برنامج إيران النووي.. هاجس الدولة العبرية منذ عقدين
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
14 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: يشكّل الهجوم الإسرائيلي على إيران الجمعة تتويجا لتهديدات يطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو منذ قرابة 20 عاما، ولو كان ذلك على حساب التعارض في العلن مع الولايات المتحدة، أبرز حلفاء الدولة العبرية.
وأتت الضربات غير المسبوقة قبل يومين من الموعد المعلن لجولة جديدة من المباحثات بين واشنطن وطهران، والهادفة الى التوصل لاتفاق جديد بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وأتت الضربات بعد ساعات من قول ترامب “نحن قريبون الى حد ما من التوصل الى اتفاق جيد للغاية”، مضيفا بشأن إسرائيل “لا أريدهم أن يتدخلوا، لأنني أعتقد أن ذلك سينسف الأمر برمته”، قبل أن يسارع للإضافة ان ذلك “قد يساعد في الأمر عمليا، لكن قد ينسفه أيضا”.
وفي حين لم يخفِ نتانياهو قط معارضته لأي تفاهم بين الدول الغربية وإيران، اختار المضي في مسار معاكس لما طلبه ترامب، على رغم أن محللين يشككون في أن يكون ظاهر الأمور كما باطنها.
ويشكك الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس مناحم ميرحافي “في أن إسرائيل كانت لتقوم بذلك فيما لو قالت لها الولايات المتحدة لا”، ملمحا الى أنه “ربما كان هناك (…) اتفاق من نوع أنتم (واشنطن) تفاوضون، ونحن (إسرائيل) نهتم بالضربات”.
في أي حال، فإن “التوقيت الذي تمّ اختياره منطقي، إذ إن إسرائيل لا تتوقف عن تضييق الخناق على إيران منذ سنة ونصف سنة”، بحسب الأستاذ الجامعي، وذلك في إشارة الى سلسلة ضربات وجّهتها الدولة العبرية الى الجمهورية الإسلامية وحلفائها في المنطقة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال نتانياهو إنه “أمر” بتوجيه ضربة لبرنامج إيران النووي قبل أشهر.
وتابع أنّه “كان من الضروري التحرك وحددت موعد التنفيذ في نهاية نيسان/أبريل 2025 (لكن) لأسباب مختلفة، لم ينجح الأمر”.
لكن هاجس نتانياهو بإيران يعود الى أعوام طويلة خلت.
في كانون الأول/ديسمبر 2005، وبعد أقل من شهرين على الضجة العالمية التي أثارتها دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى “محو إسرائيل من الخريطة”، قال نتانياهو الذي كان حينها في المعارضة، إن البرنامج النووي “يشكل خطراً جسيماً على مستقبل” الدولة العبرية. واعتبر أن على إسرائيل “أن تفعل كل ما يلزم لمنع إيران” من تطوير قنبلة نووية، متطرقا الى إمكانية شنّ ضربات عسكرية.
– “خطأ تاريخي” –
لم يعد نتانياهو الى رئاسة الوزراء سوى في العام 2009، وهو لم يترك المنصب منذ ذلك الحين سوى لفترة وجيزة بين العامين 2021 و2022.
طوال هذه السنوات، يكرر نتانياهو أنه لا يصدق نفي الجمهورية الإسلامية المتكرر بأن برنامجها النووي هو لغايات مدنية بحتة، وهدد بانتظام باللجوء إلى “الخيار العسكري”.
في العام 2015، وصف نتانياهو الاتفاق الدولي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى بأنه “خطأ تاريخي”، بعدما أتاح فرض قيود على برنامج طهران النووي لقاء رفع عقوبات دولية عنها.
تسببت انتقاداته المتكررة للاتفاق في برودة في علاقته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما (2009-2017).
وفي 2018، أشاد نتانياهو بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات على طهران التي بدأت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها النووية.
ورفعت إيران من نسبة تخصيب اليورانيوم وزادت مخزونها بشكل كبير.
طوال هذه السنوات، عمل جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) في عمق إيران، واتهمته طهران بالوقوف خلف العديد من العمليات ضد البرنامج النووي.
وفي حين لا تؤكد إسرائيل أو تنفي حيازتها للسلاح النووي، يقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أنها تحوز على 90 رأسا نووية.
– تغيير ميزان القوى –
ومنذ هجوم حماس في 2023، يكرر نتانياهو أن إسرائيل تخوض حربا وجودية وتعتزم “تغيير الشرق الأوسط”.
في خريف 2024، قلبت إسرائيل الوضع لصالحها في ساحة المعركة، إذ كبدت حزب الله، أقوى المجموعات الاقليمية الحليفة لطهران، خسائر كبيرة بعد نزاع امتد لأكثر من عام. وتلا ذلك سقوط حكم حليفها الآخر بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، والذي ترافق مع انسحاب آلاف المستشارين العسكريين والمقاتلين الذين أرسلتهم إيران الى سوريا.
وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2024، رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق طهران حوالى 200 صاروخ على إسرائيل، بشن ضربات ضد أهداف عسكرية في الجمهورية الإسلامية. وقال وزير الدفاع يوآف غالانت في حينه إن هذه الضربات قد “غيرت توازن القوى” و”أضعفت (إيران) سواء في قدرتها على بناء الصواريخ أو في قدرتها على الدفاع عن نفسها”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الدولة العبریة
إقرأ أيضاً:
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12
في أول زيارة من نوعها منذ اندلاع حرب الأيام الـ 12 بين إسرائيل وإيران، يعتزم وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التوجّه إلى طهران الأسبوع المقبل، بحسب ما أفادت به صحيفة "جيروزاليم بوست". اعلان
ومن المقرّر أن يجري خبراء فنيون من الوكالة محادثات أولية مع المسؤولين الإيرانيين، في محاولة لإعادة تفعيل أنشطة التفتيش على المنشآت النووية، وسط آمال بأن تمهّد هذه الخطوة الطريق لعقد لقاءات رفيعة المستوى بين المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، وكبار المسؤولين في طهران، وفق الصحيفة.
وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الوصول إلى المواقع النووية التي تضرّرت خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، إلا أن إيران أوضحت أنها لن تسمح في الوقت الراهن للمفتشين بزيارتها. وتُظهر صور أقمار صناعية حديثة أن أعمالًا جارية في بعض تلك المواقع، إلا أن مصادر متعددة تؤكد أن عمليات الترميم لم تتضمن نقل أي كميات من اليورانيوم المخصب، ولا تُعدّ بمثابة إعادة بناء شاملة.
وكان مفتشو الوكالة قد غادروا إيران بعد انتهاء الحرب، بدعوى مخاوف أمنية على حياتهم.
Related محذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزةالبرلمان الإيراني: لا استئناف للمفاوضات النووية مع واشنطن قبل استيفاء شروط محددةإيران والترويكا الأوروبية تناقشان البرنامج النووي في اسطنبول.. أي أفق للتسوية والاتفاق؟تحركات دبلوماسية أوروبية
في سياق متصل، التقى نواب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، الجمعة الماضي، مع مسؤولين إيرانيين في إسطنبول في محاولة لإحياء المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد.
لكن دبلوماسيين غربيين قالوا لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن الاجتماع انتهى دون نتائج إيجابية، وأكدوا أن الجانب الإيراني أصرّ على مواصلة تخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق مقبل، وهو ما اعتبروه عقبة رئيسية أمام إحراز تقدم.
بدوره، صرّح نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب أبادي، بعد الاجتماع، بأنه وجّه انتقادات للموقف الأوروبي من الحرب الأخيرة، كما ناقش تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات. وأضاف: "تم الاتفاق على مواصلة التشاور بهذا الشأن".
وكانت الدول الأوروبية الثلاث قد أكدت أن عدم التوصل إلى تفاهمات جديدة مع طهران بحلول أكتوبر المقبل سيدفعها إلى تفعيل آلية العقوبات من خلال مجلس الأمن الدولي، وهي خطوة ممكنة فقط حتى منتصف أكتوبر بموجب بنود الاتفاق النووي الأصلي.
واشنطن ترفض الوساطة حاليًا
وفي تطور موازٍ، نقل دبلوماسيون غربيون عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ترفض الضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال ترامب في تصريح مقتضب: "إذا أرادت إيران التفاوض، فهي تعرف أين تجدنا".
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، هذا الأسبوع، إن بلاده ستستأنف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة "إذا اقتضت المصلحة الوطنية"، لكنه أضاف أنه "لا توجد في الوقت الحالي خطط لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة