مُصوِّرون: جمال الطبيعة في خريف ظفار يمنحنا فرصة مثالية لالتقاط أروع الصور
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
صلالة- العمانية
محافظة ظفار المتألقة في ثوبها الخريفي القشيب تتموضع في جلال وبهاء أمام عدسات المصورين، محترفين وهواة ومبدعين يقصدون المحافظة في هذا الموسم من سلطنة عُمان ومن خارجها، يجتهدون بحس مرهف ودأب لا يعرف الكلل في إبقاء عدسات كاميراتهم في حالة استنفار دائم لالتقاط الصورة الأجمل والأكمل في مشوار كل منهم وتوثيقها في الذاكرة الفوتوغرافية لأهم أعمالهم الإبداعية فموسم الخريف يتيح لهم تحقيق هذه الصورة "الحلم".
المصور سعيد بن مسلم المرهون أحد هؤلاء المصورين العاشقين للطبيعة العمانية الذين يسعون خلال موسم الخريف من كل عام لإبراز جمال الأماكن وتنوع المناظر الخلابة في الموسم، يقول: بالنسبة لي يعد موسم خريف ظفار وقتًا مثاليًا لالتقاط الصور ويتيح أمامي خيارات متعددة، فالبساط الأخضر الممتد والضباب الزاحف فوق قمم الجبال وتداخل الألوان البهيجة للمشاهد الرائعة تجعل الصور في هذا الموسم مميزة جدًا. ويضيف المرهون: "تناغم الألوان وجاذبيتها أتاحت لي فرصا فريدة لتطوير مهاراتي الفوتوغرافية خلال الأعوام الماضية؛ فكل مغامرة تصويرية تضيف لمسة جديدة لسجل مجموعاتي الضوئية، وتزيد من معرفتي وفهمي للطبيعة واحترامها، مضيفاً أنَّ هدفي هو نقل جمال البيئة والطبيعة والثقافة في عُمان من خلال هذه المناظر الخلابة ومشاركتها مع الآخرين، مؤكدا على دور المصورين الفوتوغرافيين في إبراز الجمال الطبيعي الذي تتمتع به سلطنة عُمان ونقل ذلك إلى العالم".
من جانبه، يرى عدنان بشير بيت دهيش أن موسم الخريف يقدم موضوعات متعددة للتصوير تجتذب المصورين المحترفين والهواة والمهتمين بالطبيعة من داخل وخارج سلطنة عُمان وذلك لتنوع المشاهد الطبيعية للجبال والشلالات والعيون المائية المتدفقة من الجبال والسهول الخضراء، مضيفًا أنَّ المناظر الطبيعية الخلابة تتحدى عدسات المصورين وتستحثهم على الإبداع من خلال ابتكار أساليب جديدة من فنون التصوير. ويقول عدنان: هذه فرصة سانحة ومثالية للمصورين وهواة الطبيعة والمستكشفين بشكل عام؛ لتوثيق جمال الطبيعة التي لا تتوافر في العديد من الأماكن الأخرى في المنطقة.
أما إياد بن محمد اليافعي فيقول إن موسم الخريف فرصة فريدة لتسجيل وتوثيق جماليات الطبيعة وكذلك الاهتمام بتوثيق جوانب من العادات العمانية التي تواكب الموسم وحفظها للأجيال، مشيرا إلى الإضافة المهمة التي تحققت من خلال تطور تكنولوجيا التصوير.
وقال عبدالله بن أحمد المعشني إن موسم الخريف في محافظة ظفار فرصة مثالية للمصورين الفوتوغرافيين وواحد من أكثر الفصول سحرًا وجمالًا وبالنسبة لي كمصور فوتوغرافي، فإنَّ هذا الموسم يمثل فرصة لا مثيل لها لالتقاط صور بانورامية تأسر القلوب. ويضيف أن خريف ظفار يُعد موسمًا ملهمًا للمصورين الفوتوغرافيين فهو ليس مجرد فرصة لالتقاط الصور الجميلة، بل هو دعوة لاكتشاف جمال الطبيعة التي تتميز بها سلطنة عُمان ومحافظة ظفار بصفة خاصة في أبهى حللها.
أما حنان عادل يعقوب من دولة الكويت، فتقول إن محافظة ظفار وموسم الخريف، هي إحدى أروع الوجهات الطبيعية التي تجذب عشاق التصوير والطبيعة من كل حدب وصوب، ومنذ أكثر من سبع سنوات، وأنا أحرص على زيارة محافظة ظفار في هذا الموسم، ليس فقط كمصورة تعشق الطبيعة، بل كمن يسعى وراء الراحة النفسية، والهدوء، وصفاء الذهن.
ويرى هيثم بن خميس الفارسي أن التصوير في فصل الخريف من أجمل التجارب التي يحرص على خوضها سنويًا، لما تحمله هذه التجارب في طياتها من طابع خاص وأجواء تتفرد بها محافظة ظفار على مستوى شبه الجزيرة العربية، حيث لا يوجد جو مماثل له في المنطقة بأسرها. وأضاف أنَّ التحديات التي تصاحب فصل الخريف، مثل الأمطار والضباب، تعتبر بالنسبة لي مصدر إلهام أساسي، فهي عوامل تحدٍ طبيعية وجزء من التجربة الثرية لعملية التصوير.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«واقعية» كوزمين تتحدى «مثالية» لوبيتيجي
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة
عندما تنطلق مباراة منتخبنا الوطني أمام قطر في الدوحة، لن تكون مجرد مواجهة عادية، بل اختباراً فلسفياً وتكتيكياً، بين مدربين قادمين من مدرستين مختلفتين، كوزمين أولاريو «الواقعي المنهجي»، وجولين لوبيتيجي «المثالي» والذي الباحث عن «الهيمنة الكاملة».
ويرفع «الأبيض» بقيادة الروماني كوزمين، شعار الفوز والحسم، للتأهل المباشرة إلى كأس العالم، في معركة كروية بامتياز، سيكون الفوز فيها أكبر دوافع كلا الطرفين يوم الثلاثاء..
لذلك سيكون لقاء الليلة بمثابة مباراة الحسم على بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026، بعد أن قدّم المنتخبان أداءين متباينين أمام المنافس ذاته، وهو منتخب عُمان، ما يجعل المقارنة الرقمية مدخلاً حقيقياً لفهم ما قد يحدث على أرض الملعب مساء اليوم.
وقاد كوزمين «الأبيض» إلى فوز ثمين على عُمان 2-1، بأداء اتسم بالذكاء أكثر من الجاذبية، حيث بلغت نسبة الاستحواذ 62%، وهي نسبة مرتفعة، لكنها لم تكن «استحواذاً بلا معنى»، بل أداة للتحكم في إيقاع المباراة وتدوير الكرات بوعي، ومرر المنتخب 447 تمريرة صحيحة، بنسبة نجاح عالية في مناطق الملعب كافة، مع صنع 8 فرص حقيقية للتسجيل وفاعلية هجومية جعلت من هدفين واقعيين محصلة منطقية لتكتيك منضبط.
ورغم أن مؤشر «الأهداف المتوقعة» يتجاوز 0.94، إلا أن «الأبيض» ترجم القليل إلى كثير، بفضل دقة التبديلات التي غيّرت ديناميكية الشوط الثاني، عبر أوراق رابحة غيرت سيناريو اللقاء، بدخول حارب عبد الله وكايو كانيدو ويحيى نادر، ما حرّر الفريق من تحفّظ البداية، وإيجاد ممرات جانبية هجومية أربكت دفاع عُمان.
وبنى كوزمين أداء الفريق على مبدأ «الكثافة المنظمة»، عبر تقارب الخطوط، مساندة ثنائية بين المحاور «ميلوني ويحيى»، وانطلاقات الأطراف التي تعتمد على السرعة، لا على العرضيات الكثيرة «علي صالح، حارب عبد الله»، ومن الناحية الدفاعية، امتلك المنتخب 71% تدخلات ناجحة و9 اعتراضات، ما يؤكد نضوج المنظومة في التحكم في الكرة دون اندفاع أو تهور.
وفي المقابل، حافظ لوبيتيجي على هوية «الاستحواذ الإسباني»، لكنه افتقد النجاعة، واستحوذ منتخب قطر أمام عُمان على الكرة بنسبة 70% ونفذ 526 تمريرة صحيحة، أي أكثر من ضعف ما قام به «الأحمر».
ودفع المدرب الإسباني فريقه للعب في نصف ملعب الخصم معظم الوقت «316 تمريرة في نصف عُمان»، مع ضغط متقدم واستخدام دائم للأطراف «26 عرضية، نجح منها 31%»، ورغم صناعة 12 فرصة، فإن الفعالية غابت تماماً، ليبقى مؤشر الأهداف المتوقعة «1.01» أهداف متوقعة شاهداً على عدد الفرص الضائعة.
ويؤمن لوبوتيجي بـ «التحكم الذهني الكامل» في المباراة، لكنه أحياناً يسقط في فخ البطء الزائد، ما يسمح للمنافسين بإعادة التموضع، ولم يملك وقتها المنتخب العُماني الجرأة الفنية لمعاقبته بالمرتدات، لكن منتخبنا الوطني يملك السرعة والمرونة التكتيكية التي تجعله قادراً على ضرب خطوط «العنابي»، وفق هذه الطريقة من خلف الظهيرين المتقدمين.
ويتوقّع أن يبدأ كوزمين مباراة الليلة، كما فعل أمام عُمان بخطة 4-3-2-1، تتحول إلى 4-2-3-1، بكتلة متوسطة، هدفها امتصاص الضغط القطري «المتوقع»، ثم التحول السريع إلى انطلاقات سريعة نحو المرمى.
ويصر لوبيتيجي على أسلوب التمرير المتواصل والبناء من الخلف، باستخدام محور مزدوج لتدوير الكرة وتحريك الظهيرين إلى الأمام.
والفارق أن «الأبيض» أكثر اختصاراً للطريق إلى المرمى، بينما يبحث منتخب قطر عن الأداء الجمالي، ولو على حساب الإيقاع، وفي هذا النوع من المباريات، «الفريق الذي يملك خطة لإنهاء الهجمة، وليس بدايتها فقط، هو من يتأهل».
وبنظرة تحليلية لما يمكن أن يحدث، نجد أن كوزمين يملك ميزة «عقلية» وهي «الواقعية الهادئة» أمام جمهور وضغط أرض المنافس، ويعرف أن النقطة تكفيه في أسوأ الأحوال، وفي المقابل، يحتاج لوبيتيجي إلى الفوز ولا بديل عنه، ما قد يدفعه إلى «المجازفة» مبكراً.
وهنا تكمن المفارقة، حيث إنه من المتوقع أن يفتح المدرب الإسباني المساحات التي ينتظرها كوزمين بهدوء أعصاب، ليحوّلها إلى «مصيدة تأهل»، وفي ليلة الدوحة، لن تحسم المباراة بعدد التمريرات أو نسب الاستحواذ، بل بمن يملك القدرة على الحسم في الثلث الأخير، وحتى اللحظة تقول الأرقام إن «الأبيض» أكثر نجاعة، و«العنابي» أكثر استحواذاً، و«المونديال» يرحّب بمن يسجّل، وليس صاحب التمريرات الأكثر.