عقب بدء الحرب الروسية الأوكرانية، انخفضت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من موسكو، والتي كانت أكبر موردي الغاز الطبيعي للقارة العجوز، التي كانت تعتمد عليه بشكل شبه كامل، لتوليد الطاقة والتدفئة، غير أنه مع اقتراب الشتاء وعدم ملء خزانات النفط في أوروبا بأكثر من 80% قد يدخلها في أزمة نقص وقود خلال فصل الصقيع، فماذا يحدث؟.

التوغل الأوكراني في روسيا رفع أسعار الغاز

يقول عامر الشوبكي، خبير أسواق النفط من عمان، إن ما أجّج أسعار الغاز في الأسواق العالمية ورفعها للمستويات الأعلى منذ بداية العام الحالي هو التوغل الأوكراني المتوقع بالأراضي الروسية، خاصة في أقليم «كورسك»، والذي يقع فيه آخر مضخة للغاز الطبيعي على الأراضي الروسية، ومنها يمتد أنبوب الغاز الأخير في الأراضي الأوكرانية، ويوصل الغاز لوسط أوروبا، للدول التي طالبت موسكو استمرار تزويدها بالغاز وهم «تشيك، سلوفيكيا، هنجاريا، النمسا».

وأوضح «الشوبكي»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الغاز الطبيعي عبر الأنابيب لا يزال يصل لأوروبا وتعتمد عليه، حيث أن أوروبا كانت في الماضي قبل الحرب الروسية الأوكرانية تعتمد بنسبة 45% على الغاز الروسي، غير أن الوضع تبدل حاليا وباتت نسبة الاعتماد تصل لقرابه 15%، ولا يزال الاعتماد موجودا حتى الآن.

وأشار إلى أن هذا الارتفاع الأخير بأسعار الغاز بعد أن وصلت نسبة الزيادة بالأمس لـ2% عالميًا، يضغط على أسعار الغاز بالارتفاع أكثر، حيث ارتفع سعر الغاز أول أمس بنسبة 7%، وخلال الأسبوع الماضي ارتفع قرابة الـ8%، وتلك الارتفاعات المتراكمة في أسعار الغاز تضغط على الدول الأوروبية.

وأضاف أن آخر ما تتوقعه الدول الأوروبية حاليا هو ارتفاع أسعار الغاز وعودة فواتير الكهرباء المرتفعة مرة أخرى في الوقت الذي يجهز فيه البنك المركزي الأوروبي إلى تخفيض أسعار الفائدة.

ولفت إلى أنه خلال الأسبوع الماضي شهدت أسعار الغاز ارتفاعا بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة مع زيادة الاحتمالات بقطع الغاز من حقول الغاز الرئيسية كـ«لفيتان، تمار، كاريش» الإسرائيليين والمهمين لأوروبا أربك الحسابات وزاد السعر، خاصة وأن ما حدث في أقليم كورسك الروسي ومحاولة أوكرانيا التوغل فيه تسبب كذلك لارتفاع أسعار الغاز في الأسواق العالمية.

وتابع: أوكرانيا وبتلك الخطوة تسعى إلى قطع الغاز الروسي عن أوروبا، ويعد ذلك الإقليم آخر مورد للغاز أو الطاقة الروسية إلى أوروبا،، وبقطع ذلك الأنبوب الواصل بين روسيا وأوروبا على أراضيها فسينهي هذا تمرير الغاز الروسي إلى أوروبا.

وأشار إلى أن ما تقوم به أوكرنيا مؤخرا لم يكن في حسبان الجانب الأوروبي والذي يعد حليفا لأوكرانيا، في حين تسببت كييف في أزمة أخرى في القارة الأوروبية بارتفاع أسعار الغاز، وبفقد أوروبا ذلك الأنبوب الأخير تواجه شتاء صعبا، حتى وإن كانت مخزوناتها من الغاز مليئة بنسبة 100% فستواجه أزمة في الطاقة بداية العام القادم، وهو الأمر الذي يخالف تصريحات الاتحاد الأوروبي الفترة الأخيرة حول أن أوروبا خرجت من أزمة الطاقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الغاز أوروبا الشتاء المقبل الغاز الروسي حقول الغاز أزمة الطاقة أوكرانيا أسعار الغاز

إقرأ أيضاً:

إنشاء مركز للغاز الطبيعي.. استثمارات بقيمة 3.5 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة النظيفة بالمغرب

يقترب المغرب من إنشاء مركز للغاز الطبيعي المسال بتكلفة تقارب مليار دولار في ميناء بحري جديد على ساحله المتوسطي، في إطار خططه لزيادة الواردات والحد من استخدام الوقود الأكثر تلويثًا.

طرحت المملكة هذا الأسبوع مناقصة على الشركات لتوريد وحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة، سترسو في ميناء الناظور غرب المتوسط، ومن المقرر أن تبدأ العمل العام المقبل. كما تسعى إلى اختيار شركات لبناء وتمويل وتشغيل خطوط أنابيب جديدة تربط الميناء بالمناطق الصناعية الرئيسية.

يهدف المغرب إلى أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في استيراد الغاز الطبيعي المسال، حيث تخطط الحكومة لإنفاق 3.5 مليار دولار لزيادة استهلاك الغاز من 1.2 مليار متر مكعب إلى 12 مليار متر مكعب بحلول عام 2030. وستساهم المشاريع الجديدة في تعويض فقدان الإمدادات الجزائرية في عام 2021 بعد نزاع دبلوماسي، فيما يُعد الغاز جسراً مهماً للصناعات التحويلية التي تصدر السلع إلى أوروبا.

شبكة خطوط أنابيب للغاز والهيدروجين الأخضر

قدرت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة تكلفة وحدة التغويز العائمة (FSRU) بحوالي 273 مليون دولار، بينما تتطلب خطوط الأنابيب الجديدة استثمارات بقيمة 681 مليون دولار. وسيتم ربط خطوط الأنابيب بخط "المغاربي الأوروبي"، الذي يستورد المغرب من خلاله الغاز من أوروبا، حيث ستشكل هذه المشاريع أيضًا العمود الفقري لشبكة غاز قد تنقل الهيدروجين الأخضر إلى الداخل والخارج في المستقبل.

تشمل خطط الغاز في البلاد إنفاق 1.5 مليار دولار على البنية التحتية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، بهدف استبدال الوقود الأكثر تلويثًا مثل زيت الوقود والفحم في القطاع الصناعي، بالإضافة إلى استثمار ملياري دولار لبناء محطات كهرباء تعمل بالغاز، ما سيسهم في مضاعفة كمية الطاقة المولدة ثلاث مرات.

يعتزم المغرب إزالة الكربون من اقتصاده بحلول عام 2050، بما في ذلك التخلص التدريجي من الفحم، إلى جانب التوسع في توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى إنشاء مرافق لتخزين البطاريات.

طباعة شارك المغرب الغاز الغاز المسال الواردات الوقود

مقالات مشابهة

  • جامعة الزقازيق تطلق أول شبكة للغاز الطبيعي | تفاصيل مهمة
  • بعد حادث إمبابة .. تاون جاس توضح إرشادات مهمة لمستخدمي الغاز الطبيعي للحفاظ على سلامة المواطنين
  • المباراة الوداعية و4 نجوم يدعمونه..ماذا ينتظر محمد صلاح في قلعة آنفيلد
  • ماذا ينتظر الأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي الوشيك؟
  • العاصفة بايرون تصل بلاد الشام.. ماذا ينتظر لبنان؟
  • الاتحاد الأوروبي يوافق على خطة للتخلص التدريجي من الغاز الروسي
  • أوكرانيا: شتاء أكثر قسوة بسبب أزمة الغاز
  • ماذا ينتظر المتهمين في قضية استغلال شيكات المطربة بوسي؟.. تفاصيل
  • انخفاض معدل التضخم الشهري (-0.2%) لشهر نوفمبر 2025
  • إنشاء مركز للغاز الطبيعي.. استثمارات بقيمة 3.5 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة النظيفة بالمغرب