لجريدة عمان:
2025-07-06@13:29:17 GMT

بدر العبري يفتح ثغرة للنور والجمال

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

«سنظلُ نحفرُ في الجدارِ

إما فتحنا ثغرةً للنورِ

أو مُتنا على وجهِ الجدارِ»

لم تكن الأبيات أعلاه للشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح ذات صلة مباشرة بموضوع مقالي اليوم، وسياقها كان مختلفا تماما وسياسيا بامتياز، غير أنني وجدتها مناسبة لمقالي الثقافي هذا الذي أحاول فيه تسليط الضوء على المهمة بالغة الحساسية التي يشتغل عليها بدر العبري بشأن بلورة رؤية فقهية جمالية تنويرية للفنون عامة وللموسيقى على وجهه الخصوص تختلف اختلافا حقيقيا عن الرؤية الفقهية التقليدية في عُمان.

من هنا أود في هذا المقال التنويه بأهمية جهود بدر الفكرية ومنهجيته الموضوعية والواقعية وضرورة تطويرها في البحث والتأليف والممارسة، وأدعو في هذه المناسبة إلى مغادرة الآراء الفقهية المتشددة بشأن مسألة الموسيقى والغناء بما في ذلك المعاني والمصطلحات التاريخية، مثل:«الملاهي واللهو» الجامدة والمقللة في الوقت نفسه من قيمة الفن الموسيقي غناء وآلات.

لقد حبس بعض الفقهاء أنفسهم قرونا طويلة داخل نصوص الروايات التي أقل ما يقال بشأنها إنها محل اختلاف علاوة على عدم ثبوت صحتها، فتأخروا عن المشاركة في صياغة الفكر والصناعة الفنية والجمالية العربية الإسلامية التي تولاها الفلاسفة والمنظرون العرب الذين ساهموا مساهمة كبيرة في تطوير فن الموسيقى وصناعة الآلات الموسيقية، ليس في الحضارة العربية الإسلامية فحسب بل والأوروبية والعالم.

بدر مثال للشخصية العُمانية المتواضعة جدا، وهو واسع المعرفة كثير النشاط والبحث، ينطلق في بحثه عن «الجمال الإلهي والمعرفي» حسب تعبيره من قوله تعالي: «قل سيروا في الأرض»، فكلما سار الإنسان في الأرض توسّعت مداركه كما قال في إحدى حواراته الإذاعية.

استمعت إلى ملخّص كتابه المشار إليه الذي سجله بصوته، وقد استعرض فيه جزءا من تاريخ الغناء والموسيقى كظاهرة إنسانية، ثم عرج على آراء عدد من النظريات والفلسفات بشأن الفنون والموسيقى قبل أن يقدّم بشكل مفصل آراء وحجج الفقهاء في جميع المذاهب الإسلامية بما فيها المذهب الإباضي، ويختم استعراضه هذا برؤيته الخاصة بأن الغناء والمعازف من مسائل الرأي المختلف عليها منذ عهد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا هذا. وفي هذا الشأن يقول: «ونحن إذا ما تأملنا الأدلة كما رأينا سلفا نجد أدلة الجواز أقرب إلى روح الشريعة وأبعد عن التكلّف في الصناعة»، ويضيف في هذا السياق ( مع التصرف في الصياغة للاختصار)، إن: «الأوائل من الإباضية.. رأوا أن ضرب الطبل لا بأس به ولم يرخصوا بضربه للهو.. كما أجاز بعضهم الاستماع إلى القصبة الكبيرة أي المزمار». ورغم أن هذا الرأي يبدو ضيقا ومتشددا إلا أنني أفهمه في سياقه التاريخي المختلف تماما عن واقعنا اليوم، ومع ذلك يمكن تطوير الفكرة وتجديدها بما يتناسب مع واقع الممارسة الموسيقية المعاصرة من نظريات وتطبيقات فنية، ولعل ما يطرحه بدر يندرج في هذا السياق التجديدي.

وتُنتقد الموسيقى ليس لذاتها بل للسلوكيات التي قد ترتبط بممارستها أحيانا، ولعلنا إذا طبقنا هذه القاعدة سيتعمم النقد على كل شيء نمارسه في الحياة الدنيا. ومن وجهة نظري ففقه الموسيقى والفنون لا يزال متأخرا عن الواقع المعاش، وهذا الفكر التقليدي يبدو دائما إما متشددا، أو محاولا بحذر اللحاق بالمتغيرات الكثيرة دون أن يتقدمها، ولكن بدر العبري قد تجرأ وقال ما يراه صوابا يتفق مع الفطرة الإنسانية وواقع الحياة، مستوعبا المتغيرات التاريخية ووظائف الموسيقى المتنوعة والمتعددة في حياتنا المعاصرة، حيث أقيمت لها المنشآت الخاصة، وكثر الممارسون وتنوّعت الآلات الموسيقية والتعبير الموسيقي وأنماط الممارسة الفنية، علاوة على أنها صناعة ثقافية معاصرة، ومادة أساسية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والتربية والتعليم، والثقافة والسياحة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

اكتئاب زفيريف يفتح ملف الصحة النفسية للاعبين!


لندن (أ ف ب)

أخبار ذات صلة واقعة غريبة في ويمبلدون! كارتال.. «الانتصار الأكبر» في «حياة الإصابات»!


من الاكتئاب إلى الوحدة والبحث عن معنى، ذكّرت معاناة الألماني ألكسندر زفيريف، المصنف الثالث عالمياً، بعد هزيمته الافتتاحية في بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في التنس، بالعبء النفسي المكلف جداً الذي يُثقل كاهل المحترفين.
بعد خسارته في الدور الأول أمام الفرنسي أرتور ريندركنيش المصنف 72 عالميا، لم يخف زفيريف، ابن الـ28 عاماً الذي وصل إلى نهائي ثلاث بطولات كبرى حتى الآن، الوضع النفسي المزري الذي يمر به، قائلاً: «بشكل عام، أشعر الآن بالوحدة الشديدة في حياتي»، مضيفاً «لم أشعر قط بمثل هذا الفراغ، لا أشعر بأي فرح في أي شيء أفعله، حتى عندما أفوز».
وفي نهاية مايو، قبيل انطلاق بطولة رولان جاروس، تحدث اللاعب الفنلندي إميل روسوفوري، المصنف 317 حالياً و37 في 2023، عن معاناته النفسية في رسالة مطولة نُشرت على موقع رابطة اللاعبين المحترفين (أيه تي بي).
وقال الفنلندي «تحدثتُ للمرة الأولى مع أخصائي عن صحتي النفسية قبل عشرة أعوام، لكن نوبة الهلع الأولى التي اختبرتها كانت قبل ثلاثة أعوام في ميامي، في صباح أحد الأيام، استيقظت وشعرت وكأن أحدهم يخنقني، كان من المستحيل عليّ التنفس، كما لو أن أحدهم يدوس على صدري».
ورأى أنه «عندما تكون رياضياً محترفاً، تحاول تجاوز جميع أنواع المشاكل، وتناسيها على أمل زوالها».
لكن في صيف 2024 وبسبب عدم قدرته على الاستمرار، انسحب الفنلندي من دورة مونتريال لماسترز الألف نقطة و«لم ألمس مضربا لمدة أربعة أشهر ونصف».
غاب روسوفوري عما تبقى من دورات رابطة المحترفين لموسم 2024، ولم يشارك في 2025 إلا في دورات التحدي، وهي المستوى الثاني من الدورات.
وجد رونان لافيه، المعد النفسي السابق للاعبين الفرنسيين جيل سيمون وكورنتان موتيه، أن تعليقات زفيريف «مثيرة للاهتمام»، مضيفاً «أعتقد أنه ذهب أبعد من الآخرين»، في إشارة إلى لاعبين سبقوه للتحدث عن الصحة الذهنية مثل اليابانية نعومي أوساكا والفرنسية كارولين جارسيا والروسي أندري روبليف.
يتناول اللاعب الألماني «مفهوم المعنى (الهدف)، من الناحية الفلسفية، حتى لو كنت المصنف ثالثاً عالمياً، فإنك تطرح على نفسك الكثير من الأسئلة، إنه لا يفوز بألقاب في البطولات الكبرى ولا بد أن الأمر بدأ يؤثر عليه»، وفق ما قال لافيه لوكالة فرانس برس.
في فرنسا «يقول لك العديد من المدربين أن تضع الكرة في الملعب، لكن ما فائدة وضع الكرة في الملعب؟، ماذا أرغب أن أفعل؟، ما هي أحلامي؟ أعتقد أنه في مرحلة ما، يجب أن يتبنى اللاعبون مقاربة تتجاوز كرة التنس البحتة» بحسب ما قال، مضيفاً «أفضل اللاعبين أرادوا الدفاع عن قضية، و(النجم الصربي نوفاك) ديوكوفيتش هو النموذج الأمثل» نتيجة مواقفة الحازمة حيال بلاده.
لكن «لا أعرف إن كان زفيريف يدافع عن أي شيء».
ويرى روبليف أن «الأمر برمته يعتمد على الوضع الذهني الآني»، وفق ما قال الأربعاء بعد تأهله إلى الدور الثاني في ويمبلدون، مضيفاً «اللاعبون الأكثر استقراراً يحققون نتائج أفضل».
تعتقد الأميركية ماديسون كيز، الفائزة بلقب بطولة أستراليا المفتوحة في يناير، أن «عددا متزايدا من اللاعبين (أو اللاعبات) يعلنون صراحة أنهم يتحدثون مع شخص ما» عن مشاكلهم النفسية.
عملت المصنفة الأولى عالميا البيلاروسية أرينا سابالينكا مع معالج نفسي لمدة «خمسة أعوام»، لكنها توقفت عن ذلك في الأعوام الأخيرة، مبررة ذلك بالقول الأربعاء إنه «مهما كانت الصعوبات التي تواجهها، أعتقد أنه من المهم جداً التحدث عنها بصراحة، لست بحاجة إلى طبيب نفسي، فلديّ فريقي ونتحدث كثيراً، أعرف أنهم لن يحكموا عليّ».
ويبقى إيجاد الشخص المناسب للتحدث معه عن الصحة النفسية.
يحذر لافيه أنه «عندما تحتل المركز العاشر عالمياً، لا تثق بأحد، تشعر وكأنك في فقاعة، وهذا ما يجعلك وحيداً جداً، لأن هناك خشية دائمة» من أن يحاول المحيطون باللاعب الاستفادة من شهرته عوضا عن مساعدته.

مقالات مشابهة

  • غادة عبد الرازق تحتفل بـ55 عامًا من التألق والجمال.. صور
  • ضمك يفتح باب المفاوضات مع جونينهو باكونا
  • متحف ملوي يفتح باب التدريب الصيفي للطلاب
  • اكتئاب زفيريف يفتح ملف الصحة النفسية للاعبين!
  • الصلابي: على الدول العربية الاعتراف بإمارة أفغانستان الإسلامية  
  • عمرو دياب يتصدر منصات الموسيقى بعد طرح "ابتدينا" ويدخل قائمة أفضل 100 فنان عالمي
  • روسيا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية التي تقودها حركة طالبان
  • عاجل.. روسيا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية
  • ديكو يفتح الباب.. برشلونة يُفكر في بيع كاسادو
  • الحكومة اليمنية غاضبة من المبعوث الأممي بعد مغادرته عدن وتشير إلى ''ثغرة خطيرة''