مهاجرون فرّوا من الحروب ليواجهوا البلطجية في بريطانيا.. ما القصّة؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، لمراسلتها أميليا نيرينبيرغ، من مدينتي روثرهام وبرمنغهام، في انجلترا، قالت فيه إن "طالب اللّجوء السوداني، عبد المعز، خاف على حياته عندما قام عنصريون من اليمين المتطرف بإشعال النّار في الفندق الذي كان يقيم فيه بالقرب من مدينة روثرهام ومع أن حدّة العنف قد خفّت الآن إلاّ أنه لا يزال خائفا.
عبد المعز، وهو طالب اللجوء في العشرينيات من عمره، من السودان، كان يشاهد من نافذة في الطابق العلوي مع رجال آخرين محاصرين في الداخل. وقال إن كل ما يمكنهم فعله هو الدعاء والانتظار، بينما بدأ الرجال ف. في الخارج بمُهاجمة المبنى، وإلقاء الأشياء، وتحطيم النوافذ والهتاف، "أخرجوهم"، كما حاول بعض المهاجمين إشعال النّار في المبنى.
وأضاف عبد المعز، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لتجنّب تعريض طلب اللجوء الخاص به للخطر، عقب أيام قليلة من الهجوم: "كان الناس في حالة ذعر؛ وكنت أخشى أنه إذا لم يقتلنا الناس بالخارج، فسوف يقتلنا الدخان بالداخل".
وقع الهجوم قبل أسبوعين، وفي أحد الأيام الأخيرة من أعمال الشّغب الكبيرة التي غذّاها مُحرّضون من اليمين المتطرف، وحملة تضليل عبر الإنترنت، بعد هجوم قاتل بالسّكين على فصل رقص للأطفال في شمال غرب إنجلترا. زعم الكثير من التضليل، بعد ذلك الهجوم زورا أنّ المشتبه به، وهو مراهق وُلد في بريطانيا، كان طالب لجوء أو أنّه جاء إلى إنجلترا بشكل غير قانوني.
تمكّنت الشرطة في النهاية من صد مُثيري الشّغب في روثرهام، لكن السّكان، بما في ذلك عبد المعز، ما زالوا مرعوبين. فيما انتقل منذ ذلك الحين إلى فندق آخر في برمنغهام، لكنّه قال إن الخوف لم يهدأ بعد.
هدأت أعمال الشغب التي هزّت بريطانيا لأكثر من أسبوع، على الأقل في الوقت الحالي. فيما تعمل الحكومة في الوقت الرّاهن، على توجيه الاتهامات والحكم على مثيري الشغب بسرعة، وتقديم تحذير واضح لأي شخص يريد مواصلة العنف الذي أدّى إلى إصابة العشرات من ضباط الشرطة. وكانت المساجد والجمعيات الخيرية والمحامين الذين يساعدون طالبي اللجوء والمباني العامة والشركات في حالة تأهّب قصوى منذ أعمال الشغب.
وحتى يوم الاثنين، تم اعتقال ما يقرب من 1000 شخص ووجّهت اتّهامات إلى ما يقرب من 550 شخصا، وفقا لمجلس رؤساء الشرطة الوطنية. لكن أعمال الشّغب قد تركت مذاقا مريرا ليس فقط لطالبي اللجوء، بل وأيضا للآخرين، ممّن شعروا أنّهم أصبحوا مرة أخرى أهدافا للإساءة في بلد أصبحت فيه الهجرة نقطة اشتعال.
وقال اللاجئون ومنظمو المجتمع، إنّ هذه المجموعات تضمّ مهاجرين وطالبي لجوء، ولكن أيضا مُسلمين، وأشخاصا يتحدثون بلكنة أجنبية وأشخاصا ليسوا من البيض.
وفي روثرهام، في الأيام التي أعقبت هجوم الفندق مباشرة، كانت الزوجات يطلبن من الأزواج مرافقتهن إلى متجر البقالة، وفقا لبعض السّكان وقادة المجتمع. وأبقى بعض الآباء أطفالهم في المنزل حتى في الأيام المشمسة. وقال الناس إنهم يخافون من الذهاب إلى المسجد للصلاة، ويخافون من الذهاب إلى وسط المدينة للتسوق وحتى يخافون من الذهاب إلى الحديقة للعب كرة القدم.
وقال يعقوب آدم، وهو لاجئ من السودان، في أواخر الأسبوع الماضي: "الجميع خائفون؛ كل الأجانب، وكل اللاجئين، ولم يفعلوا أي شيء".
وصل آدم، الذي ولد في دارفور، إلى بريطانيا، خلال عام 2016 وأصبح قائدا في مجتمع اللاجئين في روثرهام. وهو عدّاء ورياضي متحمّس، وقد احتفلت به صحيفة "الاندبندنت" اللّندنية، في عام 2018 باعتباره عضوا بارزا في المجتمع البريطاني. وهو ينظم فريق كرة قدم ويتطوع مع العديد من الجمعيات الخيرية.
وبسبب التأثّر بأعمال الشّغب، خلال الأسبوع الماضي، ألغى آدم مباراة كرة قدم. كان بعض لاعبيه المنتظمين يعيشون في الفندق، وهو فندق "هوليداي إن إكسبريس"، وقد تم نقلهم، بالإضافة إلى طالبي اللجوء الآخرين الذين كانوا يقيمون هناك، نحو أماكن أخرى بعد الهجوم. وقال إنّ "اللاّعبين الآخرين كانوا منزعجين للغاية بسبب أعمال الشغب".
واستفسر آدم وهو يبكي: "كيف يمكن للناس أن يحاولوا حرق شخص حي؟"، مردفا: "لم نأت إلى هنا لإيذاء أي شخص، لقد جئنا لنعيش حياة كريمة".
وقال إن التوترات كانت موجودة في روثرهام من قبل، ولكن لم يكن هناك شيء مثل هذا في السنوات الأخيرة. في ليلة الأربعاء، ذهب لحماية مسجد قريب، قلقا من أنه قد يتعرّض للهجوم، خلال الاحتجاجات المناهضة للمهاجرين المخطط لها في ذلك المساء. ولكنّها لم تحصل أبدا؛ والآن يشعر أنه قد لا يعرف كيف ينظر إليه جيرانه في الواقع.
وأوضح: "لقد فررت من الحرب في بلدي، حيث الإبادة الجماعية في بلدي، لآتي إلى إنجلترا. ولكن على الأقل اعتبارا من الأسبوع الماضي، كنت خائفا جدّا من البقاء خارجا بعد الساعة 10 مساء". وعلّق على ذلك بالقول: "هذه ليست حرّية".
يقول السكان إنّ العُنف بالقرب من روثرهام قد تفاقم بسبب التوترات العنصرية المتفاقمة الناجمة عن ذكريات الاعتداء الجنسي واسع النّطاق الذي حدث في المنطقة من عام 1997 إلى عام 2013. وفي عام 2014، صدر تقرير مستقل ذكر أن 1400 طفل على الأقل تعرضوا للإساءة، في حين اتُهمت السّلطات بغض الطرف عن المشكلة. وكان معظم الضحايا من البيض؛ وكان الجناة من أصول باكستانية في الغالب.
وقال أبرار جاويد، من منتدى مجتمع روثرهام الإسلامي: "كان السرد في الأساس 'نحن وهم'. وقال إن نتائج التقرير، وردود الفعل اليمينية المتطرفة، "أدت إلى تطرف الكثير من المجتمعات البيضاء". مضيفا: "لقد سممت الكثير من العقول في روثرهام".
بالنسبة لطالبي اللجوء في فندق هوليداي إن إكسبريس، فإنّ شعورهم بالتهميش زاد بسبب عزلتهم؛ كان الفندق بعيدا عن وسط روثرهام، وبعيدا عن المساجد والمحلات الحلال، كما قال زيد حسين، وهو إمام مسجد عثمان، مسجد محلي.
إلى ذلك، يقول النّاشطون الذين يؤيدون الهجرة، إن إيواء طالبي اللجوء في الفنادق يمكن أن يجعلهم أكثر عرضة للهجمات، لأنّ المباني يمكن التعرّف عليها بسهولة وعاجزة نسبيا. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، قد تعرض فندق آخر على الأقل كان يستخدم لسنوات لإيواء طالبي اللجوء للهجوم خلال موجة العنف الأخيرة، كما كانت فنادق أخرى هدفا للاحتجاجات في الماضي.
وقالت كاما بيتروزينكو، وهي محللة سياسات في مجلس اللاجئين، وهي منظمة غير حكومية بريطانية: "الناس الذين يعيشون في هذه الفنادق دون أي حماية". فيما قال فيل تورنر، 72 عاما، وهو الذّي يعمل مع منظمة تسمى Stand Up to Racism Rotherham، إنّه قاد مظاهرة مضادة في يوم الهجوم على فندق هوليداي إن إكسبريس وكان يحاول صدّ ما أسماه هجوما "على غرار المذابح" ضد المسلمين والمهاجرين.
وشبك المتظاهرون المضادون أذرعهم، مرددين "اللاجئون مرحب بهم هنا"، لكنه قال "إنهم لم يكونوا ندا للمهاجمين. وكانوا ينادون بالدم. لقد كان حشدا قاتلا". وبالنسبة لعبد المعز، بدا العنف مألوفا، بشكل مخيف. وقال إنه فرّ من الحرب الأهلية المتصاعدة في السودان قبل أن يضطر إلى الانضمام إلى القتال، مثل إخوته الثلاثة الأكبر سنا.
وأردف بأنّ هروبه أخذه عبر تشاد وليبيا وتونس، ثم عبر البحر إلى إيطاليا. لم يكن لديه سترة نجاة وكان يخشى الغرق. وقال إن العنصرية في إيطاليا كانت قويّة للغاية، فغادر إلى فرنسا وفي النهاية صعد على متن قارب مطاطي إلى إنجلترا.
الآن، بعد أسبوع من حياته الجديدة في برمنغهام، قال عبد المعز إنه أكثر سعادة مما كان عليه في روثرهام. وتابع متحدّثا في مقهى، بالقرب من فندقه الجديد، إنّه لم يعد مضطرا إلى ركوب حافلة للوصول إلى مسجد. حيث يوجد مسجد على بعد 10 دقائق فقط سيرا على الأقدام.
ويحب كون المدينة متنوّعة: هناك المزيد من السودانيين، وغيرهم من الأفارقة، في الشوارع. لكنه لا يزال لا ينام جيدا. ما يؤلمه هو ذكرى إنذار الحريق الذي قال إنه رنّ لساعات بينما كانت أعمال الشغب مستعرة في الفندق، مردفا: "إنه صوت لا يمكنني أن أنساه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السوداني بريطانيا بريطانيا السودان شوارع بريطانيا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طالبی اللجوء أعمال الشغب على الأقل عبد المعز أعمال الش وقال إن قال إن
إقرأ أيضاً:
الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام تبحث الصحافة الاستقصائية والبحث العلمي
تُقدّم مجلة الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام في العدد السادس (يوليو/تموز 2025) ملفا بحثيا خاصا بأعمال المؤتمر العلمي، الذي عقده مركز الجزيرة للدراسات، ومختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل، وشعبة علوم الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس المغربية، بعنوان "الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات"، في الرابع والخامس من ديسمبر/كانون الأول 2024.
وقد انصب اهتمام الباحثين في معظم الدراسات والبحوث على استقصاء أوجه العلاقة بين الصحافة الاستقصائية والمنهجية العلمية، ودراسة تأثير مناهج البحث العلمي في توجيه مسار العمل الصحفي الاستقصائي وعلمية خطواته وإثراء نتائجه، من خلال نماذج تطبيقية عربية وأجنبية، لا سيما في فترات الحروب والنزاعات، فضلا عن دراسة بعض تجارب الصحافة الاستقصائية في مراحل الانتقال الديمقراطي والإعلامي والمهني (تونس، والمغرب).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من الانقلاب إلى إلغاء الأحزاب.. السياسة في أفريقيا إلى أين؟list 2 of 2إيران وإسرائيل.. أفق ملغوم لحرب الـ12 يوماend of listوفي الجزء الأول من الملف البحثي، تحدد الأكاديمية وفاء أبو شقرا دور البحث العلمي ومناهجه وتقنياته في العمل الصحفي الاستقصائي، من خلال الإجابة عن هذا السؤال المركب: إلى أي مدى يستلهم الصحفي الاستقصائي أسلوب الأبحاث العلمية لإعداد موضوعه الصحفي؟ وأي دور لهذا الأسلوب في تعزيز قواعد الصحافة الاستقصائية وخلق تمايزها؟
وفي هذا السياق أيضا، تبحث الدراسة التي أعدها الأكاديمي محمد كريم بوخصاص المقاربات المنهجية في العمل الصحفي الاستقصائي وتقاطعاتها مع المناهج العلمية، وسبل توظيفها لتحسين جودة التحقيقات الاستقصائية، وتقديم رؤية شاملة للأساليب المنهجية التي تستخدم في هذا النوع من الصحافة.
وتفحص دراسة للدكتور عزام أبو الحمام مدى إلزامية المنهجية العلمية، وخطواتها المعروفة في البحث العلمي، في مجال الصحافة الاستقصائية، وترصد أيضا حدود التزام الأعمال الصحفية الاستقصائية التي حققت نجاحا صحفيا وإعلاميا بالمنهجية العلمية.
إعلانكما تتتبع الدراسة التي أعدها الباحث عبد الله سالم باخريصة الإجراءات والخطوات المنهجية التي استندت إليها عينة من التحقيقات اليمنية في بناء قصصها وصياغة إشكاليتها وفرضياتها، وتحاول الإجابة عن سؤال إشكالي محوري: إلى أي حد تتمثل هذه التحقيقات -في تحليلها المضاميني، وتتبعها للأدلة ومقارنة البراهين والحجج- منهجية البحث العلمي للوصول إلى نتائج كاشفة للحقائق، وللإجابة عن جميع الأسئلة التي تثيرها قضايا التحقيقات؟
استكشاف الدور المحوري الذي تقوم به الصحافة الاستقصائية في المنطقة العربية خلال فترات الحروب والنزاعات، وفاعليتها في تغطية الانتهاكات وجرائم الحروب
بواسطة دراسة للباحثة مرفت الشقطمي
الصحافة الاستقصائية والحروبوتسعى دراسة للباحثة مرفت الشقطمي إلى استكشاف الدور المحوري الذي تقوم به الصحافة الاستقصائية في المنطقة العربية خلال فترات الحروب والنزاعات، وفاعليتها في تغطية الانتهاكات وجرائم الحروب، وإبراز التحديات التي تواجه الصحفيين الاستقصائيين وكيفية تجاوزها بفضل التكنولوجيا الحديثة.
ويتقصى الباحث، أحمد رضوان، التحديات التي واجهها الصحفيون الفلسطينيون خلال تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة (2023-2024)، ويبحث المنهجية التي اعتمدها الصحفيون في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لمتابعة تطورات الأحداث، والتحقق من دقة الأخبار وصدقيتها في ظل التدفق الهائل للمعلومات وانتشار الأخبار المضللة، ويرصد أيضا فاعلية هذه المنصات في إثراء محتوى الصحافة الاستقصائية.
وتبحث الدراسة التي أعدتها الأكاديمية، فاطمة الزهراء السيد، التحديات التقنية والمهنية والقانونية والأمنية والصحية التي يثيرها استخدام الذكاء الاصطناعي في إنجاز العمل الصحفي الاستقصائي بمراحله المختلفة.
وترصد دراسة للباحثة صبرين المطماطي تمثلات الصحفيين الاستقصائيين التونسيين لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في مراحل الإنتاج الصحفي الاستقصائي عبر دراسة استخداماتها التحريرية والتقنية في الممارسة الإعلامية اليومية وخلال الحروب والنزاعات. وتستشرف الدراسة مستقبل الصحافة الاستقصائية في تونس.
وتهدف دراسة الأكاديمي الصادق الحمامي إلى فهم تجربة الصحافة الاستقصائية في تونس من خلال منهجية مخصوصة تعتمد على مدخلين: يهتم المدخل الأول بدراسة السياقات المؤثرة في تشكل هذه التجربة، وهي الانتقال السياسي والانتقال الإعلامي والانتقال المهني. ويركز المدخل الثاني على الفاعلين في الصحافة الاستقصائية، وهم الصحفيون، والمؤسسات الصحفية، والمنظمات الدولية، كذلك الدولة.
وتبحث دراسة الأكاديمي عمر احرشان إشكالية العلاقة بين الصحافة الاستقصائية وتبني الخيار الديمقراطي في الحالة المغربية من خلال رصد البيئة القانونية والمؤسساتية والسياسية والمهنية التي ميزت ظهور وانتشار وتراجع الصحافة الاستقصائية بالمغرب. وتتقصى أيضا تأثير الانفتاح السياسي والحقوقي، الذي شهده المغرب منذ تسعينيات القرن الماضي، في العلاقة بين المتغيرين ودينامية تفاعلهما.
وتهتم دراسة الدكتور سليمان صالح ببحث أخلاقيات الإعلام التي تمكن من تطوير جودة المضمون، الذي تقدمه وسائل الإعلام عبر أشكالها الصحافية المختلفة، خاصة الصحافة الاستقصائية، في ظل الحروب والنزاعات التي تزيد حاجة المجتمعات إلى صحافة تكشف الانتهاكات، وتوثق جرائم الحروب والجرائم ضد الإنسانية.
الأدوار التي اضطلعت بها النخبة العربية، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023
بواسطة دراسة للدكتور عبد الحكيم أحمين
النخبة العربية والحرب على غزةوفي نافذة دراسات وأبحاث، يستقصي الدكتور عبد الحكيم أحمين الأدوار التي اضطلعت بها النخبة العربية، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويرصد، في استطلاع للرأي، المبادرات التي سارعت إليها هذه الفئة المجتمعية في سياق مواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. ويحدد أولويات النخبة، والرؤى التي تؤطر مبادراتها ونشاطها الفكري، وعلاقاتها بمحيطها السياسي والاجتماعي المحلي والدولي.
إعلانوتقارب دراسة للباحثة وضحة حسن السويدي سؤالا محوريا عن دور التغطية الإعلامية للحرب الإسرائيلية على غزة من المنظور الإخباري لموقعي "الجزيرة نت" و"بي بي سي عربي". وتحلل سمات المضمون وأطر المعالجة الإعلامية لسيرورة الحرب وتداعياتها، خلال الفترة الممتدة من السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 19 يناير/كانون الثاني 2025.
وفي زاوية "المعجم الإعلامي الحديث"، يشارك الدكتور غسان مراد بمادة علمية، مشاركا في وضع لبنات هذا المعجم الذي يمثل إسهاما معرفيا لمركز الجزيرة للدراسات في صناعة معجمية تحقق التراكم المعرفي الإعلامي. وتزداد أهمية هذا المشروع باعتبار هذه الصناعة وسيطا علميا يوثق الصلة بمجال اشتغاله، ويكسب المتلقي وعيا عميقا بالكيفية التي يُعبّر بها النسق المعجمي عن صيرورة الظواهر والقضايا الإعلامية التي يعالجها من خلال البحث في أصول الكلمات وتشكل المصطلحات وبلورة المفاهيم واستقصاء تطورها التاريخي.
ويقدم الدكتور محمود محمد الحرثاني والباحثة شيماء محمد شهاب، في قراءتهما لكتاب "الوثاق الرقمي المزدوج: التغيير والركود في الشرق الأوسط"، مقاربة سياقية تتتبع دلالة المصطلحات والمفاهيم التي يستخدمها المؤلفان، الدكتور محمد زياني والدكتور جو خليل، في دراستهما لواقع التحول الرقمي في العالم العربي من منظور نقدي متعدد التخصصات. ويرى الحرثاني وشهاب أن الكتاب مرجع مهم لفهم التحول الرقمي في الوطن العربي، إذ يناقش قضايا، مثل السيادة الرقمية والحاجة إلى تفكيك الهيمنة المعرفية الغربية في دراسة هذا التحول.
وفي نافذة الرسائل الجامعية تبحث أطروحة الباحث حمدان علي البادي -بعنوان "الإذاعات العمانية والميديا الرقمية في السياق العماني"- العلاقة بين الميديا الرقمية والإذاعات العمانية من حيث الإنتاج والتوزيع والإمكانيات التي توفرها البيئة الرقمية لتعزيز العمل الإذاعي عبر الإنترنت، والاستثمار في إذاعات الإنترنت التي تعد مستقبل الميديا التي تأخذ حيزا من اهتمام المستخدمين لسهولة الوصول إليها، وما تتميز به من سرعة في التعاطي مع الأحداث وإمكانية مشاركة المستخدمين وتفاعلهم مع برامجهم المفضلة.
وترصد الباحثة إيناس كاظم مطلك دور صحافة المواطن وأهميتها في إثراء محتوى المواقع الإخبارية، وتركز على منصة "مدونات" في موقع "الجزيرة نت"، الذي يولي أهمية كبيرة لمشاركة المواطنين في صناعة المحتوى الإخباري، مما يجعله حالة دراسية نموذجية لفهم أهمية دور صحافة المواطن في المحتوى الإعلامي الرقمي. وتقارب الدراسة هذه الحالة من خلال الإجابة عن هذا السؤال المحوري: ما دور صحافة المواطن (مدونات الجزيرة) في إثراء محتوى "الجزيرة نت"؟
للاطلاع على العدد كاملا، يرجى الضغط هنا
للاطلاع على الأعداد السابقة، يرجى الضغط هنا