أميركا تعلن استئناف بيع الأسلحة للسعودية: تهديد "شكلي" للحوثيين أو إعداد لصراع إقليمي شامل؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
أعلنت الولايات المتحدة أنها ستستأنف مبيعات الأسلحة للمملكة العربية السعودية، الإعلان جاء بعد أكثر من ثلاث سنوات من فرض قيود على تسليح السعودية لأسباب إنسانية، بعد الضربات العنيفة التي شنتها في حربها مع اليمن، والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين والأطفال.
عندما تولى بايدن الحكم عام 2020، وعد بتغيير وتيرة تسليح السعودية بعد الانتقادات التي طالت أمريكا لكونها متورطة في الغارات غير القانونية التي كانت تنفذها السعودية بقنابل أمريكية الصنع.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل: "المملكة العربية السعودية لا تزال شريكة استراتيجية قوية للولايات المتحدة، ونتطلع إلى تعزيز هذه الشراكة."
وأضاف باتيل: "منذ الهدنة، لم تقع غارة جوية سعودية واحدة على اليمن، ولقد أوفى السعوديون من جهتهم بالاتفاق، ونحن مستعدون للوفاء من جهتنا." ومع ذلك، أبدى بعض الأطراف تشكيكهم بالنية، حيث قال العضو التقدمي في الحزب الديمقراطي، النائب خواكين كاسترو، إن المملكة العربية السعودية لا يزال لديها "سجل مقلق" في مجال حقوق الإنسان.
ولم يزل الأميركيون عند موقفهم بتقديم صفقات نوعية إذا ما اعترفت المملكة بإسرائيل، تتضمن تدفق الأسلحة وربما اتفاقًا نوويًا. ولا يمكن فصل قراراستئناف التسليح عن المشهد السياسي الذي تعيشه المنطقة، حيث لا تزال الاحتمالات مفتوحة مع عرقلة المفاوضات وتهيؤ القوى العسكرية لـ"تسونامي" مفاجئ قد تستفيق فيه جميع الصراعات النائمة، وتتسع فيه رقعة الحرب. خاصة أن السعودية تعاونت مع الأردن والولايات المتحدة لصد وابل الصواريخ والطائرات الإيرانية في أبريل/نيسان الماضي.
وليس معروفًا بعد إذا ما كانت ستتدخل السعودية هذه المرة لصد الهجوم الإيراني المرتقب على إسرائيل، والذي قد يشارك فيه اليمنيون الذين لا يزالون مستمرين في "مساندة غزة" بالهجمات التي يطلقونها على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوبئة وأمراض "بالجملة".. كابوس يُلاحق النازحين في قطاع غزة وسط تفاقم أزمة المياه بن غفير يقتحم المسجد الأقصى وآلاف المستوطنين يؤدون صلوات تلمودية بذكرى خراب الهيكل وزير الدفاع الروسي: نواجه "الغرب كله" في أوكرانيا وننتصر عليه بالتطور التكنولوجي والمسّيرات أسلحة السعودية إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية الحرب في اليمن الحوثيونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا إسرائيل السياسة الإسرائيلية الحرب في أوكرانيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا إسرائيل السياسة الإسرائيلية الحرب في أوكرانيا أسلحة السعودية إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية الحرب في اليمن الحوثيون غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا إسرائيل السياسة الإسرائيلية الحرب في أوكرانيا مجاعة تهديد بالموت مانشستر سيتي مرضى سوء التغذية جمهورية السودان السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها
انتقدت الصين اليوم الأحد بشدة خطة دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصادرات الصينية، وهددت باتخاذ إجراءات مضادة جديدة، مُحمّلةً الولايات المتحدة مسؤولية التدهور السريع للعلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأفادت وزارة التجارة في بيان لها بأنه منذ عقد البلدين محادثات تجارية في مدريد الشهر الماضي، واصلت الولايات المتحدة فرض سلسلة من القيود الجديدة على الصين، بما في ذلك إدراج شركات صينية على قائمة تجارية سوداء.
ما المقصود بـالقائمة التجارية السوداء الأميركية؟هي قائمة تُصدرها وزارة التجارة الأميركية، ومن يُدرج في هذه القائمة يُصبح من الصعب عليه الحصول على تراخيص لاستيراد أو استلام تكنولوجيا أميركية أو منتجات تصدّر من الولايات المتحدة، لأن الشركات أو المؤسسات الأميركية المُصدّرة بحاجة إلى إذن خاص إذا أرادت التعامل مع هذه الكيانات.
السبب عادةً يتعلق بـ مخاوف تتعلق بالأمن القومي، المساعدة في القدرات العسكرية، استخدام التكنولوجيا في التجسس أو القمع، أو انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت الوزارة يوم الأحد: "موقف الصين من حروب الرسوم الجمركية ثابت: لا نريد الحرب، لكننا لسنا خائفين منها".
وأثر التوتر التجاري الجديد على وول ستريت، مما أدى إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأثار قلق الشركات الأجنبية المعتمدة على إنتاج الصين من العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن الأرضية النادرة، وربما يعرقل قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا الشهر.
تخضع المنتجات الصينية حاليا لرسوم جمركية أميركية نسبتها 30% بناء على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الذي اتّهم بكين بدعم تجارة الفنتانيل وبممارسات تجارية غير منصفة.
وتبلغ الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين ردا على ذلك 10% حاليا.
ضوابط تصديروفي أحدث تصعيد في الحرب التجارية بين البلدين، صرّح الرئيس الأميركي الجمعة الماضية بأنه سيفرض ضوابط تصدير "واسعة النطاق" على كل منتج أميركي تقريبًا، بما في ذلك "جميع البرامج الأساسية"، إلى جانب رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 100% اعتبار من مطلع الشهر القادم.
إعلانردت وزارة التجارة الصينية: "التهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة في كل منعطف ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين.. إذا أصرت الولايات المتحدة على نهجها، فستتخذ الصين بحزم إجراءات مماثلة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".
تهديد ترامب جاء في أعقاب سلسلة من الإجراءات التجارية التي اتخذتها الصين خلال اليومين الماضيين، والتي وسعت نطاق ضوابطها التصديرية على المعادن النادرة والتقنيات ذات الصلة، بالإضافة إلى المعدات والمواد اللازمة لصنع البطاريات.
وأطلقت بكين تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضد شركة كوالكوم الأميركية لتصنيع الرقائق، وفرضت رسومًا على السفن المملوكة للولايات المتحدة التي ترسو في الموانئ الصينية.
ضغط قبل الاجتماعوحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن إجراءات بكين هذا الأسبوع بدت بمثابة استراتيجية لممارسة الضغط قبل اجتماع متوقع بين ترامب وشي في كوريا الجنوبية، وشكك ترامب يوم الجمعة في إمكانية عقد الاجتماع، لكنه قال لاحقًا إنهما سيلتقيان على الأرجح.
أثارت ضوابط التصدير الجديدة التي فرضتها الصين مخاوف من اضطرابات واسعة النطاق في قطاع التصنيع العالمي.
وردت بكين اليوم بأن التأثير على سلاسل التوريد سيكون "محدودًا للغاية"، وأصرت على أنه لا داعي لقلق الشركات. وأضافت وزارة التجارة أن الجانب الأميركي لطالما "أساء استخدام ضوابط التصدير" وتجاوز مفهوم الأمن القومي.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن فنغ تشوتشنغ، الشريك المؤسس في شركة هوتونغ للأبحاث، وهي شركة استشارية مستقلة تتخذ من بكين مقرًا لها، قوله إن الجانبين بدا في أعقاب محادثات مدريد متفقين على تجنب التصعيد قبل اجتماع شي وترامب المقترح في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول.
مع ذلك، تغير الوضع بعد قرار الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول بتشديد ضوابط التصدير على الشركات الصينية، مما يُصعّب التحايل على القواعد المُصممة لإبطاء قدرة الصين على تطوير أشباه الموصلات المتقدمة.
وعارضت بكين قرار واشنطن بزيادة رسوم السفن الصينية التي تزور الموانئ الأميركية.
نهج الصين في المواجهةوقال فنغ: "من وجهة نظر شي، لا تُمثّل هذه الإجراءات تصعيدًا جوهريًا فحسب، بل تُمثّل أيضًا تأكيدًا إضافيًا على ضعف مصداقية إدارة ترامب".
وأضاف أن بكين تُعيد تفعيل نهجها المُتبع بعد فرض ترامب تعريفات جمركية أولية في أبريل/نيسان الماضي، "إذ تُصعّد أولًا لفرض إعادة ضبط للمفاوضات، بدلًا من الانتظار السلبي للمحادثات التالية".
وقالت المشاركة في معهد ميركاتور لدراسات الصين، يانمي شيه إنه في حين أن للولايات المتحدة نفوذًا على التجارة، وأن كلا البلدين مُعرّضان لضوابط التصدير التي يفرضها الآخر، إلا أن الصين قد تكون لها "الغلبة" عندما يتعلق الأمر بنقاط الضعف في قطاع الشركات.
وقالت: "ثمة عدد أكبر بكثير من الشركات الأميركية التي تُنتج في الصين مقارنةً بالعكس، وبعضها، مثل آبل وتسلا، تُعدّ درة تاج الشركات الأميركية".
وقال كوري كومبس، المدير المساعد لشركة تريفيوم تشاينا الاستشارية ومقرها بكين، إن تصعيد ترامب الأخير، بما في ذلك التهديد بالانسحاب من المحادثات مع شي، قد يُحفّز بكين على إعادة تقييم موقفها.
إعلانوقال: "من الناحية الواقعية، أعتقد أن بكين تُعدّل نهجها بسرعة – وربما لا تعرف القيادة حتى ما هو التالي تحديدًا".