المهندس عبد السلام الجبلي يكتب: التحالف الوطني وحياة كريمة والحوار الوطني وبناء الإنسان
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة المصرية، إلا أن الدولة لم تتوقف عن خطواتها في بناء الإنسان المصري والاهتمام به وتحسين مستوى الخدمات المقدمة إليه في مختلف القطاعات، وذلك بتوجيهات من الرئيس السيسي، منذ توليه قيادة البلاد وحتى الآن، ما أكده أيضا في تكليفاته للحكومة الجديدة.
علي سبيل المثال، مشروع حياة كريمة الذى يعد أكبر مشروع تنموي يستهدف تحسين كافة الخدمات المقدمة للمواطنين في كل أنحاء الريف المصري، في سابقة فريدة من نوعها، ورغم صخامة تكلفة ذلك المشروع التي تعدت تريليون جنيه، إلا أن الدولة مازالت عازمة على استكماله رغم التحديات الاقتصادية.
ولنا أن نتخيل أن هناك قرى في الريف لم تصل إليها مياه الشرب والصرف الصحي قبل مشروع حياة كريمة، وكذلك لم يكن بها مدارس أو وحدات صحية أو رصف لمدخلها علي الأقل.
كل هذه الخدمات تكشف عن مدى الاهتمام بالإنسان المصرى سواء كان بالريف أو المدينة.
وأرى أن الاهتمام بأهالي الريف، يساعد بدوره في تأهيل المناخ المناسب لهم للعمل والاهتمام بقطاع الزراعة، وزيادة الإنتاج الزراعي.
كذلك أرى أن التحالف الوطني للعمل الأهلي، يعد من الخطوات التي تؤكد الاهتمام ببناء الإنسان، وذلك من خلال الاستغلال الجيد لدور المجتمع المدني والعمل على تعظيم الاستفادة منه وتوجيه نشاطه للأولويات، ما تم بالفعل خلال الفترة الأخيرة، حيث جاء التحالف الوطني ليمثل نموذجًا ناجحا ومثاليًا للتعاون بين المجتمع المدني والحكومة، وذلك من خلال تقديم خدمات متنوعة تشمل الرعاية الصحية والتعليم ودعم المشروعات الصغيرة، إضافة إلى تقديم المساعدة للفئات الأكثر ضعفًا، مثل النساء والشباب بجانب الدور البارز في تحسين البنية التحتية بالمناطق الريفية وتوفير خدمات أساسية كالمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.
دور التحالف الوطني، في التنمية لم يتوقف عند نشاط المساعدات الغذائية أو العينية، مثلما كان يحدث من قبل في بعض الجمعيات، بل أصبح له له دورا في تعزيز التمكين الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل للشباب وتوفير التدريب المهني لهم، ما يسهم في الحد من البطالة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
أيضا أرى أن الحوار الوطني، الذى شاركت فيه مختلف الكيانات والمؤسسات بعد دعوة الرئيس السيسي، يعد من العلامات التى تؤكد حرص القيادة السياسية علي بناء الإنسان والاهتمام به وتحسين أوضاعه، وذلك من خلال مناقشة كافة التحديات و مختلف القضايا والمشكلات في مختلف القطاعات، اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وغيرها، وطرح العديد من الرؤى بشأن مواجهتها، والخروج بتوصيات في هذا الشأن، والتى وجه الرئيس بقيام الحكومة بتنقيذها.
لذلك، أرى أن مثل تلك الخطوات التى تقوم بها الدولة، تؤكد بما لايدع مجالا للشك، بأن هناك إرادة و عزيمة للنهوض بالبلاد والاهتمام ببناء الإنسان وتحسين جودة كل الخدمات المقدمة إليه، في مختلف القطاعات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التحالف حياة كريمة التحالف الوطني التحالف الوطنی من خلال
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: 950 ميغاواط إلى الشبكة القومية
تُعد مشروعات البنية التحتية لاسيما في قطاع الطاقة، أحد المؤشرات البارزة على قدرة الدولة على استعادة وظائفها الأساسية، وترسيخ مفهوم السيادة الوطنية، خاصة في سياقات ما بعد الحرب أو خلال مراحل الانتقال السياسي. وفي الحالة السودانية، تُعتبر الكهرباء أحد أهم أعمدة إعادة بناء الدولة، وركنًا استراتيجيًا في معادلة الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
في هذا الإطار، يكتسب خبر توقيع عقد استئناف العمل بمحطة كهرباء “كلاناييب” أول أمس بمدينة إسطنبول التركية – بحسب ما أوردته Sudansawa – أهمية مضاعفة، من حيث كونه استئنافًا لمشروع متعثر منذ سنوات، بجانب ما يحمله من دلالات سياسية وإدارية، وتوقيت مهم في ظل تصاعد التحديات الأمنية، وركود أداء الدولة، وتآكل ثقة المواطن في المؤسسات الخدمية.
يُعد توقيع عقد استئناف العمل في محطتي كهرباء “قري وكلاناييب” – وهما من أبرز المشروعات الاستراتيجية بولاية الخرطوم والبحر الأحمر – خطوة مهمة، خاصة أن المشروع يعود إلى اتفاق سابق أُبرم عام 2016 بين الحكومة السودانية وشركة “سيمنز” الألمانية، لإنشاء محطتين بقدرة إجمالية تبلغ 950 ميغاواط.
ورغم تعثر المشروع بفعل المتغيرات السياسية، فإن توقيع العقد الجديد بإشراف مباشر من وزير الطاقة السابق، الدكتور محيي الدين النعيم، أعاد المشروع إلى واجهة الأولويات التنموية. وقد اعتبره عدد من المراقبين اختراقًا نوعيًا يؤكد إمكانية إعادة تنشيط المشروعات الكبرى متى ما توفرت القيادة الفنية والتمويل والإرادة السياسية.
كما هو معلوم تُشكل مشروعات الطاقة اليوم إحدى أدوات السيادة الفعلية، إذ أصبحت الكهرباء خدمة حيوية ومطلبًا يوميًا و معيارًا لقياس مدى التزام السلطة تجاه المواطن، ومؤشرًا على قدرة الدولة على الوفاء بوظائفها الأساسية.
وفي هذا السياق، تكتسب الزيارة السابقة التي قام بها رئيس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، إلى محطة “كلاناييب” دلالة استراتيجية، كونها تؤكد وعي “حكومة الأمل” بأهمية ربط الملف السياسي بالتنموي، واعتماد مشروعات البنية التحتية كنقطة ارتكاز لإعادة بناء الثقة وتعزيز الشرعية التنفيذية. وهناك زيارات منتظرة لمشروعات تنموية أخرى.
يعكس اختيار موقع محطة “كلاناييب” ببورتسودان، إلى جانب محطة “قري” بالخرطوم، وعيًا بأهمية التوزيع الجغرافي العادل لمصادر الطاقة بين المركز والولايات. فبينما تدعم “قري” الصناعات التحويلية ومصفاة الخرطوم، تسهم “كلاناييب” في تعزيز قدرات الموانئ والصناعات البحرية، إضافة إلى إنتاج المياه النقية، ما يجعلها مرتبطة بشكل مباشر بحل مشكلة العطش في ولاية البحر الأحمر حيث تعد الكهرباء أداة أساسية لتحقيق التوازن الإقليمي وتعزيز الاندماج الوطني.
يرتبط مشروع “كلاناييب” برؤية أوسع وضعتها وزارة الموارد المائية والكهرباء عام 2015، تهدف إلى رفع القدرة المركبة إلى 6500 ميغاواط بحلول عام 2030، من خلال التوسع في المحطات الحرارية، والتوجه نحو مصادر الطاقة البديلة والمتجددة.
غير أن غياب الاستقرار السياسي أدى إلى تجميد التنفيذ، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة الدولة السودانية على الالتزام بخططها الاستراتيجية. وكما هو معلوم فقد عانت مشروعات الكهرباء في السنوات الأخيرة من ضعف مؤسسي وغياب الرؤية، ولذلك فإن ما نشهده اليوم من محاولات لإعادة إحيائها يمثل فرصة تاريخية لإعادة تعريف دور الدولة التنموي .
وتُعد محطة “كلاناييب” نموذجًا على التقاء أهداف التنمية المستدامة، من خلال الجمع بين أمن الطاقة والأمن المائي، بما يفتح المجال لتوسيع التجربة في ولايات أخرى تعاني هشاشة خدمية مماثلة. كما أن إعادة المشروع إلى دائرة التنفيذ تمثل تجاوزًا للأبعاد التقنية نحو التوجه الاستراتيجي لرفع الكفاءة وجودة التخطيط.
اللافت أن توقيع العقد قد أطلق موجة من التفاؤل الشعبي، لما يُتوقع أن يسهم به في تحسين واقع المواطنين. ولا يمكن – بحسب مراقبين – إغفال الدور المحوري الذي لعبه وزير الطاقة السابق، الدكتور محيي الدين النعيم، في إعادة تفعيل مشروع “كلاناييب”، رغم التحديات المؤسسية والسياسية التي واجهها القطاع.
ويُعد النعيم من الكفاءات الوطنية المستقلة، ويتمتع بخبرة طويلة في مجالات الطاقة والتدريب والإدارة، إلى جانب تأهيل أكاديمي متنوع في القانون والإدارة. ويرى عدد من المراقبين أن إعادة تكليفه ضمن الحكومة الجديدة المرتقبة بمهام الوزارة، قد يسهم في تعزيز الاستقرار الفني والإداري لهذا القطاع، باعتباره قيادة متخصصة قادرة على تحويل الرؤية إلى واقع تنفيذي جاد وملموس.
ويبقى السؤال: بحسب ما نراه من#وجه_الحقيقة ، هل تمتلك الحكومة السودانية، في ظل بيئة سياسية واقتصادية هشة، ما يكفي من الإرادة والقدرة المؤسسية لترجمة هذه الرؤية وهذا العقد إلى واقع تنفيذي منتج؟ يسعف الناس سريعًا بإدخال 950 ميغاواط إلى الشبكة القومية التي ظلت تعاني منذ أن طالتها أيدي تمرد مليشيا الدعم السريع وداعميها العابثة.
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الثلاثاء 1 يوليو 2025م Shglawi55@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتساب