والتطرف السيسي الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • صدامات خلال احتجاجات بشأن الهجرة في بريطانيا
  • جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية ينفذ حملة أمنية لضبط أعمال السحر والشعوذة
  • لأعمال الصيانة .. توقف مؤقت للغاز الطبيعي في كفر الشيخ
  • برلمانيون بريطانيون يكشفون للجزيرة نت أبعاد اعتراف لندن بفلسطين
  • منشأة جديدة في حامات.. هدية بريطانيا للجيش في عيده الـ80
  • رئيس وزراء هولندا يثمن جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب
  • رئيس الكيانات المصرية بأوروبا: نطالب بتوسيع مقار التصويت في لندن
  • الرئيس السيسي لـ رئيس وزراء بريطانيا : موقف مصر راسخ برفض تهجير الفلسطينيين
  • المعبقي يكشف سر تحسن العملة والحكومة تنشر معلومات عن المؤسسات التي قيل أنها لا تورد الى البنك المركزي
  • ما مسار ستارمر الخاص لاعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية؟