اسليمي : هذه خلفيات الخطاب الهجومي التحريضي لزعيم الحوثي ضد المغرب
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
إعتبر الدكتور، عبدالرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، في تصريح خص به جريدة Rue20، أنه لفهم مارواء الخطاب الهجومي لعبدالمالك الحوثي زعيم مليشيا الحوثيين يجب استحضار السياقات التالية:
السياق الأول :
يتمثل في دفع إيران لأذرعها المتمثلة فيالحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي إلى إنتاج خطابهجومي على الدول العربية السنية التي لها تأثير فيالقضية الفلسطينية ،فإيران ورطت حماس في هجماتالسابع من أكتوبر لكي تهيمن على القضية الفلسطينية وتجعلها خارج المنظومة العربية ،لهذا فالخطاب الهجومي لعبدالمالك الحوثي على المغرب يندرج في هذا الإطارخاصة أن المغرب يرأس لجنة القدس وله تأثير كبير فيالقضية الفلسطينية .
السياق الثاني :
الخطاب الهجومي التحريضي لعبدالمالكالحوثي ضد المغرب يأتي في وقت يدعم فيه المغربالمفاوضات لوقف أطلاق النار ، وقد كانت هناك إشارةمغربية واضحة أن هناك أطراف متطرفة لاتريد أن تنتهيالحرب في غزة ،وهذا ينطبق على إيران والحوثيين وحزبالله وجناح إيران الذي يسيطر على حماس بعد اغتيالهنية .
السياق الثالث :
أن الخطاب الهجومي التحريضيلعبدالمالك الحوثي ضد المغرب يأتي في وقت تدفع إيرانالذراع الحوثي الى التوسع خارج البحر الاحمر،فالخطاب الهجومي يأتي بعد اسابيع من اعلان قياداتللمليشيا الحوثية أنهم قادرون على الوصول للبحرالابيض المتوسط ،وإعلان رئيس الحرس الثوري الايرانيقبل شهور ان إيران قادرة على إغلاق مضيق جبل طارق.
السياق الرابع :
ويتمثل في الانزلاقات التي عرفتها بعضالتظاهرات المتضامنة في المغرب مع قطاع غزة والتيرفعت شعارات مؤيدة لإيران وأحيانا صور مقتدى الصدربوعي أو بدون وعي .
السياق الخامس :
أن زمنية الخطاب الهجوميالتحريضي لعبدالمالك الحوثي زعيم مليشيا الحوثيين ضد المغرب يأتي عشية الضجة التي احدثها الخطابالحربي الإنتخابي للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لماطلب فتح الحدود لنقل الجيش،فالتداعيات الخطيرة التيتركها هذا الخطاب الحربي على الجزائر جعلت الحاجة ملحة لتشتيت الانظار نحو خطاب أخر ،وهو الدور الذييلعبه هذا الترويج لخطاب عدائي تحريضي لعبدالمالكالحوثي ضد المغرب ،فالعلاقة بين الجزائر والحوثيينكبيرة باعتبارهما ينتميان معا لمحور إيران ويمكن الرجوعهنا إلى تحليل مضمون الرسائل المتبادلة بين عبدالمالكالحوثي وقادة الجزائر في مناسبات الأعياد الدينية واحتفالات الجزائر بفاتح نونبر .
وبجمع كل هذه السياقات المتكاملة، يضيف اسليمي، يجب استحضار متغير جديد، وهو انضمام البوليساريو الى اجتماعات أذرع إيران بحضور الحوثيين والدليل على ذلك الاجتماع الذياحتضنه الحشد الشعبي العراقي منذ شهرين بحضور البوليساريو والحوثيين والحرس الثوري الايراني.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
عزيزي (ميدو): دورينا ليس (سبوبة)
في الخطاب العام، أو الشعبي في عدد من الدول العربية، تُستخدم كلمة “السبوبة” لوصف تلك اللحظة التي يُختزل فيها المشروع، أو الموقف في عائد مالي سريع، بلا رؤية أو التزام أخلاقي هي ليست مشكلة في السعي للربح بحد ذاته، بل في غياب المعنى، حين يصبح كل شيء قابلًا للبيع، حتى القناعات .
في عالم الاتصال، لا تُقاس قيمة التصريح فقط بمضمونه، بل باللغة التي يُقدَّم بها والسياق الثقافي الذي يُلقى فيه بعض التصريحات التي تُمرر على أنها”نصيحة” أو “رأي شخصي” قد تحمل في طياتها تقليلًا غير مباشر أو نظرة فوقية، خصوصًا عندما تتناول مشاريع أو دولًا أو تجارب رياضية خارج الإطار الأوروبي التقليدي .
التصريح الذي يختزل فكرة قدوم لاعب بحجم محمد صلاح إلى الدوري السعودي في كونه”بحثًا عن المال”، أو وسيلة لشراء أسهم في نادٍ أوروبي، أو بالبلدي شراء (ريكوردر) لا يمكن عزله عن دلالاته الاتصالية؛ فحتى لو لم تكن النية إهانة، فإن الأثر الاتصالي يوحي بتقزيم مشروع رياضي كامل، وتحويله إلى مجرد محطة مالية، وهو ما يُعد في ثقافات كثيرة – ومنها الثقافة السعودية – خطابًا غير محترم؛ فالدوري السعودي اليوم ليس فكرة طارئة ولا نزوة مالية عابرة؛ بل هو مشروع استثماري رياضي طويل الأمد، تُبنى فيه البنية التحتية، وتُستقطب الكفاءات، وتُصاغ هوية تنافسية واضحة وتجاهل هذا السياق والحديث عنه بلغة اختزالية، يعكس فشلًا في قراءة المشهد أكثر مما يعكس نقدًا موضوعيًا.
في الاتصال العابر للثقافات، هناك فارق جوهري بين النقد والتحقير، وبين التحليل والتصنيف المسبق، حين يُختزل خيار لاعب محترف في بعد واحد، ويتم تجاهل الطموح الرياضي، والتحدي التنافسي، وتأثير المشروع على الكرة العالمية، فإن الخطاب يتحول من رأي إلى وصاية رمزية، وكأن بعض الدوريات تملك وحدها حق “الشرعية الكروية ”، والأخطر أن هذا النوع من الخطاب لا يُسيء فقط للدوري؛ بل يضع اللاعب نفسه في قالب غير منصف، وكأنه عاجز عن اتخاذ قرار مهني معقد، ويُختزل في صورة “باحث عن المال”، وهو تبسيط مخل وغير مهني.
عندما نتحدث عن مشاريع رياضية كبرى، فإن الحد الأدنى من الوعي الاتصالي يفرض علينا أن نناقشها بلغة تعترف بواقعها وتأثيرها، لا بلغة تُقلل منها تحت غطاء المزاح أو النصيحة، وهذا أمر كنت أتوقع من رحالة أوروبا وزميل )زلاتان ( الكابتن ميدو أن يتفهمه؛ فالرسائل لا تُقاس بما يقصده المتحدث فقط، بل بما يفهمه المتلقي، وأن دورينا ليس (سبوبة).