كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
بقلم : صبيح فاخر ..
في كل عام تشهد كربلاء المقدسة ولمناسبة اربعينية الإمام الحسين عليه السلام تجمعا إنسانيا عالميا غير مألوف في كل التجمعات البشرية التي تحدث هنا او هناك حول العالم .. ولعل ما يميز هذا التجمع انه يعكس قيم ومبادئ إنسانية غاية من السمو والرقي وتذوب من خلالها كل القيود والفوارق الطبقية التي تحول دون تقارب الشعوب على اختلاف توجهاتهم وتتحقق من خلاله وبشكل تلقائي وعفوي ودون اي تدخل مهما كان نوعه علاقات إنسانية خالية من المصالح والغايات والمكاسب التي تسعى العديد من الدول اثناء عقد لقاءات او اجتماعات وعقد اتفاقيات متبادلة الى تحقيقها وفق ما تقتضيه مصالحها .
كربلاء المقدسة .. التي يحج اليها الملايين من الناس وفي مناسبات عديدة وعلى مدار السنة ربما لا يتصور البعض ان مثل هذه الحشود المليونية ان تتسع لاحتضانها مدينة صغيرة بحجم كربلاء وكيف يتم إطعام او إقامة مثل هذه التجمعات الكبيرة بل والاهم من كل هذا هو كيف يتم تأمين الحماية الامنية لهم .. وهنا لابد ان نقول ولربما يشاركني القارئ الكريم الاعتقاد ان أمن هذه الملايين يأتي تلقائيا من الشعور بالمسؤولية الفردية لكل زائر يحضر الى كربلاء وهذا الشعور يعزز الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الجهات المختصة بذلك وهي اجراءات قد تكون في بعض الاحيان غير منظورة ولا تضع قيودا على حركة الزائرين ..وهذا بأعتقادي امرا مهما عندما يتوفر الأمن لملايين الناس ومن مختلف الجنسيات وعلى امتداد مساحة العراق وصولا الى كربلاء ..
نقل لنا اصدقاء كثر حضروا اولمبياد باريس مؤخرا ان اجراءات أمنية مشددة فرضت هناك على الرغم من كونه تجمع رياضي عالمي جاءوا بدعوات رسمية وتأشيرات دخول وتذاكر سفر وكانت تلك الاجراءات على اهميتها كونها من مسؤولية الدولة المضيفة لحماية ضيوفها قد افرغت باريس من طابعها السياحي وتقدمها العمراني والحضاري بنظر الضيوف ..
الا ان هذا التجمع الرياضي لم يكن ليشكل اي نسبة مقارنة مع ضيوف كربلاء من الملايين الذين لم توجه لهم اي دعوات سوى ايمانهم المطلق لاحياء شعيرة ايمانية اثبتت الوقائع انها لم تقتصر على الشيعة او المسلمين فقط انما من اديان ومذاهب وطوائف متعددة ايمانا منها برسالة الحق والعدل السمحاء التي حمل لواءها الامام الحسين عليه السلام واستشهد من اجلها .
وهنا لابد من القول ومن خلال ما اثبتته الوقائع ان كربلاء اصبحت دولة الانسانية التي تتعزز من خلالها وشائج الوحدة الوطنية بل والانسانية والامام الحسين عليه السلام اصبح منارة وهوية انسانية غاية من السمو والرفعة كونه دافع عن مبادئ وقيم ورسالة يتوحد من خلالها دعاة الحق والمحبة والتآلف وانصار السلام من كل أرجاء المعمورة .. وفي كربلاء تسمو قيم الالفة والكبرياء ويتجلى واضحا وكأن جميع من في كربلاء لاحياء الزيارة الاربعينية هم من طيف واحد على الرغم من التنوع البشري .
وحسنا فعلت الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة وفي مقدمتهم محافظها المهندس نصيف الخطابي وعتبتيها المقدستين الحسينية والعباسية الذين جعلوا لكربلاء اهمية بالغة من حيث العمران والبناء لضيافة وايواء زوارها من الملايين على مدار السنين وهذا هو واجب الضيافة .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
دعوات لإطلاق مسار سياسي يفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة
عواصم (الاتحاد)
رحبت دول عدة بالاتفاق على موافقة إسرائيل وحركة حماس على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة، وسط دعوات لإطلاق مسار سياسي واضح يفضي إلى إنهاء الصراع، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ورحبت المملكة العربية السعودية بالاتفاق، معبرة عن أملها في أن تفضي هذه الخطوة المهمة إلى العمل بشكل عاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، واستعادة الأمن والاستقرار، وإلى بدء خطوات عملية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، وبيان نيويورك بشأن الحل السلمي للقضية الفلسطينية، وتنفيذه على الدولتين.
وأعربت الكويت، في بيان لوزارة خارجيتها، عن ترحيبها بالاتفاق، مؤكدة دعمها الكامل لجميع الجهود والمساعي الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بصورة فورية وآمنة ومستدامة، تمهيداً لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبها، أعربت سلطنة عُمان، عن الترحيب بالاتفاق على بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بما يُسهم في وقف الحرب، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكدت ضرورة مواصلة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وتمهيد الطريق نحو حل سياسي عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي السياق، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار.
وقال السيسي في بيان: «شهد العالم لحظة تاريخية تجسد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب، من شرم الشيخ، أرض السلام ومهد الحوار والتقارب».
وتابع: «تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بعد عامين من المعاناة، وفقاً لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبرعاية مصر وقطر والولايات المتحدة».
واعتبر أن «الاتفاق لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار».
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن «الأردن يرحب بالتوصل لاتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة والاتفاق على آليات تنفيذ المرحلة الأولى منه، وبما يؤدي لوقف الحرب وتنفيذ اتفاقية تبادل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية».
كما أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون، عن أمله في أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولى نحو وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة، مؤكداً ضرورة استمرار الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفق مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت العام 2002.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية السورية إن «سوريا ترحب بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعبّر عن أملها في أن يسهم هذا التطور بإنهاء معاناة المدنيين وفتح المجال أمام الجهود الإنسانية والإغاثية العاجلة، وبما يمهّد لمرحلة من الاستقرار الإقليمي».
كما أكد العراق دعم جميع المساعي الرامية إلى وقف الحرب، وتخفيف معاناة المدنيين، وتهيئة الظروف التي تعزز الاستقرار، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفق قرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى تحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
دولياً، اعتبرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الموافقة على المرحلة الأولى من خطة ترامب «نجاح دبلوماسي مهم».
وأكدت استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم بهذا الصدد، وقالت: «يعد هذا نجاحاً دبلوماسياً مهماً وفرصة حقيقية لإنهاء حرب مدمرة وتحرير جميع الأسرى».
من جانبها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تقديرها لجهود الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا في سبيل إنجاز الاتفاق.
وقالت فون دير لاين: «يجب استغلال هذه الفرصة اليوم، فهذه فرصة لرسم مسار سياسي موثوق نحو السلام والأمن الدائمين».
ورحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالاتفاق، وحث على تنفيذه بالكامل دون تأخير.
كما وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني الاتفاق بأنه «خبر استثنائي»، معتبرةً أن «الاتفاق وخريطة الطريق الأوسع في خطة ترامب يمثلان فرصة فريدة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
وأكد رئيس الوزراء الهولندي المؤقت، ديك شوف، ووزير الخارجية ديفيد فان ويل، أن إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة «تطور طال انتظاره».
وقال رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني: «بعد سنوات من المعاناة الشديدة، يبدو السلام في متناول اليد أخيراً، كندا تدعو الأطراف إلى تنفيذ جميع البنود المتفق عليها بسرعة والعمل لتحقيق سلام عادل ودائم».
ورحب رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، ووزيرة الخارجية بيني وانغ، في بيان مشترك، باتفاق وقف إطلاق النار.
وقالا: «بعد أكثر من عامين على الصراع واحتجاز الأسرى والخسارة المؤلمة لأرواح المدنيين، تعد هذه خطوة ضرورية للغاية نحو السلام».