الجزيرة:
2025-05-28@00:19:56 GMT

إسرائيل وحزب الله.. استعراض عالي المخاطر للقوة

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

إسرائيل وحزب الله.. استعراض عالي المخاطر للقوة

عندما قرّر "حزب الله" الانخراط في حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول لمساندة الفلسطينيين، كان هدفه الرئيسي استنزاف إسرائيل عسكريًا عبر الجبهة الشمالية كوسيلة ضغط عليها لإجبارها على وقف سريع لحربها على غزة. وقد نجح الحزب بالفعل في خلق مشكلة أمنية وإستراتيجية كبيرة أخرى لإسرائيل، وإرباك حساباتها في الحرب، وإجبار الولايات المتحدة على الانخراط القوي في الجهود الدبلوماسية لاحتواء الصراع ومخاطره الإقليمية.

لكنّه سرعان ما وجد نفسه متورّطًا في حرب استنزاف طالت أكثر من المتوقّع، ولا تلوح في الأفق القريب نهاية لها، وتتفاقم مخاطرها بشكل مستمر. والمفارقة المثيرة للاهتمام بعد نحو عشرة أشهر على الحرب، أن التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، قد يكون السبيل الوحيد والفرصة الأخيرة المتبقية للحد من انزلاق المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب واسعة.

لكن تضاؤل فرصة الصفقة وتصميم إيران وحلفائها على الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شُكر، القائد البارز في الحزب ببيروت، يرفعان مخاطر الحرب الواسعة بين إسرائيل وحزب الله.

هذه المخاطر لا تقتصر أسبابها على ضعف قواعد الاشتباك التي حافظت على وتيرة مستقرة للصراع بين إسرائيل وحزب الله منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى اغتيال شُكر نهاية يوليو/تموز الماضي، بل تشمل أيضًا خروج صراع الظل بين إسرائيل وإيران إلى الواجهة منذ أبريل/نيسان الماضي، وتراجع قدرة الولايات المتحدة في التأثير على السلوك الإسرائيلي في الحرب. وتصعيد نتنياهو للمواجهة مع إيران وحزب الله لا يضع طهران وحليفها اللبناني في مأزق التعامل مع لعبته الخطيرة فحسب، بل واشنطن أيضًا.

وقد أظهر المسار الإقليمي لحرب 7 أكتوبر/تشرين الأول منذ الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل/نيسان الماضي، أن الولايات المتحدة تفقد بشكل متزايد قدرتها على مواصلة لعب دورها كضابط إيقاع لمنع انتشار أكبر للحرب في الشرق الأوسط.

هذا الوضع ينبغي أن يشكل عامل قلق للإيرانيين وحزب الله على وجه الخصوص؛ لأنه يجعل نتنياهو أكثر تحررًا من الضغط الأميركي في فترة انشغال الولايات المتحدة بانتخاباتها الرئاسية، وأكثر جرأة في اللعب على حافة الهاوية في الحرب.

لا يزال حزب الله وإيران يتريثان في تنفيذ الرد الانتقامي على اغتيال هنية وشُكر. ويرجع هذا التريث إلى الحرب النفسية المصممة لإبقاء إسرائيل والمنطقة في حالة من عدم اليقين بشأن الرد لفترة طويلة، وإلى رغبة طهران في تعظيم فرص نجاح مفاوضات التوصل إلى صفقة في غزة، وإيجاد هامش أوسع لدبلوماسية القنوات الخلفية لاحتواء التصعيد. لكنه يتعلق بدرجة أساسية بحسابات المخاطر.

مع ذلك، يدفع اتساع نطاق وأهداف الهجمات المتبادلة بين الحزب وإسرائيل في الأيام والأسابيع الأخيرة الطرفين خطوات إضافية نحو الحرب الواسعة. وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي يحظى به الرد الإيراني المنتظر، فإن انخراط حزب الله فيه أكثر حساسية بالنسبة للإسرائيليين لاعتبارين: أولهما أن رد حزب الله سيعيد الاعتبار لمفهوم الردع المتبادل إذا لم يقابل برد إسرائيلي قوي، وثانيهما أن ظروف توسيع الحرب على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية متوفرة إلى حد كبير، والمحاذير التي تمنعها أقل بكثير من المحاذير التي تمنع نشوب حرب بين إسرائيل وإيران.

قد يكون الخيار الأقل سوءًا على حزب الله مواصلة التعايش مع حالة الاستنزاف التي يواجهها على مستوى الأفراد والقادة، على المخاطرة بالتورط بشكل أكبر في الحرب. لكن اغتيال فؤاد شُكر أظهر أن إسرائيل يمكن أن تذهب أبعد من ذلك في إستراتيجية استنزاف الحزب إذا لم يظهر الأخير مزيدًا من استعراض القوّة.

وهذا بدوره يصعد المخاطر عليه بدلًا من الحد منها. وفي ظل هذه البيئة الإقليمية المرتفعة المخاطر، يمكن أن يؤدي الإفراط في استعراض القوة المتبادل بين حزب الله وإسرائيل إلى النتيجة التي يظهر الطرفان حتى الآن رغبة في تجنبها. ومن المؤكد أن الحرب الواسعة ستجلب عواقب كبيرة على مستوى القتل والدمار المتبادل، وسرعان ما قد تنزلق إلى حرب إقليمية.

وفي حين أن الإيرانيين لا يزال لديهم هامش لإفساد لعبة نتنياهو الهادفة إلى توريطهم في الحرب، فإن خيارات حزب الله للخروج من حرب الاستنزاف وإعادة رسم قواعد اشتباك وردع جديدة مع إسرائيل تتقلص باستمرار مع مرور الوقت. وأي تردد يظهره الحزب في لحظة مفصلية في مسار الصراع سيعطي رسالة ضعف واضحة للإسرائيليين.

تظهر الهجمات الإسرائيلية الأوسع نطاقًا والأكثر عمقًا في لبنان في الآونة الأخيرة، أن نتنياهو يدرك بشكل متزايد نقطة ضعف حزب الله الرئيسية المتمثلة في حرصه على تجنب التكاليف الباهظة لانخراطه في مساندة الفلسطينيين في الحرب. لكن ذلك لا ينبغي أن يدفع الإسرائيليين إلى الاعتقاد بأن الحزب سيتردد في خوض الحرب الواسعة إذا ما فرضت عليه. ولا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأي حال بأن إسرائيل قادرة على تحقيق نصر سريع في مثل هذه الحرب أو حتى إضعاف حزب الله بقوة.

كما سيتعيّن على القادة الإسرائيليين أخذ التكاليف الباهظة لمثل هذه الحرب بعين الاعتبار قبل التفكير في القيام بها. ويبدو أنّ هذه التكاليف هي ما أخّرت حتى الآن سيناريو الحرب الواسعة، وأفسحت المجال أمام الوساطات الدبلوماسية لنزع فتيل التصعيد.

لقد صمم حزب الله انخراطه في الحرب على أنها اختبار وجودي له لأنه يعتقد أنه سيكون الهدف التالي في حال نجاح إسرائيل في القضاء على حركة حماس وإخراج غزة من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويبدو هذا الاعتقاد صحيحًا إلى حد كبير.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسرائیل وحزب الله الولایات المتحدة الحرب الواسعة بین إسرائیل فی الحرب حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تنجح هجمة أوروبا على إسرائيل في وقف الحرب؟

"يسعدني أن هناك اليوم عددًا متزايدًا من الأميركيين الذين سيفهمون ما فعلت، وربما يرونه أكثر الأفعال عقلانية"، هكذا عقّب إلياس رودريغيز على عملية إطلاق النار التي نفذها ضد موظفي السفارة "الإسرائيلية" في الولايات المتحدة، والتي يرى الكثيرون أنها أتت في سياق رأي عام غربي يتصاعد في رفضه حرب الإبادة، ويترافق مع مواقف رسمية أوروبية ضاغطة على "إسرائيل" مؤخرًا.

مواقف مستجدة

شهدت الأسابيع الماضية تصعيدًا ملحوظًا في خطاب ومواقف أوروبية ضد "إسرائيل" على خلفية استمرار عدوانها على غزة وبشكل أكثر دقة بسبب منعها دخول المساعدات للقطاع على مدى ما يقرب من ثلاثة أشهر.

فقد أصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني بيانًا مشتركًا هددوا فيه بعدم الوقوف "مكتوفي الأيدي" إزاء ما عدّوه "أفعالًا مشينة" ترتكبها حكومة نتنياهو، ملوّحين باتخاذ "إجراءات عقابية ملموسة" ضدها، إذ لم توقف العملية العسكرية وتسمح بإدخال المساعدات فورًا وبكميات كافية.

كما طالبها وزراء خارجية 22 دولة، في مقدمتها ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، "بالسماح بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري" تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، في رفض علني ومباشر الآليةَ التي اقترحتها بالتعاون مع واشنطن.

إعلان

كما وصف وزير خارجية بريطانيا الحصار المفروض على غزة بأنه "غير أخلاقي ولا يمكن تبريره"، معلنًا تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرّة مع "إسرائيل"، وفرض عقوبات على منظّمات ومستوطنين متورّطين بالعنف في الضفة الغربية.

وفي تصعيد أوروبي غير مسبوق، بدأ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مناقشة دعوات قدّمتها عدة دول لتعليق اتّفاقية الشراكة بين الاتحاد و"إسرائيل"، في ظلّ أحاديث عن دعم أغلبية الأعضاء.

كما أكّد ماكرون أن "كل الخيارات مطروحة" للضغط على "إسرائيل" لوقف الحرب وإدخال المساعدات، مع التلويح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. ووصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "إسرائيل" بـ "دولة الإبادة"، رافضًا التعامل التجاري معها.

قبل ذلك، كانت ست دول أوروبية، هي أيرلندا، وإسبانيا، وسلوفينيا، ولوكسمبورغ، والنرويج، وآيسلندا، قد أصدرت بيانًا مشتركًا عدّت فيه مساعي "إسرائيل" لتهجير سكان غزة "ترحيلًا قسريًا، وجريمة بموجب القانون الدولي"، منتقدة تعمّد منع دخول المساعدات.

على الجانب الآخر من الأطلسي، تواترت تصريحات أميركية بأن ترامب "يريد وقف الحرب"، في خلاف شبه علني مع نتنياهو، كما أجّل وزير الدفاع الأميركي زيارة كانت مقررة لـ "إسرائيل"، وأكد أكثر من مصدر أميركي أن إدارة ترامب مستمرة في تواصلها المباشر مع حركة حماس، رغم اعتراض نتنياهو، فضلًا عن خلافات علنية بين الجانبين بخصوص المفاوضات الأميركية – الإيرانية وطريقة التعامل مع الحوثيين.

يضاف كل ذلك إلى الحركة الطلابية في الجامعات الأميركية التي ما زالت عالية السقف ضد الحرب، وضد ترهيب الطلاب المتضامنين مع الفلسطينيين.

ويرى الكثيرون أن العملية التي نفذها رودريغيز تأتي في سياق الرأي العام الغاضب من استمرار الإبادة والتجويع، لا سيما أنها أتت من شخص غير عربي أو مسلم، فضلًا عن تعليمه وثقافته واطّلاعه على القضية الفلسطينية وحرب الإبادة بكامل تفاصيلها، وحديثه الملموس عن "المسؤولية الإنسانية"، و"تواطؤ الحكومة الأميركية"، واستمرار دعمها حكومة الاحتلال.

إعلان الدوافع

لا يمكن النظر للمواقف الأوروبية على أنها مواقف مبدئية مع الفلسطينيين وقضيتهم، فقد تبنّت معظم هذه الدول سردية الاحتلال بخصوص هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأيدت ما أسمته "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". بيد أن أكثرَ من سنة ونصفٍ من حرب الإبادة المستمرة، قد راكمَ عدة دوافع وأسباب ساهمت في بلورة الموقف الأوروبي – الغربي المستجد.

في المقام الأول، ليست حرب الإبادة مما يمكن تأييده، تحديدًا بشكل علني ورسمي، لا سيما بعد أن تحوّلت منذ أشهرها الأولى إلى إبادة وحصار وتجويع للمدنيين، ثم تواترت التصريحات الرسمية، ولا سيما من وزير المالية سموتريتش، بضرورة إعادة احتلال القطاع وتفريغه من سكانه.

هنا، تتبدّى رغبة أوروبية بالتنصّل من حرب الإبادة وتبعاتها، ولا سيما في البعد الإنساني، وبشكل أكثر دقة بخصوص قتل الأطفال واستهداف المدنيين بشكل مكثف ومتكرر ومقصود. حيث أكدت وزارة الصحة العالمية أن غزة تواجه "إحدى أسوأ أزمات الجوع عالميًا"، مما يتسبب بوفاة عشرات الأطفال بسبب "الحرمان المتعمّد من الغذاء".

ينطلق ذلك من رغبة أوروبية في تأكيد "المنطلق الأخلاقي" في النظر للقضايا، وكذلك استشعار المسؤولية الأوروبية عن أفعال "إسرائيل" التي نُظر لها لعقود على أنها ممثلة الغرب المتحضر في قلب الشرق الأوسط، فضلًا عن الحقائق التاريخية بخصوص دور أوروبا في إنشائها بالأساس.

إضافة إلى ذلك، يتابع القادة الأوروبيون التغير الكبير في الرأي العام في بلادهم من "إسرائيل" والقضية الفلسطينية، ولا سيما بين الأجيال الجديدة، وهو ما يخشون ارتداده عليهم بشكل سلبي، وخصوصًا في الاستحقاقات الانتخابية، وقد كانت الانتخابات البريطانية العام الفائت مثالًا حيًا على ذلك.

وكمثال يمكن تعميمه بدرجة أو أخرى، فقد أوضح استطلاع للرأي أُجري في يونيو/ حزيران من العام الفائت، أن 54% من الشباب البريطاني (18-24 عامًا) يرون أن "إسرائيل لا ينبغي أن توجد"، بينما رأى نصفهم أنها هي المسؤولة عن الحرب وليس الفلسطينيين.

إعلان

كما أن الاعتداءات "الإسرائيلية" في مجمل المنطقة، في لبنان رغم وقف اتفاق إطلاق النار، وضد سوريا دون أي خطر منها، والتهديد المتكرر لإيران واليمن، تعمّق عدم الاستقرار في المنطقة، وبالتالي تسير عكس اتجاه السياسات الأوروبية وعلى النقيض من مصالحها. ولعل حادثة إطلاق النار على دبلوماسيين أوروبيين وعرب في جنين يظهر إلى أي مدى فقدت "إسرائيل" عقلها.

وأخيرًا، قد تكون المواقف الأوروبية في جزء منها مناكفة أو ردًا ضمنيًا على سياسات الرئيس الأميركي غير المرضية بالنسبة لها، ولا سيما ما يتعلق بالحرب الروسية – الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية.

أي تأثير؟

السؤال الأكثر إلحاحًا الآن هو إلى أي مدى يمكن أن تؤثر المواقف الأوروبية والغربية الأخيرة على استمرار الحرب.

بالنظر إلى توجهات حكومة الاحتلال، والدعم الأميركي المستمر، والمواقف الإقليمية الرسمية، والوضع الميداني في غزة، لا يمكن انتظار تأثير أوروبي مباشر يؤدي لوقف الحرب. لكن ذلك لا يعني أن الخطوات الأوروبية بلا أثر بالمطلق.

فقي المقام الأول، ثمة موقف عابر للدول يكاد يشمل معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي ومعهم بريطانيا، برفض استمرار الحرب وضرورة إدخال المساعدات، وهي الدول الأكثر دعمًا لـ"إسرائيل" تقليديًا. يعني ذلك أن الأخيرة تفقد بشكل ملحوظ رصيدها الداعم لها في الغرب ليس فقط على صعيد النخب والشعوب، ولكن أيضًا على الصعيد الرسمي.

كما أنّ الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لدولة الاحتلال، وبالتّالي فإن مضيّه في مسار تعليق اتفاقية الشراكة وغيرها من العقوبات الاقتصادية المحتملة، قد تكون له آثار سلبية وربما كارثية على اقتصاد الحرب في "إسرائيل" المتراجع أصلًا.

من جهة ثالثة، فإن تواتر المواقف الدولية الضاغطة على نتنياهو وحكومته يشكل دعمًا كبيرًا وتحفيزًا للمعارضة الداخلية ضد نتنياهو على الصعيدين؛ الشعبي والسياسي، وهو ما لاحت بعض إشاراته في الأيام القليلة الأخيرة.

إعلان

فقد حذر رئيس الحزب الديمقراطي "الإسرائيلي" يائير غولان من تحول "إسرائيل" إلى دولة منبوذة دوليًا لأنها "تقاتل المدنيين، وتقتل الأطفال كهواية، وتعمل على ترحيل السكان".

وقال رئيس الوزراء السابق إيهود باراك إن الهدف الحقيقي لما أسماه "حرب الأشرار" هو "ضمان بقاء نتنياهو، لا أمن إسرائيل"، داعيًا إلى الإطاحة به. كما دعا رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت إلى سحب الجيش من غزة وإنهاء الحرب، طالبًا "مساندة المجتمع الدولي للتخلص من بن غفير وسموتريتش ونتنياهو".

في المحصلة، فإن المواقف الأوروبية والغربية الأخيرة تشكّل ضغطًا كبيرًا على نتنياهو وحكومته، خارجيًا وداخليًا، وهو ما يمكن أن يساهم مع عوامل أخرى إضافية في وقف الحرب مستقبلًا. بينما قد يكون تأثيرها المباشر والسريع المتوقع هو السماح بإدخال المزيد من المساعدات للقطاع استجابة للضغوط كما حصل مؤخرًا.

وتبقى الحرب الحالية الخالية من أي أهداف عسكرية وبرنامج سياسي لما بعدها عبئًا على الأطراف الداعمة للاحتلال، ويبقى ملف الأسرى عامل ضغط إضافي في المدى المنظور، ما يعزز إمكانية وقف الحرب لاحقًا إذا ما توفرت عوامل ضغط إضافية.

وهنا تتبدى مسؤولية منظومة العمل العربي والإسلامي الرسمي، بشكل مباشر، وكذلك من خلال العلاقات مع الإدارة الأميركية التي أثبتت مرارًا أن ترامب قابل لتغيير المواقف وحسم القرارات إذا توفّرَ ما يقنعه و/ أو يغريه.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • وفد الحزب الكردي يلتقي دولت بهجلي في البرلمان
  • دورة تأهيل مدربين وحكام بالقوة البدنية في الأول من حزيران القادم
  • قاسم يقطع الطريق على تسليم السلاح: لا تنازلات من دون مقابل بعد الان
  • عشية زيارة الوفد النيابي له : «حزب الله» يتحدث عن «مساحة تفاهم واسعة» مع الرئيس اللبناني
  • لبنان بين رحيل نصرالله وترتيبات ما بعد الحرب: من يمسك اليد الأولى؟
  • هل تنجح هجمة أوروبا على إسرائيل في وقف الحرب؟
  • نعيم قاسم: الحرب مع إسرائيل لم تنتهِ والخيارات الأخرى مطروحة إذا فشلت الدولة في أدائها
  • أمين عام حزب الله: الحرب مع إسرائيل لم تنته
  • صحيفة بريطانية تسأل: هل إقتربت سيطرة حزب الله على لبنان من نهايتها؟
  • إسرائيل: وثيقة داخلية تكشف تحضيرات الليكود لاحتمال انتخابات مبكرة