شيخ الأزهر: تقدم المجتمع المسلم ونهضته مرهون بتقدم المرأة المسلمة ونهضتها
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن الشريعة الإسلامية هي التي أنصفت المرأة، وحفظت لها كرامتها، وجعلت لها دورًا محوريًّا في بناء المجتمعات، وحررتها من قيود الجاهلية، فجعلت لها نصيبًا مفروضًا في الميراث، بعد أن كانت لا ترث، كما جعلت لها ذمة مالية مستقلة، وحرمت قتل البنات ووأدهن، وضمنت حقوقهن في التعليم والمشاركة في الحياة الاجتماعية، وجعلت النساء شقائق الرجال، وقد نص القرآن على حقوق النساء فقال تعالى "وعاشروهن بالمعروف" و "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، في تحد للسائد حينها؛ حيث إن القرآن نزل على مجتمع كان معروفًا بظلم المرأة، والتضييق الكبير عليها، والانتقاص من حقوقها.
وأكد شيخ الأزهر خلال حواره مع وفد رفيع المستوى من القيادات الدينية بولاية كانو بنيجيريا، الحاجة الملحة إلى ثورة فقهية في مختلف المجامع والمؤسسات الإفتائية على فقه العادات والتقاليد التي ظلمت المرأة، وأهدرتها الكثير من حقوقها باسم الشريعة، والتي انتشرت في عهود سابقة، ومناقشة الفتاوى المتعلقة بشؤون المرأة وحقوقها مناقشة منصفة للإسلام، وعدم ترك أي فرصة لتتسيد العادات الجاهلية القديمة على نصوص الشريعة ومدلولاتها.
وأعرب شيخ الأزهر عن أسفه العميق في أن يكون بعض العلماء والمفتين أحد أسباب انتشار الفتاوى التي ظلمت المرأة باسم الشريعة، من خلال إهمال النصوص التي تحفظ للمرأة كرامتها، وإبراز نصوص أخرى، صوَّرتها بأنها أقل منزلة من الرجل، ووجدوا لهذه الرؤى مبررات مغلوطة، ما أدى إلى انتشار مظاهر العنف والظلم ضد المرأة، حتى رأينا الكثير من الأزواج لا يزالون يتعاملون مع زوجاتهم بما لا يليق إنسانيًّا ولا أخلاقيًّا ولا دينيًّا.
وتعجب شيخ الأزهر من حال المرأة المسلمة الذي لم يصل إلى المأمول، رغم وجود الكثير من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بحقوقها، التي رغم كثرتها لا تزال كثير من حقوق المرأة المسلمة مهدورة مقارنة بما كانت عليه في صدر الإسلام وما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا ضرورة استشعار الأمانة والمسؤولية أمام الله، وتنبيه المجتمعات والحكومات إلى هذه الفتاوى والمشكلات التي تتعلق بإهدار كرامة المرأة والطغيان على حقوقها، والقراءة المغلوطة التي أعلت العادات والتقاليد على نصوص الشريعة، مصرحًا "لا بد من مراعاة المولى - عز وجل - في تمرير أحكامه للناس، وألا يكون ما نعانيه من فرقة وتشرذم واختلاف سببًا في عدم اتحادنا في الفتاوى والرؤية التي تشكل الواقع، وإلا سيظل الواقع بعيدًا كل البعد عن التوجيهات الإلهية، وما أراده الله -جل وعلا- في كونه"، مؤكدًا الحاجة الماسة للعودة إلى الحقوق التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة، خاتمًا كلمته بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "اتقوا الله في النساء".
الأزهر هو المنارة التي تنير أذهان الأمة الإسلاميةمن جهتهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر، وتقديرهم لما يقوم به فضيلته من جهود لبيان الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي، مؤكدين أن الأزهر هو المنارة التي تنير أذهان الأمة الإسلامية، وهو قلب الأمة وكعبة العلم، وقد استثمر الأزهر في تعليم أبناء المسلمين حول العالم، ولم يتوقف على تدريس العلوم الشرعية والعربية، وإنما شملت الدراسة فيه العلوم التطبيقية الحديثة.
وقال ممثلو الوفد "نعاهد الله ونعاهدكم على بذل قصارى جهدنا في التعريف بما طرحتموه من رؤى حول حقوق المرأة في الإسلام، كما طلب الوفد زيادة أعداد الأئمة النيجيرين الملتحقين للتدريب بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وصقل مهاراتهم في التعامل مع القضايا المجتمعية الحديثة وتفنيد أفكار الجماعات المتطرفة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الشريعة الإسلامية المراة أحمد الطيب الميراث الحياة الاجتماعية شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
ياسمينة بادو تنتقد ابن كيران على خلفية تصريحات قالت إنه شبه فيها "الفتيات دون زواج بطائر اللقلق"
انتقدت ياسمينة بادو، الوزيرة السابقة، المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين، في حكومة إدريس جطو، عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على خلفية تصريحات قالت بادو إنها « أثارت صدمة عميقة في الرأي العام الوطني، حين شبه فيها ابن كيران الفتيات بطائر اللقلق، معتبرا المرأة غير المتزوجة بمثابة حيوان »، قبل أن تضيف بادو: « بصفتي مواطنة، وامرأة، وإنسانة تؤمن بقيم الكرامة والمساواة والعدالة، لا يمكنني أن أظل صامتة أمام مثل هذا الخطاب المهين والمرفوض ».
وأوضحت بادو، في تدوينة بصفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، أن التصريحات التي أطلقها ابن كيران على هامش ترؤسه المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بأكادير نهاية الأسبوع الفائت، « لا تمثل فقط انتكاسة في مسار النضال من أجل المساواة بين الجنسين، بل هي أيضاً إهانة لكرامة المرأة المغربية »، على حد تعبيرها.
في هذا السياق، نفت القيادية السابقة في حزب الاستقلال، ياسمينة بادو، أن « تكون المرأة المغربية لقلاقاً ولا بهيمة »، مشددة أن « مستقبل الوطن يبنى على نهضة المرأة ».
ودعت وزيرة الصحة سابقا على عهد حكومة عباس الفاسي، إلى التحرك الفوري لـ »مواجهة هذه التصريحات التي تهدف إلى إقصاء المرأة وتحجيم دورها في المجتمع ».
بالنسبة لبادو، فإن « هذه التصريحات جاءت في وقت يعتبر فيه المغرب في حاجة ماسة إلى نهضة حقيقية تقوم على أسس المساواة والعدالة، وتعزيز دور المرأة في بناء المجتمع. كما أن المرأة المغربية اليوم تعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمع، وتحمل مسؤوليات كبيرة في مختلف المجالات ».
وقالت بادو مخاطبة ابن كيران، « من حقكم أن تعبروا عن آرائكم، لكن حينما تتحدثون علنًا، وأنتم شخصية سياسية، فإنكم تتحملون مسؤولية أخلاقية ووطنية. فكلماتكم ليست مجرد رأي، بل هي رسالة تُغذي ثقافة التمييز والإقصاء، وتؤسس لفكر رجعي يتعارض مع روح الدستور، ومع قيم الإسلام السمحة، ومع تطلعات المغرب الحديث ».
وفق تصور وزيرة الأسرة والتضامن سابقا، فإن تصريحات زعيم « البيجيدي »، « تعيدنا إلى عصور مظلمة، حيث كان يُراد للمرأة أن تُقصى وتُهمَّش. لكن بالنسبة لياسمينة بادو، » المغرب اليوم تغيّر. نساء المغرب أصبحن عالمات، طبيبات، مهندسات، أستاذات، قاضيات، وزيرات، فنانات، وأمهات فاضلات، يجمعن بين أدوار متعددة ويبرزن فيها بكفاءة وجدارة، ولا يتعلق الأمر هنا بمطالب نسوية فقط، بل بمبادئ إنسانية ».
واعتبرت بادو أن « التقليل من شأن المرأة أو اختزالها في حالتها الاجتماعية أو تشبيهها بالحيوانات، هو مسٌّ مباشر بكرامة نصف المجتمع، وإهانة لذكاء ووعي المجتمع ككل. وهو خطاب لا يشرف لا الحزب الذي تنتمون إليه، ولا الدين الذي نؤمن به، ولا الوطن الذي ننتمي إليه جميعًا ».
وشددت الوزيرة السابقة، أن « المغرب لا يُبنى بإقصاء فتياته، بل بنهضتهن ومشاركتهن الفعالة. المغرب القادم تصنعه النساء، لا يُقصين منه ». مؤكدة أن « تعليم الفتاة هو مفتاح التنمية، وليس تهديدًا للقيم. فالفتاة المتعلمة تصبح امرأة حرة، واعية، قادرة على الإسهام في بناء الاقتصاد، والمشاركة في الشأن العام، وتربية الأجيال على أسس سليمة. تعليم الفتاة هو تعليم لمجتمع بأكمله، والنهوض بها هو نهوض بالأمة جمعاء ».
إلى ذلك، كان عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد ترأس في نهاية الأسبوع الفائت، مؤتمرا جهويا بمدينة أكادير، حث فيه الفتيات المغربيات على الزواج وعدم انتظار الانتهاء من المسار الدراسي لفعل ذلك، قائلا: »البنات ماتبقاوش تقولوا حتى نقراوا، حتى نخدموا، ما كاين قرايا. شوف كولشي ممكن ديروه إيلا تزوجتوا، ولكن إيلا فاتكم الزواج ما تنفعكم قرايا، غتبقاو بوحدكم بحال بلارج »، وهي تصريحات خلفت ردود فعل متباينة.
كلمات دلالية اكادير الاسرة والتضامن الزواج الفتيات المرأة حزب الاستقلال حزب العدالة والتنمية عبد الاله ابن كيران وزيرة ياسمينة بادو