صحيفة البلاد:
2025-05-28@00:56:34 GMT

البثّ التلفزيوني المباشر ومشكلاته القانونية

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

البثّ التلفزيوني المباشر ومشكلاته القانونية

إستكمالاً لسلسلة المقالات حول أنظمة و استخدامات الفضاء الخارجي، فإنني سأتناول في هذا المقال بعض جوانب استخدامه في البثّ التلفزيوني الذي كان من أوائل الاستثمار التجاري للفضاء ، وهذا البثّ ذو طبيعة مزدوجة ، فهو من جهة يتم عبر الأقمار الصناعية الموجودة في الفضاء الخارجي، ومن جهة أخرى يبث إشاراته إلى أجهزة الاستقبال المتمركزة في الأرض، والدول تلتزم عند استخدام البثّ التلفزيوني المباشر، بمبدأ حرية استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وذلك بالخضوع للأحكام العامة لقانون الفضاء الدولي ، وبشكل خاص مبادئ معاهدة الفضاء الصادرة عام 1967، ومع أن البث التلفزيوني المباشر يفتح آفاقا جديدة لتقريب الأمم وفتح المجال للتبادل الدولي للمعارف والثقافات ، لكنه يثير إشكالية قانونية متعلقة بالتعارض بين مبدأ سيادة الدول على أقاليمها ومبدأ حرية المعلومات ،

وقد دارت المناقشات الدولية في لجنة الفضاء بالأمم المتحدة حول الجوانب القانونية للبث المباشر عبر الأقمار الصناعية ، حيث عقدت اللجنة عدة جلسات ما بين عام 1969 وحتى عام 1974 ، قدمت فيها كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وكندا والسويد والاتحاد الدولي للاتصالات، أوراق عمل ومقترحات لأجل التأكيد على تطبيق معاهدة الفضاء الخارجي على البث التلفزيوني المباشر ، ومحاولة التوفيق بين مبدأ سيادة الدول ومبدأ حرية المعلومات، وذلك بغرض دعم أنشطة البث التلفزيوني المباشر، وفتح الباب أمامه دون الحاجة للاتفاق المسبق بشأنه مع الدول المستقبلة ، استنادًا إلى النظرية العامة لحقوق الإنسان، وتأسيسا على أن حرية الأفراد مكفولة للوصول للمعلومات، باعتبار ذلك من الحقوق الأساسية للأفراد ، إلا أن الإطار القانوني الخاص بتنظيم البثّ، ما زال في طور التكوين ، بسبب تباين مصالح الدول الكبرى والدول النامية، وبالرجوع الى معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، واتفاقية المسؤولية الدولية عن الأضرار التي تحدثها الأجسام الفضائية، يتبين أن الدولة مسؤولة عن أي ضرر تسببه نتيجة أنشطتها الفضائية، تأسيسًا على المبدأ الثامن من المبادئ المنظمة لاستخدام البث التلفزيوني المباشر، القاضية بأن الدول تتحمل مسؤولية ما تقوم به أنشطة في ميدان البث التلفزيوني المباشر، وفي هذا الصدد، ينصّ المبدأ الثامن من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 37/92 لعام 1982، على تحمل الدولة المسؤولية عما تقوم به تحت ولايتها الفضائية من أنشطة في ميدان الإرسال التلفزيوني الدولي المباشر، بواسطة التوابع الاصطناعية لها، وأن تتم الاتصالات الفضائية وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، وهو ما أشير إليه في المادة الثالثة من معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، من التزام الدول الأطراف في المعاهدة عند مباشرة أنشطتها في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي، على مراعاة القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، بغية تعزيز التعاون، والتفاهم الدولي، وصيانة السلم والأمن الدوليين.

إلى لقاء في مقال آخر بإذن الله حول استخدامات الفضاء الخارجي من منطلق مواكبة علوم العصر، والله الموفق.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الفضاء الخارجی

إقرأ أيضاً:

«الفلك الدولي»: 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية

أبوظبي - وام
أعلن مركز الفلك الدولي، أن تحري هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هـ سيجري يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو الجاري في أنحاء العالم الإسلامي.
وأوضح المهندس محمد شوكت عودة، مدير المركز، أن رؤية الهلال في ذلك اليوم ممكنة باستخدام التلسكوب من مناطق وسط وغرب آسيا ومعظم أنحاء إفريقيا وأوروبا، كما يُمكن رؤيته بالعين المجردة من أجزاء واسعة من الأمريكيتين.
وأضاف أن من المتوقع بناءً على ذلك، أن يكون يوم الأربعاء 28 مايو هو غرة شهر ذي الحجة، وأن يوافق يوم الجمعة 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك في معظم الدول الإسلامية.
وأشار البيان إلى تفاصيل موقع الهلال في عدد من المدن العربية والعالمية وقت غروب الشمس يوم الثلاثاء 27 مايو؛ حيث يغيب القمر في جاكرتا بعد 9 دقائق من غروب الشمس ويبلغ عمره 9 ساعات ودقيقتين، ما يجعل رؤيته غير ممكنة حتى باستخدام التلسكوب.
أما في أبوظبي فيغيب القمر بعد 38 دقيقة من غروب الشمس ويبلغ عمره 13 ساعة و29 دقيقة ويبتعد عن الشمس 7.7 درجة ما يجعل رؤيته ممكنة باستخدام التلسكوب فقط، وتُسجل مكة المكرمة ظروفاً مشابهة حيث يغيب القمر بعد 39 دقيقة من غروب الشمس ويبلغ عمره 14 ساعة و17 دقيقة ويبتعد عن الشمس 8.1 درجة.
وفي مدن مثل عمّان والقدس يغيب القمر بعد 48 دقيقة من غروب الشمس ويصل عمره إلى 14 ساعة و46 دقيقة ويبتعد عن الشمس 8.4 درجة، وفي القاهرة بعد 47 دقيقة وبعمر 14 ساعة و54 دقيقة وبُعد زاوي قدره 8.5 درجة، بينما يغيب الهلال في الرباط بعد 58 دقيقة ويبلغ عمره 17 ساعة ويبتعد عن الشمس 9.9 درجة وفي هذه المدن قد تكون رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة ولكن بصعوبة وتتطلب صفاءً كبيراً في الغلاف الجوي.
وأوضح مركز الفلك الدولي أن الأرقام المتعلقة بعمر الهلال ومدة مكثه لا تكفي وحدها للجزم بإمكانية رؤيته إذ تتأثر الرؤية بعوامل أخرى، مثل البُعد الزاوي عن الشمس والارتفاع عن الأفق وقت الرصد.
وبيّن أن أقل مكث سُجل لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة وأقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة بلغ 15 ساعة و33 دقيقة.

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام يشارك في مؤتمر للوكالة الألمانية للتعاون الدولي ويؤكد أهمية حرية الإعلام وخطاب المواطنة
  • حرب النجوم| صراع نووي في الفضاء.. كوريا الشمالية تُحذّر من القبة الذهبية الأمريكية
  • الكرملين: أوروبا تواصل انخراطها غير المباشر في الصراع في أوكرانيا
  • كوريا الشمالية: نظام "القبة الذهبية" الأمريكي سيناريو لحرب نووية في الفضاء الخارجي
  • "القبة الذهبية".. كوريا الشمالية تتهم ترامب بمحاولة تسليح الفضاء
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: يجب منع إسرائيل من الاستمرار في تجاهل القانون الدولي والتصعيد في الأراضي الفلسطينية
  • بودوارة: ليبيا تحتاج دعم الدول الشقيقة والصديقة بعد فشل الأمم المتحدة
  • مركز الفلك الدولي: 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية.. عاجل
  • «الفلك الدولي»: 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية
  • الفلك الدولي يحدد أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية