الضبابية صارت سمة أساسية في مسألة التحالفات في السودان خلال السنين الأخيرة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
لايمكن أن تحقق نصف تحالف مع أمريكا ثم تكمله مع روسيا ، بناء التحالفات أمر معقد ويتطلب استراتيجية محكمة تعرف مصالح الدولة بناءً على توجهاتها وماتسعى اليه ، حتى فيما يتعلق بسياسة العداء تحتاج الدولة إلى رؤية واضحة توظف ذلك العداء لجعله جزءا من توجه الدولة وباعثاً ومحركاً للمشاعر الرافضة للهيمنة ، التحالفات في أصلها أستراتيجي وليس تكتيكي أساسها المصالح بمعناها الواقعي المقرون بالقيم في كثير من الأحيان .
حدثت تخبطات كبيرة للسياسة الخارجية السودانية في السنين الأخيرة ، وتم إدارتها عن طريق أشخاص لا مؤسسات ، فقاطعت الدولة حلفاءها وغيرت توجهاتها ، وانخرطت في محاور لصالح تعبئة خزانتها ومعالجة مشاكلها الاقتصادية ، فتم إحتواؤها وصارت دولة تابعة (satellite state ) تدور في فلك من يرعاها يوجهها شمالاً ويميناً ويحرك أساطيل جيشها لتغزو لها وفقاً لمصالحها ..
صارت الضبابية سمة أساسية في مسألة التحالفات في السودان خلال السنين الأخيرة ، ولم تعد الدولة قادرة على كسب ثقة الحلفاء خوفاً من الغدر بهم وبيعهم لصالح إرضاء من يضغطون عليها ، ستستمر هذه الضابية وسيخسر السودان حلفاء جدد مالم توضع استراتيجية واضحة متفق عليها من قبل أطراف الدولة المبعثرة ، استراتيجية تعرف المخاطر والتحديات التي تواجهها وتراعي مصالح الدولة بما يتوافق مع قيمها ومشاريعها ورؤيتها للعالم .
حسبو البيلي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني يبدد الضبابية الاقتصادية وينعش الأسواق العالمية
شهدت الأسواق المالية العالمية، الإثنين، تحسنا ملحوظا بعد التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما ساعد في تخفيف بعض المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وأدى إلى ارتياح في أسواق العملات والسلع.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات في جنيف، يتضمن تعليق الرسوم الجمركية بين الطرفين لمدة 90 يوماً، مع التزام الصين بتقليص العجز التجاري مع الولايات المتحدة.
وقد أسهم هذا الاتفاق في تقليل الضبابية التي أثرت سلباً على الأسواق العالمية في الأسابيع الماضية.
ارتفاع الدولار الأمريكي
في رد فعل فوري على الأخبار المتعلقة بالاتفاق ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي مقابل العديد من عملات الملاذ الآمن، مثل الين الياباني والفرنك السويسري.
وصعد الدولار بنسبة 0.4 بالمئة إلى 145.93 ين، بينما ارتفع 0.5 بالمئة مقابل الفرنك السويسري إلى 0.8337. يعتبر هذا الارتفاع نتيجة لتفاؤل المستثمرين بأن الاتفاق قد يقلل من التوترات التجارية بين أكبر اقتصادات العالم، ويمنح الدولار دعمًا إضافيًا باعتباره العملة الأكثر أمانًا في أوقات الاضطراب الاقتصادي.
ويخفف التقدم في المحادثات من القلق الذي كان يساور الأسواق خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثر سلبًا على الثقة في الأصول الأمريكية.
بالرغم من أن المؤشر العام للدولار لم يشهد تغيرًا جوهريًا مقارنةً بالفترة الماضية، إلا أن هناك مؤشرات على تحسن الوضع الاقتصادي بشكل عام، وهو ما يمكن أن ينعكس في استقرار أكبر للدولار على المدى الطويل.
ارتفاع أسعار النفط
في تطور مشابه، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بعد الإعلان عن الاتفاق التجاري، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.3 بالمئة، مسجلة 64.14 دولارًا للبرميل، بينما قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 3.47بالمئة، ليصل سعر البرميل إلى 63.14 دولارًا.
ويعكس الارتفاع في أسعار النفط تفاؤل الأسواق بعودة النمو الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة بعد تهدئة الخلافات التجارية، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب على النفط الخام في أكبر أسواقه العالمية.
ويحتمل هذا التقدم في محادثات التجارة أن يساهم في عودة النشاط الاقتصادي في كلا البلدين، ما سينعكس إيجابًا على استهلاك النفط، في نفس الوقت، يظل تأثير منظمة أوبك+ على أسعار النفط متواصلاً، حيث تستمر خطط المنظمة لزيادة الإنتاج في الأشهر القادمة، مما قد يحد من المكاسب السعرية في أسواق النفط، لكن، في الأجل القصير، من المرجح أن يستمر تأثير التفاهم التجاري في دعم أسعار النفط.
تأثير الاتفاق على أسواق الأسهم
أما في أسواق الأسهم، فقد شهدت الأسهم الأوروبية تحسنًا ملحوظًا، حيث سجل مؤشر "ستوكس 600" ارتفاعًا بنسبة 1.1 بالمئة، وهو ما يُعتبر أكبر زيادة له في عدة أشهر.
كما ارتفع المؤشر الألماني "داكس" بنسبة 1.6بالمئة، ليغلق عند أعلى مستوى له على الإطلاق يوم الجمعة، وتعكس هذه المكاسب التفاؤل العام في الأسواق الأوروبية، التي تأثرت سلبًا خلال الأشهر الماضية بسبب النزاع التجاري بين أكبر اقتصادات العالم.
تداعيات الاتفاق على السوق الأمريكي
أما على صعيد السوق الأمريكي، فإن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين يوفر بعض الراحة من الضغوط الاقتصادية التي كان يواجهها الاقتصاد الأمريكي.
على الرغم من أن الأسواق الأمريكية لم تشهد تغييرًا جذريًا في قيمتها، إلا أن تحسن العلاقات التجارية قد يساهم في تعزيز الثقة في الاقتصاد الأمريكي.
ويتطلع المستثمرون إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية المنتظرة هذا الأسبوع، مثل مؤشر أسعار المستهلكين وبيانات مبيعات التجزئة، والتي ستعطي إشارات حول مدى تأثير النزاع التجاري على النمو الاقتصادي في البلاد.