لماذا تحتاج إسرائيل إلى أكثر من القبة الحديدية لإحباط هجوم إيران؟
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
يتوقع خبراء ومختصون أن يكون الهجوم الذي يمكن أن تشنه إيران وحلفاؤها على إسرائيل، أكبر اختبار لنظام القبة الحديدية الذي تباهي به القوات الإسرائيلية، إذ أن قدرات إيران وحزب الله تبدو مختلفة عن حركة حماس، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
واغتالت إسرائيل الأسبوع الماضي فؤاد شكر أكبر قائد عسكري بجماعة حزب الله اللبنانية بغارة جوية في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وتوعد حزب الله بالرد على عملية الاغتيال التي وقعت عشية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران بهجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه لكنها لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها عن الهجوم.
ودفعت عمليتا الاغتيال بالمنطقة إلى شفا حرب، مع توعد إيران أيضا برد شديد.
وأصبحت القبة الحديدية التي طورتها الولايات المتحدة وإسرائيل، النظام الرائد في العالم لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، مما قلل من التهديد الناجم عن الأسلحة التي تطلقها حركة حماس على المراكز السكانية في إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن إيران تمتلك طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية لم يُصمم نظام القبة الحديدية لاعتراضها، كما أن حزب الله يمتلك ترسانة تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة، التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية.
ورداً على ذلك، قامت إسرائيل والولايات المتحدة بتجميع نظام دفاع جوي أكبر، يعتمد على قدرات القوات الجوية الإسرائيلية والأميركية وغيرها من القوات الجوية، كما يعتمد على أنظمة الرادار في البلدان المجاورة، بما في ذلك بعض الدول العربية.
وقال يهوشوا كاليسكي، كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب: إن "النظام الدفاعي يعمل مثل الساعة"، مضيفا أن "إسرائيل مستعدة بشكل جيد نسبيا لهجوم كبير".
وجرى اختبار هذا النظام في أبريل، عندما تمكنت إسرائيل، بمساعدة دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، من إسقاط أكثر من 300 قذيفة إيرانية، بما في ذلك طائرات من دون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية.
وقالت إسرائيل إن الاعتراض نجح بنسبة 99%، مشيرة إلى إصابة شخص واحد فقط بجروح خطيرة في الهجوم.
وفي المقابل، قالت طهران إنها دمرت أهدافا عسكرية رئيسية للجيش الإسرائيلي، مؤكدة أنها أظهرت قدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
وفي أبريل الماضي، نشرت إسرائيل للمرة الأولى منظومة دفاعية صاروخية جديدة تسمى "سي دوم" (القبة سي)، وفق فرانس برس.
ومنظومة "سي دوم" النسخة البحرية من منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي التي تُستخدم للحماية من الهجمات بالقذائف والصواريخ. وتتمتع بمزايا تجعلها قادرة على التصدي للأهداف المعادية في البحر.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أن الهجوم الإيراني ربما يكون مصحوبا بمزيد من الضربات المتزامنة من حزب الله وحلفاء طهران الآخرين، بما في ذلك الحوثيين في اليمن وبعض الميليشيات العراقية، في محاولة للتغلب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
ويتطلب التعامل مع قذائف وصواريخ كثيرة ومتعددة الاتجاهات، سرعة كبيرة وفائقة لتصنيف أنواع الأسلحة التي تهاجم الأهداف الإسرائيلية، ولتحديد ما يجب إسقاطه أولا، وبأي الوسائل، الأمر الذي اعتبره خبراء إحدى الصعوبات المتوقعة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن محللين قولهم، إن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات، الذي تم تطوير الكثير منه بالتعاون مع الولايات المتحدة، مصمم لمثل هذا الاحتمال.
ويلفت هؤلاء إلى أن النظام يتكون من أجزاء عدة، تهدف إلى مواجهة أنواع مختلفة من التهديدات، التي تتراوح بين الصواريخ قصيرة المدى إلى الصواريخ الباليستية الأكثر تطوراً.
ويُعد نظام الدفاع الإسرائيلي David's Sling (مقلاع داوود) أحد أحدث الأنظمة التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى إلى طويلة المدى والطائرات من دون طيار.
وطورت شركة شركة "رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة" الإسرائيلية هذا النظام بالتعاون مع شركة رايثون الأميركية.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن منظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية Arrow 3 (السهم)، صُممت لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، بينما صُممت نسخة سابقة من ذات النظام تعرف باسم Arrow 2 لمواجهة التهديدات الصاروخية، المتوسطة إلى طويلة المدى.
وكشف الجيش الإسرائيلي أنه استخدم نظام Arrow 3 لأول مرة في نوفمبر 2023، عندما اعترض صاروخا حوثيا، منوها إلى أنه استخدم نظام David’s Sling لأول مرة في مايو 2023 لاعتراض صاروخ أُطلق من غزة.
ويشير جان لوب سمعان، وهو باحث وخبير استراتيجي، في مقابلة سابقة مع موقع "فوكس"، إلى أن القبة الحديدة الإسرائيلية تتميز بثلاثة مكونات رئيسية.
أولها الرادار الذي يكتشف الصاروخ القادم، وثانيها نظام القيادة والتحكم الذي يعالج تلك المعلومات، وثالثها أداة الاعتراض، وهي في الأساس صاروخ يتمثل دوره في تدمير الصاروخ القادم في الجو.
وتشير الصحيفة ذاتها، إلى أن إحدى نقاط الضعف في الدفاعات الجوية الإسرائيلية تتمثل في التصدي للطائرات من دون طيار، خاصة إذا جاءت في أسراب، بسبب قدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض، والهرب من أنظمة الرادار.
وكانت طائرة من دون طيار أطلقها الحوثيون من اليمن، في يوليو، أفلتت من الدفاعات الإسرائيلية وضربت تل أبيب، مما أسفر عن مقتل أحد المدنيين.
وتلفت الصحيفة إلى أن حزب الله أظهر أنه قادر على إطلاق طائرات استطلاع من دون طيار، لالتقاط صور وخرائط للمدن في شمال إسرائيل، بما في ذلك مواقع عسكرية حساسة.
وتعمل إسرائيل على تطوير نظام جديد يسمى الشعاع الحديدي، يستخدم الليزر لإسقاط المقذوفات، التي يعتقد خبراء أمنيون أنها ربما تكون فعالة في مواجهة الطائرات من دون طيار.
ومع أن النظام ليس جاهزًا للعمل، لكن بعض المسؤولين يعتقدون أنه ربما يكون جاهزًا بحلول عام 2025، وفق "وول ستريت جورنال".
وقال تال إنبار، وهو محلل استراتيجي في الولايات المتحدة، إن تل أبيب وطهران تعلمتا درسا من هجوم إيران على إسرائيل في أبريل الماضي.
ويلفت إنبار إلى أن أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل تتصدى لهجوم إيران، أنها حصلت على تحذير استخباراتي قبل بدء الهجوم، مضيفا "إذا كانت إيران تريد تعظيم الضرر على إسرائيل، ستعمل على أن تكون العملية بلا تحذير أو إنذار طويل".
وأضاف أن "الدرس الآخر، أن إسرائيل اختبرت قدرة نظامها الدفاعي للعمل مع النظام الأميركي ومع دول أخرى".
ورغم أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي فعال، إلا أنه ليس رخيصا. إذ أشار كاليسكي إلى أن تكلفة اعتراض وابل الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيرانية في أبريل، بلغت أكثر من 550 مليون دولار.
وتبلغ تكلفة كل عملية إطلاق من منظومة القبة البحرية نحو 50 ألف دولار، وفق فرانس برس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة القبة الحدیدیة نظام الدفاع من دون طیار بما فی ذلک فی أبریل حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا قررت كندا الاعتراف بفلسطين رغم دعمها إسرائيل؟
كالغاري- في خطوة مفاجئة خلفت دهشة وجدلا واسعا وشكلت تحولا لافتا في السياسة الكندية أعلنت أوتاوا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين ودعم رؤية حل الدولتين، مما أثار تساؤلات في الأوساط العربية خاصة بشأن كيفية تمكن الحكومة الكندية من اتخاذ هذه الخطوة رغم سياستها المؤيدة لإسرائيل واستمرار تصدير الأسلحة إليها.
وكان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أعلن أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة مشروطة بالتزام السلطة الفلسطينية بإجراءات تتضمن إصلاحا جذريا للحكومة، وتنظيم انتخابات عامة في عام 2026 "لا يمكن لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المشاركة فيها".
وأثار إعلان أوتاوا غضب كل من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن معارضته أي اعتراف بالدولة الفلسطينية حاليا، معتبرا هذه الخطوة مكافأة لحركة حماس، في حين أدانتها خارجية إسرائيل.
واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن تغيير موقف أوتاوا في هذا التوقيت يعزز موقف حماس في أي مفاوضات مستقبلية، ويضر بجهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرقل أي إطار محتمل لإطلاق سراح المحتجزين.
ويعتقد أستاذ الاقتصاد في جامعة ماكماستر عاطف قبرصي أن كندا اختارت أن تؤيد الموقف الأوروبي الذي أسسته فرنسا ودعمته بريطانيا، ثم انضمت إليه دول أوروبية أخرى، لاتخاذ موقف إنساني في ظل التدهور غير المسبوق للأوضاع في قطاع غزة.
وأضاف قبرصي للجزيرة نت أن غطرسة الحكومة الإسرائيلية وضعت هذه الدول أمام استحقاق كبير، إما الالتزام بمواقف تدافع عن حقوق الإنسان، أو تأييد الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، إلى جانب سياستها القائمة على الكذب والتضليل للتستر على هذه الجرائم، فكان لزاما عليها إعلان دعمها حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع اعتبار ما تقوم به تل أبيب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
إعلانويستطرد قبرصي أن الحكومة الكندية بعد أن طالتها أضرار تجارية وواجهت تهديدات من إدارة ترامب لم يعد بإمكانها الصمت أو الانصياع بشكل أعمى لسياسات الولايات المتحدة كما كان الحال سابقا، ولهذا قررت المضي في خطوة الاعتراف دون الرجوع إليها.
ووفقا له، فإن كندا الآن في موقف محرج وصعب أمام جزء كبير من شعبها الذي يطالب بسياسات أكثر عدالة وإنسانية، وأيضا أمام اتهامات بالتواطؤ في حرب الإبادة وانتهاك حقوق الإنسان، بسبب استمرارها في تزويد إسرائيل بالأسلحة.
وعلى الرغم من إعلان حكومة أتاوا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين واتهام تل أبيب بانتهاك القانون الدولي جراء عرقلتها إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فإن كندا تواجه انتقادات حادة عقب تقرير صدر عن "تحالف حظر الأسلحة" كشف استمرار تدفق الأسلحة الكندية إلى إسرائيل بشكل مباشر رغم ادعاءات الحكومة المتكررة بأنها علقت تصديرها في مارس/آذار 2024.
من جهتها، أكدت النائبة في البرلمان عن الحزب الليبرالي جولي دزيروفيتش أن سلسلة من الممارسات الإسرائيلية الحاسمة دفعتهم بشكل عاجل إلى الإعلان عن نيتهم الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات من شأنها تقويض إمكانية تحقيق حل الدولتين، و"هو الموقف الثابت للحكومة الكندية".
وأوضحت جولي في تصريح نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن هذه الإجراءات تشمل:
قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة) ضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها. تصاعد اعتداءات وعنف المستوطنين. منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. الحد من حركة الفلسطينيين لتقتصر على مناطق محددة في غزة. نوايا الحكومة الإسرائيلية المعلنة بضم أجزاء من قطاع غزة.
موقف متناقض
وتُعد كندا على مدار السنوات الماضية واحدة من أبرز الدول الداعمة لإسرائيل ضمن مجموعة الدول السبع، وسبق لحكوماتها المتعاقبة التأكيد أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي عبر مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن الواقع على الأرض وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتلاشي فرص قيام دولة دفع الكنديين إلى إعادة تقييم موقفهم، وفق رئيس الوزراء مارك كارني.
وتحدثت الجزيرة نت مع عدد من الشبان الفلسطينيين الذين يتظاهرون أسبوعيا رفضا لحرب الإبادة في قطاع غزة بشأن عزم الحكومة الكندية الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبروا الخطوة محاولة لامتصاص الضغوط الداخلية والدولية دون تغيير جوهري في موقفها الداعم لإسرائيل بـ"دليل استمرارها في تزويدها بالأسلحة التي تستخدم في قتل أبناء شعبنا".
وأكدوا على ضرورة أن تتخلى الحكومة الكندية عن هذا الدعم، وإلا فإنها تتناقض مع نفسها.
ويضع القرار أوتاوا في موقف حساس مع واشنطن وتل أبيب، فبينما يعزز مكانتها في الأمم المتحدة مع تصاعد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين لكنه يبقي تناقضها بين تصديرها الأسلحة إلى إسرائيل وتعهدها بتقديم 30 مليون دولار مساعدات إنسانية لغزة، ويثير تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة لتحقيق توازن دبلوماسي أم مجرد غطاء سياسي لاستمرار المصالح الاقتصادية والعسكرية.
إعلان