دواء ثوري لحماية دم الأجنة من التحلل
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
منحت نتائج دراسة جديدة الأمل للأمهات اللواتي يحملن زمرة دم سالبة في أن يلدن أطفالهم بسلام دون الخوف من حدوث تحلل لدم الجنين أو ولادة جنين ميت، وأُعطي للأمهات خلال فترة الحمل دواء ثوري يمتلك القدرة على زيادة فرصة بقاء الأجنة التي تحمل زمرة دم موجبة لأمهات يحملن زمرة الدم السالبة. وتمثل هذه الدراسة خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للأمهات اللاتي يعانين من انحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة.
وقامت جامعة برمنغهام البريطانية ومؤسسة النساء والأطفال التابعة لأنظمة الخدمة الصحية الوطنية البريطانية في برمنغهام بهذه الدراسة العالمية، حيث تم إعطاء دواء "نيبوكاليماب" لعلاج حالات الحمل المعرضة لخطر حدوث مرض انحلال الدم الشديد المبكر لدى الجنين وحديثي الولادة، وتم تقييم سلامته وفعاليته.
يتكون الدم من خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في سائل يسمى البلازما. يتم تحديد فصيلة الدم لدى الشخص من خلال الأجسام المضادة والمستضدات الموجودة في الدم.
الأجسام المضادة هي بروتينات موجودة في البلازما. إنها جزء من دفاعات الجسم الطبيعية، تتعرف على المواد الغريبة، مثل الجراثيم، وتنبه جهاز المناعة الذي يدمرها.
المستضدات هي جزيئات بروتينية موجودة على سطح خلايا الدم الحمراء. هناك 4 فصائل دم رئيسية يتم تحديدها بواسطة نظام "إيه بي أو" (ABO).
في بعض الأحيان تحتوي خلايا الدم الحمراء على مستضد آخر، وهو بروتين يُعرف باسم مستضد الريزيسي. إن كان موجودا، فإن فصيلة الدم موجبة العامل الريزيسي. إذا كان غائبا، فإن ففصيلة الدم سالبة العامل الريزيسي.
مرض الريسوس هو حالة تدمر فيها الأجسام المضادة في دم الأم الحامل خلايا دم طفلها. يُعرف أيضا باسم مرض انحلال الدم لدى الجنين وحديثي الولادة.
يتم إجراء اختبار فصيلة الدم دائمًا للنساء الحوامل. يرجع ذلك إلى أن الأم إذا كانت تحمل فصيلة الدم الريزيسي السالبة، والطفل ورث فصيلة الدم الريزيسي الموجبة من الأب، فقد يتسبب ذلك في حدوث مضاعفات إذا تُرِك دون علاج. لا يضر مرض انحلال الدم بالأم، لكنه قد يتسبب في إصابة الطفل بفقر الدم وإصابة حديثي الولادة باليرقان.
يستخدم الأطباء عمليات نقل الدم داخل الرحم الموجهة بالموجات فوق الصوتية لعلاج هؤلاء الأجنة غير المولودين الذين يعانون من مرض خطير بمعدل نجاح وبقاء يبلغ 98%. ومع ذلك، في 5% من حالات الحمل المتأثرة بانحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة، قد يكون لدى الأم مستويات عالية جدا من الأضداد الذاتية القوية للغاية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطوير فقر دم جنيني كبير قبل 24 أسبوعا.
في هذه الحالات النادرة، يكون نقل الدم داخل الرحم أكثر تحديا بسبب صغر حجم الأوعية الدموية الجنينية وعدم نضج القلب الجنيني، مما يجعل الجنين أقل قدرة على تحمل نقل الدم. لهذا السبب، تكون نسبة حدوث المضاعفات الكبيرة التي تؤدي إلى الإجهاض مرتفعة تصل إلى 1 من 5 حالات حمل.
الأمل في البقاء على قيد الحياةأظهرت نتائج تجربة أجريت على البشر ونُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية في السابع من أغسطس/آب الحالي، برعاية شركة جونسون أند جونسون، أن غالبية النساء الحوامل المصابات بانحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة الذين تلقوا "نيبوكاليماب"، حققن ولادة حية عند أو بعد الأسبوع الـ32 من الحمل، دون الحاجة إلى نقل دم داخل الرحم طوال فترة الحمل.
أظهرت الدراسة أن 54% من الحوامل اللواتي تلقين علاج "نيبوكاليماب" أنجبن عند أو بعد 32 أسبوعا من الحمل دون أي عمليات نقل دم داخل الرحم، في حين لم تلد أي واحدة منهن سابقا بعد هذه الفترة دون نقل دم. بشكل عام، بلغ معدل البقاء على قيد الحياة في الفترة المحيطة بالولادة 92%، في حين لم تصل إلى هذه النقطة تاريخيا إلا 10% من حالات الحمل المتأثرة بانحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة الشديد.
من بين 46% الذين احتاجوا إلى نقل دم داخل الرحم، كانت الأغلبية بعد 24 أسبوعا من الحمل، وتم إجراء حالة واحدة فقط عند 22 أسبوعا، ولكنها كانت معقدة وانتهت بحدوث إجهاض.
قال الباحث الرئيسي في موقع برمنغهام البروفيسور مارك كيلبي، الأستاذ الفخري في طب الأجنة في جامعة برمنغهام ومستشار فخري في طب الأجنة بمؤسسة النساء والأطفال التابعة لأنظمة الخدمة الصحية الوطنية البريطانية في برمنغهام، "بالنسبة للأمهات المصابات بانحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة الشديد، يمكن أن تكون نتائج الحالة والعلاج مدمرة. لهذا السبب كان البحث عن علاجات لتقليل آثار الاستجابة المناعية للأم مركزا على هذه الفئة من النساء".
وأضاف مارك كيلبي أن الدراسة السريرية وجدت أن "نيبوكاليماب جيد التحمل ويزيد بشكل كبير من فرصة بقاء الأجنة المصابين بانحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة على قيد الحياة، مع تقليل الحاجة إلى العلاج بنقل الدم داخل الرحم".
دفعت النتائج الواعدة لهذه الدراسة إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى منح تصنيف العلاج الثوري "بي تي دي" (BTD) لـ"نيبوكاليماب" لعلاج الحوامل اللواتي يعانين من انحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة حاليا، ويجري التسجيل في تجربة سريرية من المرحلة الثالثة لنساء الحوامل المعرضين لخطر انحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة في أي مرحلة من مراحل الحمل، واللواتي لديهن تاريخ من انحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة في حمل سابق.
يقوم هذا الدواء الثوري بتعديل الاستجابة المناعية التي تؤدي إلى تحلل دم الجنين عند اتصاله بدم الأم الحامل.
وأضاف البروفيسور كيلبي، وفقا لموقع يوريك أليرت، "هذه نتائج رائعة. في هذه المجموعة من النساء الحوامل المصابات بانحلال الدم الشديد المبكر لدى الأجنة وحديثي الولادة الشديد، أدى العلاج الطبي بنيبوكاليماب إلى تقليل الحاجة إلى نقل الدم الجنيني المبكر بشكل كبير وتحسين بقاء هؤلاء الأجنة، مما يقلل من مخاطر الإجهاض وولادة أجنة ميتة. علاوة على ذلك، وبشكل مهم جدا، يبدو أن نيبوكاليماب يمكن تحمله وآمن للأم وجنينها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات خلایا الدم فصیلة الدم دواء ثوری من الحمل نقل الدم نقل دم
إقرأ أيضاً:
الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقي الذكري: قلق صحي لدى السكان
أعرب خبراء عن قلقهم من احتمال زيادة حالات الحمل غير المخطط له والأمراض المنقولة جنسيا بسبب ارتفاع تكاليف وسائل منع الحمل.
ستبدأ الصين قريبا بفرض ضريبة القيمة المضافة على وسائل منع الحمل من أدوية ومنتجات لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، في خطوة تنسجم مع جهود بكين لدفع الأسر إلى إنجاب مزيد من الأطفال بعد عقود من قصر معظمها على طفل واحد.
وبحسب أحدث قانون لضريبة القيمة المضافة في البلاد، لن تكون "الأدوية والمنتجات الخاصة بوسائل منع الحمل" معفاة من الضرائب اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير. وستخضع منتجات مثل الواقيات الذكرية لضريبة القيمة المضافة المعتادة بنسبة 13 في المئة المفروضة على معظم السلع.
ورغم أن وسائل الإعلام الرسمية لم تُبرز التغيير على نطاق واسع، فقد تصدّر النقاش منصات التواصل الاجتماعي الصينية وأثار سخرية بين مستخدمين مازحين قالوا إنهم سيكونون حمقى لو لم يدركوا أن تربية طفل أغلى كلفة من استخدام الواقيات، حتى إن فُرضت عليها ضرائب.
وعلى نحو أكثر جدية، يبدي خبراء مخاوف من ارتفاع محتمل في حالات الحمل غير المخطط له ومن زيادة مخاطر الأمراض المنقولة جنسيا بسبب ارتفاع تكلفة وسائل منع الحمل.
كانت سياسة "الطفل الواحد" التي انتهجها الحزب الشيوعي الحاكم تُطبَّق من نحو 1980 حتى 2015 عبر غرامات ضخمة وعقوبات أخرى وأحيانا عبر عمليات إجهاض قسرية؛ وفي بعض الحالات حُرم الأطفال المولودون فوق الحد من رقم هوية، ما جعلهم فعليا بلا مواطنة.
ورفعَت الحكومة الحد إلى طفلين في 2015، ثم إلى ثلاثة أطفال في 2021، فيما كان تنظيم النسل يُشجَّع ويُتاح بسهولة، حتى مجانا.
"تلك خطوة قاسية فعلا"، قالت هو لينغلينغ، وهي أم لطفل يبلغ من العمر 5 أعوام تؤكد أنها مصممة على عدم إنجاب طفل آخر. وأضافت أنها ست "تقود الطريق نحو العزوف" كمتمرّدة.
وقالت أيضا: "إنها مضحكة، خصوصا إذا ما قورنت بعمليات الإجهاض القسري خلال حقبة تنظيم الأسرة".
في 2024، وُلد 9.5 مليون طفل في الصين، أي أقل بنحو الثلث من 14.7 مليون وُلدوا في 2019، بحسب المكتب الوطني للإحصاء. وذلك رغم ارتفاع أعلى من المعتاد مدفوعا بتفضيل تقليدي للإنجاب في "عام التنين" وفق علم الفلك الصيني.
ومع تجاوز الوفيات للولادات في الصين، أصبحت الهند في 2023 الدولة الأكثر سكانا في العالم.
قال تشيان كاي، مدير مجموعة أبحاث الديموغرافيا في جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة: "إن أثر الضريبة على تشجيع خصوبة أعلى سيكون محدودا جدا. فبالنسبة للأزواج الذين لا يريدون أطفالا أو لا يريدون المزيد، فإن ضريبة بنسبة 13 في المئة على وسائل منع الحمل غير مرجَّح أن تؤثر في قراراتهم الإنجابية، وخاصة إذا قورنت بالتكاليف الأعلى بكثير لتربية طفل".
ومع ذلك، اعتبر يي فو شيان، وهو عالم كبير في جامعة "ويسكونسن-ماديسون" الأميركية، أن فرض الضريبة "منطقي فحسب". وقال: "لقد كانوا يتحكمون في عدد السكان، لكنهم الآن يشجعون الناس على إنجاب المزيد؛ إنها عودة إلى أساليب طبيعية تجعل هذه المنتجات سلعا عادية".
وسائل منع الحمل ومخاطر الأمراض المنقولة جنسياكما هو الحال في معظم الأماكن، تقع معظم مسؤولية تنظيم النسل في الصين على النساء.
لا يستخدم الواقي الذكري إلا تسعة في المئة من الأزواج، فيما تعتمد 44.2 في المئة على اللولب (IUD)، و30.5 في المئة على التعقيم لدى النساء، و4.7 في المئة على التعقيم لدى الرجال، بحسب بحث صادر في 2022 عن "مؤسسة بيل ومليندا غيتس". والبقية يستخدمون الحبوب أو وسائل أخرى.
وبالنظر إلى النهج التدخلي المزمن للسلطات في حياة الناس وأجسادهم، تشعر بعض النساء بالإساءة من محاولة التأثير مجددا في خياراتهن الشخصية بشأن الإنجاب.
وقالت زو شوان، وهي معلمة تبلغ من العمر 32 عاما في بينغشيانغ بمقاطعة جيانغشي جنوبي الصين: "إنها وسيلة للانضباط، وإدارة أجساد النساء ورغباتي الجنسية".
لا توجد بيانات رسمية عن حجم الاستهلاك السنوي للواقيات الذكرية في الصين، وتتباين التقديرات. وأشار تقرير صادر عن منصة "IndexBox" الدولية للمعلومات السوقية إلى أن الصين استهلكت 5.4 مليار وحدة من الواقيات في 2020، وذلك للعام 11 على التوالي من الزيادة.
وأعرب خبراء عن مخاوف من أن يقلص تراجع استخدام الواقيات الوصول إلى وسائل الحماية ويزيد المخاطر الصحية العامة.
وقال كاي: "قد تقلل الأسعار الأعلى من قدرة الفئات الاقتصادية الضعيفة على الوصول إلى وسائل منع الحمل، ما قد يؤدي إلى زيادة حالات الحمل غير المقصودة والإصابات بالأمراض المنقولة جنسيا".
"وقد تفضي هذه النتائج، بدورها، إلى المزيد من عمليات الإجهاض وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية".
تمتلك الصين واحدا من أعلى أعداد عمليات الإجهاض في العالم، بين تسعة ملايين وعشرة ملايين سنويا خلال 2014-2021، بحسب لجنة الصحة الوطنية. ويقول خبراء إن العدد الفعلي قد يكون أعلى، إذ يلجأ بعضهم إلى عيادات غير قانونية.
وأوقفت الصين نشر بيانات الإجهاض في 2022.
كما ترتفع إصابات الأمراض المنقولة جنسيا، رغم انخفاضها خلال سنوات جائحة كوفيد-19، مع تسجيل أكثر من 100.000 مصاب بالسيلان و670.000 مصاب بالزهري في 2024، بحسب بيانات الإدارة الوطنية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويرتفع أيضا عدد المرضى المتعايشين مع الإيدز وإصابات فيروس نقص المناعة البشرية، لا سيما بين كبار السن من الصينيين، ليبلغ نحو 1.4 مليون في 2024.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة