لأول مرة البرهان بعيدا عن دائرة الشكوك والاتهامات والشتائم بدون سبب
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
تمثل مشاورات جدة بين الوفدين السوداني والأمريكي و ما تبعها من تفاعل مع تصريحات الوزير أبو نمو نقطة تحول مهمة في الحرب. فهي قطعا قد أظهرت لقيادة الدولة ممثلة في البرهان ومجلس السيادة الفرق الحاسم بين تمثيل السودان بواسطة الحكومة وتمثيله بواسطة الجيش في الرمزية وأيضا في الأداء.
لقد كانت الدولة مغيبة كليا في ملف التفاوض؛ إذ لا توجد دولة، ولا حكومة، يوجد “طرفي نزاع” هما الجيش والدعم السريع؛ وضع كارثي بمعنى الكلمة.
لأول مرة يجري حوار مع الخارج في جو صحي تسوده الثقة في وفد الحكومة؛ لا تكهنات، لا تشكيك ولا تخوين، ولا إشاعات، وبعد انتهاء المشاورات كانت كل شيء واضحا أمام الرأي العام والشعب والعالم. لأول مرة منذ بداية الحرب تكون هناك حكومة يتابعها الناس ويثقون بما تفعله وتقوله ويدعمونها. والأمر كله في منتهى البساطة ولم يكن يتطلب كل هذا الوقت لنقوم به. ولأول مرة البرهان بعيدا عن دائرة الشكوك والاتهامات والشتائم بدون سبب. وهذا أمر يجب أن يعض عليه البرهان بكل أسنانه. أترك الحكومة تعمل بمهنية وشفافية وستنام أنت والسيد الوالد وكل العائلة الكريمة بسلام وسكينة.
هذا الاتجاه الجديد من الأفضل أن يتطور لتكوين حكومة برئيس وزراء قوي وله كامل الصلاحيات؛ حكومة مدنية يدعمها كل الشعب السوداني وتمثل الدولة، وفي ذلك خير كبير للجيش وللبرهان ولكل قادة مجلس السيادة وللشعب السوداني. والأمر ليس بتلك الخطورة.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الغويل: الحل في حكومة ليبية واحدة تنهي التناحر وتؤسس للاستقرار
أكد رئيس مجلس المنافسة ومنع الاحتكار، سلامة الغويل، أن الحل في حكومة ليبية واحدة تنهي التناحر وتؤسس للاستقرار.
وقال الغويل في منشور عبر “فيسبوك”: “في ظل هذا الواقع المتغير، لم يعد هناك من مفرّ من الاعتراف بالحقيقة الكبرى: لا استقرار في ليبيا دون حكومة واحدة موحدة، تملك القرار، وتفرض السيادة، وتُنهي حالة التنازع والازدواج. فالتعدد في مراكز السلطة هو الوقود الحقيقي للفوضى، وهو ما منح الميليشيات أرضًا خصبة لتغذية الانقسام ومراكمة النفوذ”.
وأضاف “ونحن نطالب بإنهاء العبث وتوحيد مؤسسات الدولة، لا نشمت بالموت، ولا نحتفل بالسقوط. فالموت عندنا واعظ لا وسيلة انتقام، ولسنا آلهة تُصدر الأحكام، بل أبناء وطن واحد، نؤمن بأن العدالة تُبنى بالعقل، لا بالغلبة”.
وتابع “أنا من أنصار التوازن. لا بد منه لمعالجة القصور الذهني المتراكم في عقلية العالم الثالث، حيث يختلط الفعل الثوري بالفوضى، ويغيب الوعي المؤسسي خلف شعارات لا تنتج دولة. فالتوازن ليس ضعفًا، بل وعي بأن الحقيقة لا يملكها طرف واحد، وأن بناء الوطن يحتاج إلى عقل راجح، يُدير الخلاف لا يشعله”.
واستطرد “اللحظة التاريخية التي نمر بها هي اختبار لنضجنا السياسي والفكري، وفرصة لننتقل من زمن التنازع إلى عهد الدولة الرصينة، التي لا تُقصي، ولا تنتقم، بل تُصلح وتُعيد التوازن بين الحقوق والواجبات”.
الوسومالغويل حكومة موحدة ليبيا