صحيفة البلاد:
2025-07-04@18:06:04 GMT

النظرية الإعلامية الإسلامية

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

النظرية الإعلامية الإسلامية

تتميز النظرية الإعلامية في الإسلام، بالتزامها بالحديث عن الإسلام: كيف نشأ، وكيف قضى على الجاهلية بمفاهيمها الضالة، في حين أبقى على المفاهيم الصحيحة كصلة الرحم، والكرم، وحماية الجار (والجار الجنب)، وذي القربى، والأمانة، وإلغاء الربا، ولعب الميسر، إلى آخره. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شمل القول بأنواعه من معروف وميسور وحسن
وبليغ، ولكل قول جمهوره، فمثلاً القول المعروف له ستة أنماط من الجمهور، كالنساء مثلاً، (وقلن قولاً معروفاً) في مخاطبة الرجال، فلا يخضعن بالقول.

والأخلاق الضالة كانت إلى جانب الأخلاق الجاهلية، يتبعها أهل الجاهلية، فالزنا مثل نجدة الملهوف وإطعام الجائعين، وكذلك لعب الميسر – القمار حالياً – هو خلق حميد لا فرق بينهما.

ولنا قدوة في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقدم كيس الدقيق للمرأة التي كان أبناؤها يتضورون جوعاً، بعد أن سألها عن مشكلتهم. فانتقدته شخصياً ولم تعرفه، ولم يغضب بل ذهب مسرعاً فأحضر لها الدقيق، ولعمر بن الخطاب مقولة مفادها: “لو كانت شاة جوعى في العراق، لسار إليها ليطعمها”.

وحينما تولى عمر بن العاص -رضي الله عنه-، ضم بيت امرأة قبطية لمسجد، فاشتكت لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في المدينة المنورة، فكتب لواليه بن العاص: “أيعلم عمر ويعدل كسرى؟”، مذكِّراً إياه بأيام الجاهلية وهما يرعيان الماشية، فسرقها ابن كسرى فشوه لأبيه كسرى، فقتل كسرى ابنه.

ولانطيل، فالأمثلة كثيرة، بيد أن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ضرب المثل الأعلى في الأعمال الفاضلة، فلم تكن جنازة إلا تبعها، ولم يصلح بين إثنين، إلا سبق إليه الصحابة جميعاً، وشهَّدوا بذلك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. ولكن الظاهرة الإعلامية والسياسية، كانت لصاحب الرسالة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وقد كان حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان الشعر بمثابة إعلام وبيان، ولنا في قول الشاعر الفخر، وهو يقول:
يا من سكنت في القاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الغداة لقبرٍ أنت ساكنه
فيه العفاف والجود والكرم
فبأبي أنت يا رسول الله.

تتواصل العملية الإعلامية بقنواتها المكتوبة والمسموعة والمرئية، مع قيِّم الإسلام حتى يومنا هذا، فمنذ عهد الملك عبد العزيز، وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، فإذا الآذان -وهو في الحقيقة التأذن برفع الشهادتين-، خمس
مرات في اليوم والليلة، ناهيك عن الاحتكام للقرآن والسنة النبوية الشريفة في كل مجالات الحياة، فضلاً عن مواكبة العصر في التغطيات التلفزيونية، وتصميم الصحف والمجلات بالألوان المختلفة بغرض التشويق، وإقامة معارض الكتب في المدن الرئيسية والعروض المسرحية…إلى آخره.

قال تعالى: *”ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثَقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ…”* [آل عمران: 112]، أي بعهد من الله على المؤمنين بعدم إيذائهم إذا دفعوا الجزية (وحبل من الناس إذا عقدوا عقداً يتقون به)

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عمر بن الخطاب رضی الله عنه

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: الخرطوم تعود بهدوء الحسم وذكاء الخطاب

في سياق إقليمي بالغ الحساسية ، تعود الخرطوم مجددًا إلى الساحة السياسية والدبلوماسية، مدفوعةً بتحولات داخلية وضغوط خارجية، عبر مقاربة جديدة تتسم بقدر عالٍ من الاتزان السياسي والحنكة في الخطاب الدبلوماسي. حيث عكست الجولة الأخيرة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، التي امتدت من إشبيلية إلى القاهرة، ملامح هذا التحول في الأداء السياسي السوداني، بالنظر الي تتقاطع رسائل السيادة الوطنية مع ضرورات إعادة التموضع الإقليمي في أوقات شديدة الحساسية.

في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، بدت مشاركة الرئيس البرهان اختبارًا لمدى قدرة السودان على استعادة موقعه في الخارطة الدولية، من خلال طرح رؤية متماسكة تجاه إصلاح النظام المالي العالمي. وقد جاءت كلمته قصيرة وواثقة، رافضة التعامل مع السودان كدولة متلقية للمساعدات، في ما بدأ وكأنه إعادة تموضع سياسي ورسالة صريحة مفادها أن السودان، المنهك من الحرب، ليس على استعداد لبيع سيادته مقابل فتات الدعم الدولي، بل يسعى إلى شراكات عادلة ومتكافئة.

هذا الذكاء السياسي في الصياغة والموقف لم يكن معزولًا عن الواقع، بل متصلًا به عبر سلسلة لقاءات ثنائية، أبرزها مع الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، والتي شكلت انطلاقة لانفتاح جديد في السياسة الخارجية السودانية، عنوانه تنويع الشركاء والانخراط المتوازن مع الفضاءين العربي والإقليمي، بعيدًا عن المحاور الضاغطة والابتزاز السياسي.

وعلى طريق العودة، كانت القاهرة المحطة الأهم، إذ شكّلت زيارة البرهان ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي محطة مفصلية. فمصر التي تؤدي دورًا محوريًا في الملف السوداني، تواجه تحديات كبيرة في موازنة علاقاتها بين حليفها الاستراتيجي خليفة حفتر، قائد “الجيش الوطني الليبي”، والضغوط التي تمارسها الإمارات، الداعم الأكبر لحفتر على القاهرة.

يرى مراقبون بحسب اعلام محلي أن الموقف المصري بات يتأرجح بين ضغوط الإمارات، التي تدفع القاهرة لدعم حفتر وميليشياته في ليبيا، وبين الرؤية الاستراتيجية لمصر، التي تسعى إلى دعم الحكومة السودانية وتحقيق الاستقرار في السودان، بما يصب في خدمة الأمن القومي المصري، خاصة فيما يتعلق بأمن الحدود ومياه النيل.

هذا التناقض تجلّى بوضوح في دعم حفتر لميليشيا الدعم السريع، التي دخلت المثلث الحدودي بسيطرة عسكرية على أراضٍ سودانية، ما أثار استغرابًا واسعًا في الأوساط السياسية والإقليمية، وطرح تساؤلات حول جدية التزام القاهرة بتحالفها مع الخرطوم، في ظل دعم مباشر تلقته الميليشيات من قوات حفتر. هذا الوضع يضع مصر في موقف حرج، بين ولائها التقليدي لحفتر وضغوط حلفائها الإقليميين، وبين حاجة السودان إلى دعم مصري ثابت لإنهاء أزماته.

من هذا المنطلق، تكتسب زيارة البرهان إلى القاهرة أهمية خاصة، إذ تعكس مسعى الخرطوم لإعادة ترتيب الأوراق، وتعزيز التنسيق مع مصر، والتوصل إلى تفاهمات أمنية وسياسية تضمن احترام السيادة السودانية في المثلث الحدودي، وتحصين العلاقات بين البلدين من أي اهتزازات قد تنجم عن تضارب المصالح.

اللقاء الذي جمع البرهان والسيسي في مدينة العلمين حمل رسائل واضحة بشأن التزام مصر بدعم وحدة السودان واستقراره في مواجهة التحديات الإقليمية، إلى جانب التوافق على ضرورة التنسيق المشترك لمواجهة أي تهديدات محتملة تمسّ الأمن المائي والحدودي للبلدين.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة بحسب “منصة الخبر ” عن لقاء غير معلن ضمّ البرهان والمشير خليفة حفتر، بحضور السيسي. وإذا صحّ ذلك، فإنه يمثل أحد أبرز تجليات “دبلوماسية الضرورة”، التي تدفع الأطراف إلى فتح خطوط تواصل رغم التعقيدات والتدخلات. فمصر الحليف الوثيق لحفتر، تجد نفسها بين مطرقة الضغوط الإقليمية وسندان التزامها المعلن بدعم الدولة السودانية ومؤسساتها.

وتُدرك الخرطوم أنها لا تستطيع تجاهل التهديدات القادمة من حدودها الغربية، وأن الحوار مع القوى الفاعلة في الميدان بات ضرورة للحفاظ على الحد الأدنى من التوازن، خصوصًا في ظل تنامي التداخل بين ميليشيا الدعم السريع وقوات حفتر، وهو ما يُنذر بإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة لصالح قوى لا تخدم استقرار السودان أو مصر.

يتضح من مجمل هذه التحركات أن السودان يسعى إلى إعادة تموضع متوازن بين الانفتاح الدولي والمصالح الإقليمية، مستفيدًا من دبلوماسية هادئة وفعالة يقودها البرهان، ومؤسسًا لمرحلة جديدة من التنسيق الإقليمي، تقوم على الواقعية السياسية، والحوار المباشر، ومعالجة الملفات الأمنية بمنطق المصالح المتبادلة، لا بمنطق الوصاية أو المجاملة.

وفي الداخل تبرز أهمية الإسراع في تعيين وزيرا للخارجية ضمن حكومة “الأمل” التي يقودها الدكتور كامل إدريس، بما يعكس انسجامًا بين المسارين السياسي والدبلوماسي. فالسودان بحاجة إلى صوت رسمي محترف ومتفرغ لإدارة تعقيدات المرحلة، وقيادة الملفات الخارجية بكفاءة في المحافل الدولية، ضمن ما يمكن تسميته بـ”معركة الخرطوم الدبلوماسية”.

وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، ومن دون ضجيج، تتحرك الخرطوم نحو إعادة صياغة موقعها السياسي بأسلوب متزن، يدمج بين الواقعية والندية، ويوازن بين ضرورات الداخل وحسابات الخارج. في زمن التشظي والضغوط، تعود الخرطوم كفاعل سياسي يدير خلافاته وخياراته بحكمة، ويعيد رسم خطوط سياسته الخارجية بأدوات جديدة.. إذا الطريق بدأ يُرسم بوعي: هدوء في الحسم، وذكاء في الخطاب.
إبراهيم شقلاوي
دمتم بخير وعافية.
الأربعاء 2 يوليو 2025م
Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإعلامية السودانية هبة المهندس تقدم “وصفة” جديدة لمكافحة السرطان
  • وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش
  • وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر ناهز 71 عامًا
  • "يشترون البلاد".. جدل دبلوماسي في قبرص بعد تصريحات ضدّ المستثمرين الإسرائيليين
  • إلى الأستاذة الإعلامية الرائعة هبة المهندس
  • خارجية النواب: خطاب 3 يوليو 2013 لحظة فاصلة في مسار الدولة المصرية
  • فرع الشؤون الإسلامية بحائل يغلق أكثر من 1500 بلاغ خلال عام 1446هـ
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الخرطوم تعود بهدوء الحسم وذكاء الخطاب
  • هل أصبح الخطاب الغربي مقبولًا في ظل المعايير المزدوجة؟
  • رئيس اللجنة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم لـ “الثورة “: المؤتمر حدث كبير يُقدّم رؤية استراتيجية كبرى لمواجهة التحديات في الظروف الراهنة