بوابة الوفد:
2025-12-12@18:42:52 GMT

وداعًا مؤسس مجلة «ماجد»

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

مدرستى الابتدائية كانت فى آخر شارع شامبليون فى منطقة وسط البلد.. كانت عبارة عن قصر تاريخى مكون من طابقين.. حينما كان التعليم مجانيا لأبناء القاع من الطبقة المتوسطة التى ينتمى والدى اليها بحكم عمله كموظف فى هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية وينتسب اليه ستة من الأبناء جميعهم دخلوا المدارس وتخرجوا فى الجامعات.

. أذكر ان فصلى الدراسى فى ستة ابتدائى كان فى الطابق الأول.. حجرة واسعة ذات نوافذ طولية رشيقة بزجاجها الفاتح المطل على حديقة القصر.. سقفها مرسوم باللون الأزرق السماوى وتحيط أركان الغرفة ملائكة بيضاء بأجنحة صغيرة.. ويجاور مدرستى القصر السفارة السويسرية.. فكنا فى فسحة المدرسة نصعد سطح القصر لأتناول إفطارى المكون من سندوتش الجبنة البيضاء أو الفول وهو المتاح، فلا يوجد فى بيتنا رفاهية سندوتشات المربى والبيض، أفطر وأنا أشاهد حمام السباحة الموجود فى حديقة السفارة المليئة بالزهور البديعة الألوان.. ويواجه مدرستى نادى القضاة وبجواره مبنى نقابة الصحفيين القديم بحديقته التى حضرت فيها وأنا فى تلك المرحلة عيد ميلاد جارى وأخى هشام طه الصحفى اللامع فى صحيفة الأهرام، وابن الدكتورة عواطف عبدالرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام التى تمثل لى أستاذتى ومعلمتى فى الحياة، وقبل كل ذلك جارتى الحبيبة فى عمارات معروف التى لا يفصل بين حجرتها وحجرتنا انا وأشقائى سوى جدار، وذلك قبل انتقالها بعد وفاة والدتها تيتة بهية كما كنا ننادى عليها إلى عمارات المانسترلى فى شارع البحر الأعظم بالجيزة.

العام كان 1978 حينما حصلت على الشهادة الابتدائية وبدأت أكتشف طريقى إلى مكتبة مدبولى بميدان طلعت حرب القريب من بيتنا بعدة أمتار.. حيث حصلت بمبلغ العيدية الضخم حينها وكان ثلاثة جنيهات ونصف على ما أذكر.. وأشتريت مجلدا يضم عددا وفيرا من مجلة ميكى.. فاتسعت عيناي لعالم من البهجة والمعرفة والمرح.

مرحلة الإعدادية كانت فى مدرسة الفلكى بباب اللوق وهى أيضًا قصر تاريخى رائع.. وكانت أبلة ليلى هى أمينة المكتبة وأنا وعدد كبير من التلميذات أصدقاء المكتبة.. وأذكر أننا دعونا باسم مكتبة مدرسة الفلكى الإعدادية الكاتب الكبير ثروت أباظة الذى جاء واستمع إلى أسئلتنا البريئة التى كانت على شكل: متى ولد الكاتب الكبير؟ وأين يعيش؟ ومن من أبناء جيله من الكتاب أصدقائه؟.. كما قامت أبلة ليلى أمينة المكتبة بعمل زيارة ميدانية لنا لدار الهلال ومقابلة رئيس تحرير مجلة «سمير» ماما «لبنى» بوجهها الأموى ورشاقتها وابتسامتها التى لم تفارقها طوال جولتنا معها لمعرفة كيف يتم طباعة المجلة وسألتنا عن أمنيتانا فى المستقبل ووزعت علينا هدايا المجلة التى كانت هدايا بلاستيكية مبهرة الألوان ومغلفة على شكل مقلمة أو لعبة.

كل ما سبق مر أمام عينى كشريط سينمائى سريع الإيقاع بالأبيض والأسود، ابتسمت لم تخُنِّى الذاكرة بعد على الرغم من بلوغى الثامنة والخمسين، ثم أغمضت عينى مرة أخرى فى محاولة بائسة لاستعادة بعض مما منحته لنا الحياة أنا وأبناء جيلى من السعادة والمعرفة وتشكيل الوعى بدون مقابل مادى على الرغم من حياتنا الأسرية المتواضعة، لكنى لم أستطع هذه المرة أن أقاوم الشعور بالفقد والحزن على وفاة الكاتب الصحفى أحمد عمر، مؤسس وأول رئيس تحرير لمجلة «ماجد» الإماراتية والموجه للأطفال من سن السابعة وحتى الرابعة عشرة، عن عمر يناهز الـ85 عامًا.

حيث استطاع الكاتب الصحفى «أحمد عمر» ومعه ماما «لبنى» من خلال صفحات مجلة «ماجد» ومجلة «سمير» ان يشكلا خيال وعقول أبناء جيلى منذ أيام البراءة الأولى.

حيث تولى أحمد عمر المولود فى 25 سبتمبر 1939، وتخرج فى كلية الآداب حاملًا ليسانس الصحافة، رئاسة تحرير مجلة «ماجد» الإنجاز الأكبر فى حياته المهنية، فأصبحت المجلة بقيادته أشهر مجلة للأطفال والأكثر توزيعًا فى العالم العربي، واستمر فى إدارة تحريرها لعقود عدة، وحصد جائزة أدب الطفل قبل أن يترجل من منصبه، ويستمر فى إثراء أعدادها بقصص الشخصيات التى اشتهرت بها، كشخصيّة زكية الذكية، والنقيب خلفان، وغيرهما من الشخصيات المحبوبة والمفضلة لديهم.

سجل توزيع المجلة رقمًا قياسيًا، لم تصل إليه مجلة مماثلة من قبل، وهو 176500 نسخة فى الأسبوع، وهو رقم قياسى فى تاريخ الصحافة الموجهة إلى الأولاد والبنات، وفقًا لتقرير مؤسسة التحقق من الانتشار الدولية. وقد أشار آخر استبيان للمجلة إلى أن متوسط عدد قراء النسخة الواحدة أربعة أشخاص، أى أن عدد قراء المجلة أسبوعيًا يصل إلى 600 ألف قارئ.

توجه المجلة رسالتها أساسًا إلى الأطفال من 7 إلى 14 سنة، لكن الاستبيان الذى أجرته المجلة مؤخرًا أشار إلى أن هناك حوالى 20% من القراء أكبر من 18 سنة، ويظهر هذا أيضا من خلال مشاركات الأطفال، والكبار، وطلبة الجامعات فى بعض الأبواب التى تتيح للقراء المشاركة فيها.

أما مولد «ماما لبنى» التى ارتبط اسمها فى الأذهان بـ«مجلة سمير»، التى صدر عددها الأول فى مارس 1956، كان بالقاهرة فى 19 سبتمبر 1936 لأسرة ميسورة الحال. أنهت دراستها الثانوية والتحقت بكلية الآداب قسم الدراسات الفلسفية والنفسية. فور تخرجها، عملت بـ«دار الهلال»، لتبدأ مرحلة جديدة فى مسيرتها، بتقديم مؤلفاتها الخاصة والتى التزمت بـ«تيمة» تجمع ما بين الخيال والحقائق الواقعية. وتزينت أعمالها بأسلوب بسيط ومفردات رشيقة، ونجحت فى تقديم رسالة، وهى التوضيح لجمهور الأطفال أن العالم من حولهم غير مثالى وأنه ليس بالضرورة أن ينتصر الخير فى كل مرة، ولكن عليهم التحلى بالصفات النبيلة.

ومع مولد فكرة مجلة سمير للأطفال بين جدران دار الهلال، اتخذت «ماما لبنى» مقعدها فى ريادة العمل الصحفى الموجه إلى الأطفال، لتكون سكرتير تحريرها، ثم تولت رئاسة تحرير «سمير» بين عامى 1966 و2002. ورفعت شعار «مجلة سمير من سن 8 إلى 88»، وأتاحت الفرصة للأطفال ليكونوا مراسلين للمجلة فى باب «مراسل سمير الصحفى الناشئ» والأهم، إقناعها كبار الكتاب بالمساهمة فى المجلة، وأبرزهم الأساتذة نجيب محفوظ، وعلى أمين، وتوفيق الحكيم، وسيد حجاب.

واستعانت بالفنان الفرنسى برنى لرسم شخصية «سمير» قبل أن تضم كوكبة من الرسامين المصريين، مثل بهجت عثمان، وإبراهيم حجازى، ووصل توزيع المجلة فى عهدها إلى 200 ألف نسخة وهو الأضخم فى تاريخها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدرستى الابتدائية

إقرأ أيضاً:

صدام تايلاند وكمبوديا: مقاتلات أمريكية في مواجهة صواريخ صينية وروسية

اعتبرت مجلة "ذا ناشونال إنترست" أن هذا النوع من المواجهات يشكّل "فرصة نادرة" لاختبار فعالية الأسلحة الأمريكية في مواجهة منتجات خصومها الاستراتيجيين ضمن بيئة قتالية حقيقية.

برزت في الاشتباكات المسلحة المحدودة الدائرة على الحدود بين تايلاند وكمبوديا مواجهة نادرة بين أنظمة تسليح غربية وصينية وروسية، في تطور لافت يعكس التحالفات العسكرية المتنامية في جنوب شرق آسيا، وفق تقرير نشرته مجلة "ذا ناشونال إنترست".

وأفادت المجلة بأن الاشتباكات اندلعت بعد فشل مبادرة دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة للوساطة بين البلدين الجارين، ما دفع سلاح الجو الملكي التايلاندي إلى شن غارات جوية على أهداف داخل الأراضي الكمبودية، باستخدام مقاتلات من طراز F-16 فايتنغ فالكون المصنوعة في الولايات المتحدة.

ونقلت "ذا ناشونال إنترست" عن مصادر عسكرية تايلاندية أن الغارات ركّزت على منشآت عسكرية كمبودية على طول الحدود، مشيرة إلى استخدام قنابل Mk 82 مزوّدة بأنظمة ملاحة انزلاقية موجهة بدقة.

وأضافت أن الجيش الكمبودي كان قد بدأ بنشر أنظمة أسلحة ثقيلة، بما في ذلك مدفعية ميدان ومنظومات صواريخ، ما دفع تايلاند إلى استهدافها بشكل مباشر.

وذكرت المجلة أن إحدى الضربات الجوية استهدفت مبنى كازينو كان الجيش الكمبودي قد حوّله ليُستخدم كمركز قيادة وسيطرة ومستودع للأسلحة.

Related ارتفاع حصيلة القتلى في الاشتباكات الحدودية بين كمبوديا وتايلاندتجدّد الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا بعد أقل من شهرين على اتفاق السلامارتفاع أعداد النازحين إلى مخيم تشونغ كال هربًا من اشتباكات الحدود بين كمبوديا وتايلاند أنظمة صينية وروسية في مواجهة F-16 الأمريكية

لفتت "ذا ناشونال إنترست" إلى أن المقاتلات التايلاندية، رغم قِدمها، تواجه في ساحة القتال منصات صاروخية صينية من طراز PHL-03 ومنظومات روسية من نوع BM-21.

واعتبرت المجلة أن هذا النوع من المواجهات يُعد "فرصة نادرة" لاختبار فعالية الأسلحة الأمريكية ضد منتجات خصومها الاستراتيجيين في بيئة قتالية حقيقية.

تفاصيل أسطول تايلاند الجوي

وأشارت المجلة إلى أن سلاح الجو الملكي التايلاندي يُشغّل 50 مقاتلة من طراز F-16، منها 36 طائرة من الفئة A (مقعد واحد) و14 من الفئة B (مقعدين).

وتم تسليم هذه الطائرات عبر أربع دفعات من الولايات المتحدة، إضافة إلى سبع طائرات اشترتها تايلاند من سنغافورة.

ورغم أن هذه الطائرات من إصدارات قديمة، فإنها تشكّل العمود الفقري في الرد الجوي التايلاندي، ما يعكس "الكفاءة التشغيلية المستمرة" لطراز F-16.

وأضافت "ذا ناشونال إنترست" أن تايلاند تمتلك أيضاً 11 مقاتلة سويدية من طراز JAS 39 Gripen — سبع من الفئة C وأربع من الفئة D — وتعتزم تحديث هذا الأسطول بإدخال طراز JAS 39E الأكثر تطوراً.

F-16: مقاتلة عالمية في ساحتين نشطتين

أكدت المجلة أن مقاتلة F-16، التي دخلت الخدمة عام 1978، لا تزال واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة انتشاراً في العالم، مع أكثر من 4600 وحدة أُنتجت وأكثر من 2000 طائرة في الخدمة عبر نحو 30 دولة.

وتشير "ذا ناشونال إنترست" إلى أن هذه المقاتلة تشارك حالياً في منطقتين نزاع نشطتين: الحرب في أوكرانيا والاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا.

ومن أبرز مواصفاتها: الطول: 15.06 متر المسافة بين طرفي الجناحين: 9.96 متر أقصى وزن إقلاع: 19,187 كيلوغراماً السرعة القصوى: 1,500 ميل في الساعة (ماخ 2.0) المدى القتالي: بين 340 و500 ميل نقاط التحميل: 9 نقاط، بحمولة تصل إلى 7.7 طن

وأشارت المجلة إلى أن أحدث إصدارات الطائرة هو طراز "فايبر" (Viper).

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • "السينمائيين" تنعي محمد هاشم مؤسس دار ميريت للنشر
  • صدام تايلاند وكمبوديا: مقاتلات أمريكية في مواجهة صواريخ صينية وروسية
  • سجن مؤسس منصة لتداول العملات الرقمية 15 عاما بعد تسببه في خسارة 40 مليار دولار
  • رحيل الناشر محمد هاشم مؤسس دار ميريت
  • وداعًا الكمسارى
  • الوشم وسرطان الجلد .. تحذيرات أوروبية عاجلة تُثير القلق
  • لماذا تحتاج أمريكا إلى الخليج في معركة الذكاء الاصطناعي مع الصين؟
  • ستارمر يرد على هجوم ترامب: أوروبا «متحدة خلف أوكرانيا»
  • ‫الوشم قد يزيد خطر سرطان الجلد
  • مجلة أمريكية: ما يجري في شرق اليمن يؤثر على الأمن البحري في البحر الأحمر