ماذا تعرف عن منطقة (خور أربعات) التي انهار سدها بسبب السيول والأمطار ؟
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
تسبب انهيار سد مياه أربعات في ولاية البحر الأحمر، جرّاء السيول والأمطار المتواصلة طيلة الأيام الماضية، في كارثة إنسانية جديدة في السودان، إذ بلغت الوفيات العشرات، وحتى الآن يصعب الحصول على العدد الكلي للضحايا لتعذر دخول فرق الإنقاذ الى المنطقة، حيث مسحت المياه المحملة بالطمي العديد من القرى عن وجه الأرض، ولجأ المواطنين إلى الجبال للنجاة بأرواحهم.
في وقت، أطلق الأهالي نداء النجدة والاستغاثة. والوضع حالياً أشبه بكارثة درنا الليبية.
ومع أوضاع الحرب التي يعيشها السودان، يحتاج المتضررون إلى العون والاغاثة الإنسانية من الدول الصديقة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
ويقول خبراء إن الوضع الذي تعيشه المنطقة يعد منطقة كوارث كبرى، تتطلب من الحكومة إطلاق نداء الاغاثة والعون من أجل تسريع الاستجابة الإنسانية الدولية لإغاثة المتضررين.
(أربعات).. الموقع والسمات الطبيعية
يعتبر خزان أربعات مورد المياه الرئيسي لمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر. ويقع محبس مياه خور أربعات في منطقة شجيرات الأكاسيا الصحراوية. يتحرك الفاصل المداري خلال شهري مايو وأكتوبر نحو الشمال ويسير موازياً لساحل البحر الاحمر مما يسبب امطاراً تصل إلى ذروتها خلال اكتوبر.
الأمطار على الساحل في ذلك الوقت قليلة، يتحرك منخفض جوي شرقاً عبر الجزيرة العربية خلال أشهر الشتاء من نوفمبر إلى يناير تتبعه رياح شماليّة تلتقط الرطوبة عند عبورها البحر الاحمر. هذه الرياح لدى اصطدامها بتلال البحر الاحمر تحدث امطاراً محلية في السهل الساحلي وسفوح التلال.
يقوم خور اربعات بتصريف المياه من محبس مساحته (4750) كلم، ويشمل محبس خور ادروس ويبلغ طوله 160 كم ما بين المحبس العلوي والمخرج السفلي الذي يخرج من خلاله إلى السهل الساحلي ويغطي مساحة قدرها 4750 كلم 2
يتجه نصف المجرى العلوي للخور شمالاً لمسافة 90 كم ثم يتجه نحو الشمال الشرقي المسافة 40 كم ثم شرقاً نحو البحر. يبلغ عرض الخور في هذا المقطع الأخير ما بين 1500 – 2000 متر ينقسم الخور إلى تسعة أفرع صغيرة قبل أن يصب في البحر.
تقع منطقة خور اربعات علي بُعد 20 كم إلى الشمال من بورتسودان على السهل الساحلي للبحر الاحمر بين تلال البحر الاحمر والحافة السبخية والشُّعب المرجانية التي تمتد على طول البحر الأحمر.
هذه الأراضي المعروفة باسم اربعات الزراعة تقع على دلتا الخور وتبلغ مساحتها حوالي 54,850 فدانا ( 23,040 هكتارا) ويتكوّن معظمها من الطمي والرمل الحصوي.
يبلغ طول دلتا اربعات 25 كم من بدايتها عند اربعات الموية في شكل مجرى ضيق يشق التلال بدرجة انحدار مقدارها 120/1 تنقص عند الساحل إلى 200/1.
تم تقدير المساحة الصالحة للزراعة من دلتا اربعات بحوالي 23,215 فداناً من هذه توجد حوالي 9,285 فداناً يمكن زراعتها بالري الفيضي.
رغماً عن صعوبة التقدير لعدم وجود خرائط للمساحات القابلة للري، إلّا أنّ المساحة المزروعة تبلغ حوالي 2,400 فدان وان 8000 فدان أخرى يمكن إضافتها للري الفيضي إذا تَوَافَرَت المياه.
صحيفة السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: البحر الاحمر
إقرأ أيضاً:
كومادير تدق ناقوس خطر تحديات قطاع الفلاحة بسبب أزمة المياه وصعوبات التمويل
زنقة 20 | الرباط
حذر رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، رشيد بنعلي، من التحديات المتزايدة التي تهدد القطاع الفلاحي بالمغرب، مشددا على أن غياب رؤية واضحة بخصوص مياه السقي، وصعوبة الولوج إلى التمويل، وتقلبات الأسواق، أصبحت تشكل عوائق حقيقية لاستمرار الأنشطة الفلاحية، بل وتُهدد التوازنات الاقتصادية والاجتماعية بالعالم القروي.
وفي الندوة الصحفية التي عقدتها الكنفدرالية اليوم بسلا، حول موضوع “التحديات الكبرى للقطاع الفلاحي بالمغرب: الرهانات، الإكراهات، والآفاق”، أبرز بنعلي أن الفلاح المغربي، ورغم هذه الصعوبات، يواصل أداء مهامه بمهنية عالية في تزويد السوق الوطنية بالمنتجات الفلاحية، وهو مجهود يستحق، حسب قوله، “الدعم والتثمين”.
وفي سياق مواجهة شبح الجفاف المتكرر، نوّه بنعلي بتدابير الحكومة لمواجهة العجز المائي، وعلى رأسها إعداد برامج تروم الحد من قلة المياه، داعيا إلى مراجعة الحصص المخصصة للري من السدود، وتمكين الفلاحين من رؤية واضحة بخصوص حجم المياه الموجهة للري، مع إشراك التنظيمات المهنية في تدبير الحصص المائية.
وفي الوقت ذاته، سجل رئيس “كومادير” قلق الفلاحين من تراجع الكميات المخصصة للري، مما أدى إلى توقف عدد من مناطق السقي، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للاستثمارات الفلاحية ويزيد من هشاشة العالم القروي. كما طالب بتفعيل التوجيهات الملكية لضمان استفادة الفلاحة من 80% من حاجياتها المائية في جميع الظروف.
ولم يفوت بنعلي المناسبة دون التعبير عن اعتزاز الكونفدرالية بالنتائج التي حققتها الفلاحة الوطنية منذ إطلاق جلالة الملك محمد السادس لمخطط المغرب الأخضر، مشيدا بالرعاية المتواصلة التي ما فتئ العاهل المغربي يوليها للعالم القروي.
وفي سياق دعم الفلاحين في ظل الظرفية الصعبة، ثمّن بنعلي القرار الملكي القاضي بعدم نحر الأضحية هذه السنة، وتوجيه جلالته بدعم مربي الماشية عبر إلغاء جزئي لديونهم وإعادة جدولتها.
من جهة أخرى، شدد المتحدث على أن الدعم العمومي لا يغطي سوى جزء محدود من التكاليف الحقيقية التي يتحملها الفلاحون، خاصة في ظل الأزمات المتتالية، مضيفا أن توزيع هذا الدعم يخضع للمراقبة، ويستفيد منه مختلف الفاعلين حسب اختصاصاتهم.
كما وجه بنعلي انتقادات حادة لما وصفه بـ”تحاليل مغلوطة” حول القطاع، داعيا إلى الكف عن تحميل الفلاحين مسؤوليات لا أساس لها من الصحة، دون الاعتماد على معطيات علمية ومقاربات عادلة تأخذ بعين الاعتبار تعقيدات الواقع الفلاحي.
وشدد رئيس “كومادير” تصريحه بالتأكيد على ضرورة وقف “شيطنة القطاع الفلاحي” والزج به في التجاذبات السياسية، داعيا إلى استحضار روح المسؤولية الوطنية والتعامل مع القطاع كرافعة استراتيجية للأمن الغذائي والتنمية القروية.