عادل الباز: إذا غسلتم طينهم.. فكيف عارهم.؟
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
1 حاولت جوقة جنيف غسل جثة الدعم السريع وتقديمها للعالم في صورة زاهية، فانظر ياهداك الله، الدعم السريع هو الذي قبل وقف إطلاق النار فوراً وهو داعية سلام يلبي كافة دعوات الداعين للسلام.!! هو الدعم السريع بالغ الانسانية يوافق مقدماً على إدخال الإغاثة بشكل عاجل لأجل الجوعى في دارفور وبقية مدن السودان، ثم هو الذي وافق على إجراء مبسط لتسهيل الإغاثة وعلى القوات المسلحة اتخاذها نموذجاً (أي والله جاء ذلك في البيان الختامي لجوقة جنيف.
وأخيراً هو الدعم السريع الذي (وافق على إصدار توجيهات إلى جميع المقاتلين بالامتناع عن الانتهاكات بما في ذلك العنف ضد النساء أو الأطفال، واستخدام الجوع أو نقاط التفتيش للاستغلال، والهجمات على العمليات الإنسانية والخدمات الأساسية مثل الحقول الزراعية، والمزارعين، والعمليات المتعلقة بالحصاد). جاء كل هذا الغسيل القذر في البيان المشترك الذي صدر اليوم – الموافق 23 أغسطس 2024 – من كلٍّ من الولايات المتحدة، سويسرا، المملكة العربية السعودية، مصر، الإمارات، الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة) من نص البيان الختامي .!!
2
انظر كيف حاولت جوقة جنيف تزيين بل تزييف صورة الدعم السريع وتقديمها للعالم في هذا الثوب الإنساني القشيب، وهذه مقاصد المؤتمر وأهدافه، غسل قذارة الجنجويد وسمعتهم بصحبة الكفيل المعطي للهبات (كل تبرعات الكفيل 77 مليون دولار للإغاثة.). هذا ما قالوا … ولننظر لما فعله الجنجويد على الأرض فعلاً … لعنة الله على الكاذبين.
3
الواقع أبعد ما يكون عن ما قالته جوقة جنيف، إذ أن الحقيقة كما كتب د. أمجد فريد (منذ أن دعت وزارة الخارجية الأميركية لمحادثات جنيف في 23 يوليو/تموز حتى تاريخ 20 أغسطس 2024، قتلت “قوات الدعم السريع” حوالي 650 سودانيا في هجمات استهدفت المدنيين في الخرطوم وأم درمان والفاشر وولاية الجزيرة وولاية سنار وولاية شمال كردفان. وخلال الفترة نفسها، ارتكبت الميليشيا جرائم حرب صريحة بقصف مستشفى أم درمان للولادة ومستشفى النو ومستشفى الصداقة في الفاشر. وارتكبت “قوات الدعم السريع” بعض هذه الجرائم أثناء وجود وفدها في سويسرا بمعية الوسطاء الدوليين).
يعنى حين وصل وفد القتلة “دعاة السلام” إلى جنيف كانت أيديهم ملطخة بدماء أكثر من 650 مواطن سوداني وهناك استقبلتهم جوقة جنيف المتآمرة باعتبارهم رسل الإنسانية.!!.
4
في أثناء اجتماعات الجوقة ومعها وفد الجنجويد في جنيف ماذا جرى؟ اسمعوا للمبعوث الأمريكي حين غرد أول أمس قائلاً (في وقت نركز فيه في سويسرا على إنقاذ الأرواح، نشعر بالصدمة لرؤية تصاعد العنف من قبل كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية هذا الأسبوع والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني في جالجاني، معمة القوز، بيضاء، والفاشر. الهجمات المباشرة على المدنيين —القصف العشوائي، القذائف، وإطلاق النار — تخالف القانون الدولي الإنساني. ندعو الطرفين إلى احترام كافة التزاماتهم بموجب إعلان جدة، وعلى الأقل الحد الأدنى من حماية المدنيين الأبرياء من الأذى.) . بالله شوفوا التدليس على أصولوا، إذ تم زج اسم القوات المسلحة في التغريدة للإيهام بأن الطرفين يرتكبان ذات الانتهاكات، مع إن كل المناطق التي ذكرها السيد المبعوث في التغريدة هي مناطق تسيطر عليها مليشيات وترتكب فيها المجازر ولا يوجد بها جيش أصلاً. ولكنه لأنه منافق، يكتب تغريدته بهذا التدليس والخلط المتعمد.
إذن بشهادة المبعوث الأمريكي بأن الالتزامات التي تتحدث عنها جوقة جنيف عن الوعود التي أطلقتها عصابات الدعم السريع قبل وأثناء المؤتمر ما هي إلا أكاذيب لتحسين صورتهم أمام العالم، ولكن بأرض الواقع في القرى والمدن يجرى شيء مختلف تماماً، إذ لم تتوقف الانتهاكات والقتل ساعة واحد في كل مناطق سيطرة المليشيا.!! على من يكذبون؟.
5
عرفنا ما جرى قبل المؤتمر أنهم قتلوا في غضون شهر أكثر من 650 نفس بريئة، وأثناء المؤتمر اجتاحوا عشرات القرى وقتلوا أكثر من 100 أبرزها في جالجاني، مهمة القوز، بيضاء، والفاشر.!! إذن … ماذا حدث بعد انتهاء مؤتمر الجوقة؟ .. بالأمس جاء في الاخبار أن مليشيا الدعم السريع نهبت المساعدات الإنسانية الدولية في ولاية غرب دارفور بعد أقل من 72 ساعة من فتح معبر أدري، كانت قوات التمرد (أعلنت الخميس الماضي، رفضها القاطع لمسار المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور عبر الولاية الشمالية) وإذا عرف السبب بطل العجب .!! ترغب المليشيات وحلفائها في فتح معبر واحد (أدري) الذي تسيطر عليه لتواصل نهبها وسرقتها لمواد الإغاثة بغرض تشوين جيشها الجائع.!!
بالأمس فقط أيضاً ووفقاً لشبكة أطباء بلا حدود أقدمت قوة مسلحة من مليشيا الدعم السريع بنهب أجهزة ومعدات مستشفى إبن سينا بالخرطوم، وهو المستشفى الذي كانت تستخدمه الميليشيا ثكنة عسكرية. وقامت الميليشيا بترحيل معدات المستشفى المنهوبة إلى جهة غير معلومة. وأدانت الشبكة بشدة عمليات نهب المرافق الطبية التي كانت تقدم خدمات طبية للمواطنين، حيث يعد مستشفى إبن سينا مركزاً مرجعياً وبحثياً في مجالات متعددة. وأكدت الشبكة في بيان لها أمس أن هذا التصرف يُعد انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية والإنسانية، وتعتبر أن سلامة المستشفيات والمرافق الطبية يجب أن تكون محمية وليست موقعاً للصراع.).
إذن الهجمات على العمليات الإنسانية والخدمات الأساسية لم تتوقف لحظة ولا يحزنون بشهادة المنظمات الدولية كما لم يتوقف القتل والنهب والاغتصاب، يحاول هؤلاء الجوقة في جنيف غسل طين الجنجويد وهيهات، وحتى إذا أفلحوا بالأكاذيب أن يفعلوا فكيف سيغسلون عارهم / قتلهم الأبرياء واغتصابهم النساء .؟!!
6
جوقة جنيف التي لازالت تحدثنا عن تعهدات الجنجويد بالالتزام بحماية الإغاثة وليس نهبها وحماية المدنيين وليس قتلهم، وتسعى لرسم صورة إنسانية لهم لا وجود لها إلا في خيال الجوقة المريض الذي يرى بعمىً كامل الشيطان في صورة ملاك… وليس في الأمر عجب .. فالأبالسة يحبون كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ.!!
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع أکثر من
إقرأ أيضاً:
محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح
تحوّلت المؤامرة على السودان، في آخر تحولاتها، من الفعل العسكري عبر ميليشيا الدعم السريع، إلى معركة إعلامية وسياسية ودبلوماسية ودولية، وهو عين فشل المؤامرة.
واجه الجيش السوداني معركة الوجود والحسم بصبر وتكتيك عالٍ، وفي ظل ظروف معقّدة جداً.
انتهت الإمارات، راعية الحرب والخراب والتدمير في السودان، إلى البحث عن مخرج من ورطتها، عبر التصعيد في الميدان، من خلال استخدام المسيّرات الاستراتيجية التي وصلت إلى بورتسودان، وبالتصعيد والتحشيد النوعي والكمّي في الصحراء الكبرى، وفي كردفان والفاشر، لكنها فشلت في تحقيق أي إنجاز يُذكر.
في الجانب الآخر، فشل ما يُسمّى بتحالف “تأسيس”، الذي يُمثّل الجناح السياسي لميليشيا ال دقلو، في الاتفاق على تشكيل حكومة منفى، كما فشلت أطرافه المتناحرة والمتنافرة في التوصل إلى أدنى حد من التنسيق والعمل المشترك.
ثم خرجت إدارة ترامب المتحالفة مع الإمارات، الشهر الماضي، بإعلان عقوبات على السودان ضمن مسلسل الوهم الأميركي، ولم تمضِ أيام حتى فقدت هذه العقوبات أثرها ولم يعد لها أي اهتمام.
جاء بعد ذلك، في الأسبوع قبل الماضي، اجتماع وزراء دول الآلية الرباعية في واشنطن، بحضور السفير المصري، لكن لم يكن هناك أي جديد بشأن ملف السودان، بعد أن سلّمته هذه الآلية للحرب والخراب بفشلها وحقدها.
أما آخر أوراق العدو الإماراتي وميليشياته، فتمثلت في ورقة الميليشياوي خليفة حفتر، الذي اعتدى على الحدود السودانية، ودخل بميليشياته، بالتنسيق مع ميليشيا الدعم السريع، إلى المثلث الحدودي، في تطور خطير وغير مسبوق، وتعدٍّ سافر على السودان ومصر.
هذه الخطوة تُظهر بوضوح حالة الانهيار التي تعيشها الإمارات وميليشيا دقلو. أما الجيش السوداني، فهو في طور الترتيب للرد، وتلقين المجرم الفاشل حفتر درسًا لن ينساه. وما سيراه حفتر من الجيش السوداني سيكون أسوأ وأفجع مما لقاه من الجيش التشادي الذي هزمه في الحرب الليبية-التشادية، واعتقله مقيدًا بالحبال ليسلّمه إلى الولايات المتحدة لأكثر من عشرين عامًا، ثم لتُعيده عميلًا لمشروعها في المنطقة والشرق الأوسط، إلى جانب وكيلتها ووكيلة إسرائيل، الإمارات. أما تجرّؤه على السودان، فليعلم حفتر أن دخول السودان ليس كخروجه منه!
ولكي يعرف الناس مدى فشل المؤامرة على السودان، فلينظروا إلى هذه التطورات والمتغيرات، وليقرأوا ما قاله أحد أبواق الميليشيا الإعلامية، المدعو “عزّام عبد الله”، الذي يقدّم برنامجًا على وسائل التواصل الاجتماعي يستضيف فيه حواضن الميليشيا وحلفاءها.
قال هذا البوق، بغباء وصراحة مفرطة، وهو يتجرّع علقم الهزيمة والانكسار، إن “أمريكا وإسرائيل لن تتركا الدعم السريع ينهزم، لأن هذه الحرب أكبر من مشروع صراع داخلي”.
يقول هذا البوق هذه “الحقيقة” وهو يعلم تمامًا أنه مجنّد في هذا المشروع، وأنه لا مشروع لديهم أصلاً. ولكن، من قال لك أيها الغافل، إن الدعم السريع لن ينهزم رغم دعم أمريكا وإسرائيل؟!
إذاً، ما تفسير كل هذه الهزائم والانتكاسات، وهذه الدول معكم ومع ميليشياتكم؟!
إن الحل، وطريق النصر والخلاص، وهزيمة أعداء الداخل والخارج، يبدأ وينتهي بالسلاح والمقاومة الشعبية المسلحة، وبمزيد من التجهيز والترتيب للقتال والدفاع عن البلاد والعباد والكرامة والشرف.
وما كان لكل هذه الانتصارات العسكرية والسياسية والدولية أن تتحقق، لولا السلاح والكفاح والمقاومة.
لا أحد يحترم الضعفاء في هذا العالم، فحيّ على السلاح، والكفاح، والنصر الذي لاح.
محمد أبوزيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتساب